أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سامح عسكر - من يوميات حمار حكيم(3)














المزيد.....

من يوميات حمار حكيم(3)


سامح عسكر
كاتب ليبرالي حر وباحث تاريخي وفلسفي


الحوار المتمدن-العدد: 4067 - 2013 / 4 / 19 - 20:02
المحور: كتابات ساخرة
    


نهض الفلاح قائماً وهو ينوي أن يزور أحد أقاربه في قريته المجاورة،وكان الحمار هو وسيلته للسفر.. حينها لم يكن هناك داعٍ لتجهيز الحمار لجرّ العربة، فقام على رداء الحمار المعروف عند الفلاح ب.."البردعة"..وألبسه للحمار ، ثم سحبه من لِجامه وامتطاه وانصرف به إلى أقاربه..وما إن وصل الفلاح حتى استقبله أهله وجلسوا سوياً يتحدثون ثم دار هذا الحوار:

الفلاح: عاملين إيه إزيكم والأولاد؟

أحد الأقارب إسمه محمد:الحمد لله كلنا كويسين

الفلاح: أنا جاي من على أول البَلَد وكان فيه جنازة...جنازة مين دي يابا محمد.

الحاج محمد: دي جنازة أبو لويس المسيحي

الفلاح مُستنكراً:استغفر الله العظيم..مسيحي؟!...ربنا يجحمه ماطرح ما راح.

الحاج محمد: ليه كده ياابو السيد بس حرام عليك..بدل ما تدعي له ان ربنا يرحمه ويغفر له؟!..كلنا ولاد بَلَد واحدة وهو كان راجل طيب والله وما كانش بيسيب أي حد غلبان في البلد إلا ما يقف جنبه ويساعده.

الفلاح: آه..هو بيعمل كده علشان نحبهم ولكن احنا لازم نكرههم..

هنا هب واقفاً أحد الحضور وقال :طب أنا هاستأذن بقى ياجماعة سلامو عليكم

الحاج محمد: ليه كده ياابو جرجس ما لسّه بدري..

هنا شعر الفلاح بالصدمة أن الرجل ذم المسيحيين في حضور أحدهم وهو لا يعلم..كان حينها الحمار يستمع لهذا الحوار وقال في نفسه.

لو أن الفلاح يعلم أن المصريون متدينين جميعاً لا فرق فيهم بين مسلم ومسيحي ما نطق بشِقّ كلمة في حق أحدهم..ولعَرِف أن المسلم والمسيحي في مصر جميعهم يؤمنون بالله وبيوم القيامة والجنة والنار والقضاء والقدر واحترام الموتى وزيارة قبورهم..وبالقسمة والنصيب والرزق المكتوب..وقتها سيعلم أن ما فعله ليس إلا مجرد كراهية لأسماء دون مسميات.

أنتم أيها البشر تتكبرون على أنفسكم من أجل ماذا؟..أسماء...أديان؟...وهل لو كان الميت اسمه أحمد ولكنه كان شريراً هل كان سيترحم عليه؟!..ولماذا تفعلون الخير وأنتم تعلمون أنكم في النار ؟!

نحمد الله أن الحمير لا يُسمّون أنفسهم بأسماء...فكلنا حَمير..فإذا ذكرنا مخلوق بسوء فهو يذكرنا جميعاً...كلنا نجتمع في السرّاء والضرّاء..ليس منا لويس ومحمد..ولا جرجس ولا أحمد...إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآبائكم الأولين.



#سامح_عسكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يوميات حمار حكيم(2)
- من يوميات حمار حكيم(1)
- أكذوبة خير القرون وتأثيرها على خريطة الأفكار
- كفوا عن التجارة بالدين
- نحن قومُ لا نخطئ
- باسم يوسف عبقري وليس إلهاً
- كان ياما كان..كان فيه ثورة في سوريا
- حقيقة صيام يوم عاشوراء في الإسلام؟
- حقيقة العين والحسد في الإسلام
- أزمة مصر في مستنقع الكهنوت
- محمد مرسي وفلسفة الاستعباط!
- التحرش الجنسي في مصر..بين الثقافة والحب
- ابحثوا عن الجاني الحقيقي..حماس بريئة..
- شهادة لله وللتاريخ...بصفتي إخواني سابق أقول:
- رأيي المتواضع في الأحكام الخاصة لشهداء استاد بور سعيد
- هل تعلمون السر وراء خلاف الأزهر مع الإسلاميين؟
- المظاهرات السلمية خيار استراتيجي
- مصدر خُرافة عذاب القبر
- شباب المعارضة المصرية في حقول التحدي
- الطبيعة الغير مستقرة للمجتمع المصري


المزيد.....




- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
- -المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية ...
- أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد ...
- الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين ...
- -لي يدان لأكتب-.. باكورة مشروع -غزة تكتب- بأقلام غزية
- انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
- مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب ...
- فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سامح عسكر - من يوميات حمار حكيم(3)