أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - وجهانِ لعملةٍ واحدة














المزيد.....


وجهانِ لعملةٍ واحدة


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4064 - 2013 / 4 / 16 - 09:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التياراتُ الطائفيةُ السياسية في المعارضة والموالاة وجهان لعملةِ المحافظةِ اللاتاريخية اللاوطنية اللاعقلانية، إنها قوى سياسية اجتماعية تصطفُ خلف رأسماليات حكومية متخلفة، سواءً على الجانب الإيراني أو على الجانب العربي.
لقد تسيدتْ هذه القوى الطافحةُ على الأجسام الاجتماعية المتخلفة في هذا الجزء من العالم الثالث، وهي منقطعةٌ عن تسلسلِ التطور النهضوي الديمقراطي العربي الإسلامي التحديثي، وعبرت عن تراكمات التبعية والانتهازية والاستغلال التابع للدول الشمولية.
إن عجزَها عن إنتاجِ ديمقراطيات هو المظهرُ البارز لمضامين متوارية، مشتركة بينها، فجوهرُها الشمولي يتجسدُ مرةً بشكل إيراني ومراتٍ بأشكال عربية، إنها تتبادلُ أفعالَ التجميد لتطور المسلمين وحرياتهم وتقدمهم، على هذه الضفة أو تلك، إنها تكبدُ الأممَ الإسلامية هنا وهناك الخسائرَ البشرية والمادية، لعجزها المشترك عن اتخاذ مواقف موحَّدة ديمقراطية علمانية عقلانية، وعن فهم ثقافاتها الدينية ووضعها في سياقاتِها التاريخية الإنسانية، وفهم اختلافاتها كصراعاتٍ اجتماعية سياسية بين القوميات في أشكالها المحافظة القديمة قبل أن تدخلَ الحداثةَ جزئياً وتعجزَ عن فهمها وتبديل أنظمتها تبعاً لها ولحاجاتِ تطورها هي.
تجري تجزئة المشكلات ومحورتها في كياناتٍ طائفية في مسار بلدٍ مقطوعِ الصلةِ بمنظومتهِ الإسلامية، في حين أن هذه الصلةَ غير الوطنية العابرة للحدود هي ما يعرقلُ تطور هذا الفصيل أو ذاك، مهما أدعى بالموالاة هنا والمعارضة هناك.
كلُ فصيل سياسي منها جميعاً ارتبط بالتبعية للرأسمالية الحكومية العامة في المنطقة المعبرة عن طائفته، وينتقد الأوضاع السياسية في بلده تبعاً لهذا، ولكنه لا يعارض رأسماليةَ بلده الحكومية القاصرة عن التطور نحو رأسمالية حرة ديمقراطية، لأنه لا يرى واقعَ البنية الاجتماعية في بلده ومشكلاتها العميقة، بل يرى جانبَ طائفته، وبعضَ الخدمات والمنافع التي لا تُقدمُ إليها، والمشكلات التي يقعُ فيها بعضُ سياسييها، فهو متخندقٌ في طائفتهِ، ومعارضتُهُ على حجمِ خرمها الضيق!
إنه لا يفهمُ مسارَ التاريخ في الماضي وكيف سُجنت الأممُ الإسلامية في الأنظمة والعلاقات التقليدية، حيث هو جزءٌ من تاريخها وأثرٌ من نتائجها، ووعيه تحنطَّ في الماضي وتجمدَّ عن التطور في الحاضر.
وهو لم يتكون في نضالاتِ هذه الأمم للخروج من دوائر التخلف والاستغلال العتيق المتسم بجوانب تقنية زراعية وحِرفية تقليدية، لعبت فيها الدولُ أدواراً شاملة سيطرتْ فيها على الفوائض وطرقِ توزيعها حتى الآن في كل هذه المنظومة، ولن يختلف الأمر في هذه الضفة أو تلك، ولن تكون الحلول سوى واحدة فيها جميعاً، والنظرة الجزئية المحصورة في قمقم طائفةٍ بلديةٍ، هي موالاةٌ للأسلوبِ الواحد، ولا تنفعُ المعارضةُ سوى أن تكون واحدةً شاملةً ديمقراطيةً موضوعية تحتضنلا كلَ الأمم الإسلامية معاً، كجزءٍ من سيرورةِ البشرية الديمقراطية الصاعدة.
