أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - رضا كارم - بمناسبة الثورة الكروية في بنزرت:شعب التكوير لا شعب التثوير














المزيد.....

بمناسبة الثورة الكروية في بنزرت:شعب التكوير لا شعب التثوير


رضا كارم
باحث


الحوار المتمدن-العدد: 4064 - 2013 / 4 / 16 - 09:30
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


قابس و بنزرت و مدن ملح أخرى سبقت أو بصدد لحاق الركاب...
تهتز مدن القيم المصفحة بزنك الرداءة و الخيبات ، لهزيمة في مباراة كرة قدم.
مخبر "بصاص" مثل المهدي بن غربية أو تافه "قواد" مثل رئيس الملعب القابسي، يمكن أن يقنعا مائة ألف أو يزيدون بأن الجامعة التونسية لكرة القدم (التي يرأسها تجمعي ذليل رخيص أذل من قلس)، تدبر مكيدة مع "البلدية" أو "الصفاقسية" لإسقاط فريقهم من الرهان على التتويج أو فشله في ضمان بقائه ضمن "الوطني أ".
تخرج آلاف مؤلفة تزدحم بأيديها عجلات و حجارة و عصي و عيدان كبريت ، و بالبال نار مشتعلة .
يشعل الأغبياء مساكنهم، يحرقون شوارعهم ، ينبتون السواد حيث يرقدون ، و تظل الجامعة سيدة عليهم، و ينتهي أمرهم الى الهزيمة، و نباح طيلة أسبوع في مقاهيهم المكفهرة...
أتحدث كثيرا عن العمل اميداني بين الناس، أؤمن بالشعب و أراهن على الجماهير.
و هذه مناسبة ممتازة لمزيد من التوضيح اللازم.
الشعب الذي أعنيه تلك الآلاف القليلة التي اهتمت لأمر إسقاط بن علي. و خرجت ليس لسرقة محلات تجارية، و لا للعمل، و لا لاي شأن غير رمي الحجارة على البوليس و تحريض القاعدين على الثورة.
الشعب المعني بالثورة، لا يحرق دارا لتفصيل رياضي ، يفترض أنه مناسبة للحب و مزيد من تمتين علاقات الجماهير.
قابس ، و قبس النار بين شبابها و أطفالها، و بنزرت الجلاء، لا تجلي من أرضها شيئا غير قيم الانتصار الى خطاب تجمعي سافر مثل رئيس ناديهم الرياضي.
كرة القدم، مرة جديدة، ميدان لإعلاء مصفوفة إيتيقية رديئة. تمثل فاضح للمشترك ، تقبل منعدم للآخر، و حمية جهوية تثبت في العمق ، غياب ما يسمى "المشترك الوطني" و تفضح العصبية الحقيقية القائمة في "دولة بورقيبة الحديثة"...
لا أقول بأن الانضباط للدولة و الاستسلام لتقسيماتها الطبقية و تبريرها المكرور لتلك الصنافات اللإنسانية، هو الخيار الأمثل. لا يهمني أمر تلك الدولة أصلا، و لعلني "أنتقم " لي منها، و أنا أشاهدها منهارة عند أولئك الشبان الذين يفترض أنها "ربتهم على قيم المواطنة و الدولة و الحداثة و القانون و الحق و الواجب..."
إن الأزمة التي أسردها تتشظى الى محورين:
1-أزمة رموز و سيمياء، عندما يفقد ما يسمى "الوطن" أسس شيوعه بين الناس، فيكون الانتماء سطحيا ، دون رغبة . مجرد حمية لاسم تربوا على ضرورة احترامه ، ينتصرون له عندما يهاجمه أجنبي بجنسية "وطن آخر". يعود الوطن عدما، و يتأسس وجود للمدينة-الجهة.
2-أزمة أخلاقية سلوكية، تتجلى في الانفصام الرهيب و التنازع بين شخصية المواطن الحاضرة بقوة و صلابة ظاهريا، و شخصية القابسي أو الساحلي أو الجندوبي، المكرسة للانتماء العميق الحقيقي. فلا تكون المواطنة مواطنة، إلا عبر المرور بالجهة و الانطلاق منها.
هل ننتظر من هؤلاء ثورة على الرأسمالية بما هي نظام هيمنة و سيطرة و شمولية ؟
لا شيء مأمول أكثر من رمي الحجارة مطولا، و مناكفة البوليس المهترئ، و الخروج في قصبة أو قصبتين، و قبول مومياء حاكمة لبلد بعد ثورة مفترضة.
هذا يفسر عميقا سبب وجود سياسيين مثل نجيب الشابي، ومصطفى بن جعفر و زياد الدولاتلي، و حقوقيين مثل مختار الطريفي و صحافي كناجي البغوري ، و ناشطة "نسوية" مثل بشرى بلحاج حميدة. منشطوا 12جانفي 2011،عندما كان الشارع يصنع ثورته، استضافتهم الجزيرة و تونس 7، ليقنعوا كثيرين ، الغالبية العظمى بأن بن علي سيتغير.
لقد كان شباب هؤلاء كشباب بنزرت بالأمس. فوضى عارمة لقضايا تفصيلية تافهة، و صمت مطبق أمام قضية مصيرية مثل "سحق المسار الثوري" رهانات و مقاومين.
تونس تسير فعلا وفق متطلبات ما يدعى "ثورة الياسمين" ، تلك الثورة التي تحدث أعلى الشجرة فحسب، عندما ينتقل النحل من زهرة إلى زهرة لضمان بقاء متّصل.
بنزرت الكروية و قابس الحاقدة على صفاقس و الكاف المتعطش لدماء سوسة...
و يعتقدون أنهم تونسيون، رغم أنهم يتقاسمون كل الأكاذيب و الخرافات ، و لا يتقاسمون الثروة.
رضا كارم.



#رضا_كارم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصناديق تتحول إلى نعوش
- الحقيقة-السيادة-التاريخ
- شارع المُوازين و حرب الدلالات: تاريخ موضوعي للمقاومة
- البغل و المقاومة
- أبناء الخديعة
- جزء من ذاكرة الثورة


المزيد.....




- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - رضا كارم - بمناسبة الثورة الكروية في بنزرت:شعب التكوير لا شعب التثوير