|
راسمالية الاحزاب الطائفية الحاكمة في العراق
عبد الصمد السويلم
الحوار المتمدن-العدد: 4068 - 2013 / 4 / 20 - 23:19
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
ليست الديمقراطية في الورقة الانتخابية وليس اعضاء البرلمان ولا القضاء ولا الحكومة باوصياء ولا اسياد على الشعب بل هم موظفون لخدمة الشعب يحق للشعب عزلهم ومحاكمتهم ان اخطئوا وقصروا كيف ماشاء ومتى ما شاء فالديمقراطية تعني ان القرار للشعب وان السلطة للشعب وان القانون هو راي الشعب وانه ليس فوق قوة الشعب أي قوة والا ماذا يعني انخفاض مستوى الاشتراك في العملية الانتخابية وتحير الناخب في اختياره للمرشحين وجهله بحالهم او علمه بفسادهم وانه لاخيار لهروبه من المزيد من الدمار مستقبلا سواء الاضطرار للقبول باسوء حال ممكن حاليا وكما يتداول الان في الشارع العراقي الان(حرامي اللي تعرفه احسن من الحرامي اللي ما تعرفه) على اساس من قناعة لخداع النفس من ان اللص السابق قد شبع من السرقة لكن بربكم هل هناك لص يشبع من السرقة!!!!! ان الاغلبية الصامتة لها صوت احتجاج يظهر على شكل فعل المقاطعة وهو راي يجب احترامه حيث من المفروض ان نسبة المشاركة ان كانت منخفضة يجب ان تلغى الانتخابات وان يعاد النظر في اسباب عزوف الراي العام عن المشاركة الفاعلة فيها.في الوقت الذي تتكرس فيه المحاصصة والتزوير والتهم المتبادلة ليس من الانصاف بمكان ان يفرض راي اقلية ازاء الاكثرية الصامتة التي سيكون صوتها مستقبلا ثورة ضد الفساد والارهاب والاستبداد الطائفي.ان راسمالية الاحزاب الطائفية الحاكمة حاليا في العراق ادى من خلال فسادها الاداري وصراعها الطائفي الدموي الى ارتفاع اصوات البكاء على الماضي الدكتاتوري والمطالبة بعودة انظمة الاستبداد بذريعة الدمار الفوضوي في النظام التعددي الحالي ولان الوعي الشمولي الايدلوجي مازال مسيطرا في فكر واداء القوى السياسية في العراق دينية كانت ام يسارية ام علمانية ليبرالية ام قومية شوفينية والراسمالية في العراق ما زالت جنينا ضائعا في ازمة الراسمالية العالمية المعاصرة بين الراسمالية الامريكية العجوز والراسمالية الجديدة المنفتحة في روسيا والصين القائمة على انقاض النظام الشيوعي الشمولي. الفكر الطائفي يطالب براسمالية طائفية قريبة من نظام قمع طالبان حيث يمنع فيها الفكر والفن والثقافة والادب والاعلام وتقمع النساء والاحزاب وتراقب وتتدخل كل شيء حتى الاقتصاد من السوق الى البنوك مع قمع الغير من الطوائف والاثنيات الاخرى وهو يعني دكتاتورية عسكرية قمعية جديدة وهي بذلك تدعو الى استمرار تحكم السلطة في كل شيء في المجتمع أي عودة راسمالية البعث بثوب طائفي علني وبذلك تم عن طريق الفساد المالي والاداري واستغلال السلطة السيطرة على الفائض الاقتصادي والمالي ومن خلاله تم تكريس السيطرة وفرض القوة على الراي العام العراقي و كافة مؤسسات الدولة .