إن تفريق وتحنيط تطور المسلمين وعدم تطور القوى المسؤولة والخروم الواسعة في الأشكال الديمقراطية الجزئية الواعدة وبقاء الهياكل الاقتصادية الاجتماعية الشمولية وتصاعد الخلافات والتعصب هي مشكلاتٌ واحدة والجميع مسؤولٌ عنها، وتجاوزها بحاجة لنظرة جديدة، نظرة عامة كلية، تاريخية، عقلانية علمانية، توجه التغيير نحو العلاقات الاقتصادية الاجتماعية المعرقلة، من خلال قوى اجتماعية سياسية وطنية غير طائفية، وتحل مشكلاتها في كل هذه البلدان.
الطائفياتُ والليبرالياتُ الجزئية المحدودة نتاجُ فئاتٍ وسطى صغيرة ذيلية للرأسماليات الحكومية الدينية المحافظة، موالاتُها ومعارضاتُها حسب منافعها من رأسماليتِها الحكومية الطائفية، وهي غير قادرة على الاستقلال عنها وحفر مجرى التطور الديمقراطي العلماني المستقل لكل الشعوب والأمم الإسلامية والتي عبر ذلك سوف تقوم بنقلة مختلفة.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عودةٌ للعصورِ الوسطى سياسياً
- لجنة العريضة والتحولات السياسية (3- 3)
- لجنةُ العريضةِ والتحولاتُ السياسية(2)
- لجنةُ العريضة والتحولات السياسية
- محمد جابر الصباح: الوطنيةُ الباقيةُ
- ليست معارضةً بل مشاكسةً!
- المستقبلية في العمل السياسي
- أمةٌ تتأرجحُ على حبالِ التاريخ!
- البرجوازيةُ الصغيرة والمدارسُ الفكرية
- شعاراتُ الرأسمالياتِ البيروقراطية
- الربيعُ العربي اضطراباتٌ ضد أسلوبِ إنتاجٍ متخلف
- حركةُ الهيئةِ بين التغيير السلمي أو الانفجار (3-3)
- حركةُ الهيئةِ بين التغييرِ السلمي أو الانفجار! ( 2)
- حركةُ الهيئةِ بين التغيير السلمي أو الانفجار (1)
- ثقافةُ الرادودِ
- الاستهلاكيون وخفوت الوعي
- تفككُ العراق نموذجا
- أسبابُ تدهورِ العلمانية
- الصدامُ التاريخي بين كتلتين
- تحللُ النقدِ الثقافي الاجتماعي


المزيد.....




- بعد أن فرضتها أمريكا على الصين وكندا والمكسيك.. ما هي الرسوم ...
- بسبب بطة.. رجل يتعرض لموقف مرعب بينما كان يحاول اللحاق بكلبه ...
- ظهور الشرع في -سدايا- للاطلاع على أهم الجهود ضمن -رؤية السعو ...
- الرئيس الألماني يزور الشرق الأوسط لبحث الوضع في سوريا
- قائد عربي جديد ينضم إلى قائمة مهنئي الشرع بتنصيبه رئيسا لسور ...
- ستارمر يضغط لإحلال السلام في فلسطين بصيغة السلام في إيرلندا ...
- أمريكا.. مظاهرات ضد خطط الترحيل الجماعي (فيديو)
- إصابة عشرات الأشخاص على الأرض في حادث طائرة فيلادلفيا
- قمة للاتحاد الأوروبي والناتو وبريطانيا حول الإنفاق الدفاعي ي ...
- قلق صالات الـ-جيم-.. لماذا يخشى البعض الذهاب إلى النادي الري ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - وجهانِ لعملةٍ واحدة