أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نوال السعداوي - النساء والقهر الاجتماعى














المزيد.....

النساء والقهر الاجتماعى


نوال السعداوي
(Nawal El Saadawi)


الحوار المتمدن-العدد: 4065 - 2013 / 4 / 17 - 09:54
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


فى الأيام الماضية خرجت نساء فنزويلا وفقراؤها الى الشوارع حزنا على موت هوجو شافيز، بينما خرجت نساء انجلترا وفقراؤها إلى الشوارع احتفالا بموت مارجريت تاتشر، مما يؤكد أن التكوين البيولوجى أو التشريحى لما نسميه "أنثى أو ذكر" لا يحدد تفكير الانسان وسلوكه الفردى أو الجماعى، وأن مقولة سيجموند فرويد "التشريح هو المصير" ليست صحيحة.
سمعنا عن نساء أكثر عدوانا وشراسة من الرجال، ريا وسكينة، مارجريت تاتشر، مادلين أولبرايت، كونداليزا رايس، انجيلا ميركل، سارة بالين، وجوليا بيرسون التى عينها أوباما رئيسة وكالة الخدمة السرية المكلفة بحماية رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، أراد أوباما تطهير هذه الوكالة من الرجال الضعاف أمام شهواتهم، بعد الكشف عن انشغالهم بالبنات بغرفهم بالفندق بمدينة كارتاجينا فى أثناء زيارة أوباما لكولومبيا.
وخلال الثمانينات من القرن الماضى، شاركت فى عدد من المظاهرات النسائية والشعبية، فى لندن ونيويورك وغيرهما من المدن، ضد سياسة مارجريت تاتشر ورونالد ريجان، القائمة على التجارة بتعاليم الانجيل والأعضاء البشرية فى غابة السوق الحرة، وديمقراطية الصندوق القائمة على شراء الأصوات بالأموال، والغزو العسكرى من أجل النهب الاقتصادي، واضطهاد المهاجرين الأجانب تحت اسم حماية الهوية القومية والدينية.
انتقلت عدوى هذه السياسة الى بلادنا، مع استبدال تعاليم المسيح بالآيات القرآنية، واستبدال الهوية الأمريكية والأوروبية بالهوية العربية والاسلامية.
وحورب هوجو شافيز بالقوى الاستعمارية العالمية، وتم اتهامه بكل الموبقات، منها الالحاد والشيوعية والتطرف والديكتاتورية، كما حدث لأى مناضل وطنى فى افريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، رغم أن هوجو شافيز نجح فى انقاذ عائدات البترول الفنزويلى من أنياب الاستعمار، وحرر شعبه من الفقر والقهر والتفرقة على أساس الطبقة والجنس والدين والهوية القومية.
وقد لعبت مارجريت تاتشر خلال حكمها دورا فى ضرب حقوق الأغلبية، زاد ثراء 1% من الأثرياء (تاتشر واحدة منهم) وزاد فقر 99% من الشعب. شجعت تاتشر الجشع الطبقى والتنافس الفردى تحت اسم حرية الفرد، دعمت القيم الأبوية الذكورية باعتبارها المبادئ العليا للكنيسة والأخلاق واستخدمت السلاح البوليسى وقنابل الغاز لضرب المتظاهرين المعارضين لسياستها.
فى عام 1983 رأيت آلاف النساء والشباب والأطفال والرجال، راقدين فوق الأرض يسدون بأجسادهم الطريق أمام مدرعات القاعدة الأمريكية العسكرية فى جرينهام كومان القريبة من لندن. وقد استخدمت "تاتشر" مثل صديقها "ريجان" سلاح الإعلام الذى يقلب الحقائق ويضع الحجاب على العقول، ترعرعت امبراطورية "ميردوك" الاعلامية الفاسدة فى عهدها، ثم سقط ميردوك وأعوانه بعد انكشاف فضائحهم المالية والسياسية.
شاركت العام قبل الماضى فى مظاهرات "سان بول" أمام "البورصة" فى لندن، وفى المظاهرات ضد تجار وول ستريت فى نيويورك، رأيت الحشود من النساء والفقراء والشباب، ينددون بجشع اليمين الأوروبى الامريكى منذ ريجان وتاتشر وكارتر وكلينتون وبوش الأب والابن، حتى باراك أوباما وانجيلا ميركل وساركوزى وبيرلوسكونى ونيتانياهو وغيرهم، كشفت الوثائق البريطانية مؤخرا أن حكومة تاتشر سمحت لاسرائيل باستخدام السلاح النووى إن شعرت بالتهديد، كما جاء فى تقرير السفارة البريطانية بتل أبيب قبل اجتماع تاتشر ومناجم بيجن رئيس الوزراء الاسرائيلى خلال مايو 1980 (جريدة الأهرام 13 ابريل 2013) لم يغير الاستعمار البريطانى الأوروبى الأمريكى من تدعيمه لدولة اسرائيل بكل الأسلحة الاقتصادية والاعلامية والعسكرية بما فيها القنابل النووية، رغم حربهم الضارية ضد أى دولة تحاول تطوير برنامجها النووى وإن كان سلميا، كما حدث لمصر فى الماضي، وما يحدث اليوم لإيران وكوريا الشمالية وغيرهما من البلاد.
نشأت حركات تحرير النساء فى التاريخ البشرى مع حركات تحرير العبيد من القهر الطبقى الأبوى الدينى العنصري، وأصبحت قضية تحرير المرأة علما من العلوم، يدرس فى الجامعات مثل الطب والهندسة والكيمياء والفيزياء وعلم الكون وغيرها.
ولا ينفصل القهر الاقتصادى عن القهر الجنسى للنساء والفقراء تحت حكم الرأسمالية القديمة والحديثة، وتلعب الأديان بطبيعة الحال دورا رئيسيا فى تثبيت أركان النظام الرأسمالى الأبوي، خاصة الجماعات السلفية الدينية (يسمونها التيارات الأصولية) التى أصبحت دعامة العصر الرأسمالى ما بعد الحديث، فى الغرب والشرق معا.
فشلت أغلب الثورات الشعبية فى تحرير النساء والفقراء من أنياب الرأسمالية الشرسة، بسبب تطور التكنولوجيا العسكرية البوليسية فى قمع المتظاهرين، وتطور التكنولوجيا الدينية السياسة الاعلامية لتضليل العقول، بالاضافة الى التعاون الوثيق بين القوى الرأسمالية الخارجية والداخلية لاجهاض أى حركة شعبية، وشهدنا ذلك فى بلادنا خلال العامين الماضيين بعد ثورة يناير 2011، فما الحل اذن وكيف يتحرر الفقراء والنساء فى العالم بما فيه بلادنا؟
ليس أمام النساء والشباب والعاطلين والفقراء الا مواصلة الثورة معا ضد القهر الاقتصادى والاجتماعى والثقافى والتعليمى والاعلامي، دون الفصل بين أى منها، ربما تحقق ذلك (بدرجات متفاوتة) فى بلاد أمريكا اللاتينية مثل فنزويلا والبرازيل وكوبا وغيرها.
بالطبع تتربص القوى الرأسمالية الشرسة بهذه البلاد لاغتيال زعمائها الوطنيين، كما حدث مع أليندى فى شيلى وغيره من الزعماء الثوريين، أو تنتهز فرصة شيخوخة (كاسترو) أو موت (شافيز) للانقضاض كالصقور على موارد الشعوب.
وربما نجح شافير فى التصدى لهذه القوى وتحرير البترول والاقتصاد الفنزويلى من قبضة الطبقة الرأسمالية الداخلية والخارجية، لكن هل استطاع شافيز أن يحقق التحرر الاجتماعى التعليمى الثقافى الاعلامي؟