لقد اخفق الانفتاح الاقتصادي في جلب الاموال والاستثمارات الخارجية فضلا عن الداخلية بسبب من الارهاب وبسبب من الفساد الاداري الذي يبتلع أي راسمال تنموي ويقضي على أي قرصة للتقدم. ان عدم تحررالراسمال الوطني(( الذي له قواعده الخاصة المستقلة في صنع الظاهرة الموضوعية التاريخية )) من قبضةالاحزاب الطائفية الحاكمة التي نصبت نفسها صوتا خالدا مقدسا فوق كل شيء ينطق نيابة عن الاله زورا وبهتانا. ازمة الحزب الطائفي هي تكمن في كونه يعيش على هامش التاريخ بل خارج التاريخ فهو ما زال اقطاعيا متخلفا (رغم مرور عقود طويلة على الاستقلال الوطني) حيث لم تتكرس فيه ولا يتنبني علاقات الانتاج الراسمالي بعد وكان الانفتاح على الراسمالية الغربية انفتاحا انتهازيا براغماتيا غير حقيقي ولم نشهد تشكيل احزاب راسمالية حديثة حقيقية. بل اكتفت تلك الاحزاب الطائفية الاقطاعية الشمولية بنشر المظاهر السطحية القشرية الاستهلاكية للحضارة الغربية ونشر الطقوس الدينية السطحية الظاهرية في الوقت الذي تتشكل فيه على الدوام التحصيانات العسكرية ضد أي تطور وفكر تنويري ديني او أي ثقافة حديثة وكانت تمارس وما زالت استغلال ضارللراسمال الوطني المتنامي الذي هو ملك الشعب ولقد سرق منه من قبل بطانة فاسدة تدافع عن منافعها الفئوية والشخصية الضيقة فقط. لم ينمو الراسمال الوطني العراقي عبر الانتفاح الاقتصادي للسوق الحرة ولا عبر الدولة في نظام التدوال السلمي للسلطة من خلال الانتخابات بل عبر فساد اداري وصراع سياسي طائفي دامي الحق الضرر الفادح بتطور الاقتصاد السياسي للعراق وكانت الاحزاب الطائفية العراقية بحق وريثة النظام الفاشي الراسمالي البعثي الشمولي المتخلف في سيطرتها على ادارة الدولة في تظليل وقمع اعلامي بيرقراطي . ان ايجاد خطط تنموية شاملة ومؤسسات دولة جديدة حديثة واستغلال امثل للفائض النقدي الهائل يجب ان يحدث والراسمالية البيرقراطية الطائفية تدرك ذلك وتدرك ان بقائها في السلطة موقت زائل لذا فهي تسارع في امتصاص دم وثروة شعبنا باقصى ما يمكن وباسرع ما يمكن خدمة لمصالحها وتهيئة لارضية بقائها في السلطة مستقبلا وهي لاتتورع عن تمزيق العراق وادخاله في صراعات دموية دائمة خدمة لبقائها في السلطة باي ثمن وتعمل من اجل ذلك على استهلاك راسمال الانتاج الوطني واعاقة وضع خطط التنمية الشاملة للتصنيع الحديث، وغياب الرقابة المالية والشعبية والتوزيع العادل للثروة الوطنية ويتاجر اعلاميا الحزب الطائفي في الشعارات الدينية التي تعبرها خالدة كخلود رسالة البعث في الامة العربية والاشتراكية القومية في نصوص زائفة وهمية اثبت كذبها واخفاقها التاريخي من اجل اعادة انتاج ايدلوجية راسمالية السلطة الفاشية الطائفية الفاسدة في الثقافة والاعلام والادارة والاقتصاد والعلاقات الاجتماعية والاداء السياسي بل في كل شيء.
#عبد_الصمد_السويلم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
طائفية المناطق العشائرية ومستقبل المخطط الامريكي في العراق
-
حريق مذبحة الربيع الدامي في العراق
-
طائفية البرجوازية الصغيرة في العراق
-
عراق دولة الاستهلاك الطائفي
-
عراق دولة الطائفة في انتظار الشمس
-
من صنم لاخر ومن دكتاتور سابق الى دكتاتور لاحق
-
تطور استراتيجية الحرب الامريكية على الإرهاب
-
التحول نحو الطائفية في العراق
-
ما يجب ان يخشى منه النظام نبؤة بالثورة
-
طائفي بامتياز
-
مسك الختام الموت الزؤام
-
ليس بحسن النوايا وحدها تحكم البلاد
-
من هم وماذا يريدون
-
الغاية من التفجيرات تاجيل الانتخابات
-
الحرية الى الابدFreedom forever
-
الله في المطر الهروب السياسي الى الامام
-
محفظتي اولا .................محفظتي اخرا
-
حتى اخر كيلو متر
-
العراق بين ارادة البقاء وارادة التغيير
-
ماذا تبقى؟ رسالة في زمن الهروب الى الهزيمة
المزيد.....
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|