أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - خليل البدوي - أواعدك بالوعد واسگيك يا كمون!!














المزيد.....


أواعدك بالوعد واسگيك يا كمون!!


خليل البدوي

الحوار المتمدن-العدد: 4066 - 2013 / 4 / 18 - 16:36
المحور: كتابات ساخرة
    


ما حكاية الكمون وما هذا الوعد؟
الكمون (بالإنكليزية: Cumin) واسمه العلمي Cuminum cyminum ينتمي للفصيلة الخيمية، وهو نبات عشبي حولي محدود النمو يصل ارتفاعه إلى 30-40 سم.
أوراقه مركبة رفيعة لونها أخضر داكن ويحمل النبات أزهاراً صغيرة بيضاء - أرجوانية في نورات خيمية والثمار بيضاوية مستطيلة تنشق كل منها بسرعة عند جفافها إلى ثميرتين منحنيتين.
ولون الثميرة للكمون أخضر زيتوني، ويبلغ طولها من 0.4 – 0.7 سم وقطرها 2 - 3 مم ورائحتها عطرية وطعمها مر قليلاً.
والكمون من النباتات التي تحتاج إلى قليل من السقي، وكان الفلاحون يتجاوزونه عند سقيهم لمزروعاتهم.
تزعم الحكاية أن الكمون أحتج... وأحتج و طالب بالعدالة و مساواته بباقي المزروعات وكان الفلاحون يعدونه خيراً، إلا أنهم كانوا ينكثون بالوعد دائماً.
فصار هذا المثل (أواعدك بالوعد واسگيك يا كمون)!!
قال الشاعر:
لا تجعلوني ككمون ٍ بمزرعة ٍ إن فاتهُ السقي أغنتهُ المواعيدُ
و(أواعدك بالوعد واسگيك يا كمون)!! هذا ما نردده في العراق و تدور قصة هذا المثل حول رجل حكيم و أحد طلابه و يدعى كمون, تحدى أحدهم الآخر بصنع سُم زعاف لمعرفة من منهما الأبرع، و اقترحا أن يجرباه على بعضهما. صنع كمون السم أولاً وسقاه للرجل الحكيم و انتظر.
أستطاع الحكيم أن يعالج نفسه بالحجامة أي بتجريح جسده ليخرج الدم مع الُسم، كما وقام بطلاء جسمه بالعسل لتتجمع عليه الحشرات، لتمتص الدم و تنقيه من الُسم.
تفاجأ كمون بأن الحكيم لم يمت، وعليه هو الآن بتنفيذ ما عليه من الاتفاق أي بشرب الُسم الذي سيصنعه الرجل الحكيم.
ذهب كمون إلى الحكيم و سأله متى تسقني الُسم؟
فيجيبه الحكيم ببرود (سأسقيك.. أسقيك الُسم يا كمون).
تمر الأيام و الأسابيع والحكيم معتكف في البيت، ويزداد قلق كمون و يتساءل: ماذا يصنع الحكيم؟! أي سُم هذا,,,؟
ويسرع إلى الحكيم ويسأله: متى الوعد يا حكيم؟
فيجيبه الحكيم بكل هدوء: لا تعجل (سأسقيك.. أسقيك الُسم يا كمون).
يجُن جنون كمون أنه يريد أن يعرف ماذا يُعد له الحكيم!!
وتمر الأيام و يتضاعف هلع كمون فيموت من القلق و الخوف و حتى قبل أن يشرب أي سُماً.
فصار هذا مثلاً على الوعد الكاذب الذي قد يودي بصاحبه إلى الجزع.
هكذا..شبع العراق من الوعود التي تطلقها الحكومة وبالأخير تظهر الحكومة وهي تبتسم ابتسامة صفراء وتقول: والله أنتم (غشمة).
الشعب: ليش غشمة..احنا انتخبناكم وانتم وعدتونا بكل ما هو خير.
الحكومة: كلوا مواعيد لما تشبعون، وبعدين هذه المواعيد "نگعوها وأشربوا ميّها".
الشعب: ولكنكم وعدتونا وقلتم اصبروا؟
الحكومة : واحنا عند وعدنا، اصبروا.... سنسقيكم...سنسقيكم الُسم الزعاف ياعراقيين!! ليش إنتو شفتو شي ليهسة؟؟
الشعب بصوت عال: من غشنا فليس منا؟
ضحكت الحكومة ضحكة عالية رجّت أرجاء المكان وقالت: ومن راقب الحكومة مات همّا!!
سافرت الحكومة لتعقد صفقة من (اللي إياها)، وحينما قفلوا راجعين، وجدوا أن الشعب الشجاع الصابر قد أقفل عنها أبواب الوطن، وهكذا خرجت الحكومة سالمة منتشية، وعادوا خائفين، خائبين، قلقين، هلعين، جزعين... وماتوا خارج أسوار الوطن.



#خليل_البدوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تمخّض الجبل ُ فولد فأرا ً
- ارفع رجليك أنت إرهابي
- معركة بالبوكسات بين الأنبياء والشياطين
- حسني مبارك بين تحرج القضاء وإخلاء السبيل
- من قلة الخيل شدوا على الچلاب سروج
- جرذ يخطب وينذر بالعقاب والذباب يصفق
- الداخل فيه مفقود والخارج منه (ممدود)
- تزوير الانتخابات واجب شرعي يثاب فاعله
- الاغتيال بالموت الصامت
- العراق سيتحول بالإعدامات من المرتبة الثالثة إلى المرتبة الأو ...
- كشف أسرار الطائرة MIG – 21 تسبب بقتل ثلاثة طيارين عراقيين وه ...
- امسكني أن استطعت!!
- -من تعرف كيف تدير منزلاً ستعرف كيف تدير البلاد-
- عيد رأس السنة البابلية الآشورية (الأكيتو) وبشرى سارة للشعب ا ...
- الكذب مفتاح الفرج
- رحلة ابن بطوطة للبصرة
- أين ساعات البصرة ؟
- أبو صابر وغسان كنفاني والضحك على الذقون
- المعري بين رسالة الغفران ودعايات انتخابات مجالس المحافظات
- أبو صابر بين الماغوط و أرسطوفانيس ونائبات البرلمان


المزيد.....




- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...
- الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا ...
- “تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش ...
- بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو ...
- سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - خليل البدوي - أواعدك بالوعد واسگيك يا كمون!!