أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - ذاكرة -غوغل-














المزيد.....

ذاكرة -غوغل-


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4065 - 2013 / 4 / 17 - 01:58
المحور: الادب والفن
    


ذاكرة "غوغل"

ما لاشكَّ فيه، أن محركات البحث العالمية، المختلفة، وفي مطلعها"غوغل"باتت خير خزان معلوماتي ثقافي، كوني، حيث باتت تحتفظ بكل ما يتركه رواد الفضاء الافتراضي، من أثر كتابي، وصور إلكترونية، وفيديوهات، وغيرها، إلى الدرجة التي يمكننا اعتبار هذا الفضاء صالحاً ليغدو حافظاً لنسخة طبق الأصل عن عالمنا الواقعي برمته، لاسيما بعد أن غدت الاستعانة به على أوسع مدى، تستوي هنا مراكز البحوث، والأكاديميات، والمدارس، والحكومات الإلكترونية، والمؤسسات المتعددة، كما سبعة المليارات من سكان العالم، إذ بات من عداد حقِّ أيِّ منهم أن يلجأ إلى هذا العالم، يترك فيه ما فيه ما يشاء من ودائع معرفية إعلامية وثائقية، كي تكون مرجعاً له، أو لسواه، في إطار مشاعة المعلومة، وعدم احتكارها، إلا في تلك الحدود التي تمسُّ أمن الجهات الحساسة، من بلدان، وبنوك، وأسرار خاصة، وإن كانت هي نفسها، في مرامي القراصنة، والجيوش الإلكترونية، فلا نجد لأنفسنا خلاصاً منهم البتة، ولطالما بتنا نقرأ عن حروب و غزوات وغارات كبرى تتم في هذا المضمار، بما يدعونا إلى الدهشة والعجب، إلى أن نتفاجأ وقائع أشد أثراً، كي ننسى سابقاتها.

وما يهمني-هنا- أننا معاشر المعنيين بالكتابة، استبشرنا بهذا الإنجاز المعلوماتي، العلمي الكبير، وذلك لأن الكاتب هو أكثر من يستفيد منه، لأنه أحوج إلى الإطلاع على ما يتركه الآخرون، أفراداً ومؤسسات، في ما يشبه المكتبة العالمية الافتراضية، بالإضافة إلى أنه يتيح له- هو نفسه- أن يودع ما يتركه من حفر إبداعي، علمي، فكري، في عهدة هذا الفضاء، يطلع عليه الآخرون، وينتفعون ويتفاعلون معه-من جهة- كما أنه من جهة أخرى، يؤمن له حفظه في هذه الذاكرة العالمية، يعود إليه-أنى احتاج إليه-وهو في إطار الاستعاضة عن حفظ مثل هذه الآثار في كراريس ومخطوطات و دفات كتب- و هو تطور جد مهم، في توصيفه الأول، لاسيما وأن لا أحد يعمل في كار إنتاج الكتابة والمعرفة، إلا ويضطر للعودة إلى هذه الذاكرة السحرية، يستعين بها، في إطار استحصال معلومة، أو التأكد من صحة أخرى، ما يوفر عليه الكثير من الجهد والوقت، إلى درجة التوصل إلى حد متاخم لكسل الاجتهاد، وموت القراءة العميقة، أو بتسرتها وإن كانت هي-في الأصل- أُقنوم الثقافة الأول.

وربَّ كاتب يقول: لقد كانت خيبتي مع هذه الذاكرة العالمية جدّ كبيرة، فلقد أودعتها ما كتبته على امتداد عقد ونيف، بيد أن القليل مما قدمته للفضاء الافتراضي صمد أمام الممحاة الإلكترونية، وأن الكثير امَّحى عن بكرة أبيه، وجده، وها أ نذا أكاد أكون صفر اليدين، خالي الوفاض، من أهم ثروة كرست لأجلها حياتي.

ولعلّ مثل هذه الشكوى، باتت لسان حال كثيرين من أمثال هذا الكاتب، إذ يعود سببها إلى ثقة الكاتب بالفضاء الإلكتروني، واعتباره صندوق أمانات، يمكن استرجاع أي شيء منه، في أي وقت كان، بيد أن معرفة أمر واحد- مثلاً- وهو أن نشر مقال مهم في أحد المواقع الإلكترونية، دون القيام بحفظه، بطرق أخرى، متاحة، يجعل هذه المادة المنشورة معرضة للضياع، والتلف، مع أي خطر يتعرض له الموقع، سواء أكان على أيدي" الهكرز" أو على أيدي مطلقيه الذين قد يستغنون عنه، في ما بعد.

ومن هنا، فإن ذلك الكاتب الذي لم ينتبه إلى طبيعة هذا الخِزان الإلكتروني الذي يعد أوسع- في الحقيقة-من كل محيطات وأرخبيلات وبحار و فضاءات العالم كله-ويودع كل إرثه الكتابي في ذمة الإلكترون، قد يعض ذات يوم على أصابع الندم، عندما يجد أن ما كتبه، واستغرق فترات طويلة من عمره، وتعبه، بات-الآن-بلا أثر البتة....!.

إبراهيم اليوسف
[email protected]



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دستورالكاتب
- المثقف الكردي الريادي ورهانه الأكبر..!
- الكاتبُ والهمُّ اليوميُّ..
- أولويات الكتابة
- خطاب القيم العليا
- قصيدة بلون الحياة
- التجربة والإبداع الأدبي
- النص المفتوح
- جمالية الفكرة
- بيبلوغرافيا الكاتب
- أسئلة أبي العلاء المعري الكبرى
- على عتبة العام الثالث للثورة السورية:ثلاثية المثقف/ الثورة/ ...
- ثورة الصورة الضوئية
- ثقافة الاعتذار
- بين لغتي السرد والشعر
- أسئلة اللحظة2
- رأس أبي العلاء المعري
- العصرالذهبي للشعر
- سري كانيي: من بوابة الثورة إلى بوابة الفتنة- ومفرقعات منع رف ...
- أنا والآخر


المزيد.....




- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...
- افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب ...
- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
- -المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية ...
- أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد ...
- الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - ذاكرة -غوغل-