|
في موضوع المعارضة والموالاة
وليم نصار
مؤلف موسيقي ومغني سياسي
(William Nassar)
الحوار المتمدن-العدد: 4066 - 2013 / 4 / 18 - 21:48
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
ما يجمعني بالمعارضة السورية .. أكثر بكثير مما يجمعني بالنظام السوري والموالاة .. ولدي كل الأسباب السياسية والفكرية والانسانية والشخصية كي أكون ناشطا ضد النظام السوري وداعميه ..
لكن .. الوعي السياسي والحس الفطري بخطورة ما يجري .. وقناعتي الواضحة والتي لا لبس فيها بأن سقوط سورية هو بداية حصار وسقوط جبهة المقاومة ضد إسرائيل .. مضافا إليها سقوط وانهيار كل الحركات المعادية للامبريالية الامريكية ... دفعني لاتخاذ موقف واضح من الأزمة السورية ..
لنكن واضحين في البداية ... أنا ضد ما يسمى الثورة السورية جملة وتفصيلا ... ولا أراها غير ثورة مرتهنة للغرب وتنفذ أجندات دوائر مخابراتية حلف أطلسية - صهيونية.
نعم ... أنا مع الدولة السورية ... لكنني لست مع الشبيحة ... وأنا مع الدولة السورية .. لكنني ضد الخطاب الخشبي وكأن شيئا لم يحدث ...
أنا وليم إميل نصار .. الشيوعي اللبناني .. ذو الأصول المارونية .. مع الدولة السورية لكنني ضد الممارسات المخابراتية الرخيصة (والتي لم ترتدع رغم كل ما حصل للوطن ) ... ومع حرية الرأي .. وضد سياسة كم الأفواه ..
أنا وليم نصار .. مع الدولة السورية .. لكنني لست من الموالاة .. إذ أرفض الطائفية .. والمذهبية .. والتعصب الأعمى .. وتشويه القضية السورية من قبل من يسمون أنفسهم موالين .. حتى أصبحت القضية السورية بفضل عدم الوعي الفكري والسياسي .. ولا حقا عدم الوعي الانساني ... أصبحت القضية السورية على أيديهم قضية لا أخلاقية وقضية لا تتمتع بأدنى درجات العدالة ...
كل قضية عادلة تكتسب متضامنين وبشكل يتزايد ويتراكم كلما اشتدت الهجمة عليها .. باستثناء القضية السورية تكتسب كل يوم أعداء جدد.. وتخسر حلفاء أو على الأقل إن لم تخسرهم فموقفهم أصبح الابتعاد لزوال أسباب التضامن وأهمها العنصر الأخلاقي والانساني والاجتماعي والعملاني ...
كل قضية تروج للدم وتبتهج لرؤية الدم هي قضية خاسرة ... كل قضية مناصروها لا يفهمون لغة الرأي الأخر هي قضية خاسرة ... كل قضية مناصروها يضعون مصالحهم الشخصية فوق مصلحة قضيتهم هي قضية خاسرة .. كل قضية مناصروها لا يعملون من أجل إيصال الصورة الصحيحة عنها هي قضية خاسرة ... كل قضية يريد مناصروها أن يفصلوا شكل التضامن على مقاس رؤيتهم الضيقة هي قضية خاسرة حتما ...
ابتدأت الأزمة السورية بحراك مدروس ومبرمج يهدف إلى تقويض أسس الدولة .. وكان الكثير من الموالين الحاليين مع هذا الحراك ... يساريين وسوريين قوميين وقوميون عرب الخ ... ولدي من الحوارات الموثقة .. في بداية الأزمة السورية ... مع بعض المسؤولين في أحزاب "علمانية" تتباهى بموالاتها الآن ... ما يكفي لاصدار مجلدات عن العبثية والهشاشة الفكرية لكوادر تلك الاحزاب .. نعم، هشاشة سياسية وفكرية ... هشاشة التزام وإيمان بدور الفرد والجماعة في إمكانية المواجهة.
من الأمثلة على تلك الحوارات .. دعوتي لبدء تحرك فوري ومنظم ومبرمج في اليوم الثاني لأحداث سورية .. فكان الجواب ( يا رجل النظام أخطأ وكان يجب الاستجابة لمطالب المحتجين وإطلاق سراح التاجر المعتقل كما يجب اعتقال الشرطي الذي طلب رشوة وتسبب في اعتقال التاجر) ... ( النظام لن يصمد أكثر من 6 أشهر ) .. ( يا دكتور وليم ننصحك بعدم القيام بأي تحرك تضامني لأنك ستورط نفسك ومن معك من صبايا وشباب بقضية خاسرة وستنقلب عليكم) .. الخ ...
هذه عينة من الاجابات والردود التي كنت أتلقاها وأستلمها، وبشكل شخصي، من قوى وأحزاب هي الآن بوق للنظام السوري ... وعلى مدار أكثر من ثمانية أشهر ....
كان الجميع ينتظر سقوط النظام أو صموده، أو على الأقل كان الجميع ينتظر جلاء الموقف ورؤية الكفة الراجحة وموازين القوى كي يتخذ موقفا .... باستثناء مجموعة صغيرة من الصبايا والشباب البنانيين والاوروبيين آمنوا بأن تلك الأحداث هي مقدمة لاسقاط سورية كدولة داعمة لمشروع مقاومة الامبريالية والنيو - كولونيالية.
عندما استفاق "الموالون" من غيبوبتهم .. كان أول ما فعلوه هو شن الحرب على التحرك التضامني الذي قمنا به وكان تحت شعار حملة إرفعوا أيديكم عن سوريانا ... تارة بحجة لواء اسكندرون .. وتارة أخرى لعدم وجود سوريين في إدارة الحملة .. وتارة أخرى وبسبب العقم الوطني المزمن في عروقهم أن الحملة أطلقها ويقودها يساريون ... وليس أي يساري .. بل شيوعيون... متناسين أن بعضا من هؤلاء الشيوعيين خرجوا على مواقف أحزابهم بما يختص الأزمة السورية مؤمنين بأن قضية الوطن أكبر من قضية حزب..
لن أتطرق في هذه المقالة إلى الكم الهائل من الممارسات اللا أخلاقية التي تعرض لها الناشطون في الحملة من لبنانيين وأوروبيين ... ولن أاتطرق للمضايقات المباشرة التي تعرض لها بعض أعضاء الحملة من المعارضة السورية وداعميها... ولن أتطرق أيضا قيام بعض "الموالين" بارتكاب جناية قانونية بتزوير اسم الحملة والقيام بمشروع مادي تحت حجة دعم سورية .. ولولا تدخل شخصيات سورية وطنية لكانت قضيتهم في المحاكم وربما أكثر ... ولن أتطرق لمدى العقم الفكري والجهل بأبسط قواعد العمل السياسي للمثقفين والسياسيين "الموالين" ... بل سأذكر وبشكل هامشي أن هؤلاء هم أحد الأسباب الرئيسية في تحويل القضية السورية من قضية عادلة إلى قضية لن تكسب أصدقاء.
أن تكون مؤمنا بقضية ما .. على أصحاب القضية أنفسهم أن يكونوا مؤمنين بها على نفس القدر والمستوى الأخلاقي الذي تؤمن به بقضيتهم .. غير ذلك .. لا أحد على استعداد أن يتبنى قضية أصحابها أنفسهم يتاجرون بها ويتطلعون إليها كقضية استثمار ..
أن تكون مؤمنا بقضية عادلة .. عليك أن تمارس نقيض ممارسات الطرف الآخر ... غير ذلك فانك تفقد إمكانية الاقناع بأن ما تدافع عنه هو قضية عادلة ... أن تكون مؤمنا بقضية عادلة عليك العمل وليس (طق الحنك) .. وعليك التوجه إلى الرأي الآخر وإلى الطرف النقيض كي تكسبه .. لا أن تبقى متقوقعا مع نفس "المؤيدين" الذين وبشكل واضح يتناقصون بدل أن يزدادوا كما ونوعا ..
أن تكون مؤمنا بقضية عادلة .. على أصحاب القضية أنفسهم أن يعملوا على الحفاظ على أصدقاء قضيتهم ... فمنطق إن لم توافقني على كل شيء فأنت عدوي ينقلب على صاحب القول .. وتقديري ... بدأ ينقلب ..
حملة إرفعوا أيديكم عن سوريانا مستمرة .. تحت إطار تحالف أولاد البلد ... ونشاطها سيكون محصورا في موضوع معارضة التدخل العسكري المباشر في سورية إذا ما حصل .. ودعم الأصوات المؤمنة بالحوار والسلم الأهلي .. لكنها وللمرة المليون ليست ولن تكون جزءا من قضيتين فقدا عدالتهما (المعارضة والموالاة) .. الأولى لارتهانها بالقوى الامبريالية ... والثانية لمساهمتها في تعميق الأزمة السورية. أخيرا .. نؤمن بأن الجيش العربي السوري هو الوحيد صاحب القضية الأخلاقية والعادلة في الأزمة السورية ... فحافظوا عليه.
د. وليم نصار مؤلف موسيقي وأكاديمي شيوعي
http://williamnassar.com http://albalad.eu.pn
#وليم_نصار (هاشتاغ)
William_Nassar#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ما قدرت
-
بدها سكس وخيفانة من الحبل
-
مي شدياق - جهاد المر ... يليق بكما وطن العملاء
-
رسالة من كل طفل سوري ميت ... إلى كل الزعماء العرب الأحياء
-
يا متخبي احفير وطلاع
-
ميشيل بطرس - أبو قانا
-
سقوط سورية
-
كلاكيت تاني مرة ... الأوطان تريد تغيير الشعب
-
يحق للجندي السوري ما يحق لكم وأكثر
-
فلسفة ماركسية من وحي اسكندرون .. في مفهوم الشبيح والمرتزق :-
...
-
ماركسيو النفط القطري
-
التباس في اللحى
-
ما تيسر من سورة الارتباك
-
ما تيسر من سورة الارتياب
-
جمول ... حكاية عشق
-
ليس تضامنا مع المنار ولكن فليخرس كهان الدم
-
عناوين صغيرة
-
في ذكرى الحرب الأهلية اللبنانية
-
مجنون عكا وبعض من خبز روحي
-
حب باللوكيميا
المزيد.....
-
مجلس الوزراء السعودي يوافق على -سلم رواتب الوظائف الهندسية-.
...
-
إقلاع أول رحلة من مطار دمشق الدولي بعد سقوط نظام الأسد
-
صيادون أمريكيون يصطادون دبا من أعلى شجرة ليسقط على أحدهم ويق
...
-
الخارجية الروسية تؤكد طرح قضية الهجوم الإرهابي على كيريلوف ف
...
-
سفير تركيا في مصر يرد على مشاركة بلاده في إسقاط بشار الأسد
-
ماذا نعرف عن جزيرة مايوت التي رفضت الانضمام إلى الدول العربي
...
-
مجلس الأمن يطالب بعملية سياسية -جامعة- في سوريا وروسيا أول ا
...
-
أصول بمليارات الدولارات .. أين اختفت أموال عائلة الأسد؟
-
كيف تحافظ على صحة دماغك وتقي نفسك من الخرف؟
-
الجيش الإسرائيلي: إصابة سائق حافلة إسرائيلي برصاص فلسطينيين
...
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|