مى حسين عبد المنصف
الحوار المتمدن-العدد: 4068 - 2013 / 4 / 20 - 14:08
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
المقدمة
تقيم الدول فيما بينها علاقات متنوعة ومختلفة قد تكون تلك العلاقات اما علاقات تعاونية او علاقات صراعية لذا جاء علم العلاقات الدولية –بعد الحرب العالمية الاولى- من أجل فهم الظواهر الدولية المختلفة والعمل على القاء الضوء على الاسباب والعوامل المحددة التى تسهم فى تطور تلك الظواهر .
ومن ثم ظهرت العديد من نظريات العلاقات الدولية كعامل رئيسى يسهم فى دراسة العلاقات الدولية حيث ان نظريات العلاقات الدولية تهتم بمجمل الاحداث وليس الاحداث الخاصة ولقد تعددت نظريات العلاقات الدولية التى تحاول كل منها ان تقدم تفسير للعلاقات الدولية , فكل منها النظام الدولى واطرافة والعوامل المؤثرة علية كذلك تناول علاقات السلم والحرب بين الدول والعلاقات الدبلوماسية فيما بين الدول وبعضها البعض .
لقد شهدت العلاقات الدولية فى القرن العشرين تحولات جذرية من حيث نطاق تفاعلتها وتنوع قضاياها ومشاكلها لذلك اصبحت العلاقات الدولية على درجة عالية من التعقيد والتشابك ومن ثم دخلت النظريات التى كانت سائدة بعد انتهاء الحرب العالمية الاولى-المثالية والواقعية- فى جدل من حيث افضليتهما فى فهم وتفسير الواقع الدولى .
وانطلاقا من ذلك اكتسبت العلاقة بين كل بين المدرسة الواقعية-(التى تنقسم بدورها الى عدد من الاقسام مثل الواقعية الكلاسيكية والواقعية الجديدة,الواقعية البنوية , الواقعية النيوكلاسيكية ) -والعلاقات الدولية قدر من التماسك ولاسيما بعد أن ترسخت تلك العلاقة منذ الحرب العالمية الثانية بحيث أصبحت المدرسة الواقعية هى النموذج المهيمن فى حقل نظريات العلاقات الدولية
ومن ثم تحاول هذة الورقة البحثية تناول النظرية الواقعية التقليدية ومحاولة التعرف على اطروحاتها فى فهم وتفسير الواقع الدولى والعلاقات الدولية و وتتمثل المشكلة البحثية فى :-
ما هو أثر ظهور النظرية الواقعية على الساحة الدولية؟ فهل أسهمت فى تقديم نظرية علمية دقيقة أم انها فشلت فى بلورة نظرية علمية دقيقة تساعد على تناول ظواهر العلاقات الدولية ؟
تدور التساؤلات البحثية فى تناول النظرية الواقعية حول الآتي:-
1. ما هى الظروف التى أسهمت فى اظهار النظرية الواقعية كنظرية جديدة فى العلاقات الدولية
2. ما هي الأطروحات والمبادئ التي تقدمها النظرية الواقعية الكلاسيكية ولاسيما فيما يتعلق بالطبيعة الانسانية والدولة ؟
4. ما هى رؤية تلك النظرية للسياسة الدولية؟ وما هي وجهات النظر المطروحة في هذا الشأن؟
5. هل أصابت النظرية الواقعية التقليدية فى افتراضتها ام انها تعرضت للنقد؟
وفى محاولة الاجابة على تلك الاسئلة يتم تناول كل من النقاط الاتية :-
• السياق التاريخى للنظرية الواقعية التقليدية
• الافتراضات التى بنيت عليها النظرية الواقعية
• مقولات النظرية و رؤية النظرية الواقعية للسياسات الدولية
• نقد النظرية الواقعية التقليدية
• السياق التاريخى للنظرية الواقعية التقليدية
تطلق الواقعية على التوجة النظرى فى دراسة العلاقات الدولية الذى نشأ فى الاوساط الامريكية بين الحربين وهو يستند الى مجموعة من المسلمات النظرية القائمة على اساس ان الاصل فى العلاقات الدولية هو الصراع , وان الانسان انانى بالطبع .
بينما ترجع جذور الفكر الواقعي إلى كتابات توسيديد وميكيافللي وهوبز وغيرهم من المفكرين الذين تميزوا بالصرامة والتشاؤم على النقيض من المثالية, لكن النهضة الحديثة للفكر الواقعي في تحليل العلاقات الدولية قد ارتبطت بالثورة على التيار المثالي الذي ساد فيما بين الحربين
العالميتين.
(أ) الجذور التاريخية للنظرية الواقعية
لقد كانت بداية ظهور النظرية الواقعية في العلاقات الدولية فى القرن الخامس قبل الميلاد فى اليونان وذلك من خلال قيام الفيلسوف اليةنانى سوثيديديس بوضع الاسس العامة لها ،وذلك يرجع الى خلفية خبرته بحرب البولينيز, حيث رأى ثيديديس إلى أن السبب الرئيسي للحروب القائمة آنذاك هو قوة أثينا والخوف من اسبرطة, الى أن جاءت فكرة الدولة بداية عند الامبراطورية الرومانية المسيحية حيث وجد نوع من الوحدة المدنية في أوربا فيما بين 1500 و 1800ميلادية.
وفى عصر النهضة ظهرت الواقعية بصورة واضحة فى افكار ميكيافيللي الذى أكد على مبادئ ثوسيديدس وتنطلق تلك الافكار من رؤية ما هو كائن بالفعل وليس ما ينبغي ان يكون, فالحاكم إذا أراد أن يحتفظ بالحكم فعليه أن يعي كيف أن لا يكون متمسك بالفضيلة وأن يستخدم مقدراته وفقا للحاجة. كما قدمت الواقعية من خلال سياسات الوزير الفرنسي كاردينال دي ريتشيلو الذي قاد فرنسا إلى حروب الثلاثين عاما من أجل عد سيطرة هابسبرج على أوروبا,وقد انتهت تلك الحرب بمعاهدة ويستفاليا 1648 التي تعد أول اتفاقية لتأسيس الدولة الحديثة. ثم تعددت الكتابات التي تدعم فكرة الواقعية ومن بين تلك الكتابات نجد الفسليوف توماس هوبز والمنظر العسكري كارل فون كلاوزيفيتش والمفكر هيغل.
يركز توماس هوبز على الطبيعة الانانية والعدوانية للانسان من خلال مقوالتة" حرب الجميع ضد الجميع "كما يرأى ان القوة عامل حاسم فى السلوك الانسانى , ومن ثم فلانسان دائما يسعى لامتلاك مزيد من القوة وبالتالى يؤكد توماس هوبز على اهمية القوة فى العلاقات الدولية كما انة يؤكد على فكرة السلطة القوية , كما انة يختلف عن الواقعية المعاصرة فى التأكيد على دور المؤسسات السياسية فى تنظيم القوة وفى ومنع الصراع , كما كان هيغل يمثل واحد من الروائد الاوائل فى تناول النظرية الواقعية حيث أكد هيغل على فكرة المصلحة كهدف رئيس يحكم العلاقات بين الدول والدولة كما ان الدولة موجودة بمعزل عن مواطنيها كما انة يراى ان الدول تخلق اخلاقيتها ومن ثم هى قادرة على ان تتصرف بما يضمن بقائها وفى القرن الثامن عشر ظهرت النظرية الواقعية بوضوح فى كتابات كل من بيسمارك وكارل فون كلوززفيتر مؤلف كتاب "فى الحرب"
على الرغم من الجذور الفلسفية التى ورثتها النظرية الواقعية من التاريخ الاوربى فى مختلف عصورة الا ان الواقعية انطلقت فى الولايات المتحدة الامريكية كرؤية جديدة ومن ثم كنظرية منافسة للمثالية وصولا الى هيمنتها على العلاقات الدولية
حيث انة فى عام 1620 وصلت مجموعة من المهاجرين الانجليز البيوريتانيين الهاربين من الاضطهاد الى ماساشوسيتش ووجدوا ان مهمتهم الجديدة تتمثل فى بناء ارض جديدة وتشكلت بذلك اول اسطورة فى السياسة الخارجية الامريكية حيث ان هؤلاء وجدوا ارضية تعتمد على السيطرة على مسار الحياة السياسية والفكر السياسى الامريكى .
ومن ناحية اخرى نشأت البراجماتية من تربة رأسمالية ناهضة على اخلاقيات مبنية على اساس التنافس والصراع وتعددت المبررات التى اتاحتها نظرية التطور فى صياغة الفلسفة المسماة بالدورانية الاجتماعية لتكوين فكر وفلسفة امريكية متميزة
"تقوم الدورانية الاجتماعية بصورة رئيسية على تسخير مبادئ الانتخاب الطبيعى والصراع من اجل البقاء لتبرير الصراعات الاجتماعية وعدم المساواة فى ظل النظام الرأسمالى واضفاء صبغة اخلاقية وهو ما يعرف بقانون الغاب على المجتمع ليصبح النجاح المادى موضوع تمجيد اخلاقى بصرف النظر عن ظروف هذا النجاح واسبابة"
وانطلاقا من تلك النظرة البراجماتية تحالف رجال السياسة (القوة) ورجال المال (التجارة ) ورجال الدين(القيم) فى امريكا ومثل ذلك اساس المصلحة العليا القومية-التى هى تمثل اساس نظرية الواقعية- للولايات المتحدة الامريكية وهى انطلقت وهيمنت على سياستها الخارجية ودورها فى الولايات المتحدة الامريكية .
(ب) النهضة الحديثة للمدخل الواقعي
لقد عرف نظام العلاقات الدولية مع نهاية الحرب العالمية الأولى بسيطرة المرحلة المثالية , ولقد كان خير مثال على سيطرة المثالية على العلاقات الدولية فكرة ويلسون الذي رأى أن الصراع يبين عدم فائدة الحرب لأنة فى النهاية لا يستطيع الوصول الى تحقيق الاهداف المنشودة والتى تمثلت بصورة رئيسية فى محاولة كسب للأراضي لهذا قام الرئيس الامريكي وودرو ويلسون بوضع أربعة عشر مبدأ كأساس للسلام التالي, وقد تضمنت تلك المبادئ
• حظرالاتفاقيات السرية
• حريةالملاحية والتجارة
• خفض التسلح وتحديد المصير
• إنشاء ماعرف فيما بعد بعصبة الامم .
فضلا عن تلك المبادئ التى وضعها الرئيسى الامريكى, كان التيار المثالي ينتقد المشاعر السيئة التي كانت سائدة بين الدول وخاصة ان القادة لا يقدمون ما يكفي من إيضاحات للجماهير ولاسيما انها المتألم الوحيد من الحرب. ولهذا كان يرأى التيار المثالي أن التوترات الكامنة يمكن إزالتها بإقامة ديمقراطيات برلمانية لأن الصراعات هي خيار النخبة والأوتوقراطيين وكان يسعى دائما الى الوصول الى غاية تتمثل فى السعى إلى تحقيق رفاهية البشرية
لكن فى الثلاثنيات حدثت فجوة بين النظرية المثالية من جهة والواقع السياسى الدولى من جهة اخرى الذى كان من ابرز مظاهرة الغزو اليابانى لمنشوريا 1931 واحتلال ايطاليا لاثيبوبيا 1935 وظهرت التحديات الواقعية على النظرية المثالية واثبت عجزها وفشلها
حيث ان مع إخفاق المدرسة المثالية في فرض ونشر قيمها فضلا عدم قدرتها على التحكم في سير الاحداث والتنبؤ بها الامر الذي انتهي بنشوب الحرب العالمية الثانية نتيجة إغفال المدرسة المثالية لدور القوة والتعويل عليه في تفسير الاحداث جاءت النظرية الواقعية التقليدية لتحل محل المثالية اى كرد فعل على المثالية وأصبحت هى النموذج المهيمن على حقل العلاقات الدولية -ويرجع ذلك نتيجة للاسامات الفكر الواقعى فى مختلف عصورة – واعتمدت على وصف ما هو قائم بالفعل وليس ما يجب ان يكون داخل النظام الدولى , وتقوم الواقعية على استفتاء مادتها الخام من التاريخ
ومن ثم يمكن القول ان هنالك مجموعة من العوامل التى اسهمت فى ظهور الواقعية وتتمثل فى
(1) نشوب الحرب العالمية الثانية
(2) وجود حالة من اللاختلاف والتضارب فى المصالح
(3) دخول الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتى فى سباق تسلح
وهذا يعنى ان بعد الحرب العالمية الثانية حدث تحويل فى التفكير الدولي من المثالية الى العقلانية، أي من القانون والتنظيم، الى عنصر القوة في العلاقات الدولية، فاصبح التركيز على ضرورة الاخذ بالدروس المستفادة في التاريخ لتدعيم وجهة نظرهم وعدم اعطاء دور بارز للرأي العام لعدم قدرته على تحقيق السلام العالمي، فسيطرت النظرية الواقعية كمنهج في العلاقات الدولية بوضوح في الولايات المتحدة ابتداء في عام 1940-1950
ولقد اتخذت تلك النظرية من الدولة اداة للتحليل فى فسهم وتفسير كافة الظواهر الدولية المختلفة حيث مثلت الدولة وحدة التحليل الاساسية فى الفكر الواقعى كما أكدت تلك النظرية على أن سلوك الدولة يجب أن ينطلق من افتراض أن الفوضوية هي السلطةالأساسية للنظام الدولي وأن سلوك الدولة يمثل نوعا من الاستجابة للفرص والقيود التي يقدمها النظام الدولي الفوضوي .
ثم أخذت تتطور في عقد التسعينات من القرن العشرين وبداية مطلع القرن الواحد والعشرون بظور تيار الواقعيون الجدد.
ومن ثم إكتسبت المدرسة الواقعية في السياسة الدولية شهرتها بعد الحرب العالمية الثانية وبدءت بفرض وتسليط نظرة تشاؤمية في العلاقات الدولية بحيث عكست صورة واقعية للعلاقات بين الدول صورة واقعية في العلاقات بين دول كبيرة ودول صغيرة ، بين دول متطورة ونامية وبالتالي بين الغالب والمغلوب كنتيجة للحرب العالمية الثانية .
كما تفترض الواقعية أن الشؤون الدولية عبارة عن صراع من أجل القوة بين دول تسعى لتعزيز مصالحها بشكل منفرد، وهذا ما يؤكد النظرة التشاؤمية والتأكيد على النزاعات والحروب والتحالفات، والإمبريالية وغيرها من الظواهر الدولية فضلا عن أن تركيزها على النزعة التنافسية فى العلاقات الدولية .
بالتالى ظهور النظرية الواقعية اكد على فشل المثالية التى تعتمد على القانون الدولى والمنظمات الدولية وحل الصراعات وتحقيق السلام والرخاء حيث ان الواقعية اكدت على ضرورة تأميين الدولة لنفسها ضد اى عدوان خارجى
بعد الحرب العالمية الثانية أرسي هانز مورغينتو أسس الواقعيةالكلاسيكية في كتابه السياسةبين الامم الذي أصبح الاطا رالتنظيري المرشد فيما بعد للكتابات الواقعية, ولقد حاول من خلال هذا الكتاب العمل على وضع نظرية علمية للعلاقات الدولية بعيداً عن الطبيعة البشرية. وتتلخص أطروحات مورغينتو بما يلي:
• أولاً : أن الدول الأمم هي الممثل الأهم للعلاقات الدولية
• ثانياً : يجب التمييز بين السياسة الوطنية والسياسة الخارجية
• وثالثاً : السياسة العالية هي صراع من أجل السلطة وبعدها من أجل السلام
• الافتراضات التى بنيت عليها النظرية الواقعية
لقد اعتمدت الواقعية التقليدية على العديد من الافتراضات كأساس يمكن الاستناد الية من أجل فهم و تفسير مختلف الظواهر المعقدة في السياسة الدولية بما فيها ظاهرة السياسة الدولية, وتتمثل تلك الافتراضات فى الاتى :-
1) الدولة هي الفاعل الأساسي فى العلاقات الدولية , وهى وحدة التحليل الاساسية .
