أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - مبسوط جدا















المزيد.....


مبسوط جدا


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4064 - 2013 / 4 / 16 - 17:29
المحور: كتابات ساخرة
    


دخلت منزلي على حين غرةٍ من أهلي وأنا مبسوط انبساط رباني دون أن يكون هنالك متسبب بسعادتي وبانبساطي,وكنتُ وأنا داخلٌ إلى قلب المنزل أدندن بعض الأغاني والألحان العربية وعلى وجهي علامات الفرح والسرورففوجئت أمي بصوتي وبانبساطي فقالت:أعوذُ بالله من الشيطان الرجيم,فقلت لها: تعوذتِ من رجل مسكين ومبسوط,ليش؟...وعلى إيش؟,فقالت: شو اللي مبسطك؟
-مبسوط هيك من حالي...يعني لازم يكون هنالك شيء يجعلني مبسوطا؟
-آه,لازم يكون في شيء جعلك مبسوط!!.

-والله ما فيش أي سبب,بس أنا هيك شاعر بحالي إني كويس ومبسوط.

-هيك وبدون سبب؟.

-آه بدون سبب,يعني لازم يكون في سبب؟.

فطلبت مني أمي أن أقترب منها أكثر وأن أحني لها ظهري وأن أفتح فمي وأجعله بمقابل أنفها للتفتيش ولتشم رائحتي ففعلت ذلك فقالت:

-مش سكران؟..مافيش أي ريحة شيء غريب...بس عن جد ليش مبسوط؟

-والله هيك مبسوط من حالي شو يعني في شيء غريب بخليني أكون مبسوط؟
فجاءت زوجتي تهرول زوبعة مثل زوبعة الريح وقالت:

-شو في!!.

-ولا شيء...بس فتت على الدار مبسوط وبغني فاستغربت أمي من تصرفاتي وأرادت أن تعرف سبب انبساطي وشمت رائحة فمي ولم تجدنِ سكرانا.

-طبعا لازم يكون في سبب لإنبساطك....بعدين أمك شو بده يعرفها برائحة السُكر..هسع بنادي على وسام إبن عمك يشم رائحتك.

-ول ول ول عليكوا...شو أنا كاين مجرم؟حتى لو كنت سكران شو يعني وين المشكلة...علما أني مش سكران وآخر مرة شربت فيها نبيذ العنب كانت قبل عدة شهور.
-لعاد بدنا نعرف ليش جاي على الدار مبسوط.أني هسع بدي أعرف ليش إنت اليوم مبسوط.

-أعوذ بالله منكم جميعاً...شو يا جماعة الخير إنتوا ليش مستغربين مني أن أكون مبسوطاً؟أهذا شيء غريب؟بالله عليكم تحكولي هذا شيء غريب؟.

-طبعا غريب...

-يا بنت الحلال ما فيش حدى غريب غير الشيطان(قلتها هكذا وزهقت بأنفاسي) فقالت زوجتي:

-أكيد إنك سكران أو شارب حشيشة أو حدى معطيك مخدرات.

-شو شو شو !!!كل ما ذكرتيه أو بعضه يدخلني السجن ثم أني لست غبيا لهذا الحد لأتناول بعض الحبوب أو المشروبات التي ستجعلني مبسوطا...أنا اليوم هيك جاي على بالي أكون مبسوط وبدون أي سبب...يعني عشان أكون مبسوط جدا لازم أكون سكران أو شارب حشيشة؟بعدين أنا ما معيش لا حق مشروب ولا معي حق حشيشة...هيك أنا مبسوط من حالي,اليوم شايف الدنيا حلوه.
-لالالا الضحك بدون سبب قلّت أدب...أو إنها وحده خلتك مبسوط وأكيد إنك شايفلك شوفه..أنا من الظهر لما شفتك على المغسلة تحلق لحيتك قُلت أكيد في إشي.

-حلقت لحيتي عشانها طولت بعض الشيء وصارت تتسبب لي بحكة ورعيان,صدقيني ما فيش أي سبب آخر لحلقها.
- معناته في إشي!!!إنت مبسوط جدا مش زي عوايدك.

-يا بنت الحلال: شو مش زي عوايدك..بعدين إنت عارفيتني أكثر من كل الناس,لا أنا عربيد ولا سكير ولا زير نساء,حتى لو معي مصاري الدنيا كلها مش ممكن أكون سكير أو عربيد.

-طيب قول ليش وجهك بضحك وقفاك بضحك؟.

-بعدين معاكوا على ساعة هالمسا!!يا جماعة والله لا أنا سكران ولا أنا شارب حشيشة ولا ما يحزنون ولا شايف شوفه..أنا مبسوط هيك من حالي.

