|
الأمم المتحدة تُقرُّ إعلاناً لإنهاء العنف ضدّ النساء والعنف ضدّ السوريات لا زال مستمراً...
إيمان أحمد ونوس
الحوار المتمدن-العدد: 4068 - 2013 / 4 / 20 - 11:36
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
أقرت لجنة الأمم المتحدة للمرأة بتاريخ 15/3/2013 إعلاناً تاريخياً يدعو إلى إنهاء العنف ضد النساء وحمايتهن من التحرش الجنسي والاغتصاب. الإعلان كان قد قوبل بمعارضة شديدة من قبل بعض الدول إسلامية والفاتيكان، لكن المحادثات تكللت في النهاية بالنجاح بعد أن توصلت الدول الإسلامية والغربية إلى صيغة لتجاوز خلافاتها للاتفاق على الإعلان الذي وصف بـ"التاريخي" والذي يتضمن مدونة سلوك لمكافحة العنف ضد النساء. وقالت رئيسة هيئة الأمم المتحدة للمرأة، ميشيل باشيليت(الرئيسة السابقة لتشيلي) " إن الناس في مختلف أنحاء العالم توقعوا القيام بعمل ولم نخذلهم. نعم لقد فعلناها" من جانبها، شانون كوفالسكي، مديرة الدعم والسياسة في الائتلاف الدولي لصحة المرأة، وصفت الإعلان بأنه انتصار للنساء والفتيات. وأضافت أن "الحكومات اتفقت على اتخاذ خطوات ملموسة لوقف العنف. ولأول مرة اتفقت على التأكّد من إمكان حصول النساء اللواتي يتعرضن للاغتصاب لخدمات الرعاية الصحية مثل العمليات الطارئة لمنع الحمل والإجهاض الآمن" وعلى الرغم من أن إعلان المفوضية، التي أنشئت سنة 1946 للدفاع عن حقوق المرأة، غير ملزم، إلا أن دبلوماسيين وناشطين حقوقيين صرّحوا بأن الإعلان يحمل ثقلاً عالمياً كافياً للضغط على الدول لتحسين أوضاع النساء والفتيات. فهل يشمل هذا الضغط أو التحسين أوضاع المرأة السورية وما تتعرض له منذ أكثر من عامين في ظل الأزمة الراهنة.؟ لقد تعرّضت وتتعرض النساء السوريات سواء في دول اللجوء، أم في مخيّمات النزوح أو في الداخل السوري إلى أبشع أنواع الاضطهاد والعنف من خلال ممارسات شتى ليس الاغتصاب أولها، ولا الاتجار بهنّ آخرها، فقد أفادت لجنة الإنقاذ الدولية بوقوع ما يقارب الأربعة آلاف حالة اغتصاب داخل سوريا منذ بدء الأزمة حسبما أوردت صحيفة دنيا الوطن بتاريخ 15/1/2013 كما كشف موقع الشروق أون لاين"1" بتاريخ 23/3/2013 عن وجود عصابة دولية مختصة في الاتجار بالفتيات والقاصرات السوريات اللاجئات في الجزائر، حيث تقدّمت عائلة فتاة سورية منذ ستة أشهر بشكوى إلى الأمن الجزائري تفيد بتعرّض ابنتها القاصر إلى محاولة إبعاد نحو الخارج، من قبل عصابة أوهمتها بتوفير فرصة عمل في أحد الفنادق المعروفة في الولاية، قبل أن يُعرض عليها التوجه نحو لبنان بقصد الخضوع لعملية تجميل، لكن شكوكاً راودت عائلة الضحية دفعتها للتحري في صحة نشاط هذه المجموعة، بيّن فيما بعد وجود عدة سوريات لاجئات إلى الجزائر وقعن ضحايا لعصابات تتاجر بالرقيق الأبيض، فيما توصلت مصلحة الأمن الجزائرية إلى وجود شبكة دولية مكونة من لبنانيين وجزائريين ورجال مال وأعمال خليجيين، تعمل في الأوساط السورية وفي أماكن تواجد العائلات الفارّة من مدن الشام بقصد الإيقاع بأكبر عدد ممكن من الفتيات السوريات والبنات القاصرات. وأضافت مصادر "الشروق" أن الكثيرات منهن تمّ استقدامهن من مخيمات اللاجئين السوريين بتركيا والأردن ولبنان، وبالتنسيق مع أفراد هذه العصابة، ليتمّ تحويلهن إلى إحدى دول الخليج للعمل في مجال الدعارة. وكان موقع اليوم السابع المصري"2" قد ذكر أن الاتحاد العالمي للمرأة المصرية بأوروبا تقدّم بمذكرة رسمية للدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية والمجلس القومي للمرأة، ورئاسة مجلس الوزراء، للمطالبة بالتدخل الفوري لوقف زواج السوريات بمصر من الشباب المصري مقابل 500 جنيه للزوجة، بعدما شهدت مصر غزو السوريات لمدن عدة فيها. وقالت الناشطة سحر رمزي "إن السوريات يُردن العيش بسلام، وهذا واجبنا وحقهن، ولكن أن يتحول الواجب إلى قرار بزواجهن مقابل مبلغ بسيط من رجال مصر، سواء الذي لم يسبق له الزواج أو المتزوج بالفعل، وذلك بعد أن قرر شيوخ الجوامع في مصر هذا، وهم الذين يستضيفون هؤلاء السيدات، وأيّاً كان الفصيل الديني الذي ينتمون إليه هؤلاء الدعاة فنحن نرفض ذلك". وكشفت رمزي عن أن عدد زيجات السوريات في مصر وصل إلى 12 ألف حالة زواج خلال عام واحد، طبقا لإحصائية قام بها الاتحاد العالمي للمرأة المصرية، وهو ما يعد أكبر كارثة تشهدها مصر. سلوى الشاعر المتحدثة الإعلامية للاتحاد العالمي للمرأة المصرية قالت ، إنه يمكن أن يحصل الرجل على أكثر من واحدة لأن سعر الزواج منهن وصل إلى 500 جنيه في الواحدة، وهناك من يتزوجها لغرض المتعة ويتركها ليأتي بغيرها، ويكون لدينا نساء وأطفال بلا مأوى ولا حماية ولا أب أو زوج. وفى النهاية سوف تلجأ السورية وغيرها أيضا من النساء للزواج العرفي وهو ما نحاربه لما فيه من إهانة للمرأة بشكل عام. وقد ذكرت مجلة النهار الالكترونية المصرية"3" في مقال لها انه في كل مسجد يُنادي المُنادي قائلاً: أيّ أخ مسلم عايز يتزوج من فتاة سورية يجب أن يحضر فوراً، المهر عدة جنيهات، والعروس عذراء لم يمسسها أنسٌ ولا جان.. كل المطلوب أن توفر لها مسكن ومأكل وملبس وضرورات الحياة.. وهكذا أصبحت حرائر سوريا سبايا في عصر الخليفة الإسلامي الذي يحكم مصر. والجدير بالذكر أن المجلس القومي للمرأة في مصر سبق وأعلن رفضه وإدانته الشديدتين لظاهرة زواج اللاجئات السوريات من المصريين، مؤكّداً أن هذا السلوك يمثّل اتجاراً بالبشر، ويُعدُّ اعتداءً على قيم وحقوق الإنسان، كما يتعارض مع المواثيق الدولية. كما ذكرت صحيفة" ديلي تليغراف" البريطانية أواخر كانون الثاني الماضي في تقرير لها أن نساء وفتيات سوريات لا تتجاوز أعمارهن/14 عاماً/ يُعرضن للبيع وللزواج القسري أو البغاء بعد أن يُصبحن لاجئات. مبيّناً أن المئات من اللاجئات السوريات في الأردن تأثرّن بهذه التجارة غير الرسمية، حيث يقوم الرجال الطامعون بهن باستخدام عملاء كمدخل لاستخدامهن لأغراض الجنس مقابل المال. وأضافت الصحيفة أن هذه الممارسات تتم غالباً تحت ستار الزواج المؤقت الذي يستمر بضعة أيام أو حتى ساعات مقابل دفع مهور للاجئات. هذا بعضٌ مما تتعرض له نساء سوريا منذ أكثر من عامين حيث تُعتبر المرأة الكائن الأضعف من جهة، والذي يُمثّل شرف العائلة من جهة أخرى، فيكون العقاب والانتقام بانتهاك الجسد والشرف معاً. هل باتت نساء سوريا سبايا العصر الحديث..؟ سبايا الحكم الاسلامي في دول اللجوء ومخيّمات النزوح..؟ إنه بامتياز انتهاك لحقوق الإنسان ولكل المواثيق الدولية، كما أنه اتجار بالبشر والرقيق الأبيض في زمن التشدّق الدولي والمنظمات الدولية بحماية المرأة وصون حقوقها، فأين هذه المنظمات مما تتعرض له المرأة السورية في الداخل والخارج..؟ وإلى أيّ حد يُعتبر إعلان لجنة الأمم المتحدة أعلاه إيجابياً وفعّالاً تجاه السوريات وما يُعانينه من اغتصاب وقتل وتهجير وانتهاك لحقوقهن وكرامتهن الإنسانية.؟ ثمّ، وهذا الأهم، أين الاتحاد العام النسائي السوري من كل ما يجري للمرأة على الأرض، وما تتناقله وسائل الإعلام والاتصالات عن تلك الانتهاكات الخطيرة، وعن تسليع المرأة السورية واعتبارها أمَة في سوق نخاسة الحرب والفتاوى المهزومة أمام شهواتها ونزواتها الحيوانية المريضة.؟ أين المنظمات النسائية المدنية السورية التي ما فتئت ترفع الصوت عالياً من أجل حقوق باتت واهية أمام ما تتعرض له نساء سوريا من سبي واغتصاب واتجار.؟
"1"- الشروق أون لاين http://www.echoroukonline.com/.html "2"- موقع اليوم السابع http://www.youm7.com/ "3" مجلة النهار المصرية الالكترونية http://alnaharegypt.com/?t=116021
#إيمان_أحمد_ونوس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قضايا المرأة في بوتقة الشأن العام فلتكن حاضرة في كل تحرّك وط
...
-
أمهات سوريا.. وقفة خشوع لصبركن العظيم
-
شروخ الأزمة السورية تنتهك كيان الأسرة
-
في عيد المرأة.. نساء بلادي المعمّدة بالدم يتشحن بالذلّ والحز
...
-
أخلاقيات مشوّهة في أزمات قاتلة
-
الأنوثة بين سندان الحاجة ومطرقة القيم والقانون
-
التحرّش الجنسي.. أخلاقيات شاذّة منحطّة
-
إشراك الأطفال في النزاعات المسلحة جريمة لا تُغتفر
-
وللرجل- الحاضر الغائب- متاعبه وهمومه
-
الراتب خلفنا، والغلاء أمامنا..فأين المفر؟
-
في اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة فليعلُ صوت النساء ع
...
-
البطاقة العائلية... ومعضلة استحقاقات المرأة
-
الآثار الاجتماعية والنفسية للنزاعات المسلحة على المرأة
-
نظرية ما بعد البنيوية والنسوة في الشرق الأوسط، هل ندور في حل
...
-
النسوية العربية: رؤية نقدية - ماذا تريد النساء.؟
-
النسوية العربية: رؤية نقدية
-
الطلاق العاطفي ... صقيع يغتال الحياة
-
تناقض صارخ.. بعد تشكيله لجنة حقوق المرأة والطفل والأسرة
-
هل ينهض الفينيق من رماده
-
أهمية عمل المرأة من منظور الرجل
المزيد.....
-
جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
-
رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر …
...
-
دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
-
السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و
...
-
دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف
...
-
كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني
...
-
قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش
...
-
تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
-
-مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة
-
اعترف باغتصاب زوجته.. المرافعات متواصلة في قضية جيزيل بيليكو
...
المزيد.....
-
الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات
/ ريتا فرج
-
واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء
/ ابراهيم محمد جبريل
-
الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات
/ بربارة أيرينريش
-
المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي
/ ابراهيم محمد جبريل
-
بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية
/ حنان سالم
-
قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق
/ بلسم مصطفى
-
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
/ رابطة المرأة العراقية
-
اضطهاد النساء مقاربة نقدية
/ رضا الظاهر
-
تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل
...
/ رابطة المرأة العراقية
-
وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن
...
/ أنس رحيمي
المزيد.....
|