2) النظر للدولة كوحدة واحدة على الرغم من أن متخذي القرارات في السياسة الخارجية لدولة ما هم في الواقع أشخاص متعددين (رئيس الدولة، أو وزير الخارجية) إلا أن الدولة تتعامل مع العالم الخارجي بصفتها كيان واحد متماسك
3) التحالفات بين الدول من الممكن ان تزيد قدرة الدولة من الدفاع على نفسها ولكن يجب الا يكون هناك اعتماد متبادل او ولاء بين الدول المتحالفة
4) ترى الواقعية ان الطبيعة البشرية ثابتة او على الاقل يصعب تغيرها بصعوبة , فلانسان لا يحب الخير والفضيلة بل ان الانسان ينزع للشر والخطيئة وامتلاك القوة .
5) الموقع الجغرافى للدولة يؤثر فى امكانيتها وفى توجهاتها السياسية الخارجية حيث ان فى اطار الجغرفيا قد تكون هناك دول اكثر عرضة للغزو من غيرها ,فحين أن بعض الدول قد تحتل مواقع استراتيجية أكثر اهمية من غيرها , كما الموقع يؤثر على المناخ ومن ثم هذا يؤثر على نمو المحاصيل مما يؤثر على قدرة الدولة فى تعبئة قدراتها لمواجهة الدول الاخرى .
6) أن أساس الواقع الاجتماعي هوا الجماعة، فالأفراد في عالم يتسم بندرة الموارد يواجهون بعضهم البعض ليس كأشخاص إنما كأعضاء في جماعة منظمة تشكل الدولة, ومن ثم فان مرتكز الحياة السياسية يتمثل فى جماعات نزاع وبالتالى اذ تغيرت تلك الجماعات فان الطبيعة الرئيسية للنزاع لا تتغير ومن ثم لا يكون هنلك انسجام فى المصالح .
7) ان السياسة لا يمكن ان يحددها الاخلاق وبالتالى المبادئ الاخلاقية لا يمكن تطبيقها فى العمل السياسى
لقد أكد على ذلك ميكافلى بقولة" الاخلاقية هى نتاج القوة و كذلك اكد هوبز على ضرورة الفصل بين الاخلاق والسياسة"
8) ان النظرية السياسية تنتج عن الممارسة السياسية وعن تحليل وفهم التجارب التاريخية ودراسة التاريخ, فالسياسة لدى الواقعيون ليست وظيفة أخلاق ومن ثم النظرية تنبثق عن الممارسة و الخبرة التاريخية لذلك وجب الفصل بين الأخلاق و السياسة
9) الرأى العام يتغير بشكل سريع لذلك ولذا لا يصلح لاعتمادة مرشدا لصانع القرار
10) صعوبة تحقيق السلام عن طريق القانون الدولى او حتى الحكومة العالمية ومن ثم يجب البحث عن سبل اخرى من اجل تحقيق السلام واهم هذة الطرق استخدام القوة.
11) تعتبر أن الأخلاق و الدين ليست أفكار عقلانية لأنها تقوم على العواطف و الأحاسيس و هو ما لا تقوم عليه الدول،لذلك لا يعطونها الأهمية التي يعطيها إياهم المثاليون
12) وجود عوامل ثابتة وغير قابلة للتغير تحدد السلوكية الدولية وبالتالي فمن الخطأ، كما فعل المثاليون، الرهان على أن المعرفة والثقافة، يمكن أن تغير بسهولة في الطبيعة البشرية وفي الرأي العام.
13) لا ينظر للقائد السياسى كشخص غير اخلاقى ,فهم لا يعطون هذة القضية الاهمية التى يعطيها لها المثاليون , فالمسألة فى النهاية تتمثل فى اى مدى يستطيع القائد السياسى ان يحقق أهداف سياساتة الخارجية دون تعريض الدولة التى يمثلها للخطر.
14) نظرا لغياب سلطة مركزية تحتكر القوة وتستطيع فرض إرادتها على الكل كما هي الحال في داخل الدولة تتسم العلاقات الدولية بالفوضى التامة والقوانين حيث ان الاخلاقيات تأثيؤها محدود للغاية ان لم يكن معدوما فالحقيقة الاساسية فى العلاقات بين الدول هى القوة والدول تعمل دائما على زيادة قوتها ليصبح الصراع امر طبيعى فى العلاقات بين الدول بينما الصداقة اذا وجدت فهى نتيجة التقاء المصالح
وفى هذا الاطار يقول السياسى البريطانى ديزرائيلى " لا صداقة دائمة ولا عداوة دائمة بل مصلحة دائمة"
15) تعتبر اسباب سلوكيات الدول المتنازعة يرجع امرين
أ- اما لان الطبيعة البشرية تحمها غريزة القوة وهى غريزة حيوانية تتمثل فى حب السيطرة والهيمنة وتزداد عندما تنتقل من المستوى الفردى الى مستوى الدولة نتيجة ازدياد الامكانيات الموجودة
ب- أو ليس بنتيجة غريزة حيوانية انما نتيجة التوق الى الامن , حيث ان انعدام الامن فى نظام دولى يتسم بالفوضى يجعل الدول حريصة على زييادة قوتها من اجل تدعيم امنها ولكن زيادة الامن ينتج عنة زيادة الصراع وبالتالى تحدث نتيجة عكسية تتمثل فى زيادة انعدام الامن
16) ويرفض الواقعيون مقولات وجود تناسق في المصالح بين مختلف الأمم و يرون أن الدول في الغالب تضارب في مصالحها لدرجة يقود بعضها إلى الحرب، أي أن أساس الواقع الاجتماعي هو الجماعة و مرتكز الحياة السياسية هم جماعات النزاع فإذا تغيرت أشكال هذه الجماعات فإن الطبيعة الرئيسية للنزاع بينهما لا تتغير و بالتالي لا وجود لإنسجام المصالح
• مقولات النظرية الواقعية (رؤية النظرية الواقعية للسياسات الدولية)
لقد تعددت مقولات النظرية الواقعية بتعدد مفكريها , ومن ثم يمكن التطرق الى مقولات النظرية الواقعية بالوقوف الى مقولات أبرز مفكريها ويتمثل ذلك فى
(أ) المفكرين الاوائل
ميكافيلى
أكد ميكافيلى على الطبيعة الشريرة للافراد وان الحاكم يجب ان يتبنى سياسات تختلف عن الافراد العاديين من اجل تحقيق مصلحة دولتة المتمثلة فى تحقيق الامن وبقاءها
هوبز
اكد على الطبيعة الشريرة للافراد وان الافراد فى حالة صراع دائم من اجل الحصول على القوة وتعظيمها كذلك اعطى اهتمام كبير للقوة فى العلاقات الدولية فضلا عن التأكيد على اهمية المؤسسات السياسية ودورها فى منع الصراع بين الدول .
