أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - للزوجة نصف ثروة الرجل














المزيد.....

للزوجة نصف ثروة الرجل


عبد المجيد إسماعيل الشهاوي

الحوار المتمدن-العدد: 4064 - 2013 / 4 / 16 - 00:29
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


لا جدال في أن فض أي شراكة من طرف واحد ظلم واضح لا لبس فيه. لكن حتى بعد ذلك، تجد المرأة المطلقة نفسها ضحية ظلم أفدح لما تخرج مشردة ومفلسة من شراكة ربما امتدت عقوداً طويلة من الزمن قد أفنت خلالها سنين وزهرة شبابها في خدمة الزوج ورعاية الأبناء. للأسف، هذا هو حال كثير من النساء في ظل قوانين الأحوال الشخصية المتوافقة مع الشريعة السارية حالياً في مصر، وبأشكال مختلفة في معظم الدول الأخرى ذات أغلبية السكان المسلمة حول المنطقة.

في مسألة الزواج وتكوين الأسرة، لا تزال مثل هذه القوانين ذات الأرضية التراثية الظالمة بحق المرأة لا تنظر إلى الشكل القانوني المنظم للعلاقة بين الزوج والزوجة كعقد شراكة بين طرفين كاملين متساويين في الحقوق والواجبات، غير قابل للفض بناء على هوى تعسفي من أحد الطرفين، ومن دون قسمة بالعدل أولاً للأعباء وثمرة الكفاح المشترك طوال سنين الشراكة الماضية. على العكس، أغلب قوانين الأحوال الشخصية السارية لا تزال تقنن وضعاً بالياً تجاوزه الزمن منذ زمن بعيد في ما يشبه "عقد استرقاق" الزوجة وتسخيرها للرجل أو، في تشبيه آخر، "عقد بيع" يبرم بين ولي الأمر- "الطرف الأول، البائع"- من جهة والزوج- "الطرف الثاني، المشتري"- من الجهة الأخرى وفيما بينهما الفتاة العروس لا تعدو كونها سلعة يتبادل عليها الطرفان وصاية اقتصادية واجتماعية خانقة. هكذا، إذا ما حدث أن فقدت الزوجة وصاية الزوج بعد طلاق حينها لن تجد أمامها خيار سوى أن تعود أدراجها إلى حيث كان مقر الوصاية الأولى، أو الضياع في الشارع مشردة ومفلسة خلافاً لذلك.

مهما تكن عظمة وجلالة الشروح والمبررات الأسطورية المقدمة بتفاني مشهود، لن يتحمل المنطق السوي والمستقيم أبداً خلاف أن يكون حاصل جمع الواحدين الكاملين المتساويين (1+1) اثنين (2) كاملة غير منقوصة. إذا كان الحال كذلك، ولا يمكن أن يكون أبداً غير ذلك، لابد حينئذٍ أن تكون حصيلة القسمة العادلة لمجموع الاثنين الكاملة بين الواحدين الكاملين والمتساويين هي واحد كامل ومتساوي لكل منهما، لا اثنين كاملة إلى صفر، أو أن يكون نصيب الذكر الواحد مثل نصيب الأنثيين الاثنين. رغم كل مزاعم الرحمة والحماية والعدل والمساواة وكفالة الحقوق، طبقاً لقوانين الأحوال الشخصية الحالية لا تزال المرأة لا تحصل من الميراث في ثروة أبيها سوى على نصف نصيب الرجل، ولا تحصل على أي شيء من ثروة زوجها عند الطلاق، حتى لو بعد خدمة وعشرة دامت أكثر من خمسين سنة متصلة.

لا جدال أبداً في أن الشراكة الحقيقية لا يمكن أن تقوم إلا بعد تحقق مبدأ المساواة الكاملة بين الطرفين. كما لا يمكن أن يثور جدل في أن فض الشراكة- مثل انعقادها- يستلزم أن يكون برضاء وموافقة الطرفين معاً، أو بواسطة حكم (قاض) محايد إذا ما تعسر التوصل ودياً إلى اتفاق. علاوة على ذلك، فض الشراكة لا يتم من دون حصر وتصفية أصولها، الخاسرة والكاسبة معاً، ثم قسمتها بالعدل طبقاً لنسب المشاركة. خلاف ذلك، لا يكون العقد المبرم في الأصل "عقد زواج" مبني على الشراكة كما يدعى لكن، في الحقيقة، "عقد استرقاق" واستعباد مبني على مبدأ البيع والشراء والتداول السلعي بين الطرفين الكاملين والمتساويين الحقيقيين: ولي الزوجة (الطرف الأول، البائع) من جهة والزوج (الطرف الثاني، المشتري) في المقابل.

لا جدال أيضاً، من منطق واقعي، في حق الزوجة عند الطلاق في نصف ثروة الزوج المكتسبة منذ تاريخ إشهار زواجهما إلى تاريخ إنهائه. لو ما كانت ربة المنزل غير العاملة قد تفرغت لخدمة الزوج ورعاية الأبناء، ما كان استطاع الزوج في المقابل أن يتفرغ للعمل والكسب وتحقيق الثراء. هو تقسيم لأعباء مشتركة، حيث لو كان الزوج هو الذي تفرغ للمهام المنزلية ورعاية الأبناء لكان الكسب والثروة الأكبر من نصيب الزوجة. على سبيل المثال، الزوجة في حقيقة الأمر شريك كامل في كل قرش يكسبه الزوج من العمل بالخارج نظير تحملها في غيابه المسؤولية الكاملة عن أعباء رعاية الأبناء وتدبير شؤونهم في الوطن بينما هو متفرغ بكامل طاقته للعمل وجمع المال في البلد الأجنبي. لكن ما قد يحدث في الواقع أن الزوج يعود بعد طول سفر محملاً بثروة طائلة مسجلة باسمه وحده ويكون جزاء زوجته المكافحة في غيابه إما أن يتزوج فتاة شابة عليها ويريدها أن ترضى بالوضع الجديد أو أن يطلقها لتجد نفسها، خاصة إذا كانت غير حاضنة بعد، مشردة ومفلسة في الشارع.

إذا كان من العدل أن يحتفظ الزوج لوحده بكل تعبه وشقاه خارج البيت، يصبح من حق الزوجة هي الأخرى أن تحتفظ لوحدها أيضاً بكل ثمرة تعبها وشقاها داخله- الأبناء. أما أن يخرج الزوج من هذا العقد المزعوم غانماً المال والبنين بينما لا تخرج الزوجة سوى بملابسها، فلا ظلم بعده.



#عبد_المجيد_إسماعيل_الشهاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإسلام السياسي في ميزان السياسة الدولية (4- تركيا)
- بين القانون والقرآن والسلطان
- الإسلام السياسي في ميزان السياسة الدولية (3- قطر)
- الإسلام السياسي في ميزان السياسة الدولية (2- طائر النار)
- الإسلام السياسي في ميزان السياسة الدولية
- الدولة العربية في خطر
- أفاعي إسلامية تبكي الدولة!
- السياسة بين الطائفية والعلمانية
- بين العري والنقاب
- لصوص لكن إسلاميين
- اتركوا الرئاسة قبل أن تضيعوا كل شيء
- عودة الجيش المصري إلى الحكم
- تحرش جنسي بميدان التحرير!
- استمرار استعباد المرأة بسلطة التطليق والتوريث
- أنا ضد الشريعة
- سوريا، لا تخافي من الإسلاميين
- صلح السنة والشيعة
- أخطاء قاتلة في التجربة الإسلامية في الحكم
- موضوع في خدمة مشروع سياسي
- يعني إيه ثورة


المزيد.....




- مركز حقوقي: نسبة العنف الاسري على الفتيات 73% والذكور 27%
- بعد أكثر من عام على قبلة روبياليس -المسيئة-.. الآثار السلبية ...
- استشهاد الصحافية الفلسطينية فاطمة الكريري بعد منعها من العلا ...
- الطفولة في لبنان تحت رعب العدوان
- ما هي شروط التقديم على منحة المرأة الماكثة في البيت + كيفية ...
- الوكالة الوطنية تكشف حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في البي ...
- تحديد عيب وراثي رئيسي مرتبط بالعقم عند النساء
- فوز ترامب يهيمن على نقاشات قمة المرأة العالمية بواشنطن
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- إعلامية كوميدية شهيرة مثلية الجنس وزوجتها تقرران مغادرة الول ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - للزوجة نصف ثروة الرجل