تقدمت زوجتي مني وطلبت مني أن أخرج لها محفظتي من جيبي الخلفي,فقلت لها:
-أمي طلبت مني شم رائحتي لتعرف هل أنا سكران أم لا,وأنت ماذا تريدين من المحفظة؟.

فقالت:
-أخرجها للحظة.

فأخرجتها وقامت بفتحها وتفتيشها فلم تجد فيها إلا دينارا واحدا,فقالت:

-هذا شيء غريب..مبسوط جدا ولست سكرانا ولا شارب حبوب مخدرة أو أدوية نفسية,وكمان ما معكيش مصاري,ومع ذلك أنت مبسوط!!!.

فقلت:
-يا جماعه لا أنا سكران ولا أنا محشش ولا كمان معي مصاري,أنا مبسوط هيك من الله,ومن شان الله وموسى وعيسى والعذرى ومحمد, وكل الملائكة من ميكائيل إلى جبرائيل تتركوني مبسوط من حالي.

-يا زلمه لازم تحكيلنا شو اللي مبسطك هيك على الآخر وانت فايت على الدار تغني وتضحك ووجهك ممتلئ بالسعادة.

-يا جماعه والله ما في إشي...إنتوا ليش مش قابلين إتصدقوني؟أنا هيك وجدت اليوم نفسي مبسوط جدا,ولا على شان ما معيش مصاري لازم أكون تعيس جدا؟.

وجلست بعدها على الكرسي بمواجهة جهاز الكمبيوتر وفتحت إيميلي وقمت بالرد على بعض الرسائل وبعدها خرجت من بيتي إلى الشارع وكانت هنالك حفلة عُرس لأبن الجيران وجلستُ وحدي بعيدا عن كل الناس ووضعت رجلا على رجل وأشعلتُ سيجارة من أرخص أنواع السجائر وبدأت أنفخ في الهواء وأعمدة الدخان تتصاعد من فمي مثل ماسورة مدخنة, فتقدم مني والد العريس وقال:
-شو يا أبو علي شايفك مبسوط وتمام و100%,شو خير إنشالله؟ وكمان حالق لحيتك.

-يا رجل الله يلعن أبو لحيتي مليون مره.. إنت مثل أمي وزوجتي,بعدين معكوا ,خلوني مبسوط..غريب إني أكون في يوم من الأيام مبسوط؟,بعدين إنت دايمن مبسوط وكل يوم بتشتري لحم بلدي وأنا ما بشوفش اللحم إلا في عيد الأضحى,ومع ذلك ما بحسدكيش ولا بطلب منك أن تفسر لي سبب سعادتك أنت وأولادك.

-لا مش غريب,بس أكيد إنك إملاقي ذهب أو ماخذلك ورشة عمار وربحان منها مصاري إكثير.

-يا رجل والله كل اللي في جيبتي فقط لا غير دينار أردني واحد.

-معقول إنك تكون مبسوط وما معكيش غير دينار واحد؟والله إنك إنسان غريب.

وأنا أتحدث معه سمعت أولاد عمتي وأولاد عمي يتكلمون عني بهمس خافت جدا وبصوت لا يكاد أن يسمع وفهمت من كلامهم بأنهم قرروا أن يجلسوا إلى جانبي, وتقدم منهم ثلاثة رجال وبقي أربعة رجال بمكانهم.
-مرحبا.

-هلا والله...مليون مرحبا بالشباب.

-شو يا أبو علي شايفينك (إمزهزه) معك ومبسوط,وحالق لحيتك,شو خير إنشا الله؟وكمان حالق لحيتك على الموس عند الحلاق ولابس على الكتلوج,وحاطط على راسك (جِل شعر),وراش عطر..شو القصه.

-أعوذ بالله منكم جميعا,خلص من هون وطالع بوعدكوا إني ما أحلقش لحيتي على شان ما حدى يعلق على الموضوع...والله ما فيش إشي بس أنا لما شفتكوا إنبسطت منكوا ومن تواجدكم في العرس وهو في حدى بشوفكوا وما بنبسطش!أي والله شوفتكوا ابتسعد الحال لوحدها.
-معقول شوفتنا أبسطتك وجعلتك مبسوط جدا....ما إنت أصلا دائما بتقول عنا إنا متخلفين فكريا واجتماعيا.يا رجل وجهك أحمر...أحمر...أحمر..وكنت وأنت داخل إلى العرس تتمايل هنا وهناك وتكاد أن تقع على الأرض.

-أتمايل؟هذا شيء طبيعي لأني مبسوط.

-لالالا بس أكيد إنك شارب إشي...أكيد إنك سكران..أو أكيد إنك شارب حبوب ...إذا معك حبوب(كبتاغون) أو (كمدرين) أعطينا على شان ننبسط زيك.
-ممكن أن أكون شارب حبوب منع الحمل.