هيغل
حيث أكد هيغل على فكرة المصلحة كهدف رئيس يحكم العلاقات بين الدول والدولة كما ان الدولة موجودة بمعزل عن مواطنيها كما انة يراى ان الدول تخلق اخلاقيتها ومن ثم هى قادرة على ان تتصرف بما يضمن بقائها
(ب)مفكرو القرن العشرين
• نيرو
يرأى نيرو ان الطبيعة البشرية شريرة وان الانسان ملطخ بالذنوب وان الافراد يتصارعون من اجل الحصول على القوة والحفاظ على زيادتها وهذة الصفات تنعكس على العلاقات الدولية حيث انها تقوم على فكرة الصراع على القوة , ينتقد نيرو دعوات المثاللين فى اقامة حكومة عالمية حيث ان الافراد لا يطيعون القوانيين الا اذا اسهمت فى تحقيق مصالحهم ويرأى نيرو ان الدولة لابد وان تستخدم القوة من اجل تحقيق العدالة وعدم استخدام القوة لا يمكن ان يتم تحقيق العدالة
o هانس مورغنتو
يمثل هانس مورغنتو من ابرز الكتاب الواقعيين الذين طوروا نظرية الواقعية السياسية ,و لقد ركز مورغنتو فى كتابة "السياسة بين الأمم" على مفهوم القوة والنظرية فى العلاقات الدولية واكد انها لابد ان تنطلق من حقائق تجريبية ذات اهداف براغماتية كما انها لابد وان تتسق مع الواقع ومع المنطق , كما قدم مورغنتو مبادئ ستة للنظرية الواقعية وتتمثل فى :-
1) ان السياسة كالمجتمع , حيث تحكمها قوانين موضوعية ومن ثم فمن اجل احداث تغير او اصلاح فى المجتمع يفترض فهم واستيعاب هذة القوانيين والعمل على التميز بين الحقيقة والرأى وبين ما هو موجود وعقلانى تثبتة حقائق وبراهيين وبين ما هو حكم شخصى منفصل عن الواقع
2) مدلول المصلحة الوطنية المعرفة بالقوة غير مستمر ومن هنا ينفى عالم يتشكل من دول يرتبط بقاؤها بالقوة تكون السياسة الخارجية لدورها مرتبطة بالبحث عن وسائل للمحافظة على الذات ومن هنا تكون المصلحة الوطنية هي البقاء والاستمرار وهي ماهية أو جوهر السياسة الخارجية
3) لايمكن تطبيق المبادئ الاخلاقية العالمية بشكلها المجرد على انشطة الدول , حيث ان الدول تحكمها اخلاقية تختلف عن لخلاقية الفرد فى علاقاتة الشخصية ولا يجوز الخلط بين الاخلاقتيين لان وفقا لما اكدة مورغنتو هذا قد يؤدى الى كارثة على الدولة , ومن ثم فالاخلاق فى المطلق تقوم العمل بمدى تلازمة مع القيم الاخلاية ولك الاخلاق السياسية تقوم اى عمل بنتائجة السياسية.
4) ترفض الواقعية اعتبار القيم الاخلاقية متطابقة مع قيم ومبادئ دولة معينة على الرغم من ان كل دولة دائما تحاول ان تتصور ان قيامها واعمالها ومبادئها تتطابق مع الاهداف والمبادئ الاخلاقية التى يفترض انها تحكم العالم .
5) تقر النظرية باستقلالية البعد السياسي كمجال مختلف عن المجالات الاخرى , كما يرأى مورغنتو ان السياسة الدولية تنقسم الى ثلاثة انواع ,فهى انا ان تهدف الحفاظ على القوةاو زيادة القوة او اظهار القوة ومن ثم فالدولة انا تنتهج سياسة الحفاظ على الوضع القائم او سياسة توسع امبيرالى او سياسة تحقيق الهيبة .
6) إذا تم وضع المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار يكون بإمكاننا أن نقيم الدول الأخرى بعيدا عن أي بعد اجتماعي وثقافي.وفي صراعها مع محيطها الخارجي تلجأ الدولة إلى انتهاج سياسة تهدف إلى المحافظة على الوضع عندما تعتبر بأن قدرتها وامكانتها تفوق الخطر الذي يهدد نظامها
7) يفرق مورغنتو بين ثلاثة سياسات دولية
• سياسة الحفاظ على القوة : هى سياسة تهدف الى ابقاء توزيع القوة الى ما هو علية ولكن هذا لا يمنع اى تغير فى القوة لكن يهدغ الى منع اى تغير جذرى فى القوة
• سياسة زيادة القوة : تسعى الدول الى العمل على زيادة قوتها وتحقيق نوع من الهيمنة من خلال الاستيلااء على الدول الاخرى بكافة الوسائل الممكنة ولاسيما العسكرية
• سياسة تحقيق النفوذ: تقوم هذى السياسة بالتأثير على الاخؤين من خلال القوة التى تمتلمها الدولة او تعتقد انها تمتلكها وهذا يتحقق من خلال سياسة عرض العضلات او السمعة لدى الدول الاخرى
o فرديرك شومان
يؤكد على فقدان عنصر الثقة فى العلاقات بين الدول نظرا لان كل دولة ليس لديها سلطة ضبط سلوك الاخرين ولا تعرف كيف تتصرف الدول الاخرى وبالتالى فان كل دولة سوف تتوقع الاسوء من غيرها لذا على كل دولة ان تحافظ على استقلالها وذلك من خلال التنافس مع الدول الاخرى والتجهيز لاى تهديد محتمل فاذا كان لكل دولة قوة كافية فانها قادرة على ان تهزم الدول الاخرى التى لا تستطيع مقاومتها .
كما ان القوة عند فريدريك شومان هى القوة العسكرية والقدرة على القتال وهذا اساس قوة الدول لدية , كما يراى ان الدول الصغيرة تستطيع ان تحافظ على استقلها من خلال الدخول فى نظام توازن قوى , كما انها تستطيع قدرتها على تحقيق مكاسب الى جانب الحفاظ على قوتها هو امر يعتمد على مهارتها وقدرتها فى الحفاظ على التوازن .
o هنرى كيسنجر
يرأى ان النظام الدولى يتمثل فى نموذجين : النموذج المستقر والنموذج الثورى
النموذج المستقر هو النظام الذى ينتج عن تشكيل شرعية دولية واتفاق بين الدول حيث تلعب الدبلوماسية دور كبيرا فى تعزيزة
النموذج الدولى الثورى وهو يتمثل فى وجود قوة دولية غير راضية عن الاوضاع القائمة وتسعى لتغيرها
ويرأى كيسنجر انة لضمان الاستقرار فى النظام الدولى فى مولجهة الدول الثورية يجب ان تعمل الدول المؤيدية للشرعية الدولية على التفاوض مع القوى الثورية من منطلق القوة بابداء الاستعداد لاستعمال القوة ضدها والعمل على منع احتمال وقوع حرب شاملة فضلا عن قدرة الدول الؤيدة للشرعية الدولية على استخدام وسائل محددة لتحقيق اهداف محددة .
