أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - فريدة النقاش - نهضة الجنوب.. دون مصر














المزيد.....

نهضة الجنوب.. دون مصر


فريدة النقاش

الحوار المتمدن-العدد: 4065 - 2013 / 4 / 17 - 09:49
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


هي مصادفة بحتة تلك التي جعلت البشارة التي قدمها الرئيس محمد مرسي لشعب السودان قائلا: إن هناك نهضة في مصر جعلتها تتواكب مع صدور تقرير التنمية البشرية لعام 2013 عن البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة والذي وصل ترتيب «مصر» فيه إلي الموقع 112 من 186 دولة أجري فيها البحث حول نهضة الجنوب.. تقدم بشري في عالم متنوع. وتحتل مصر الموقع الثامن عشر ضمن ثماني وأربعين دولة متوسطة التنمية وقد سبقتها في هذا المضمار عشرات الدول سواء ذات التنمية البشرية المرتفعة جدا أو التنمية البشرية المرتفعة، وتقع «كوبا» الفقيرة المحاصرة ضمن دول التنمية البشرية المرتفعة طبقا لمستوي التعليم والصحة والدخل ومستوي المعيشة.

وبعد صدور التقرير – الذي أنا علي ثقة أن أحدا لم يطلع الرئيس عليه قال «مرسي» لأمناء مكتبة الإسكندرية «إن النهضة شجرة أصلها ثابت وفرعها في السماء». هذا بينما ينظر المصريون حولهم تماما مثلما فعل «باسم يوسف» بحثا عن أي أثر لمثل هذه النهضة فلا يجدون إلا المزيد من الفقر والبطالة وانعدام الأمن واشتعال الأسعار وغياب أي رقابة علي الأسواق وانشغال الحكم بتحطيم مؤسسات الدولة الحديثة بهدف إلحاقها بالإخوان أو أخونتها علي حد التعبير السائد، من القضاء للإعلام ومن الشرطة للجيش، ومن المحليات إلي الوزارات والبقية تأتي.

يقول تقرير الأمم المتحدة اعتمدت معظم بلدان الجنوب التي حققت نموا كبيرا علي محركات ثلاثة هي الدولة الإنمائية الفاعلة، واختراق الأسواق العالمية، والابتكار في السياسة الاجتماعية.

ويضيف التقرير أن هذه المحركات ليست مستمدة من تصورات نظرية حول كيفية تفعيل عملية التنمية. لكنها كانت ثمرة التحول الملموس في التجارب الإنمائية في بلدان كثيرة، والواقع أن هذه البلدان كثيرا ما تخلت عن المناهج المحددة مسبقا، وإملاءات النهج المتبعة، ونأت بنفسها عن الوصفات العمومية المفروضة من مصدر واحد، وابتعدت عن نهج رفع الضوابط (أي تدخل الدولة) المطلق الذي نادي به توافق واشنطن. و«توافق واشنطن» يتضمن حزمة من السياسات والإجراءات التي وضعها صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ودعمتها وزارة المالية الأمريكية بهدف إصلاح الأوضاع الاقتصادية والمالية في دول أمريكا اللاتينية في أعقاب أزمة المديونية الخارجية التي فجرتها المكسيك عام 1982. وهي حزمة ترتبط ارتباطا وثيقا بسياسات الليبرالية الجديدة القائمة علي تحرير الأسواق دون ضوابط، وانسحاب الدولة وتقليص انفاقها علي الخدمات العامة وخصخصة المشروعات المملوكة للشعب، وهي حزمة من السياسات ثبت فشلها في كل البلدان التي طبقتها كما أنها اطلقت ثقافة الربح السريع والمضاربة الرعناء، وأفسدت العلاقات الاجتماعية.

وكانت النتائج المأساوية التي وصلت إليها سياسات الليبرالية الجديدة المسماه بالتكيف الهيكلي والتثبيت الاقتصادي أحد دوافع البحث عن سياسات جديدة في الدول التي نهضت.. ولم تنهض مصر لأنها تشبثت بالليبرالية الجديدة في ظل «مبارك» و«مرسي» من بعده ورغم الروح التجريبية العملية التي يتسم بها التقرير الذي ينتقد النظرية ويركز علي التجربة فإنه يشير إلي منطلقين نظريين أساسيين ومسبقين تشترك فيهما كل تجارب النهوض في الجنوب التي تعامل معها. الأول هو وضع المساواة الاجتماعية نصب أعين المخططين، والثاني هو التركيز علي الإنسان في تحديد الأولويات بعد أن كان التركيز وفقا لتوافق واشنطن علي النمو في حد ذاته، أي علي المشروعات دون البشر فضلا عن التأكيد المستمر في كل فصول التقرير علي ضرورة استعادة دور الدولة التي عليها أن تهتم بتقليص رقعة التفاوض الاجتماعي أي تعمل وفقا لمبدأ المساواة ذلك «أن مجتمعنا الذي ينطوي علي نوافذ يستطيع البعض المروق من خلالها نحو الأعلي، لاتزال فيه نوافذ يسقط فيها كثيرون نحو الهاوية» علي حد تعبير عالم الاقتصاد الألماني «اولريش فيشر».

والاستثمار في البشر من خلال الصحة والتعليم وزيادة الانفاق الحكومي علي الخدمات العامة هو الطريق المضمون للنهوض. ويري التقرير أنه بحلول عام 2020 سيتجاوز مجموع الإنتاج لثلاثة بلدان نامية كبيرة أي البرازيل والصين والهند مجموع إنتاج ألمانيا وإيطاليا وفرنسا وكندا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية.

كذلك يشير التقرير إلي نمو الطبقة الوسطي في بلدان الجنوب ويتزايد في البلدان الثلاثة التي تتقدم بسرعة الضوء أي الهند والبرازيل والصين.

تنمو الطبقة الوسطي في الجنوب بسرعة من حيث الحجم والدخل والتوقعات فبين عامي 1990 و2010 ازداد حجم الطبقة الوسطي في الجنوب من 26 في المائة إلي 58 في المائة من مجموع السكان الذين يشكلون الطبقة الوسطي في العالم، وبحلول عام 2030 يتوقع أن يبلغ مجموع افراد الطبقة الوسطي في الجنوب80 في المائة من مجموع السكان الذين يشكلون الطبقة الوسطي في العالم، وأن تبلغ حصة هذه الفئة 70 في المائة من مجموعة الانفاق علي الاستهلاك، وسيكون حوالي ثلثي أفراد الطبقة الوسطي مقيمين في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

ويري التقرير أن المساواة بين الرجل والمرأة وكذلك بين سائر المجموعات هي بحد ذاتها هدف مهم، لكنها أيضا ضرورة لتحقيق مختلف أبعاد التنمية البشرية. وتظهر الأبحاث التي أجريت لأغراض هذا التقرير أن تحسين تعليم المرأة أكثر أهمية لحياة الطفل من رفع دخل الأسرة، وفي مصر تجري علي قدم وساق محاولات استبعاد النساء من المجال العام ومحاصرتهن وفرض الوصاية عليهن.

ولكل هذه الأسباب تتحقق النهضة في الجنوب، ولا تتحقق في مصر رغم الوعود والخطابة … ذلك أن الفقر يتنافي مع مبدأ العدالة كما يقول التقرير.



#فريدة_النقاش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هوية جامعة.. متعددة
- الفشل طريق العنف
- خطر استدعاء الأزهر
- قبل السقوط
- إفقار روحي
- الدولة المدنية بين استبداد العسكر والاستبداد الديني
- الفاشية وثقافة الخوف
- عري النظام
- باسم يوسف
- فاشية الشمولية الدينية
- عنبر «مرسي» للتأديب
- صديقي المسيحي
- مع كامل الاحترام للدين
- عن أوهام الفاشية الدينية
- كشف الغطاء
- مصراوية.. لا إخوان ولا سلفية
- تحرير الإعلام
- من حصاد الثورة
- الإخوان .. ثورة مضادة
- «طظ» في الشرعية!


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - فريدة النقاش - نهضة الجنوب.. دون مصر