وضحكت ضحكة طويلة تبعتها أصوات ضحكاتهم جميعا وقالوا:أها أكيد شارب حبوب يلله مد إيدك على جيبتك وأعطينا مما أعطاك الله على شان ننبسط زيك ,فقلت: طول عمري أشوفكوا مبسوطين جدا وبحياتي لم أستجوب أحدا منكم عن سبب سعادته,وتشترون السيارات وتركبونها ولم أسأل أحدكم:من أين لك هذا؟.. فلماذا تريدون استجوابي على سعادتي وكأنني مجرم ارتكبت جريمة,أنا لا معي مصاري ولا معي حبوب أنا مبسوط من الله اللي خلقني معكوا..., والتف الأقارب من حولي والكل يريد معرفة سبب انبساطي,فهذا يقول بأنني سكران وذاك يقول بأنني شارب حشيشة والآخر يقول بأن في جيبي 1000دينار أو أكثر,وغيرهم يقول بأنني من المحتمل أنني بدأت العمل بغسيل الأموال,والآخر يقول بأن الضحك بدون سبب قلّت أدب, وتعددت الآراء ولم يرسِ منهم أحد على بر,وبقيت جالسا في العرس إلى منتصف الليل بعدها وقفت على أقدامي وأردت أن أدخل إلى بيتي فأمسكوا بي وحلفوا يمينا بأن أتناول معهم العشاء وهو عبارة عن لحم خروف أو لحوم خرفان مع الأرز وهو ما يعرف عندنا بطبخة:المنسف, وامتثلتُ لأوامرهم وملأت بطني من اللحم والأرز وعدت إلى بيتي وما زالت زوجتي وأمي مشغولات الذهن يفكرن بسبب انبساطي وسعادتي وكررن الأسئلة القديمة وكررت نفس الإجابة وقلت:
أنا مبسوط جدا وحبيت أحلق لحيتي..يوم واحد من حياتي عشته مبسوطا استغربتم منه؟؟وطوال عمري وأنا حزين ولم يسألنِ أحدٌ عن سبب حزني!!,فلم يقل لي أحدٌ منكم بأنني حزين بسبب نقص في الهرمونات أو بسبب ضياع محفظتي ولم يحاول أي أحد من الجيران أن يشاركني في حزني وفي ألمي ولكن يا للوقاحة يوم واحد عشته مبسوطا يريدون معرفة سببه ويريدون مشاركتي به!! فلماذا لم يشاركنِ أحدٌ منهم الأيام الحزينة التي عشتها في حياتي وحيدا وكئيبا..يا لكم ويا لهم من مجتمعٍ غريب..وأنا أراكم جميعا طوال السنة مبسوطين ولم أسأل أحدكم عن سبب انبساطه,جيراني دائما مبسوطين ويبذرون النقود على أنفسهم ويسكرون ويشربون ولم أسألهم عن سبب سعادتهم فلماذا تسألونني أسئلة غريبة الشكل؟؟؟ولم أجرؤ يوما على توجيه استجواب لأي أحدٍ عن سبب سعادته...أنتم تستكثرون عليّ أن أعيش مبسوطا يوما واحدا؟ أبو شاكر وأبو العريس مستغربين جدا من انبساطي رغم أنهم عارفين بأنني لا أملك في جيبي أي مصاري أو أي مبلغ من المال,هم يعتقدون بأن المصاري تجعلهم مبسوطين...يا جماعة الخير والله المصاري ما هيش سبب للسعادة ولا قلتها سبب للسعادة ,المال يجلب كل شيء ويحقق كل الأحلام ولكنه لا يسبب السعادة لنا.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شكل الربيع العربي
- الانبراطورية السنية السلفية السعودية
- العقلية اليهودية صالحة لكل زمان ومكان
- اليهودية الإصلاحية
- أبحثُ عن ولدٍ ضائع
- أحذية المصلين في المساجد
- الشيطان يخاف من الإنسان ولا يخاف من الله
- إلى أين ذهبت دمشق؟
- المحامي الذي كان يقرف من برازه ونفسه
- الفلسفة والدين والقانون
- قدري
- بعد مجيء الإنسان
- اليهود أبناء حارتنا
- الجهل أفضل من المعرفة
- العائد من الموت
- من الذي تغير,أنا أم الناس؟
- مكان أمي
- زبائن المكتبات والمؤسسات الثقافية
- المترددون والمتأكدون
- نحن أبناء الشرير والحرام


المزيد.....




- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...
- الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا ...
- “تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش ...
- بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو ...
- سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - مبسوط جدا