o ريمون أرون
أكد فى على ظاهرة الحرب وربط تلك النظرية بطبيعة النظام الدولى , كما اكد على وجود نموذجين : النموذج المتجانس والنموذج غير المتجانس , فلاستقرار الدولى يعتمد على هذا التجانس وهو يقصد بة اتفاق الاطراف على نفس الاهداف والقواعد فى السياسة بين الدول , كما يؤكد ان السلام الدولى يتحقق فى ثلاثة حالات وهى
1. حالة التوازن : وهى حالة وجود مجموعة من الدول متقاربة فى قوتها
2. حالة الهيمنة : وجود دولة اقوى من بقية الدول ولكن دون ان تحقق سيطرة كاملة على النظام
3. حالة السلام الامبراطورى : وهى حالة سيطرة دولة واحدة على بقية الدول سيطرة كاملة فضلا عن فرض ارادتها على الدول الاخرى
روبرت ستروز هوبة
يرأى ان الحرب عامل حاسم فى تغير ملامح وخصائص الدول , فعلى سبيل المثال الحرب البيلوبونيزية والحرب الاهلية الرومانية هى التى ادت الى انهاء عصر الدولة المدنية فى تلك المنطقة ليحل محلها الدولة الامبراطورية وان الحرب الاقطاعية فى اوربا هى التى انهت عصر الدول الامبراطورية ونتج عتها نظام الدولة الامة والتى بدورها تسهم فى التحول نحو الدولة القومية
جورج كينان
ركز على مسائل السياسة الخارجية ومن اهم وابرز افكارة فكرة احتواء الخطر الشيوعى السوفيتى هذة السياسة يمكن ان تؤدى الى تغيرات داخلية فى الاتحاد السوفيتى والتخلى عن الايدلوجية الشيوعية
ويلاحظ ان ما يجمع بين الواقعيين رغم تنوع ارائهم هو :-
• الطبيعة الفوضوية للنظام الدولى
• الصراع كحالة طبيعية
• الدولة هى الفاعل الاساسى فى العلاقات الدولية
• التعامل مع الدولة كوحدة واحدة
• منطلق سلوك الدول مبنى على اساس عقلانى
وبصفة عامة تتمثل أبرز مقولات النظرية الواقعية الكلايسكية فى :-
• الطبيعة الشريرة للأفراد الذين يسعون إلى إمتلاك القوة و فرض الهمينة و أن إمكانية إستئصال هذه الغريزة لا يمكن أن تتحقق على أرض الواقع و هذه الطبيعة الشريرة تنتقل من الفرد إلى الدولة
• الحياة السياسية مثلها مثل الحياة الاجتماعية العامة تحكمها سنن موضوعية تبع من طبيعة البشر كما ان السياسة الدولية كأية سياسة اخرى هى صراع من اجل السلطة ولطاما كان هذا التطلع على السلطة هو السمة المميزة للسياسة الدولية كأية سياسة اخرى فان عبارات السلطة هى التى تفصح حتما عن السياسة الدولية
• أن مصالح الدول هى نتيجة للضرورة السياسية التى تنشأ عن المنافسة غير المنضبطة للدول ومن ثم فالحساب يقوم على هذة الضرورات التى تستطيع كشف السياسات الافضل لمصالح الدول ونجاح الدول فى تحقيق ذلك يساعد على ان يكون امر واقى ومقوى للدولة
• كل دولة فى الواقع هى مركز متميز لاتخاذ القرارات وتعدد هذة المراكز نتيجة خلو البيئة الدولية من ظاهرة الاحتكار النهائى لادوات القوة
المفاهيم المحورية فى النظرية الواقعية
تعتمد الواقعية على مفاهيم خاصة اعتمد عليها الفكر الواقعى فى العلاقات الدولية فى تفسير مختلف الظواهر المعقدة في السياسة الدولية بما فيها ظاهرة السياسة الخارجية،و السلوك الخارجي للدول , وتتمثل هذة المفاهيم فىالاتى
1) توازن القوى :-
يمثل توازن القوى –وفقا للنظرية الواقعية-من المنظور الكلاسيكى ضمانة لتحقيق السلم، فإذا اختل الميزان لصالح دولة ما فإنها هى التى تتجه إلى إعلان الحرب، ويشير فى مفهومة المعاصر إلى أن هناك صلة قوية بين معدل النمو الاقتصادى والقوة والحرب، فطبيعة النمو الاقتصادى وسرعته يزيدان من مقدرات الدول، وذلك من شأنه أن يؤدى إلى وقوع الصراع ونشوب الحرب بين الدول.
2) القوة:-
تعتبرنظرية الواقعية القوة محدد رئيسى للسلوك الدولى , حيث انة فى ظل غياب المؤسسات والاجراءات لحل النزاعات فى العلاقات الدولية , فالدول تبقى قوية لأنها إما قوية أو لأن دولا أخرى تضمن حمايتها و يجب أن تجعل هدفها الأول هو الحفاظ على قوتها أو زيادتها ، لأن القوة تعني القدرة على خوض غمار الحرب،ولهذ فالدول تؤكد دائما على أهمية بناء مؤسساتها العسكرية.
ومن ثم يبقى السعى من اجل الحصول على القوة من قبل الدول هو سبب الصراعات الدولية , لذلك يرأى مورغنتو "ان السياسة فى المجال الدولى ليست الا صراعا من اجل القوة وهى فى هذا تستوى مع السياسة الداخلية ذلك ان الصراع من اجل القوة هو حقيقة ثابتة وخالدة فى الزمان والمكان , فالعلاقات الدولية فى حقيقتها ما هى الا علاقات قوة "
3) المصلحة القومية :- "
تحقيق المصلحة القومية للدولة هو الهدف النهائي المستمر لسياستها الخارجية، ومن ثم السياسـة القوميــة تكون هي محور الارتكاز، أو القوة الرئيسية المحركة للسياسة الخارجية لأي دولة من الدول، وهذا يتتضمن العديد من المزايا:
• يجرد الاعتماد على مفهوم "المصلحة القومية" أهداف السياسة الخارجية للدول من التبريرات المفتعلة، أو غير الواقعية.
• إن مفهوم المصلحة القومية يوضح جانب الاستمرار في السياسات الخارجية للدول، رغم التبديل الذي يلحق بالزعامات السياسية، أو التحول الذي يصيب نمط الإيديولوجيات المسيطرة، أو نماذج القيم السياسية و الاجتماعية السائدة
ونستخلص مما سبق ان بيئة السياسة الدولية عند الواقعيين هى بيئة الفوضى والحروب والمعارك حيث لا توجد سلطة عليا من شأنها ان تخضع الجميع لها وان تحمى وتحقق الامن الدولى فضلا عن انة لا توجد دولة عالمية تحكم العالم كما ان علاقة الامم بالسياسات الدولية تحمل صفة دينامية حيث انها تتبدل بتبدل السلطان ومتعلقاتة الامر الذى قد يدفع دولة قدما الى الامام فى صفوف الدول المتصارعة على السلطان بينما قد تحرم دول من الاسهام الفعال فى هذا الصراع .
وبالتالى الواقعيون الكلاسيكيون ينطلقون من مسلمة رئيسية تتمثل فى الطبيعة الشريرة للأفراد تلك الطبيعة تجعل الافراد يسعون إلى إمتلاك القوة و فرض الهمينة –كما يرأى الواقعيون استحالة إستئصال هذه الغريزة -و هذه الطبيعة الشريرة تنتقل من الفرد إلى الدولة حيث إعتبر مورغانثو أن المحرك الأساسي للعلاقات الدبلوماسية هي تلك الأضرار و النوايا الموجودة في الطبيعة البشرية الشريرة و أن هذة الطبيعة الشريرة هى طبيعة صعبة التحليل.
فالهدف الأسمى للدول هو الأمن حيث تسعى الدول من اجل الحفاظ على الأمن الذاتي, ومن ثم تبذل قصارى جهدها لكي تحافظ على وتعزز و تقوى أمنها بشتى الوسائل, حتى لو تطلب الأمر طلب قوى دول أخري لكي تساعد على صيانة هذا الأمن
وهذا يعنى ان النظرية الواقعية تنظر الى العلاقات الدولية والمجتمع الدولى على انها صراع مستمر نحو زيادة قوة الدولة والعمل على استغلالها بالطريقة التى تمليها عليها مصالحها واستراتيجيتها اى بما يحقق فى النهاية مصالح الدولة واهدافها .
ليصبح المجتمع الدولي-فى اطار التفسير الواقعى- مكون من مجموعة دول دون ان تكون هناك قوة مشتركة بينهم , كما ان هذا المجتمع الدولى بطبيعة الحال يتسم بانة فوضوى فضلا عن حرص كل دولة فى اطار هذا المجتمع ان تحقق مصالحها الخاصة انتهاء بالتعدى على الاخرين من أجل ضمان استمرارها
• نقد النظرية الواقعية التقليدية
على الرغم من تبنى النظرية الواقعية تفسير علمى للظواهر الدولية والاوضاع الدولية هو الامر الذى قد يسهم فى اسكات ناقديها ,لكن فى اطار ظهور بعض النظريات من وقت لآخر- أصبحت هناك تحديات فى مواجهة الواقعية- مثل الليبرالية الجديدة ومابعد الحداثة، والنظريات النقدية والبنائية أكدت تلك المدارس أن الواقعية لم يعد بإمكانها الهيمنة على مجال العلاقات الدولية وهو الامر الذى أكد على نجاح ناقديها ومن ثم قاموا بتوضيح جوانب القصور فى النظرية الواقعية محاولين توضيح الجوانب المهملة مع محاولة ايجاد حلول للعديد من المشكلات حتى يستطيعوا القيام بعملية إحلال للواقعية من ناحية أخرى.
وبصفة عامة يمكن توضيح النقد الذى توجة للنظرية التقليدية على مستويين :-
• أولا: على المستوى المنهجى
• ثانيا :على مستوى المفاهيم
أولا:- على المستوى المنهجى
يتمثل النقد الذى توجة للنظرية الواقعية التقليدية على المستوى المنهجى فى الاتى :-
1. تهميش القانون الدولى والمبالغة الواقعية فى الطابع التجريدى للعلاقات الدولية من كل مضمون اخلاقى او اعتبار قيمى وذلك لان الحرب والسعى الى اكتساب القوة لا يعرفون ايا من تلك الاعتبارات الاخلاقية وذلك بالحد الذى يعتبر الاخلاق عملية فاسدة فى هذا المجال ووفقا لتعبير كسينجر " الاخلاق لا حساب لها هنا "
2. لم تأخذ بعين الاعتبار الفواعل الجديدة في الساحة الدولية،أي الفواعل غير الدوليين بعد الحرب العالمية الثانية. كما لم تولي الواقعية اهتماما للقوى المتوسطة و القوى الصغرى في السياسة الدولية، و لم تولى أيضا اهتماما لظاهرة الاعتماد المتبادل.
3. الواقع يظهر أن الدولة هي مجموع الفواعل الداخليين المشكلين لها، وبذلك فإن ردود أفعالها تتباين بحسب توجهات السياسة الداخلية التي تدخل ضمن مستوى تحليلي آخر غير المستوى النظمي، وهو المستوى الوطني.
4. تهمل المدرسة الواقعية مجمل العوامل التى تؤثر او تحدد الاهداف فلا توضح على سبيل المثال لماذا يختار صانع القرار من وقت لاخر التصرف بشكل معين وليس بشكل أخر .
5. الاهتمام الزائد بعامل ومفهوم القوة وبالتالى تقدم تحليل احادى للسياسة الدولية , اى انها تقيم السياسة الدولية على متغير أحادى
6. ان القوة لا يمكن ان تستخدم بمفردها دون غيرها من العوامل كأداة للتحليل , حيث انة توجد العديد من العوامل التى تؤثر فى السلوك الخارجى للدول مثل :
(أ) التعاون الدولى كما حدث ذلك فى كثير من المنظمات الدولية والاقليمية
(ب)النزاعات الاندماجية فى السياسة الدولية مثل الحال فى غرب اوربا
وكلاهما تحتوى على العديد من القيم والافكار التى ليست قاصرة فقط على عامل القوة.
7. لا تعتمدالواقعية على فكرة صياغة و ظهور موضوعات جديدة ومعقدة فى قائمة اهتمامات العلاقات الدولية كما انها لا تؤكد ان موضوعات الامن العسكرى سوف تستمر دائما , فضلا عن اغفال تأثير العوامل الامنية السياسية النظمية الكلية على نواتج العمليات السياسية ومن هنا كان رفض التحليلات بين البعد السياسى الامنى –التقليدى وبين قضايا المناطق .
8. النظرة الالية للعلاقات الدولية و حيث لا تهتم المدرسة الواقعية بدراسة البنى المجتمعية للدولة والاعتبارات الداخلية التى تحدد وتؤثر فى قوة الدولة , حيث يكون رجل الدولة او المسئول العمل على تكيف قوة الدولة وبالتالى سلوكيتها مع مجموعة المعطيات الخارجية
9. الصبغة الاستيتاتيكية العامة التى تطبع على هذة النظرية التى تطبع على هذة النظرية , حيث ان النظام الدولى يعتبر نظام غير متغير , كما ان مصالح الافراد تتحدد دائما بدافع القوة وهذا يجعل النظام الدولى دائما ما محكوما بصراعات القوى وفى اطار الصبغة الاستيتاتيكية التى يتميز بها النظام الدولى يصبح هناك نوع من الفوضى بين صراعات القوى فى السياسة الدولية وبين الاشكال الانتقالية لهذة الصراعات ليصبح صراعات القوى شئ , والظروف الدولية التى تحركها المؤسسات المختلفة شئ أخر.
10. ان فلسفة الواقعية محافظة بطببيعتها , فالاعتقاد بوجود بعض الاشياء التى لا يمكن تغيرها وبعض الانماط والانماط التى لا يمكن مواجهتها تعكس عادة غياب الرغبة والاهتمام وهذا ما اكد علية "ادوار كار" فى مقولة التغير او مقاومة هذا الواقع
كما أكد" ادوار كار" ان النظرية الواقعية مجردة وهى تستبعد اربعة عناصر ضرورية ورئيسية فى كل فكر سياسى فعال وهى
وجود هدف محدد
غياب مناشدة اخلاقية
حق اطلاق حكم اخلاقى
قاعدة او مرتكز للعمل
ثانيا :على مستوى المفاهيم .
1. المدرسة الواقعية تهتم بالماضي أكثر من إهتمامها بالمستقبل من حيث:
إستخدام التاريخ.
إستخدام مفاهيم سياسة من الماضي لتحليل النظام الدولي مثل الدبلوماسية السرية، الفصل بين السياسة الداخلية و الخارجية، توازن القوى كوسيلة لإدارة الصراع حيث أن هذه المفاهيم لا تتصل إلا بنسبة ضئيلة بالنظام الدولي المعاصر.
2. عدم الدقة فى تعريف المفاهيم الرئيسية الاساسية كالقوة وميزان القوى والمصلحة القومية وتوازن القوى , ووجود مشاكل فى محاولة وضع مقاييس لتحديد هذة المفاهيم بشكل دقيق
وفى هذا الخصوص يقول هوفمن انة من غير الممكن استخدام كلمة او اسم واحد لمتغيرات مختلفة وهى القوة كمحدد للسياسة والقوة كمقياس للسياسة والقوة المستعملة والقوة كمحصلة موارد عديدة والقوة كمجموعة من العمليات .
وتمثل أهم الانتقادات التى وجهت تلك المفاهيم فى الاتى :-
o النقد الاول : مفهوم المصلحة القومية :-
لا يمكن دراسة السياسة الخارجية بمعزل عن مفهوم المصحة القومية حيث انة متغير رئيسى و غير ان من الصعب اعطاء معنى عملى لهذا المفهوم ,نظرا لان كل قائد سياسى يعطية معنى مغاير , والذى يؤكد ذلك اختلاف التجارب الوطنية يساهم فى اختلاف مفهوم المصلحة القومية .
وتأكيد على نفس المعنى يرأى العديد من الناقدون ان المصلحة القومية يختلف تحديدها على حسب المقاييس المستخدمة فى هذا التحديد , والذى يؤكد ذلك
(أ) ان المصلحة القومية تتحدد فى اطار الاهداف التى هى موضع اتفاق واسع داخل النظام القائم فى الدولة وهنا يكون للمصلحة القومية مضمون معين
(ب) أن المصلحة القومية قد تتحدد فى اطار بعض التفضيلات التى تبديها بعض قطاعات الرأى العام داخل الدولة كجماعات المصالح ومن ثم يصبح لها مضمون يختلف تماما عن المضمون السابق
(ج) كما ان المصلحة القومية قد تتحدد فى اطار القراءات التى تتخذها الاجهزة الرسمية المسئولة عن تحديد قيم معينة تلزم المجتمع ككل
وفى اطار ذلك يقول هوفمن "ان مفهوم المصلحة القومية لة دلالة فى فترة الاستقرار حيث تكون اطراف تتصارع على اهداف محددة وبوسائل محددة , غير انة حينما يصبح وجود الدولة ذاتها فى خطر فان كل الاهداف تصبح تابعة لهذا الهدف وهو ما يعنى انة من الصعب تقرير معنى محدد فى زمن محدد امفهوم المصلحة القومية ".
o النقد الثانى: مفهوم القوة :-
لم يتم تحديد هذا المفهوم بشكل واضح على الرغم من تركيز الفكر الواقعى على ان القوة هى الهدف الرئيسى للدولة, كما ان من الملاحظ ان القوة ليست مرتبطة ولا متناسبة مع المصلحة القومية لذا يقول هوفمن "من الصعب ان نفهم ان القوة كمحدد للسياسة والقوة كمقياس للسياسة والقوة المستعملة والقوة كمحصلة موارد عديدة والقوة كمجموعة من العمليات انها فى النهاية تمثل شئ واحد ."
