بلال سمير الصدّر
الحوار المتمدن-العدد: 4061 - 2013 / 4 / 13 - 10:33
المحور:
الادب والفن
سوناتا الخريف1978(أنغمار بيرغمان): مبارة في الأداء بين ليف أولمان وانغريد بيرغمان
سوناتا الخريف فيلم متأخر فعليا لأنغمار بيرغمان،ويمكن اعتباره الفيلم قبل الأخير له إذا استثنينا الفيلم الأخير فعليا له(ساراباند)،وفيلم سوناتا الخريف فيلم جيد ولكن لايمكن اعتباره ضمن جيد أنغمار بيرغمان.
زيارة غير متوقعة من قبل الأم شارلوت(أنغريد بيرغمان) إلى ابنتاها بعد هجران طويل أحدهما إيفا(ليف أولمان) وهلينا وهي معاقة جسديا،بعد هجران طويل وماضي أليم.
هذه الزيارة ستزيح الستار عن صفحة ثقيلة من الماضي،وهذه الصفحة هي ما سماه بيرغمان كعنوان للفيلم(سوناتا الخريف)،وكأنه يريد رواية قصة مختصرة ضمن مقطوعة موسيقية....
ليورنادو الايطالي عشيق شارلوت قد مات(ملحن وعازف شهير)،ولكن علينا التركيز قليلا فالثيمة الاساسية للفيلم ليست عن الموت بل هي عن الماضي،وربما يكون هذا الفيلم هو أفضل فيلم لأنغمار بيرغمان يعالج فيه هذه الثيمة،ثيمة الماضي،كما أنه-أي الفيلم-ليس فيلم عن الماضي بل عن مواجهة هذا الماضي...
موضوع الماضي تحديدا يبدأ من عند هلينا...تقول الم مستغربة :هلينا هنا!
وتتابع:لو كنت اعرف أنها هنا لما حضرت...؟!
(على الرغم من أن هلينا كانت قد سوت شعرها من أجل استقبال أمها)
الفيلم هو نسوي بامتياز،ولابد أن نشير إلى أن النسوية عند بيرغمان تختلف اختلافا تاما وكليا عن النسوية عند المخرج الاسباني بيدرو ألمودفار.
شارلوت لا يبدو عليها بأنها تشعر بأي ذنب ولكن ايفا ستعمل على قيادة مواجهة قاسية مع أنغريد بيرغمان في تعاملها الأول والأخير مع المخرج،لأنها ستموت بالسرطان بعد فترة قصيرة من تصويرها هذا الفيلم.
أيفا كان لها ولد في الماضي يدعى ب(اريك) مات غرقا قبل ميلاده الرابع،والأفكار التي يطرحها بيرغمان في هذا الفيلم تبدوعامة جدا،ولكن ليس إلى درجة التبسيط و ليس إلى درجة التحليل النفسي في نفس الوقت،فهو لايتعمد الاستغراق في أي موضوع سوى الاسترجاعFlash Back ولكن وعلى الأقل لوكانت ايفا هي موضوع الفيلم لكانت
شخصية تستحق التامل والتحليل،فهي تطرح ذات مرة في حديث لها مع امها،أفكارها عن الرجل بأنه صورة عن الرب وعن الشيطان أيضا،والموت عالم تتحرر فيه المشاعر.
مع أن المواضيع تتداخل فيها الموسيقى بشكل أو بشكل آخر،ولكنها تصب في خانة التكرار حول موضوع برود الأمومة وتفضيل المجد الشخصي على حياة ومستقبل العائلة،ومن خلال هذه التصرفات تسببت الأم شارلوت بمشاكل كبيرة لكل أفراد العائلة وقد تكون هي السبب أيضا لاعاقة هلينا وتعاسة ايفا والأب (ايرلند جوزفين) في ظهور ضئيل وصامت لهذا الممثل الكبير،ولعل أجمل ما في الفيلم هي مبارة الأداء التي قادتها كل من ليف أولمان وأنغريد بيرغمان.
بلال سمير الصدّر 2/3/2012
#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