الغيبيات وبرامج الفضائيات

مجتبى حسن

الحوار المتمدن-العدد: 1168 - 2005 / 4 / 15 - 09:04
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    

كمثل الكثير اليوم هوايتي المفضلة تتبع التلفاز بقنواته الفضائية المتنوعة وينصّب جانب كبير من اهتمامي بالموضوعات العلمية والبحثية وما يثير للفضول،فهي عادة تحرك لدي شيء من فكر، فأكون لم اخسر الوقت ومتعة المشاهدة ،وعليه فقد لفت انتباهي دعاية لبرنامج على قناة عربية يتكلم عن ربط الإيمان بالدّماغ وأبحاث حول موقع الإيمان من الدماغ وبأي جزئية منه ،وكي لا أقع بالمحظور واقفز إلى النتائج قررت أن انتظر بث البرنامج ، كيما اعلق عليه على الأقل بيني وبين نفسي،غير أن الدعاية لوحدها استفزتني ،فهي تعرض أشخاص من مختلف الأعراق،وبسويات متناقضة ليتكلموا عن مكان وجود الأيمان في الدماغ ،
رحت أحوم في هذا وذاك بين المادي والغير ... ليس لاعتقادي بأنني سأجد الجديد في بحثهم العبثي بربط كل شيء بالمادة ..ومحاولتهم الدائمة لتعليق كل ما يخرج عن المدارك العقلية بشيء مادي ،كما هو الحال في الجار والمجرور يجب أن يعلقان حتى ولو في فعل محذوف .. في محاولة منهم في تعليل الأشياء في غير مسبباتها ..
لست ممن ينفي العلم والتجربة والمادة بطاقتها الكامنة مهما اختلف مسمّاها .. ولا أُبعد الإنسان بجسده من مسمّيات المادة.. ولكن تنقيط الحرف يغّير معناه..والاختلاف هو على المعنى والمقصد.. فهكذا برنامج يطرح مسائل ليس لها أجوبة، يحوم حوله الاستفهام؟! لماذا؟ وكيف ؟ولمن يوجّه هذا البرنامج؟
خاصة أنها لا تقوم على أساس علمي معرفي، وان حشرت بعض الآراء لبعض العلماء هنا وهناك في سياق سردهم للبرنامج ،و تحفظي مسبق على عرض برامج بنمطيات موجهة تختص بالغيبيات ،التي لا تحفّز الخيال على الجموح ولا تترك تساؤل فكري في النفس ،لتبقى كما بدأت تحكي ولا تصف ،تحوم حول الفكرة ولا تمسها ،فيخرج المتلقي صفر اليدين .. تفوته المتعة والإفادة ..
هناك برامج سبقته حكت عن الجن ،وعن التميمة وغيرها من ظواهر وحكايا سحرية .. وأخرى عن تداوي الجسد بالدين ..والملفت في الأخيرة انه خرجت جماعة بظاهرة الطبودينية أو الدين الطبي وانبرى لها رجالها من المنتفعين بالدين ..والغريب في هؤلاء أنهم يختلفون في كل شيء إلى حد التطرف تجاه بعضهم ، والشيء الوحيد الذي يتفقون عليه هو طريقة تعاطيهم في هذا المجال فكلهم يستخدم اسم الرسول الذي أتى بالدين وكذاك كتاب الدين ومكان عباداتهم للتأثير بالناس من حولهم... وحتى هذه المشاهدة لم نراها في البرامج السابقة بل تركت الأمر للغيبية التي يبدأ عادة البرنامج بها وينتهي...
لنبقى المشاهدون نتحسر على وقت ضاع وبرنامج أو فليم فات ونحن نترقب الجديد في برنامجهم ...

#مجتبى_حسن (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات