أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سيد عبدالخالق الجندى - مبارك .. عاد ليبتسم!














المزيد.....

مبارك .. عاد ليبتسم!


سيد عبدالخالق الجندى

الحوار المتمدن-العدد: 4062 - 2013 / 4 / 14 - 09:00
المحور: كتابات ساخرة
    


خرج على الشعب المصرى المطحون بطلته البهية، وأفعال الفاتحين، يلوح لانصاره الذين احتشدوا فى انتظاره، وهو يؤكد لهم ثقته فى نفسه وفى مصيره الذى لا يعلمه إلا الله وهو - كما أظن - ولعل الكثير أيضا يظن معى، وكأنه خرج ليلقى بيانا رئاسيا من القصر الجمهورى، أو لقاء شعبى مع بعض من ابناء مصر الأوفياء – كما أطلقوا على أنفسهم.
بالأمس شاهده العالم منتصرا وليس منكسرا، سعيدا وليس مهموما، رئيسا وليس مخلوعا، وكأن الزمان يعود للوراء حيث زنازين الظلم والاستبداد ومشاريع التوريث والأستعمار المباركى، ظهور مقصود ومدبر ويرسل خلاله الزعيم – القاتل - ببرقيات تهنئة إلى الشعب – المقتول- برصاص القهر و –المسحول- تحت اقدام الندالة والأستغلال.
نعم لا تتعجب .. فإنه الرئيس المخلوع قاتل شعبه، الذى استباح دماء الأبرياء ليحمى عرش ملكه، هو الرئيس المنتصر فى معركة بطلها الاخوان، هو مبارك المستبد سارق قوت يوم البسطاء، وهادم احلام الفقراء .. تراه اليوم واثقا مرتديا رداء الزعامة والقيادة.. فلما التعجب؟
مبارك الذى سجن مصر فى زنازين العسكر لثلاثة عقود متواصلة، وقتل فى شعبها احلاما وطموحات بتحركات ايجابية نحو حياة أفضل ولو بقليل، وحكم على معارضيه بالموت قتلاً، ومؤيديه بالموت جوعاً، ليعيش هو وحده يتمتع بخيرات هذه البلاد ويوزع فضلاته على حاشية نظامه، وكلاب الحراسة.
المشهد المخزى الذى بات وصمة عار فى جبين هذا النظام الإخوانى، ان يظهر الرئيس السابق فى اولى جلسات اعادة محاكمته مبتسما، بعد أن كان محكوما عليه بالسجن المؤيد فى محاكمة هزلية لا ترتقى لدماء الشهداء الذين قتلوا على ايدى نظامه وضحوا بأرواحهم لكى يخرج من جحوره من يحكم مصر الأن، ويعتلى عرشها السجناء ويصبح الرئيس نزيلا بإحدى الزنازين .. حقا كانت جلسة الأمس لحظة حب عاطفية بين الرئيس السابق وشعبه !
مازال مسلسل الاستفزاز والتلاعب بمشاعر المصريين مستمر دون انقطاع او تطوير، نفس الحلقات والشخصيات، نفس الأبطال والأمكنه، ماتغير سوى الديكور، من العصر الديمقراطى الوهمى لديكور عهد الاخوان الزائف.
رأى الجميع مبارك فى مظهره الزاهى يضحك على الثورة والثوار، وكأنه يخبر المصريين بسؤاله الذى طالما خشينا ان نواجهه، ألم يتحقق ماقلت وتمكن الاخوان فضاعت كافة الأمور؟
خشية السؤال ليست لصعوبة اجابته، بل لانه يعنى الكثير والكثير، فنجد أنفسنا بداخل مسرحية هزلية متكاملة الفصول ومحكمة الحبكة، يتنحى مبارك ويولى العسكر، فيخون الجنرالات الثورة ليكسب الاخوان الحكم، فيقابل الحاكم شعبه بالغدر ونكران كافة عهوده، وتعود الثورات إلى الميادين من جديد تطالب بإسقاط نظام المرشد، ويخرج بعض ضعاف النفوس ليسجلوا اعتذارهم لمبارك على ما كان، وكأنه ذنب الإمام الشريف بعد أن اسقطه الزنادقة.
ولكن ياترى هل هذا هو الحل؟ فبعد ان وجد الشعب نفسه فى تكرار واضح وصريح للعهد البائد، وسط تأمر النظام الحالى على الثورة حتى تلفظ انفاسها الأخيرة ويتحقق الهدف والمراد، لابد له ان ينتفض من اجل دماء المصريين التى مازالت تسيل حتى الأن ليست فقط على مستوى ميادين ثورة قد كفر بها البعص وإنما ايضا بالمخابز ومستودعات البوتجاز ومحطات السولار حتى اصبح الموت – أسلوب حياة- فى عصر النهضة.
مبارك عاد ليبتسم ويؤكد انه مازال يحكم حتى وان ظهر للعالم انه المخلوع السجين، لأن هناك من يسير على نفس خطاه، وينفذ تعليمات المستفيد الأول من احباط هذه الثورة حتى لا تعود مصر لعهد الريادة والزعامة، وتظل فى شتات وهوان، ولكن هذا الشعب تعلم الدرس - ونحسبه كذلك - خاصة مع هذا اللقاء الشاعرى لمبارك والذى انتهى بقرار القاضى التنحى عن نظر القضية ليؤكد للجميع ان المخلوع امامه من الفرص الكثير والكثير للخروج، وأن اطلاق سراحه سيقابله من الضغوط المزيد ليمكشف مخطط إهدار دماء الابرياء .
مبارك .. عليك بالأبتسام كثيرا امام الكاميرات .. فإن كانت الشعوب قد نسيت اعدائها يمكن ان ننساك وننسى ثأر الوطن الذى مازال عالقا فى عنقك إلى يوم النهاية.
اما انت نظام- ال مبارك – فعليك ان تبكى وتغرق بدموعك قبور الشهداء بعد ان تأمرت عليهم بالابتعاد عن مسار دمائهم واهدافهم النبيلة التى تجهلها انت وجماعتك كما يجهل الرضيع الكتابة .. فقد حان وقت اللعب – ع المكشوف- .. ونصرة للثورة هى النتيجة المحسومة.



#سيد_عبدالخالق_الجندى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخبز قبل الحرية أحياناً


المزيد.....




- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سيد عبدالخالق الجندى - مبارك .. عاد ليبتسم!