جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4066 - 2013 / 4 / 18 - 14:08
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
حل المشاكل في المحلول الكيمياوي
عندما سمع طالب ايراني في جامعة في الولايات المتحدة الامريكية وهو لم يكن يتقن الانجليزية جيدا في بداية دراسته زملاءه يتكلمون عن (حلول لمشاكلي solutions for my problems ) اعتبر العبارة جميلة بشكل خاص. لماذا؟ لانه لم يكن يفكر في كلمة (حل) بمعنى كيفية حل المشاكل بايجاد اجوبة لاسئلة و فك العقد و المعضلات بل كان يفكر فيها كسائل كيمياوي و يتصور وضع مشاكله في محلول لذوبانها او لحفظها من التلف. بهذه الطريقة يحاول Lakoff و Johnson شرح قوة المجاز في اللغة في كتابهما
The Metaphor we Live by و عندما عرف الطالب الايراني بان زملاءه لم يفكروا ابدا في صورة محلول كيمياوي اصاب بخيبة امل.
لو كنا نحل مشاكلنا بصورتها السائلية الكيمياوية الجميلة كما تخيله الطالب الايراني لكان يعني القبول بان المشاكل لا تختفي الى الابد لانها تذوب او تبقى و لكننا ننظر للمشاكل كلغز له حل او بدون حل و هذا اساس صياغة طريقة تفكيرنا اي عندما تترجم العربية العبارة الانجليزية حرفيا و تستعير الفكرة فان الانجليزية لا تغني العربية بمصطلحاتها فحسب بل تحول الفكر العربي رأسا على عقب او تصيغه من جديد و تغيره.
لذا تغير الترجمات الحرفية طريقة تفكير ثقافة معينة و واقعها جذريا اي ان المسألة اخطر بكثير من ان تكون ترجمة حرفية فقط لانها تعني تغيرات في الخبرات الاجتماعية و المادية و غيرها كأنك تترجم time is money و تحول الوقت في تفكيرك الى نقود رغم ان للوقت لم يكن قطعا قيمة مالية في العقلية الشرقية. هكذا يتحول الحل اذن من (محل) و (محلة) و(احتلال) اي من (مكان) و من (حلال) و (تحليل) و (انحلال) اي (الفك) الى (سائل) اي (محلول كيمياوي).
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