#نوال_السعداوي (هاشتاغ)       Nawal_El_Saadawi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تهذيب الذكورة في مصر وأمريكا
- إنه الدم
- لنساء والشعب. بين المطلق والنسبي
- الشريعة والشرعية. وظاهرة العنف
- النسبى والمطلق وجدتى الريفية
- الثورة وحزب الإبداع
- بين التقاليد والعدالة والكرامة
- يزداد العنف بازدياد الضعف والخوف
- المرأة والعنف والطب النفسى
- إسلام مختلف فى تونس؟
- أيتها المعارضة تمردى ولا تستكينى
- ثورة الشباب وثورة النساء
- قناة فضائية للنساء فى تونس
- المسكوت عنه بطبقات الخوف
- إخراج الجن من أجساد البنات والأولاد
- عفة النساء والإبداع الغائب
- كلمة الحماية سيئة السمعة
- من شهيدات ثورة يناير ٢٠١١
- الثورة لا تعرف لغة السوق
- «لا أخاف النار.. ولا أطمع فى الجنة»


المزيد.....




- شاهد.. زلة جديدة لبايدن: فخور بأني أول امرأة سوداء تعمل مع ر ...
- أسباب وعلاج صورة الجسم السلبية أثناء فترة الحمل
- ظاهرة الخيانة الزوجية.. لماذا تحدث؟ وفي أي بلد تنتشر أكثر؟
- -حياة سرية خاصة عبر الإنترنت-.. كيف تعيش النساء في زمن طالبا ...
- اعرف شروط منحة المرأة الماكثة بالمنزل وطريقة التقديم على الم ...
- بايدن: فخور بكوني أول امرأة سوداء تعمل مع رئيس أسود! (فيديو) ...
- في كردستان.. ناجيات في خطر ونظام يحمي الجناة
- البيت الروسي بالقاهرة يحتفل بيوم الأسرة والحب والإخلاص
- ناجيات يروين لـ DW كيف بات الاغتصاب سلاح حرب في السودان
- الحكومة الجزائرية تفرح جميع السيدات.. أعرف الآن شروط منحة ال ...


المزيد.....

- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نوال السعداوي - النساء والقهر الاجتماعى