أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ياسر خليل - -الإرهاب- الفردي .. الانفجار الكبير














المزيد.....

-الإرهاب- الفردي .. الانفجار الكبير


ياسر خليل

الحوار المتمدن-العدد: 1168 - 2005 / 4 / 15 - 08:24
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


إرهاصات واقع جديد بدأ يتشكل، سيجعل العالم أكثر سخونة وخطورة عما هو عليه الآن، انه ما يمكن أن نطلق عليه ظاهرة "الإرهاب الفردي"، التي من المتوقع أن تغير كل قواعد "لعبة" الحرب ضد الإرهاب، وتدفع أكثر الدول مطالبة ب"احترام حقوق الإنسان" (الولايات المتحدة) إلي المطالبة دوليا، بفرض المزيد من إجراءات وقوانين ربما تكون أكثر صرامة مما تنتقده الآن في بلدان تحكمها أنظمة تصفها أميركا بأنها "ديكتاتورية".
عملية الأزهر (فردية، ولا ترتبط بأي تنظيم إرهابي، طبقا للتحقيقات الأولية) ليست العملية الأولي من نوعها، فكثيرا ما سمعنا في السنوات التي تلت أحداث 11 سبتمبر (أيلول) 2001، كلمات تحمل معني الذهول والصدمة من قبل أصدقاء وأقرباء شبان حاولوا أو قاموا بالفعل بتنفيذ عمليات مفاجأة ضد أهداف أميركية أو إسرائيلية أو غربية بوجه عام في العديد من دول الشرق الأوسط، وفي أميركا ذاتها، وكانت دوافعهم سياسية خالصة، ولم يثبت انتمائهم إلي شبكات إرهابية.
أعادت هذه العملية إلي ذاكرتي جانب من حديث دار بيني وبين دبلوماسية أميركية شابة في أعقاب إعلان الولايات المتحدة الحرب علي الإرهاب، وكان حول مدي جدوى السياسات التي تنتهجا واشنطن في حربها الدولية علي الإرهاب، خاصة بعد غزوها لأفغانستان في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2001.
أتذكر أن ملامح القلق والاهتمام بدت جلية علي وجهها، بعد أن قلت لها، أنكم قد تنجحون في تفكيك الشبكات الإرهابية، وتجبرون الدول التي توفر مأوي آمن لها علي طردها، بل وربما مطاردتها، لكنكم في الوقت ذاته تعملون بدأب شديد، ودون أن تشعرون، علي بناء "عدو لكم" أكثر خطورة منها، فتلك الشبكات يمكنكم إلي حد ما، تتبع خيوط تقودكم إلي عناصرها وقيادتها ومصادر تمويلها، أما "عدوكم" الجديد، فهو مجهول الملامح، ولن يمكنكم أن تتعرفوا علي متي وأين وكيف سيظهر ليفتك ويدمر ويزهق الأرواح.
وعلي الرغم من الإدراك بان الخلايا الكامنة للتنظيمات الإرهابية في نحو 60 دولة (طبقا للتقديرات الأميركية)، هي خطر مجهول نسبيا، إلا أنها ليست "العدو" المقصود، فهي اقل خطرا وأكثر وضوحا من "العدو" الجديد الذي بدأ ينموه بخطوات سريعة، وتظهر بوادر نضوجه في العديد من الحوادث المتناثرة في الشرق والغرب، وبالطبع المقصود بهذا "العدو" هم الأشخاص الذين يعتصرهم الغضب الشديد، والشعور بمرارة الظلم من سياسات الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، ودعمها المستمر لإسرائيل.
وتكمن خطورة "العدو" الجديد، أو ما أطلقنا عليه بدايتا "الإرهاب الفردي" انه يبدو وكأنه ممكن الحدوث من أي إنسان وفي أي مكان وزمان، فلم يعد شرطا أن يكون مرتكب جرائم الإرهاب عضوا بجماعة إرهابية، أو له سجل امني، أو عاطل عن العمل، واضحي الغضب الجامح يقتلع أشخاصا ناجحين من نشوة أحلامهم بتحقيق آمال وطموحات شخصية وعائلية قريبة المنال بالنسبة لهم، ليستبدلوها بعمل إجرامي ليشفي نيران غليلهم.
ومن المحتمل أن يكون الحصار المحكم المفروض من قبل الولايات المتحدة وحلفائها في الحرب ضد الإرهاب علي حركة التنظيمات الإرهابية وعناصرها، في البر والبحر وفي الموانئ المائية والجوية، وتشديد الرقابة وتتبع العناصر الإرهابية والمتطرفين، هو الدافع الأكبر لميل الأشخاص الغاضبين إلي اللجوء إلي الأعمال الإرهابية الفردية، أو محدودة العدد، إذا ما وجدوا أصدقاء موثوق بهم يمكنهم معاونتهم في ذلك، بدلا من المخاطرة بالانضمام إلي شبكات إرهابية مرصودة.
هذا الواقع الجديد الذي بدأت تتحدد ملامحه المفزعة بصورة أكثر وضوحا، قد يدفع واشنطن إلي إعادة حساباتها من جديد بشأن سياساتها وخططها في منطقة الشرق الأوسط، ويحرك في ذهنها مقارنة واجبة، بين خيار الأمن والحفاظ علي المصالح الاستراتيجية في تلك المنطقة، وبين مواصلة مساعيها لتغيير أنظمة حاكمة "ديكتاتورية"، ودفعها لعجلة "الديمقراطية" و"الإصلاح السياسي".
ليس من المستبعد أن يكون نتاج تباطؤ الأميركيين في حسم سريع لتلك الأزمة، هو انفجار كبير، يدفع بقوة ضغطه الهائلة ملايين البشر إلي ساحة "الإرهاب الفردي"، وتتحول المواجهة الدائرة مع عشرات الألوف من الإرهابيين التابعين لشبكات إرهابية منظمة إلي حد ما، إلي مواجهة مع عشرات الملايين من البشر الواقعين في دائرة الاتهام والشكوك حول إمكانية تخطيطهم أو تنفيذهم لعمليات إرهابية فردية.
* صحفي مصري



#ياسر_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا ...
- ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا ...
- قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم ...
- مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل ...
- وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب ...
- واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب ...
- مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال ...
- -استهداف قوات إسرائيلية 10 مرات وقاعدة لأول مرة-..-حزب الله- ...
- -التايمز-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي لن ...
- مصادر عبرية: صلية صاروخية أطلقت من لبنان وسقطت في حيفا


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ياسر خليل - -الإرهاب- الفردي .. الانفجار الكبير