كما أخفقت النظرية الواقعية في تحديد المفاهيم المختلفة للقوة و التمييز بين القوة كناتج سياسي و القوة كأداة و القوة كدافع محرك.
* القوة كناتج سياسي : مقدرة دولة على إحداث تغيرات في سلوك الآخرين .
* القوة كأداة : استخدام القوة وصولا إلى أهداف أخرى عديدة.
* القوة كدافع محرك : الدافع الذي يحرك الدولة نحو إمتلاك القوة.
وهذا الدمج و الخلط في المفاهيم لا يعني بأغراض التحليل المتعمق لكافة أبعاد هذه الظاهرة و بحث مختلف تأثيراتها الدولية، و عليه فإن تحليل القوة من وجهه النظر الواقعية بالمفهوم الضيق كدافع فقط
o النقد الثالث: مفهوم توازن القوى :-
حسب إنيس كلود وايرنست هاس في إنتقادهم لمفهوم توازن القوى الذي تستخدمه الواقعية, تتضمن الانتقاد ان هذا المفهوم يحمل معانى عديدة تتمثل فى : -
1. سياسة تهدف الى تحقيق اشياء معينة فى العلاقات الخارجية
2. تعريف لحالة الواقعية
3. توزيع متساوى للقوى او توازن فى النظام الدولى
4. البحث عن الهيمنة
5. تعريف لقانون شامل وشامخ
6. تعريف لاى توزيع للقوى
ونتجة لتلك المعان المتتعدة التى يحملها المفهوم فانة يحمل فائدة ولكنها محددودة للغاية
ومن ثم يصبح مفهوم توازن القوى مفهوم غير واضح لعدم وجود مناهج أكيدة لقياس هذا التوازن. فضلاً عن ذلك، هذا المفهوم يقوم على فكرة عقلانية كما إن توازن القوى يهدف إلى أن يسعى لتحقيق الحد الأقصى لأمنه ايضا يتطلب توازن القوى ثقافة لهذا التوازن، هذه الثقافة التي كانت موجودة في زمن الديبلوماسية ورجالات السياسة في القرن التاسع عشر.
و بذلك لم يعط الواقعيون لمفهوم توازن قوى النظام الدولي ما هو جدير به من إهتمام فقد أفرط المنظرون الواقعيون في شروحاتهم لتوازن قوى النظام الدولي و التوزيع الهيكلي للقوة فيه و الحالة التي هو عليها من حيث الثبات و الإستقرار و التكافؤ لكن من دون وضع خاتمة منطقية، إذ أنه بعد تعدد شروحاتهم و تراكم أطروحاتهم لم يعد هناك معنى واحد متفق عليه لمفهوم توازن القوى.
وكما ذكرنا ان بعض النظريات شكلت من وقت إلى آخر تحديات في مواجهة الواقعية مثل الوظيفية، الوظيفية الجديدة و اللبرالية و اللبرالية الجديدة و المؤسساتية الجديدة و نظرية النظم و ما بعد الحداثة و النظريات النقدية و البنائيةو لعل وجود مثل هذه النظريات ذات التوجه الفكري المضاد يعد دليلا على أن الواقعية لم يعد بإمكانها الهيمنة على مجال العلاقات الدولية.
ويتضح ذلك بوضوح فيما يلى :-
المؤسساتية اللبرالية الجديدة:-
تعتبر التحدي الأساسي للواقعية حيث أشار كل من “روندال شوليير” و “دفيد بريس” إلى أنه لا يوجد موضوع في نظرية العلاقات الدولية أكثر إثارة للجدل أكثر من حقيقة دور المؤسسات العالمية حيث يرون بأن الفاعلين عبر القوميين خاصة الشركات المتعددة الجنسيات و منظمات غير حكومية إستحوذت تدريجيا على سلطات الدول و ساهمت على تقويض صلاحياتها لذلك وجب التوقف عند بعض القضايا التي تجعل من مقولة “الدولة اللاعب الوحيد في العلاقات الدولية” حيث ان هناك تزايد لنفوذ الفاعلين الغير دوليين الذين أصبحوا محددين رئيسين للعلاقات الدولية كالمنظمات غير حكومية، الأفراد، الشركات غير الوطنية، المؤسسات الإعلامية المنظمات الدولية المتخصصة.
الواقعية الجديدة
تمثل الواقعية الجديدة امتداد للواقعية التقليدية ومن اهم كتابها كينيث والتز وستيفن كريزنز وروبرت جيلين وروبرت تاكر ويتميز هؤلاء عن مفكرى الواقعية التقليدية بمحاولة تقديم نظرية علمية محاولين تجاوز ما يعرف بالتجريبية المتنافرة الاجزاء وذلك على النقيض من النظرية الواقعية التقليدية التى تقوم على البديهية اذ انها تحاول تحويل العلاقات الدولية الى علم اجتماعى وأهم مأخذ الواقعية التقليدية ومفكريها على الواقعية التقليدية ما يلى :-
1) وجود مفاهيم وحجج غير واضحة ومشوشة ومتزعزعة
2) عدم وضوح فى التميز بين الامور الموضوعية والذاتية فى الحياة السياسية الدولية
3) الاهتمام فقط بالمجال الامنى –السياسى فى تحليل السياسة الدولية
4) عدم الاهتمام بالنظريات والمعرفة فى العلوم الاجتماعية الاخرى التى تحاول اعطاء صورة شاملة للسياسة الدولية
النظريات النقدية و بعد الحداثة:-
اعتبرت البنيات الأساسية للسياسية الدولية هي بنيات اجتماعية أكثر منها مادية “ادعاء يتعارض مع الفلسفة المادية للواقعيين” كما أن هذه البنيات تشكل هويات و اهتمامات اتباعها أكثر من كونها تشكل سلوكهم فقط، و بذلك فإن أصحاب النظرية النقدية كانوا أكثر براعة في الإشارة إلى ما تم حذفه من النظرية الواقعية.
البنائية
ترى أن التصور الواقعي للفوضى لا يقدم تفسير الأسباب حدوث النزاعات الدولية، فالقضية الجديرة بالنقاش هي كيف يتم فهم هذه الفوضى كما اعتبرت أن الفوضى هي ما صنعته الدول و ليس معطى مسبق كما أن البنائية ركزت على مستقبل الدول و تعتبر أن الإتصالات عبر الوطنية و تقاسم القيم المدنية أدت إلى تقويض دعائم الولاءات الوطنية التقليدية .
ومن ثم يؤكد ويندت بانة لا توجد منطلق متأصل للفوضى وان المفاهيم التى تبدو منحدرة مثل سيادة القوة والمساعدات الذاتية و السيادة هى فى واقع الامر مؤسسات تكونت اجتماعيا وليست سمات للفوضى فالفوضية وفقا لرأية ما تصنعة الدول منها وبه .
النسوية
اعتبرت النظرية الواقعية نظرية غير نسوية حيث انها
* ركزت على الأمن العسكري لكن بالنظر للواقع العالمي نرى أنه حدث تحول كبير لمفهوم الأمن الجماعي أو العالمي بحيث لم تعد النظرية الكلاسيكية المرتكزة على تحقيق أمن الدولة “الأمن السياسي العسكري” هي التي تحكم واقعنا بل أصبح مفهوم الأمن العالمي قائما على الإنسان نفسه و ليس الدولة. الأمن الإنساني بجميع أبعاده لم يعد يقاس بمدى تقليص التهديدات بل بمدى الإستجابة للحاجيات الأساسية للإنسان.
* ركزت على القوة العسكرية و النووية بينما هناك قوة ناعمة تستطيع أن تطبق بدل منها مثل الحصار الإقتصادي.
النقد الشخصى
من خلال تناول النظرية الواقعية التقليدية لاحظت على الرغم مما قدمتة من اسهامات فى محاولة تفسير العديد من الظواهر الدولية الا انها تقوم حرصت على الاهتمام المبالغ بالتأكيد على فشل النظرية الليبرالية والتأكيد على صحة افتراضتها ولكن كيف يمكن القول ان افتراضات النظرية الواقعية صحيحة -على النقيض من المثالية -وهى من البداية انطلقت من فكرة واحدة تم تدعيمها بشكل واسع الا وهى النزعة التشاؤمية حيث أن النظرية مبنية على اساس ومنطلق متشائم .
