من بابل يبدأ خيط اللعبة

شعوب محمود علي

الحوار المتمدن-العدد: 4065 - 2013 / 4 / 17 - 00:09
المحور: الادب والفن
    

قلمي يترجل ، يزحف في ليل الأوراق
مثل جوادٍ يحرن في المضمار ،
ومثل قطارٍ تحت جناح الليل،
تجاوز كل إشارات التنبيه ،
علامات للمنعْ
باسم القانون القمع ،
شوارعنا مفتوحة للسمسار ،
وتجار البارود ،
وأصحاب الهوس الليليّ
في الصمت عبرنا
مدناً محكمة الغلق
يلغمها الخدج قبل رضاعتهم
وبقية أشرار تترصد كل قطار
من أول منبع للأنهار ،
ولآخر كل مصب للأنهار
ولشارعنا الممتد من الحرية ، و الأحرار
كشفوا عن بعد اللعبة...
عن قرب اللعبة...
عن قبح الجار...
عن حرز السحر ،
وصفق مسعورون
لسقوط السوط بأمر الحاكم ،
بسم الله
أقدار تحكم يا ( بشار )
قطعوا الأطراف ،
كما قطعوا الأغصان من الأشجار
من قبلك في الطامورة ،
في قصر الحجاجْ..
بعد الحجاج الأول ،
يبدأ خيط اللعبة من مدن الألعاب
الغام اللعبة ،
كل (الصّعادات )
تأتي من مدن اللعاب
بعد الحجاج الأول ،
كان التاجْ
من عاج الفيل الأفريقي العاجْ
والجبة ،جلد اللبوة
ما بين نمورٍ جائعة
حيث الدستور ، وحيث حقوق الناس
( والعدل أساس الملك )
مكتوبٌ ذلك في اللوح
مذ جيء ببينة الأشعار
فجزاؤك يا بشار (سرابيل من قطران )
باسم الحجاج الثاني
باسم الحجاج الباني
مملكة للأشرار
في شارعنا الممتد من الحرية ، و الأحرار
رسموا في اليوم الأول
بالريشةِ ، والحبر الأبيض
مملكةً مثل جناح الطير الأبيض ،
مثل جلود خنازير بيضاء ،
ومثل قشور البيض الفاسد ،
ليت الحيض
ينساب نزيفاً ،
تسقط قبل صعودكَ كالحرباء
ياسرّ الداء ،
وما للداء دواء
طاردت النورس فوق الماء
وخنقت حناجر خيلٍ في البيداء
ورميت حجارة سجيل
في البيت الشعري ، وفي بيت الشعراء
يا جذر الشرّ ، أرى الأشياء
تتسورها الأشياء
ما بين يديك
تتبخر مثل الماء
فأصيح بأعلى صوتي
من منا يروض كبش العاصفة الحمقاء ؟ ،
ويكسر قرنيّ الإعصار
في عصر الخوف ،
وعصر الرعب ضربنا
في التيه ، وكنا
نتساقط مثل هوادج في الصحراء فريسة الغام الغرباء ،
وكل رواية قتل ،قرصنة
تتجدد ، يرسمها
تاريخ القرن الواحد ،والعشرين
من بابل يبدأ خيط اللعبة ،
(من بابل يبدأ خيط اللعبة)

خيط اللعبة : داخل خط خيام العُرْبِ ،
حدود البربر و الأفغان
زرعوا الأحزان على قاع الأفراح
عرب أقحاح
كتبوا الآيات على لوحات الكفر ،
وأطروا أحلام الأطفال بشوك العوسج
قصفوا بطيور الشر بيوت الصفوة ،
والفقراء ،
وفي الجبّانة كان المدرج
مفتوحاً كان المدرج منذُ شهور
يخفون وجوهاً تحت قناع الليل ،
ومثل خفافيش يخشون النور .


شعوب محمود / بغداد 2005/2/17

#شعوب_محمود_علي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات