الوعي الاجتماعي في علم المادية التاريخية..

اللجنة الاعلامية للحزب الشيوعي الاردني

الحوار المتمدن-العدد: 4063 - 2013 / 4 / 15 - 21:31
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    

الوعي الاجتماعي في علم المادية التاريخية..
اللجنة الاعلامية للحزب الشيوعي الاردني/ مالك ابو عليا
بصدد علاقة الوعي بالتشكيلات الاجتماعية الاقتصادية و منهج البحث التاريخي.
إن إحدى أهم النواحي المنهجية في دراسة الوعي الاجتماعي , ترتبط بالمراحل التاريخية الملموسة لتطور المجتمعات و تعاقبها, و قد أكد كارل ماركس بأن صلة الإنتاج الروحي للناس بالإنتاج المادي, لا يمكن دراستها بدقة , بل و تكون خاطئة,إلا عندما يتم بحث و دراسة الإنتاج المادي نفسه في إطار تاريخي معين.
لقد وجد الوعي الاجتماعي, و هو موجود بشكل فعلي كوعي تشكيلات تاريخية محددة, و للوهلة الأولى, سيكون هناك استنتاج حول الوعي الاجتماعي بأن التاريخ قد طرح خمسة أنواع من الوعي من حيث البنية الجوهرية لها, من حيث البنية الخاصة , تبعا لأنه قد تعاقب في التاريخ الإنساني خمسة تشكيلات اجتماعية اقتصادية موضوعيا, و لكن إذا اخذ الموضوع بشكل أعمق و تمت دراسته جيدا سيبدو من الواضح حينها ان بنى الوعي الاجتماعي ثلاثة بنى خاصة , تتميز جوهريا:
1- الوعي الاجتماعي في التشكيلة الاجتماعية الاقتصادية للمشاعات البدائية, أي ما قبل الطبقي.
2-الوعي الاجتماعي للتشكيلات الاجتماعية الاقتصادية التناحرية, التشكيلة العبودية , الإقطاعية , الرأسمالية
3-وعي التشكيلة الاجتماعية الاقتصادية الشيوعية .
كان إنتاج الأفكار و التصورات في مجتمعات المشاعة البدائية يرتبط بشكل مباشر بالإنتاج المادي, فجميع الإنتاج الروحي كان يبرز نتيجة علاقات الناس المادية بالطبيعة و تجاه بعضهم البعض.
و بما أن علاقات المشاعة البدائية كانت تستند إلى إنتاج بدائي جدا, فان وعي الناس كان يحمل طابع بدائي أيضا, ليس من حيث المضمون وحسب , بل من حيث بنية الوعي أيضا.فلم يكن الوعي الاجتماعي متمايزا في بنيته الداخلية, و بوسع التحليل النظري فقط ان يفرز فيه بدايات التشكلات البنيوية اللاحقة وكان الوعي الاجتماعي آنذاك كمجموعة تصورات روحية لم ينفصل فيها بعد الوعي الأخلاقي عن التصورات الدينية وعن الإحساسات الجمالية.
في التشكيلات الاجتماعية الاقتصادية التناحرية, ظهرت تغيرات نوعية على مضمون الوعي الاجتماعي و بنيته, فمع ظهور أشكال و مجالات جديدة في الحياة الاجتماعية, ظهور العلاقات السياسية بظهور الدولة, و العلاقات الحقوقية نشأ الوعي السياسي و الحقوقي, و مع انقسام المجتمع إلى طبقات متناحرة بدأت بنية الوعي الاجتماعي تتشكل و تتمايز, و بدأ يبرز في الواقع كوعي طبقات مختلفة, و سيطر في المجتمعات التناحرية وعي الطبقة المسيطرة.
بسبب تقسيم العمل,و انفصال العمل الذهني عن العمل الجسدي اخذ الوعي المنظم يظهر في المجتمع, فقد بدأت الأشكال الإيديولوجية تبرز, و العلم و الفن.
ان تقسيم العمل يخلق المقدمات المادية من اجل تطور النشاط الروحي, و لكنه يخلق مع ذلك امكانية الاعتقاد المشوه عن منشأ هذا النشاط.
و إذ اصبح العمل الذهني امتيازا للطبقة الأقلية المسيطرة, فيتم تصويره من قبل من يقومون به , على ان هذا شيء طبيعي و ان هذا العمل الذهني هو العمل الاجتماعي الرئيسي و المحدد.
أما الجماهير و الكادحين, فيتحقق هذا النشاط على ظهرهم, و قد حكم عليهم ان يقوموا بالعمل الجسدي المرهق الخالي من كل مضمون ذهني.
في التشكيلة الاقتصادية الاجتماعية الشيوعية , و على أساس وحدة المصالح لجميع الناس, على أساس المجتمع اللاطبقي و انتفاء الاستغلال,سيتم تدريجيا القضاء على الوعي الفردي, و على الملكية الخاصة, و سيجري تغيير في تركيب تلك الأشكال من الوعي, سيختفي كثير من ألوان الوعي المشوه .

#اللجنة_الاعلامية_للحزب_الشيوعي_الاردني (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات