ناصرية – بوسطن

رياض سبتي

الحوار المتمدن-العدد: 4064 - 2013 / 4 / 16 - 09:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

ساعات قليلة هي التي كانت تفصل بين الانفجارين الارهابيين زمناً , وآلاف الاميال مسافةً ,لكن الارهاب كان واحداً , الفعل نفسه مكرراً, والفاعل هو نفسه رغم اختلاف البلد والمدينة , في الاول كان الضحايا مدنيون مسلمون وفي الثاني مدنيون وكانوا مسالمين ايضا , لافرق بينهما ( التفجيران ) حتى في الطريقة او اختيار الهدف , لان الهدف دوماً كان الناس العزّل الذين لا علاقة لهم بسياسات تلك الدولة او كيف تدير تلك الحكومة علاقاتها مع الحكومات الاخرى ,, ناس همهم اليومي العيش بكرامة وحب وباقبال حيوي على الحياة .
في تفجير الناصرية الفاعل ( عُرف خلال الثوان الاولى بعد الانفجار ) حسب تصريحات المسؤولين هناك بل هو معروف منذ عقد من الزمان ومع كل هذه الامكانيات وعشرات الالاف من القوات الامنية الا ان الحكومة العراقية ما زالت ليست لديها القدرة على امساكه , بل اصبح المواطن العادي يعرف الفاعل حتى قبل وقوع اي انفجار ومع ذلك تحاول تلك الحكومة ان تظهر بمظهر الحامي والمدافع عن حياة مواطنيها وأمنهم , فتتهم الفاعل مباشرة حتى دون اي تحقيق او معلومات استخبارية او ادلّة .
حتى كتابة هذه السطور ما زالت مدينة بوسطن والاجهزة الفدرالية فيها تحاول فك اللغز للوصول للفاعل الحقيقي , حتى ان رئيس البلاد ظهر يطمئن مواطنيه ( طمأنة حقيقية ليست كتلك التي تلقيها حكومتنا في التصريحات الفضائية ) , ويجدد التزامه بمسؤوليته عن امنهم ويعلن انه لا يعرف الفاعل حتى هذه اللحظة مكتفياً او معتمداً على التحقيقات التي تجريها اجهزة الامن القومي للوصول الى من قام بهذا الارهاب , وسيصلون حتماً للفاعل الحقيقي لانهم يعتمدون على حقائق وليست ظنون تغذيها نعرات طائفية او حزبية او عشائرية .
في الناصرية او بوسطن او في سوريا ,, هناك من الابرياء من يدفع حياته ثمناً لافكار عقائدية او قومية او عرقية , تتخذ من الارهاب وسيلة للوصول الى مصالحها او لتحقيق بعض اهدافها الآنية التي تنقلها من حالة الى حالة اخرى اكثر تطوراً واكثر تقتيلا , وهناك من يغذي تلك الافكار حتى لو كان الثمن تدمير قرية او بلد باكمله .
الفاعل في الناصرية مسلم متشدد وفي بوسطن مجرم متشدد , والاثنان يلتقون في نقطة واحدة هناك في مكان ما من دماغيهما .

#رياض_سبتي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات