محمد سليم سواري
الحوار المتمدن-العدد: 4065 - 2013 / 4 / 17 - 12:08
المحور:
الادب والفن
عناصر الطبيعة معروفة وهي من الفلزات واللافلزات وعلى تلك تستمد الطبيعة تماسكها وهيكلها ومتانتها ... أما عناصر الحياة البشرية والتي هي مقدسة بقدر ما أكرم الله الإنسان في هذا الكون العظيم ... حيث أمر كل الملائكة لأن يسجدوا لآدم ، لأن يسجدوا لهذا البشر الذي يجسد الحياة بكل صورها ومفرداتها ومقاييسها وقدسيتها .
الحياة هذه الهبة الإلهية المقدسة ... والروح هذه الذات الإلهية المبجلة حيث لا يمكن تعريفها التعريف الشافي ولا لمسها لمس اليد ، إلا بقدر ما نحسه من هذه الحياة ... أما المطلق منه فهو الذي لا يمكن أن نعرفه مطلقاً بعقولنا المحددة .
هذه المعادلة في الحياة والتي قد تكون مرة معلومة ، ومرة أُخرى مجهولة ... حيث هذان الصنوان ، الجسد والروح يشكلان ناموس الحياة وأُنشودة المسيرة البشرية في كل مدياتها المتناهية واللامتناهية ... فليس هناك حياة بلا جسد ، فكيف يكون هناك حياة بلا روح ، فوعاء الحياة يكتمل بالجسد والروح ... أما الذي يضمن إدامة الحياة بين الجسد والروح فهو الحب .
إن الحب كيان مقدس بكل ما تعنيه كلمة التقديس من معنى ومبنى ، إن خلو الحياة من الحب هو خلوها من كل عناصر بقائها وإستمراريتها ، والحب هو ما يديم العلاقة الأزلية بين جسد كله رغبات وإغراءات ، وبين الروح وهي كلها تسامي وعلو وسمو وخلود ... وإذا تغلبت نزوة الجسد على الروح تكون هناك الكارثة والطامة الكبرى ... أما إذا طغت وتغلبت الروح على الجسد فيكون هناك ما لا عين رأت ولا أُذن سمعت و لا مر على خاطر بشر ... أما إذا كانت الكلمة للحب فإنه كفيل بأن يساوي ويوازي بين متطلبات ورغبات الجسد الفاني وبين تسامي ومثاليات الروح الخالدة والتي تكون ضرورية لتشذيب ما يرغبه البشر ولتكون هناك خطوط حمراء أمام مفردات النفاق والدجل والخيانة والغدر والإفتراء ... وهنا يكون الحب هو السيد وصمام الأمان في هذه الحياة الأبدية وعبر المسيرة الإنسانية ؟؟؟
#محمد_سليم_سواري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