أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - لجنةُ العريضةِ والتحولاتُ السياسية(2)















المزيد.....

لجنةُ العريضةِ والتحولاتُ السياسية(2)


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4061 - 2013 / 4 / 13 - 09:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نحن في بدايات التسعينيات وثمة نخبة معينة تقوم في البحرين بالدعوة الى إعادة المجلس الوطني المحلول في 23 أغسطس سنة 1975، وهي طريقة للتقارب بين شخصيات ومجموعات سياسية من أجل العودة لمسار الديمقراطية المقطوع.
ولم تكن ثمة طريقة ممكنة أخرى للتجمع وتداول الآراء والقيام بفعل ما، وخاصة أن قانون أمن الدولة كان سارياً، والمجلس السابق المنحل لا يطرح أعضاؤه عودته أو تحويل جزء من أعضائه للجنة إعادة الديمقراطية، فقامت الشخصياتُ الوطنيةُ من اتجاهات متعددة بتشكيل لجنة العريضة للمطالبة بعودة الديمقراطية عبر وسيلة سلمية وخاصةً أن في اللجنة المذكورة أعضاء من البرلمان السابق وهم من كتلة الشعب.
لكن كانت الظروف السياسية قد تغيرت، وغدت التيارات المذهبية هي المسيطرة على الساحة. وبطبيعة الحال لم تُدرس مثل هذه الظروف بدقة، ولم تكن هناك سوى إرهاصات وعي بوجود منزلق ما في عودة الديمقراطية لو تمت. وخاصة أن التيارات الوطنية التي قادت عملية تحقيق الديمقراطية في العقود السابقة أُنهكتْ، واحتضنت التياراتُ الطائفيةُ المجموعات السكانيةَ المهتمة بالسياسة. وكان ذلك يشير الى انقسامات كبيرة منتظرة في الشعب سياسياً، وصراعات إقليمية كبرى هي التي غدت تحددُ معالمَ التطور السياسي العام في المنطقة، لكن مشكلات الحياة تتفاقم وهيمنة الرأسمالية الحكومية تسبب مشكلات في التطور بكل القطاعات الاقتصادية والاجتماعية.
ولهذا كان دفع السياق العفوي في التطور السياسي هو الراجح بين أعضاء لجنة العريضة. يقول أحدُ الأعضاء:
(اليوم هناك البعض الذين يتخوفون من أنه لو عادت الحياة النيابية إلى البحرين فسوف يكون للدينيين مد كبير. وربما أصدروا تشريعات تخدم مناهجهم، ولكن الأمر يرجع في النهاية إلى الشارع عن طريق تغيير الوجوه والرموز وبذلك تتغير التشريعات غير المتماشية مع المجتمع،: علي ربيعة، لجنة العريضة الشعبية في مسار النضال الوطني في البحرين، دار الكنوز الأدبية، ص .16).
هنا نقرأ تفاؤلاً كبيراً بتطور التجربة المستقبلية، وعدم مسح للظروف والصراعات السياسية والاجتماعية التي تغلغلت في البلد والمنطقة، والدفع العفوي للتجربة بهذا يصعدُ من نفوذ المذهبيين السياسيين المختلفين، وفي حالة من الغياب والضعف للقوى التحديثية الوطنية، واحتمالات التطور المفتوحة للصراعات وغياب التأثير العقلاني الواسع من قبل القوى الوطنية.
كان المزاج العفوي يقول: أكتبْ العريضةَ ويتدفق النهرُ الديمقراطي الواسع الخلاق!
قام رجالُ الدين بالتأثير المهم على لغة العريضة وجوهرها الفكري السياسي، فذكروا وهم يمرون على دستور البحرين:
(فرسخ هذا الدستور أسسَّ المشاركة الشعبية في الحقوق والواجبات العامة على نهج قويم من أحكام وأصول الشريعة المستمدة من ديننا الحنيف، ومن مبادئ العدل والحرية والمساواة التي كانت دوماً مبادئ راسخة في الحضارة الإسلامية والإنسانية)، (السابق ص 19)
لم يكن الدستور البحريني سنة 1973 سوى نتاج القوى الليبرالية والديمقراطية التي جسدت فيه قيماً معينة، لكن مبادئ الديمقراطية لم تكن راسخة في الحضارة الإسلامية، التي سيطرت عليها القوى الاقطاعية في أغلب فتراتها، والأسباب غير معروفة في النص بطبيعة الصياغة الانشائية المجردة، في حين كان من الضروري درسها ومعرفة شكلي الوعي السياسي السني والشيعي المحافظين المكرسين لهذا التجريد والمعبر عن الطبقات العليا وتفكيكها للمسلمين، كما أن ذلك يعبر عن الخلفية الفكرية غير المدركة لتطور الإسلام. ولهذا فإن التعبير الذي ينص على أن الموقعين:(كمسلمين ومواطنين)، ملتبس، وتأكيد اعتباطي بأن الموقعين مسلمين، من دون أن يذكروا هوياتهم الطائفية التي هي الحقيقة الغائبة والتي سوف تتكشفُ بعد فترة قصيرة مضنية!
كانت هذه بداياتُ المشكلة. يقول أحد العاملين في العريضة:
(كنا نأمل أن يمثل الموقعون المجتمع البحريني بشكل متوازن، ولكني لستُ حركياً لكي أحملَ هذه العريضة إلى البيئة التي اتصل بها، وفي المقابل فإن الاسلاميين الشيعة لديهم من المنابر والمساجد والمآتم ما مكنهم خلالها من جمع أكبر عدد من الأسماء والتواقيع)، (السابق، ص 21).
إذا لم يكونوا حركيين وذوي جماهير معدة للديمقراطية فهم يتركون الجهة الأخرى تسيطر!
أخذت الطائفيةُ السياسية تظهرُ من تحت الشعارية الفوقية ومن خلال عمل أفترضَّ بأنه وطني، فهنا قسمٌ من السكان يتحرك وقسمٌ آخر لا يتحرك. لماذا؟
إن أسلوبُ العريضة هو أسلوبُ نخبةٍ مقطوعة الصلات بالجمهور فكراً وتنظيماً، فلم يعد لممثلي القوى الحديثة أي جذور مع الشعب المنقسم لطائفتين وصعود ممثليها السياسيين الطائفيين!
وفي الخطوة(المعقولة)الأولى بكتابة عريضة للنخبة والتي يوقعها أفرادٌ محددون مؤثرون ثمة إمكانية للسيطرة على الحراك، أما في حالة العريضة (الشعبية) والتي هي كمٌ مجبرٌ على التوقيع ومن دون فهم، فإن هذه الخطوة التصعيدية السريعة تشكلُ تناقضاً في المجتمعِ وبين فئات السكان خاصة وهي من أجل الديمقراطية! فتغدو بدايةَ انفلاتٍ أولي خطير!
بين عريضةِ النخبة والعريضة الجماهيرية نجدلا التأرجحَ للمجموعة، بين أن تكون عقلانيةً تدرسُ خطواتها وتقدم خطوات صبورةً ولدى نخبة متعقلة وبين أن تفتح الطريق للجمهور والحراك المجهول الذي يسلم الحياة السياسية للمغامرين من داخل البلد وخارجه!
وفي كلا الحالين من الذي يسمحُ لنفسه أن يقود ويقرر مصيرَ شعب؟! هي كانت ضرورة وحالات من التأزم وغموض في الوعي والقلق من الجمود والمشكلات والأمل بتحول أفضل.
لكن جر جمهور الأزمة المكثف غير المسيطر عليه وغير الواعي للساحة هو بداية مشكلة كبيرة لم تتعاون جميع الأطراف لحلها. ومن هنا سوف تحدث القفزات العاطفية التشنجية السياسية كما يقول المؤلف:
(فهذا الظرفُ السياسي المشوب بطابع الاستبداد والاستحواذ ... شهد خلق الجبهة الوطنية العريضة المتمثلة في لجنة العريضة النخبوية والشعبية وما ترتب عليها من انطلاق الانتفاضة الشعبية وحدوث الاصطفافات الجديدة في الساحة السياسية)،(السابق، ص 25).
هذه تعبيرات عاطفية كبيرة لكن الواقع كان مختلفاً، فلم تكن ثمة جبهةٌ عريضة، بل شخصيات من تنظيماتٍ لم تعد قادرةً على خلق حراك وظهر سكان قادرون على خلق حراك ولكن بأي اتجاه



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لجنةُ العريضة والتحولات السياسية
- محمد جابر الصباح: الوطنيةُ الباقيةُ
- ليست معارضةً بل مشاكسةً!
- المستقبلية في العمل السياسي
- أمةٌ تتأرجحُ على حبالِ التاريخ!
- البرجوازيةُ الصغيرة والمدارسُ الفكرية
- شعاراتُ الرأسمالياتِ البيروقراطية
- الربيعُ العربي اضطراباتٌ ضد أسلوبِ إنتاجٍ متخلف
- حركةُ الهيئةِ بين التغيير السلمي أو الانفجار (3-3)
- حركةُ الهيئةِ بين التغييرِ السلمي أو الانفجار! ( 2)
- حركةُ الهيئةِ بين التغيير السلمي أو الانفجار (1)
- ثقافةُ الرادودِ
- الاستهلاكيون وخفوت الوعي
- تفككُ العراق نموذجا
- أسبابُ تدهورِ العلمانية
- الصدامُ التاريخي بين كتلتين
- تحللُ النقدِ الثقافي الاجتماعي
- الصراع الإيراني العربي
- بلزاك.. الروايةُ والثورةُ (10-10)
- بلزاك: الروايةُ والثورةُ (9)


المزيد.....




- شاهد ما قاله السيناتور بوب مينينديز بعد صدور حكم الإدانة بال ...
- مقتل أكثر من 60 شخصا وإصابة المئات في قطاع غزة، والجيش الإسر ...
- روبرتا ميتسولا تفوز بولاية ثانية على رأس البرلمان الأوروبي ...
- المسؤولون الإسرائيليون يبلغون واشنطن بأن -نجاة الضيف من محاو ...
- ألمانيا تفرض غرامة مالية باهظة ضد من يسيء لـ-المتحولين جنسيا ...
- -واللا-: حماس لديها قدرات صاروخية بعيدة المدى يمكن أن تطال ا ...
- مؤسس -الحلم الجورجي- يتوقع موعدا قريبا لانتهاء الصراع في أوك ...
- استدعاء وزير الأمن الداخلي الأمريكي إلى الكونغرس على خلفية م ...
- أهم أعراض التهاب الزائدة الدودية عند الأطفال
- الكونغو .. 70 قتيلا في هجوم مسلح غربي البلاد بينهم 9 جنود ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - لجنةُ العريضةِ والتحولاتُ السياسية(2)