هُنَا وهُنَاك

علم الدين بدرية

الحوار المتمدن-العدد: 4067 - 2013 / 4 / 19 - 09:18
المحور: الادب والفن
    

هُنَا وهُنَاك

علم الدين بدرية

أَمُوْتُ
أَوْ لا أَمُوتْ
شَتَّانَ عِنْدي
فَأَنَا
الْمَوْجُودُ
خَلْفَ دَائِرَةِ الْبَعْثِ وَالرِّجُوعِ
وَمْضَةٌ
مِنْ عَالَمِ الْخُلُودْ
****
عِنْدَمَا
كُنْتُ هُنَاكَ
عَلى ضِفَافِ الرُّوحِ
خَارجَ الجَْسَدِ
أَثِيرًا سَابِحًا
فِي
بِحَارِ النِّورْ
كَانَتْ رُوحِي تَنْسَكِبُ مِنْ نَافِذَةٍ
أَطَلَّتْ عَلى شَمْسِ الْيَقِينِ
عَلى أَبْجَديَّةِ الرَّاحِلِينْ
لا تَتَدَثَّر بِضَبَابِ الْكَلِمَةِ
لا تَضِيْع فِي مَرَاكبِ التَّائِهينْ
كَانَ الْحَقُّ مُتَجَليًّا
كُنْتُ أَنَا
لَسْتُ بِأَنَا
وكَانَ هُوَ
لَيْسَ بِهُوَ
اِحْتَوَتْنِي كُلُّ الْمَسَافَاتِ ..
نَثَرَتْنِي
كُلُّ الأَبْعَادْ
كُلُّ الاتِّجَاهَاتِ وَهْمِيَّةٌ عَدَمِيَّةٌ
تَضِيْعُ
فِي كُلِّ الاحْتِمَالاتْ
فِي مَسَارَب التِّيْه
مَسَارَاتٌ لَولَبيَّةٌ
لانْعِكَاسِ حَقيْقَةٍ
تَجَلَّتْ فِي مِعَرَاجِ الْكَمَالْ
****
أُعَبِّأُ
فَرَحِي
نُوْرًا
في ثَغْرِ الابتِسَامَات
هُنَاك
كَانَتْ
الأَلْحَانُ نَدِيَّةً رَقْرَاقَةً كَمِيَاهِ الْغَدِيْرِ
قِيْثَارَةُ السِّمَاءِ تُسَبِّحُ الْوجُودَ
تُحَاورُ النِّجُومَ السِّابِحَة فِي لَيَالِي السَّمَاءْ
أَنْغَامٌ
تَزْدَحِمُ عَلىَ هَمَسَاتِ النَّايَاتْ
هُنَاكَ
الْغُيُومُ الْهَارِبَةُ
تَصْنَعُ الْمُعْجِزَاتْ
تَنْتَشِلُ مِنْ أَشْلاءِ الإدِّعَاء خُيُوطَ الْحَقِيْقَةِ
وَمِنْ أَوْهَامِ الْكُرَةِ الأَرْضِيَّةِ
عُمْقَ الْبَقَاءْ
أَسْرَابُ النُّجُومِ السَّارِحَةِ فِي مَعَابِرِ الليْنَوْفَر
تَزُفُّ أَحْلامًا مُتَثَائِبَةً
وَرَتْلاً مِنَ الأُمْنِيَاتْ
عِنْدَمَا تَغْرُبُ الْعَصَافِيْرُ هُنَا
تَصْدَحُ سَمَاءُ الْبُعْدِ الآخَر بِأَجْمَلِ دُعَاءْ
تَعْزِفُ الْحَاَنُ الْخُلُودِ سِيمفُونِيَّة الصَّفَاءْ
فَتُغَرِّدُ الْخَلِيْقَةُ لِلْخَلْقِ سِرَّ الِّلِقَاءْ
خَلْفَ تِلْكَ التِّلالِ تُبْعَثُ شُمُوسٍ لاَ شُرُوقَ لَهَا وَلاَ غُرُوبْ
لاَ انْتِهَاءَ لَهَا وَلاَ ابْتِدَاءْ
أَمُوْتُ هُنَا
وأُوُلَدُ هُنَاكَ
عَلىَ قَارِعَةِ السِّكوْنِ
أَوْ فِي مِرْآة الذَّات
تَكْثُرُ الاحْتِمَالاتُ وَيَبْقَىَ الْعِنْوَانُ
خَلْفَ الاسْتِحَالَةِ
خَلْفَ الْحِجَابْ
****
مِنْ نَافِذَةٍ تَطِلُّ عَلىَ الله
يَغْدُو الْمُحِيْطُ وَاضِحًا
وَعَلىَ
رِمَالِ الْعَوْدَةِ تَزْدَحِمُ الْقَطَرَاتْ
أَنْتَظِرُ اِنْعِكَاسَ ذَاتِي فَوْقَ مَوْجِ الْحَيَاة
لَحْظَةُ مَوْتِي
كِذْبَةٌ تُكَفِّنُ
أَوْجَاعَ الزَّمَنِ
وَتَدْفِنُ جِثَثَ الْحِكَايَاتْ
****
هُنَاكَ
وِلادَتِي
أَنَا الشَّاهِدُ وَالْمَشْهُودُ وَعُودُ الثِّقَابْ
وَمُنْذُ لازَمَان ولا مَكَان يُقَاسْ
وَأَنَا
أُشَاهِدُ
بِزُوغَ خُيُوطَ ثَوْبِي
عَلىِ أرْصِفَةِ الضَّبَابِ
وَأَنَا أَتَمَزَّقُ مَعْ أَشْلاء الْحُرُوفِ
الْمُتَنَاثِرةِ ...
عَلىَ صَفَحَاتَ السَّحَابِ
غُيُومًا بَيْضَاءْ
****
خَلْفَ الْغِيَابِ
هُنَاكَ تُولَدُ الْفَرَاشَاتُ
مِنْ شَرَانَق الْعُبُودِيَّةِ
تُشْرِقُ الْحَيَاةُ
يَبْزُغُ فَجْرُ صَبَاحٍ آخَر
لَيْسَ كَالأصْبَاحِ
الْكَلِمَاتُ تَقْتَرِبُ مِنْ حُلُمِي
أَنَا الشّاهِدُ
هُنَاكَ
فِي آخِر النَّفَقِ
حَيْثُ النُّوْر الأَزَل
تَعْجَزُ الأَوْصَافُ
وَتَنْتَهي كُلُّ الْمَجَازَاتْ
فَتَتَنَّحَى
الْذَاكِرَةُ الْعَرْجَاءُ
وَتُلغَى عُقُولُ الْمُفَارَقَاتْ
فَهُنَاكَ
حَيْثُ
اللا هُنَاك
تُرَتَّلُ أَنَاشِيْدُ الْعَوْدَةِ
خَلْفَ نَافِذَةٍ
فِي مَعَابِد الذَّاتِ
وَتَأْتَلِفُ النَّغَمَاتْ
حَيْثُ لا مَوْتَ هُنَا وَلا وِلادَةَ هُنَاك
تَعُودُ النُّقْطَةُ التَّائِهَةُ
إلى الْمُحِيْطِ
وَتَتَلاشَى أَوْهَامُ
الْبَعْثِ وَالإيَابْ

#علم_الدين_بدرية (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات