أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن لفته الجنابي - حكاية طيلو و السعلاة














المزيد.....

حكاية طيلو و السعلاة


محسن لفته الجنابي
كاتب عراقي مستقل

(Mohsen Aljanaby)


الحوار المتمدن-العدد: 4061 - 2013 / 4 / 13 - 00:30
المحور: كتابات ساخرة
    


كان (طيلو ) حطّابا" طيّبا" يذهب مع الفجر ليمر على السوق في المساء , يبيع الحطب مقابل الخبز ونادرا" ما يسعفه الحظ ليشتري بضع مثاقيل من الغذاء
حين يدخل بيته تتهلل أسارير بناته السبعة وزوجته وكأنهن في غاية الرفاه , يقسّم الخبز على بناته على طريقة الآذان , قطعة خبز بحجم الأذن لكل فرد فذلك النزر مع التدبير يكفي لتستمر الحياة , كانوا رغم ضيق حالهم يبدون للناظرين سعداء
وفي أحد الأيام حين كان عائدا" لبيته صادفته (سعلاة ) حوّلت نفسها الى أمرأة تشبهه الى حد ما , سلمت عليه و بكت و لفقت له قصة على أنها أخته التائهة منذ الصغر في الصحراء , داعبت فقره حين أخبرته بأمتلاكها لكنوزٍ من لآليء و ذهب و مرجان , فوجيء (طيلو) و أمتص الصدمة ليضمها الى صدره بشوق وحنان
أخذها الى بيته و أخبر بناته بأن العمة المفقودة عادت وعلى الجميع الأحتفال , أنطلت الحيلة على البنات فيما أستغربت الزوجة و أخذته جانبا" لتحذره من أن الأمر ربما نصب وأحتيال فهي لم تسمع من كل أسلافها بأن لها حماة و أشد ماتخشى أن تكون العمة تضمر الشر له و لها و للبنات
ضحك (طيلو ) و طمئنها بأن تلك المرأة أخته وأقسم لها بكل من يمتلك جاه فقد أصبحت جزءا" من العائلة وهي شريكة لهم في السرّاء والضرّاء , هي مقدسة كونها أتت في غفلة مثل هبة من السماء
تغيرت الأحوال في العائلة فقد أنعمت عليهم العمّة (السعلاة ) بكل أنواع الطعام و الشراب , حتى أنها فتحت لطيلو دكّانا" لبيع (الشّحاطات ) , ورغم تغيّر الوضع بقي (طيلو) على عادته في أن يخرج مع خيوط الفجر حتى الآذان يقضي جل وقته في الدكان.. وبعد مرور أيام أخبرته زوجته عن فقدان أحد بناته كانت الأسمن بينهم تلك التي يتركونها تنام كيفما تشاء فهي الأكثر نهما" لما نزل عليهم من الطعام
فتشوا حتى أقتنعوا أن الأمر قد قدّر وكان , ومرت أيام قليلة , فقدت خلالها أبنتهم الثانية , ثم الثالثة حتى السابعة , كانوا في كل مرّة يبحثون ويعودون و يسلمون بأمرهم الى الله مع قليل من البكاء تشاركهم (العمّة - السعلوّة ) فواصل من اللوم و النحيب ومعه تتجشأ ما بقي في جوفها من لحم البنات , فقد كن سمان , من لحمهم بالتتابع تعتاش, ولم يبق سوى الزوجة , رغم ضعفها , فغدا" ستكون و جبة الغداء
وفي اليوم التالي عاد (طيلو ) في المساء , ولم يجد في بيته سوى أخته , فقد أختفت زوجته , فلطم و شق ثوبه , فالأمر على شفا أن يتضح الآن , هاجمته (السعلوّة ) فهرب بالعزيزة ليختبيء في التنّور ويضع فوقه المغلاق , ومن شدة خوفه لم يسيطر على جوفه فخرجت منه ريح أطارت الغطاء , فمدّت السعلاة رأسها لتقول له من فوق :
سمنيتك ما أكليتك .. منين آكلك
أجابها و دموعه تسيل : أكليني من آذاناتي .. ما أخذت شور أم أبنياتي
وعاشت السعلوّة عيشة سعيده وعفتهم وجيت وتعيشون و تسلمون



#محسن_لفته_الجنابي (هاشتاغ)       Mohsen_Aljanaby#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ربطة عنق في ليل بغداد
- شهادة في ذكرى آخر حرب - الحلقة الأولى
- في الليل ضيّعت السمك
- جويسم و حلمه الكبير
- باب الشرجي .. باب الشرجي
- حجّي مجيد وشكري بلعيد و بانوراما الكواتم والثريد
- كلاكيت من الفرن
- عايف أمه وأبوه ولاحكَ مرت أبوه
- ثقافة كظ أخوك لا يتيه وزراعة النخيل
- شكري بلعيد كوكبنا الجديد
- الحسد موروث واقعي مابين القدريّة و التبرير للفشل
- خراويت على جدران الصبّات
- الأطباء في العراق ملائكة الثراء على حساب الحياة – بمناسبة ال ...
- شهادات ومشاهد من العهد الأزلاميّ الثاني
- الرابعة عصرا- في بغداد حسب توقيت الفوضى
- الرسائل الستراتيجية وأصالة الشخصية العراقية
- زيتوني فاتح .. زيتوني غامق مع جرغد مقلّم - مشاهد من الشارع ا ...
- حنتو البريسم ومباديء الأعلام
- علوة حجي خضر
- نمر ونمرود ورحلة الخلاص من جزيرة سانت هيلانه


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن لفته الجنابي - حكاية طيلو و السعلاة