أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سامح عسكر - من يوميات حمار حكيم(2)














المزيد.....

من يوميات حمار حكيم(2)


سامح عسكر
كاتب ليبرالي حر وباحث تاريخي وفلسفي


الحوار المتمدن-العدد: 4065 - 2013 / 4 / 17 - 23:26
المحور: كتابات ساخرة
    


فتح الحمار عينيه على أملٍ جديد يكون فيه عمل اليوم أخف من عمل الأمس، وأن يقذف الله الرحمة في قلب الفلاح فلا يضربه ولا يشتمه..إنها خلجات قلب نابض..يرى في الدنيا مكرمة للجميع...وأن من يسلك سبيل الصالحين لن يكون إلا رحيما..ولكن في هذه الأثناء دخل عليه صاحبه وفي يده أدوات العمل لتجهيزه لجرّ العَرَبة..يومُ جديد رتيب وممل ولا حياة فيه، ولكن من رحمة الله بالحيوان أن خلقه صابراً لا يعرف الملل، بينما الإنسان يملّ من التكرار، وتمقت نفسه الأشياء القديمة، ويستمتع بالجديد ويحلم بالراحة ويطمع في رخاءٍ يجعله سيداً لهذا الكون حتى الناس...ترك الحمار خياله بعد أن سحبه صاحبه إلى العربة ثم ألبَسَه ردائه وبعد ثوانٍ انطلق الحمار مُعلناً عن يومٍ شاقٍ جديد.

في الطريق وقف الفلاح عند أحد أصدقائه وسأله الصديق عن علمه بآخر الأخبار السياسية، فردّ الفلاح وعينيه تملأها الحسرة وقال أنه ليس له شأن بالسياسة ثم سبّها ولعنها ..في تصرفٍ لم يُثِر حفيظة الحمار..فالحيوان عندها كان يُفكر في كلام الفلاح لصديقه، ثم أسهب في الخواطر بين نفسه وقال..من الناس إذا ما حدثته عن السياسة قال لا شأن لي بها، إما أنه يكرهها وإما أنه ليس متفرغاً لها، أو أنه إنساناً سلبياً ليس له طموح ويهتم أكثر بحياته ومعيشته ظانّاً منه أن الابتعاد عن السياسة سيجلب له الأمان.

أنتم أيها البشر تُنكرون على هؤلاء الناس وتظنون فيهم القصور والتقصير في واجباتهم الاجتماعية والوطنية..ولكن هو إنكارُ ليس في محله لأن قواعدكم أن ما يفعله الناس هو امتناع عن الاشتغال في السياسة ، أنتم لا تعلمون أن هذا الامتناع هو في حقيقته اشتغالُ في السياسة، فالمرء منكم إذا أصابته هامةً غار واختفى عن أعين الناس، هل تعلمون أن هؤلاء لا يهتمون لما يحدث حولهم؟!...الحقيقة أنهم يهتمون أكثر منكم، وأن بعضهم يفهمون أكثر من فهمكم، ولكن طبائعهم فَرَضت عليهم ترك الجَدَل، وأنهم يهتمون للكبائر أكثر من الصغائر، فمن فَشِل في مجتمعه الصغير سيفشل حتماً في مجتمعه الكبير..

وأن زُهد هؤلاء عن الدنيا حملهم على أن لا يرغبوا فيُكثرون الرغبة، عن ألا يتمنوا الأماني فيحلمون.. ولكن إذا طال الحُلم يقنطون من رحمة الله...هؤلاء شرفُ لكم أن تُخالطوهم فالقعيد منهم حكيم والمُبتلي منهم كريم والجاهل لا يضر إلا نفسه...

بينما أنتم تشتغلون في السياسة وتتحدثون فيما لا تفقهون، فتكون آرائكم عليكم نكبة، وأن خياراتكم تدفعون ثمنها من رزقكم وحريتكم وكرامتكم..أتعلمون أيها البشر أن كلُ طالبٍ للسُلطة هو مشروع لظالم؟..نعم حتى لو كان يتحدث باسم الدين..فنحن معشر الحمير شعوباً لسُلطتكم...أنتم الحُكام ونحن الشعوب..أنتم الملوك ونحن المماليك..ماذا نشعر تجاهكم؟!..نشعر أنكم تحرمونا من أبسط حقوقنا.. من أن نعيش فنَسَعد..من أن نأكل فنشبع..من أن نعمل فلا نُهان..من أن نسكن في مكانٍ نظيف، من أن تحمونا من المُعتدين، من أن تكونوا خير مُعينٍ لنا عن ألا تبيعونا في أسواق الحمير..



#سامح_عسكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يوميات حمار حكيم(1)
- أكذوبة خير القرون وتأثيرها على خريطة الأفكار
- كفوا عن التجارة بالدين
- نحن قومُ لا نخطئ
- باسم يوسف عبقري وليس إلهاً
- كان ياما كان..كان فيه ثورة في سوريا
- حقيقة صيام يوم عاشوراء في الإسلام؟
- حقيقة العين والحسد في الإسلام
- أزمة مصر في مستنقع الكهنوت
- محمد مرسي وفلسفة الاستعباط!
- التحرش الجنسي في مصر..بين الثقافة والحب
- ابحثوا عن الجاني الحقيقي..حماس بريئة..
- شهادة لله وللتاريخ...بصفتي إخواني سابق أقول:
- رأيي المتواضع في الأحكام الخاصة لشهداء استاد بور سعيد
- هل تعلمون السر وراء خلاف الأزهر مع الإسلاميين؟
- المظاهرات السلمية خيار استراتيجي
- مصدر خُرافة عذاب القبر
- شباب المعارضة المصرية في حقول التحدي
- الطبيعة الغير مستقرة للمجتمع المصري
- رؤية موسّعة في التوسل ونزعات الهدم المادية والفكرية


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سامح عسكر - من يوميات حمار حكيم(2)