|
كاتب القرآن يقر ويعترف أن عيسى المسيح إله الأرض يدفع الكفارة لإله السماء
رشا نور
الحوار المتمدن-العدد: 4068 - 2013 / 4 / 20 - 11:34
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
يقول كاتب القرآن فى (سورة البقرة 2 : 284) : " ... فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " . فالله يغفر لمن يشاء بأن يبدل سيئات من تاب إلى حسنات كما ورد فى (سورة الفرقان 25 : 70) : " ... إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا " ، ولكن كيف يبدل الله السيئات حسنات وعلى أى أساس يغفر لمن يشاء ؟ وهل يفضل أحد ويغش أخر فيبرئ مذنب ويذنب برئ أليس هذا غشاً ؟ حاشا لله أن يفعل ذلك ، ويؤكد القرآن ان الله سيكفر"أى يدفع ويسدد ويغطي " عن الذين سيبدل الله سيئاتهم لحسنات ... كما ورد فى كثير من نصوصه وعلى سبيل المثال ما ورد فى (سورة الأنفال 8 : 29) : حيث يقول كاتب القرآن :" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ".. ويقول الطبرى فى تفسيره للنص : "ويكفر عنكم سيئاتكم": ويمحو عنكم ما سلف من ذنوبكم بينكم وبينه، "ويغفر لكم": ويغطيها فيسترها عليكم، فلا يؤاخذكم بها" .. ولكن مامعني الكفارة فى الفكر الإسلامي ؟ الكفارة هي ما يكفر به الآثم من صدقة أو صلاة أو عمل بدني نتيجة ارتكابه ذنب أو خطأ أو منقصة أو غير ذلك، وسميت الكفارات بهذا الاسم؛ لأنها تكفر الذنوب وتمحوها وتسترها، ويقول كاتب القرآن فى (سورة محمد 47 : 2) : " وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآَمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ " . وأيضاً " يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ " (سورة التغابن 64 : 9) . " وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآَتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآَمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ " (سورة المائدة 5 : 12) . " فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ " (سورة آل عمران 3 : 195) . " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ " (سورة الأنفال 8 : 29) . " وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ " (سورة العنكبوت 29 : 7) . " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " (سورة التحريم 66 : 8) . " إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ " (سورة البقرة 2 : 271) . " إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا " (سورة النساء 4 : 31) . " لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِنْدَ اللَّهِ فَوْزًا عَظِيمًا " (سورة الفتح 48 : 5) .
لذلك على المُسلم الدعاء واالتضرع لله قائلاً : " رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آَمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآَمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ " (سورة آل عمران 3 : 193) . ويتوب المؤمنون عسى أن يغفر لهم كما ورد فى ( سورة التحريم 66 : 8 ) : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " . وقد أجمع المفسرون على معاني كثيرة للكفارة مثل : دفع الفَدية والدية فَدَيتُه بمالي وفدَيتُه بأبي وأمّي، كأنه اشتراه بما قَدَّم، "الفدية" هي ما يقي به الإنسان نفسه من العقاب أو الذنب.. وأيضاً كلمة " البَذْل"وكلمة "التضحية" بمعنى الفِداء والضحِيَّة أو الأُضْحِيَة في الشرع هي الذبيحة التي يقدمها الإنسان لقصد التكفير عن ذنبه، ولعل استعمال كلمة "التضحية" بمعنى "الفِداء" كان على تشبيه الإنسان الذي يقدم روحه فداءاً لعقيدته، بِمَن يَذبح هذه الروح ويجعلها ضحية وفداء، وهذا ما جاء فى قول القرآن في شأن الذَّبيح ابن ابراهيم "وفَدَيْناهُ بِذِبْحٍ عَظِيْم" ( سورة الصافات 37 : 107) ... أي جعلنا هذا المَذبوح كفارة وفِداءً لَه، وخلصناه به من الذَّبح". وكلمة "الكفارة" مشتقة من كلمة "الرحمة"، وهي مأخوذة أيضاً من الكلمة covering أي تغطية أو ستر، وهى نفس كلمة ( cover ) والمعنى يغطي ... وغطاء السيئة هو السداد عنها ... وبذلك نقول كفّرها أي غفرها أو غطّاها . والفعل " كَفَر" معناه "سَتَر". و نقول كفَر الفلاح الحبوب، أي "سترها" بالتراب، أى دفنها لتأتي بالثمر ، والفعل "كفَّر" يراد به المبالغة في الستر مثل الفعلين: فتَّح وقَفَّل .. أما إذا استعمل حرف الجر "عن" بعد الفعل الأخير "كَفّر" فيكون المراد به تقديم التعويض اللازم عن الخطيئة أو عن إنسان مُذْنِب .. وهنا يعترضنا سؤال فى غاية الأهمية : كيف يكفر الله سيئاتنا ؟ ولمن سيدفع الله هذه الكفارة ؟ وهنا يقر كاتب القرآن ويعترف بظهور شخص فى الأرض وأنه إله وفى السماء إله آخر فى السماء فيقول فى (سورة الزخرف 43 : 84) : " وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ " . ويتضح من المعنى الظاهر للنص ما يلي : 1 – من المفترض أن يكون المتكلم فى هذا النص هو الله، وهذا بأتفاق جميع المفسرين للقرآن . 2 – إله القرآن يشير على أحد ويقول " وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ (إله وليس الله أى نكره)" ثم يشير على آخر ويقول " وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ (إله وليس الله وأيضاً نكره)" . 3 – نلاحظ وجود نكرتان فى قوله : " وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الأرْضِ إِلَهٌ " ... 4 - القاعدة تقول : تكرار النكرة يفيد الإختلاف، أى أنه أذا تكررت النكرة فى جملة كانت غير الأولى ... كمن يقول " لقيت رجل وأطعمت رجل " ولو كان نفس الرجل لقلنا "لقيت رجل وأطعمته " . 5 - كان ينبغي على كاتب القرآن أن يقول : " وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الأرْضِ" أو " وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ والأرْضِ إِلَهٌ " . 6 – فى النص ثلاث أشخاص هم : - الأول هو إله القرآن أو كاتب اللوح المحفوظ . - الثاني هو إله السموات . - الثالث هو إله الارض . 7 – قد يقول أحدهم أن القرآن لا يلتزم بقواعد الصرف والنحو ولا يقاس عليها بل يقاس النحو على القرآن .. للهروب من الآخطاء الفادحة والفاضحة التى تملئ نصوصه، وعلى سبيل المثال ماورد فى (سورة النحل 16 : 51 ) " وَقَالَ اللَّهُ {لا نعلم من المتكلم} لَا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ {الأصح أن يقول أنا } إِلَهٌ وَاحِدٌ فَإِيَّايَ {تعود على المتكلم قائل النص} فَارْهَبُونِ " .. وهنا أيضاً نجد ثلاث أشخاص فى النص ... 8 – قد يقول آخر ولكن القرآن " قُرْآَنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ " (سورة الزمر 39 : 28) .. وهكذا يكون كاتب القرآن يتكلم عن إله غيره فى السماء وإله آخر فى الأرض وهذا بحسب الفقه يكون الشرك بعينه !!! ولكن أقرأ عزيزي القارئ المفاجئة وهى موجودة فى سياق النص : " قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ (81) سُبْحَانَ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ (82) فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (83) وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (84) وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (85) " ( سورة الزخرف 43 : 81 – 85 ) . - ما معنى قول القرآن : " قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ " ؟ - يقول بن كثير فى تفسير للنص : {قُلْ} يا محمد:"إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ" أي: لو فرض هذا لعبدته لأني عبد من عبيده، مطيع لجميع ما يأمرني به، ليس عندي استكبار ولا إباء عن عبادته، فلو فرض كان هذا، ولكن هذا ممتنع في حقه تعالى، والشرط لا يلزم منه الوقوع ولا الجواز أيضا، كما قال تعالى: " لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا لاصْطَفَى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ سُبْحَانَهُ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ " ( سورة الزمر 39 : 4) .
ولكن كيف يدفع الله هذه الكفارة لله ؟ عزيزي يختلف الإسلام عن الشريعة اليهودية وعن المفهوم المسيحي فى الكفارة حيث أن الكتاب المقدس صريحاً فى قوله أنه "بدون سفك دم لا تحصل مغفرة "( أنظر الرسالة للعبرانيين 9 : 22 ) ... ويعتقد اليهود ان الذبائح الحيوانية تكفى للتكفير عنه ورفع ذنبه ، بينما الفكر المسيحي يقول أن الذبائح الحيوانية رموزاً لكفارة المسيح وموته على الصليب .. فيقول الكتاب فى رسالة العبرانيين : " ١٣ لأَنَّهُ إِنْ كَانَ دَمُ ثِيرَانٍ وَتُيُوسٍ وَرَمَادُ عِجْلَةٍ مَرْشُوشٌ عَلَى الْمُنَجَّسِينَ، يُقَدِّسُ إِلَى طَهَارَةِ الْجَسَدِ، ١٤ فَكَمْ بِالْحَرِيِّ يَكُونُ دَمُ الْمَسِيحِ،{ الذى سفكه على الصليب} الَّذِي بِرُوحٍ أَزَلِيٍّ قَدَّمَ نَفْسَهُ ِللهِ بِلاَ عَيْبٍ، يُطَهِّرُ ضَمَائِرَكُمْ مِنْ أَعْمَال مَيِّتَةٍ لِتَخْدِمُوا اللهَ الْحَيَّ! ١٥ وَلأَجْلِ هذَا هُوَ وَسِيطُ عَهْدٍ جَدِيدٍ، لِكَيْ يَكُونَ الْمَدْعُوُّونَ ¬ إِذْ صَارَ مَوْتٌ لِفِدَاءِ التَّعَدِّيَاتِ الَّتِي فِي الْعَهْدِ الأَوَّلِ ¬ يَنَالُونَ وَعْدَ الْمِيرَاثِ الأَبَدِيِّ. ١٦ لأَنَّهُ حَيْثُ تُوجَدُ وَصِيَّةٌ، يَلْزَمُ بَيَانُ مَوْتِ الْمُوصِي. ١٧ لأَنَّ الْوَصِيَّةَ ثَابِتَةٌ عَلَى الْمَوْتى، إِذْ لاَ قُوَّةَ لَهَا الْبَتَّةَ مَا دَامَ الْمُوصِي حَيًّا." ( رسال العبرانيين 9 : 13 – 17 ) . وهنا يقول الكتاب : أذا الذبائح والأضاحي كانت تطهر الجسد فالذبح العظيم الرمز ليسوع المسيح يطهرنا من كل خطية روحياً ونفسياً وجسدياً ويحولنا لصورة الرحمن مرة أخري ... فالحل هو الصليب . وكما يقول القرآن فى ( سورة الصافات 37 : 107 ) : " وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ " ... وهو الحل الإلهي ليعود ابن إبراهيم حياً والعجيب أن يتفق المفسرين للاية أن هذا الكبش الأقرن هو نفس الكبش الذى قدمه هابيل ذبيحة وتقبله الله منه .. ويقول بن عباس: " خَرَجَ عَلَيْهِ كَبْشٌ مِنَ الْجَنَّةِ قَدْ رَعَاهَا قَبْلَ ذَلِكَ أَرْبَعِينَ خَرِيفًا ، فَأَرْسَلَ إِبْرَاهِيمُ ابْنَهُ وَاتَّبَعَ الْكَبْشَ.. الْكَبْشُ الَّذِي ذَبَحَهُ إِبْرَاهِيمُ هُوَ الْكَبْشُ الَّذِي قَرَّبَهُ ابْنُ آدَمَ فَتُقُبِّلَ مِنْهُ " .. وهنا نسال الأخ المسلم : إليس هذا الكبش رمزاً للذبيح العظيم الذى لم يستنكف أن يكون عبداً لله كما ورد فى (سورة النساء4 : 172) .. ليموت من أجلك على الصليب لينقذك من الموت الأبدي ؟ كيف قام هذا الكبش من الموت بعد أن قدمه هابيل وأحترق ليعيش 40 خريفاً ثم ينزل لفداء بن إبراهيم ؟ هل الكبش الذى ذبحه إبراهيم فدوة عن ابنه إسحق هو العظيم ؟ إلا تعلم يا أخي أن العظمة لله، وهل يصح أن أخظأت لرئيسك فى العمل تصالحه بتقديم خروف أو تيس ؟ وقد يقول احدهم : ما الحاجة إلى فادي وصليب ؟ و لماذا الصليب ولماذا لا يغفر للناس كغفور رحيم دون الحاجة للصليب ؟ ونحن نسأل السائل ولماذا يكلف الله النبي نوح ببناء فلك فى ألف سنة إلا خمسين كما يقول القرآن " وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ" (سورة العنكبوت 29 : 14) .. ولماذا لم يقل أنه غفور رحيم وأنته الأمر عند هذا الحد ؟ وللإيضاح عزيزي القاريء عندما أخطأ أبونا أدم وسقط نتيجة آختياره الخاطئ للأكل من شجرة معرفة الخير والشر { الشجرة التى أوصى الرب أدم أن لا يأكل منها } ... وسقط محكوماً عليه بالموت " لأن أجرة الخطية هى موت " ( رو6 : 26 ) ... ولأن آدم الذى هو بذرة الشجرة الإنسانية ورأسها أصبح فاسد بفعل الخطية، بل وخميرة الفساد لكل نسله ... لذلك يقول الكتاب أن : " الْجَمِيعُ زَاغُوا وَفَسَدُوا مَعًا. لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحًا لَيْسَ وَلاَ وَاحِدٌ." ( رو 3 : 12 ) .. وأذ أن الله عادل ورحيم، والإنسان مدان أمام عدل الله ومحكوم عليه بالموت... وبمحبته الكاملة وبرحمته يطالب الصفح والغفران للانسان، فأصبحا العدل والرحمة ضدان لا يلتقيان ... وصفات الله متساوية فى عملها لا يغلب أحدهما الأخر ... فكيف للعدل والرحمة أن يلتقيا ؟ ولك أن تتخيل اخي المسلم أذا قتل أحدهم شخصاً وذهب إلى البوليس وسلم السلاح المستخدم فى القتل وأرشدهم عن جثة القتيل وتم القبض عليه وبعدها وقف أمام القاضي قائلاً له : أننى سأقوم بدفع كل ما أملك صدقة وهبة للمحتاجين .. وسأقوم بأداء كل الفروض ، بل وأصلي الفرض بفرضه ، وأقوم بعمل النوافل .. وسوف أسع وأحج بيت الله .. وأصوم كل صيام مفروض علىً .. فأنا نادماً تأباً أتوب الأن أمام الله وأمامك ولن أفعل ذلك فيما بعد ياسيادة القاضي الرحيم ... فهل سيفرج عنه القاضى ؟ طبعا لا .. وهذا مافعله محمد مع الزاني المدعو { الإسلمي } ... كما ذكر فى ( صحيح البخاري - كتاب المحاربين من أهل الكفر والردة - 13 – باب : هل يقول الإمام للمقرِّ: لعلك لمست أو غمزت – الحديث رقم 6438 ) .. عندما أعترف بزناه وتاب إلا أن محمد رجمه بعد أن تاب ... ! هذا عكس مافعل الرب مع التى أمسكت فى ذات الفعل فقد قال لها ولا أنا أيضاً أدينك ، أذهبى بسلام ... لقد غفر الرب خطاياها لآنه بعدها صلب من أجلها رافعاً كل خطاياها وكل خطايا البشر على عود الصليب ... وفيه يقول المرنم " الرحمة والحق إلتقيا ، البر والسلام تلاثما " ( مز 85 : 10 ) . ويقول القديس بولس الرسول " يصالح الأثنين فى جسد واحد مع الله بالصليب قاتلاً العداوة به { أى بالصليب } ( أف 2 : 16 ) . ولكن من هو الفادي الذي يصلح ليقوم بفداء الإنسان والمُكفر الذى يكفر عن الانسان سيئاته أمام عدل الله ؟ 1- هل تنفع ذبيحة حيوانية ؟ إذا كانت الكفارة تعني الستر والغطاء، فلا يصلح أن تكون الذبيحة أقل في قيمتها من قيمة الإنسان ليمكنها أن تكفِّر عنه، أي تغطيه وتستره. وعليه فلا تنفع ذبيحة حيوانية (عبرانيين10: 3) . 2- هل ينفع إنسان عادي؟ يجب أن يكون الفادي خالياً من الخطية. فلو كان خاطئاً، لاحتاج هو نفسه لمن يكفِّر عنه وما صَلُح لكي يفدي غيره. ولهذا ففي العهد القديم، عهد الرموز، كان يلزم أن تكون الذبيحة بلا عيب. وعليه فإن الإنسان العادي، نظراً لأنه مليء بالعيوب، لا يصلح لكي يكفِّر عن البشر. 3- هل ينفع إنسان بار؟ مع أن كل البشر خطاة، وليس بار ولا واحد (رومية3: 10) . لكن هب أننا وجدنا شخصاً بلا خطية، فهل يصلح ليفدي؟ الواقع إنه نظراً لأن هذا الفادي مطلوب منه أن يفدي لا إنساناً واحداً بل كثيرين، فإنه حتى لو وجدنا الشخص البار، فإنه لن يصلح أن يقوم بفداء الكثيرين ، إذ يجب أن تكون قيمته أكبر من هؤلاء جميعهم معاً. وعليه فلا ينفع أن يكون إنساناً على الإطلاق . 4- هل ينفع أن يكون ملاكاً أو مخلوقاً سماوياً عظيماً ؟ لنتخلص من المشكلة السابقة، هب أننا وجدنا مخلوقاً سماوياً عظيماً، قيمته أكبر بكثير من قيمة الناس، فهل يصلح هذا المخلوق أن يفدي البشر؟ الواقع إن الفادي لو كان مخلوقاً لا تكون نفسه ملكه هو بل ملك الله خالقها، وبالتالي فلا يحق له أن يقدِّم نفسه لله، إذ أنها هي أساساً ملك الله . وعليه فإن الملائكة ورؤساء الملائكة لا يصلحون أن يفدوا البشر، لأنهم مخلوقون من الله ... لذلك نقول على المسيح أنه مولود غير مخلوق . 5- من هو الفادي إذاً ؟ إن هذا الشخص - بالإضافة إلى كل ما سبق - ينبغي ويتحتم أن يكون إنساناً لكي يمكنه أن يُمثِّل الإنسان أمام الله ، أى يملك روحه ويقدر أن يقيم نفسه بعد موته ... وبهذا وحده يمكن أن يكون نائباً عنه، وأن يمثله أمام الله . وقد يقول أخر : لكننا سندخل الجنة بأعمالنا : وقد نسى قول محمد فى ماورد فى صحيح مسلم – كتاب صفة القيامة والجنة والنار – بَاب لَنْ يَدْخُلَ أَحَدٌ الْجَنَّةَ بِعَمَلِهِ بَلْ بِرَحْمَةِ اللَّهِ تَعَالَى : " لَنْ يُنْجِيَ أَحَدًا مِنْكُمْ عَمَلُهُ قَالَ رَجُلٌ وَلَا إِيَّاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ وَلَا إِيَّايَ إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِيَ اللَّهُ مِنْهُ بِرَحْمَةٍ ".. http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=8151&idto=8159&bk_no=53&ID=1312 وفى صحيح البخاري – كتاب الدعوات - بَاب اسْتِغْفَارِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ : " قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ سَمِعْتُ محمد يَقُولُ وَاللَّهِ إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ فِي الْيَوْمِ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً " . http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=11534&idto=11535&bk_no=52&ID=3524 بل ويقول القرآن : " وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا {دخول جهنم} كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا " (سورة مريم 19 : 71) .. فمحمد يستغفر الله فى اليوم سبعون مرة و لن يدخل الجنة بعمله، وسيرد جهنم ... فاين تذهب أنت ؟
عزيزي : لقد دفع الله لله عنك كل سيئاتك ليدخلك فى محضره وتحيا لأبد الأبدين ... وكان الصليب هو الحل الإلهي والطريقة القانونية للدفع والتسديد والتكفير عنك لأنقاذك من طوفان غطب الله والحل لعطشك الروحي وعبورك لمجد الله وأنقاذك من الموت الأبدي ... ورجائي لكل عزيز لم يقبل عمل الصليب للأن .. تعال ندعوا رب العالمين الأن ليفتح ذهنك ويشرح لك صدرك لتعرف الحق الذى يحرر من قساوة الدينونة وبأس المصير لتتحول للحياة الأبدين ونرث جنات خالدين فيها أبدا .. قل له يارب أفتح بصيرتي لأعرف الطريق والحق والحياة .. أقبل عمل صليبك وأؤمن بانه هو الحل الوحيد للوصول إليك .. أمين ..
#رشا_نور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
البيض بين التلوين و خاتم النبوة المحمدية
-
كيف نطبق فقه (قانون) المواريث على إله الإسلام ؟
-
كاتب القرآن يقر ويعترف أن الرحمن هو المسيح (2)
-
كاتب القرآن يقر ويعترف أن الرحمن هو المسيح (1)
-
الأزرع الحقيقية لظاهرة التحرش الجنسي ضد المرأة في الدول الإس
...
-
هتلر صلى الله عليه وسلم
-
على كل مسلم أرتكاب الذنوب والمعاص حتى لا يتعطل الغفار الغفور
...
-
إله القرآن يعترف بأن ربوبيته ظلت ناقصة لم تكمل إلا بخلقة عبي
...
-
كاتب القرآن يقر ويعترف بأن المسيح أنزل من السماء مائدة الحيا
...
-
كاتب القرآن يقر ويعترف أن المسيح هو إله السلام ومصدره
-
القرآن يقر ويعترف بأن إله الإسلام هو نفسه الشيطان اللئيم الم
...
-
القرآن يقر بعظمة اليهود ويعترف بحقهم فى ميراث عرش مصر
-
القرآن يقر ويعترف أن معظم نصوصه آيات شيطانية
-
القرآن يقر ويعترف أن إله الإسلام نرجسي مجنون سيفني خليقته بي
...
-
أكذوبة التوحيد فى القرآن
-
القرآن يقر ويعترف بأن إله الإسلام هو إله هذا الدهر !
-
القرآن يشهد أن المسيح هو الله فى الأرض
-
ولدت لتهب الحياة للآخرين
-
الأدلة القرآنية على ألوهية محمد !
-
إله أم شيطان الذى يغوي القلوب .. !
المزيد.....
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|