لقد حرصت النظرية التقليدية منذ ظهورها التأكيد على طبيعة الشر سواء فى الانسان والطبيعة الانسانية او الدول والعلاقات بين الدول حيث ان النظرية الواقعية تجعل محور الشر والعدوان اساس لتفسير كافة الظواهر والعلاقات
حيث ان الانسان انانى يميل الى الشر بطبعة ويسعى دائما العمل على امتلاك القوة حتى لو على حساب غيرة , كما ان جعلت الطبيعة الانسانية ثابتة ومن ثم اهملت النظرية الواقعية العديد من ظواهر العلاقات الدولية التى قد يكون مرت بها المجتمعات فضلا عن التركيز عن حقيقة الطبيعة الانسانية وجعلها كطبيعة بلا روح أو قيم, ايضا النظر الى المجتمع والعمل على بحث مشكلاته مع التركيز الكامل على جوانب الشر والجريمة
كما أكدت النظرية الواقعية على ان الدول تسعى من اجل الحفاظ على قوتها او العمل على زيادة قوتها لذلك تصبح العلاقات بين الدول هى علاقات حرب وهو ما يعنى ان النظرية الواقعية فسرت الواقع على انة اساس الشر والعدوان دون ان يكون للخير والتعاون والسلم اى دور فى كافة مظاهر الحياة سواء فى الانسان ذاتة او فى الدول او فى العلاقات بين الدول وبنيت كافة تفسيرتها على اساس ذلك وبالطبع هذا ليس صحيحا .
وعلى الرغم من التركيز على طبيعة الشر والعدوان والحروب بين الدول لم تقدم اى تفسير لاسباب الشر والعدوان والحروب بين الدول كما انها لم تحاول العمل على معالجة هذا الوضع ولم تحاول ايضا بلورة العلاقات الايجابية التى يمكن ان تحل محل هذا العدوان وان حاولت ان تتناول علاقات السلم بين الدول تناولتة فى صورة فرض لعملية السلام بالقوة التى هى فى النهاية ما تدعو الية النظرية الواقعية .
ومن ثم يمكن القول انة لا يجوز لأطراف المجتمع الدولي ولاسيما فى عصرنا الحالى الاعتماد على الاقتصار على استخدام المصلحة القومية و السلطان والقوة في العلاقات الدولية،حيث ان ذلك من شأنة ان
• يضع السلام والأمن الدوليين في خطر حقيقى
• يسهل من فرص فرض الهيمنة والتحكم في السياسة الدولية بدون منازع .
• تعدى الدول على سيادة بعضهما البعض
(أ) اولا المراجع باللغة العربية
• الكتب
1) انور فرج , نظرية الواقعية فى العلاقات الدولية :دراسة مقارنة فى ضوء النظريات المعاصرة ,( السليمانية: مركز كردستان للدراسات الإستراتيجية، 2007)
2) نيقولو ميكافيلى ,ترجمة خيرى حماد , الامير , (ليبيا, الدار الجماهيرية , 1991)
3) دورتي، جيمس، وبالسغراف روبرت. ، ترجمة: وليد عبد الحي, النظريات المتضاربة في العلاقات الدولية,) الأردن: مركز أحمد ياسين، 1995م.(
4) عبد الوهاب المسيرى , الفردوي الارضى: دراسات وانطباعات عن الحضارة الامريكية الحديثة , (بيروت, المؤسسة العربية , 1979)
5) ناصيف يوسف حتى , النظرية فى العلاقات الدولية , (بيروت ,دار الكتاب العربى, 1985)
6) الدورى عدنان طة , العلاقات السياسية الدولية , (طرابلس :الجامعة المفتوحة, 1998)
7) اسماعيل صبرى, نظريات السياسة الدولية : دراسة تحليلة مقارنة, (الكويت, جامعة الكويت , 1982)
8) ملحم قربان , الواقعية السياسية ,(بيروت, دار النهار للنشر ,1970)
9) مصباح، عامر, الاتجاهات النظرية في تحليل العلاقات الدولية،( الجزائر,بن عكنون ديوان المطبوعات الجامعية، 2006م.)
10) جهاد عودة، النظام الدولي...نظريات و إشكاليات ، (القاهرة ,دار الهدى للنشر و التوزيع ،2005)،
11) اسماعيل صبرى ,العلاقات السياسية الدولية :دراسة فى الاصول والنظريات (الكويت , مطبوعات جامعة الكويت ,1971)
12) محمد نصر , مدخل الى علم العلاقات الدولية فى عالم متغير, ( القاهرة , الاسكندرية المكتبة الجامعية , 1998)
13) منذر السرميني ، مبادئ العلاقات الدولية, ( الأردن: الدار الجامعية 1999)
14) سعد حقي توفيق, مبادئ العلاقات الدولية، (الأردن: دار وائل للطباعة والنشر، 2006م.)
15) فتحى التريكى ,رشيدة التريكى ,فلسلفة الحداثة , (بيروت , مركز الانماء القومى , 1992)
• الدوريات
1) نادية محمود مصطفى , نظرية العلاقات الدولية بين المنظور الواقعى والدعوة الى منظور
جديد , السياسة الدولية , اكتوبر 1985
• المقالات
1) سوسن زهدى , دراسة في (النظريات في العلاقات الدولية ) هل النظرية مفتاح لفهم الأحداث الدولية؟, الاردن العربى , 2010
2) محمد عصام , العلاقات الدولية، شيء من النظرية و اخر من التطبيق, الحوار المتمدن , 1766, 2006
3) نورة فرج , النسوية :فكرها واتجاهاتها , المجلة العربية للعلوم الانسانية , 2000
4) السيد صدقى , تحليل العلاقات الدولية من منظور بنائى , مجلة النهضة , 1999
• التقارير
1) الواقعية والمثالية في تحليل العلاقات الدولية,(القاهرة , المركز العربى للدراسات والابحاث, 2011)
2) القوة الثابتة للواقعية بعد الحرب الباردة( القاهرة , مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية , مؤسسة الاهرام , 2006)
• مواقع الانترنت
http://www.politics-ar.com/ar/index.php/permalink/3062.html
http://catdir.loc.gov/catdir/samples/cam032/99053676.pdf
http://www.reefnet.gov.sy/booksproject/fikr/11-12/4relations.pdf
http://web.inter.nl.net/users/Paul.Treanor/neoliberalism.html
http://www.e-ir.info/2009/07/23/comparing-and-contrasting-classical-realism-and-neo-realism
http://www.jstor.org/discover/10.2307/2952177?uid=3737928&uid=2&uid=4&sid=21101417176521
http://wps.pearsonlongman.com/long_goldstein_ir_10_cw/193/49498/12671523.cw/index.html
http://www.univ-biskra.dz/fac/droit/images/revues/mf/r5/mf5a8.pdf
(ب) ثانيا المراجع باللغة الانجليزية
Books
Poul R.Viotti, Mark v.kauppl, “International Relations theory: Realism,PluralismGolbalism”(New York ,Macmillan Publishing Campany , 1987
Cynthia Enloe , Making Feminist sense in international politics,( Berkely, university of California, Press, 1998
Woodrow Wilson, Edited by Jhon Vasques,The Fourten points in:Classic Of International Relation, (New Jesrsey : Prentice hall , 1986
Thomas i.Cook and Malcolm Moss ,”Foreign Policy :The Realism of Idealism “, (American Political science Review , xlvi , 1952)
Charles Kegley and Eguene R. Wittlkopf , “World Politics Trend and Transformation”( New York: Worth Publishers 10 th ed, 2006
Gohn A.vasquez, The Power Of Power politics : From Classical Realism To Neothraditionalism ( Cambridge , Cambridge University Press ,1988
#مى_حسين_عبد_المنصف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