أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حاتم أحمد الخطيب - مصر ... الفوضي أم المخاض














المزيد.....


مصر ... الفوضي أم المخاض


حاتم أحمد الخطيب

الحوار المتمدن-العدد: 4060 - 2013 / 4 / 12 - 22:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مصر الفوضي أم المخاض

كلنا ... بلا استثناء هللنا وطبلنا ورقصنا علي أنغام الثورة المصرية ... وحلمنا علي مدي الأفق ... عندما اندلعت المظاهرات وانفجر الغضب المصري الشعبي في مواجهة طاغية العصر مبارك وأزلامه ... واستبشرنا بعودة مصر العروبة لقيادة الوطن العربي الكبير ووضعه علي خارطة العالم المتكبر من جديد . صحيح إن زيارات سامي عنان رئيس الأركان إلي واشنطن أفزعتنا وزرعت الهواجس والشكوك .. وصحيح إيضا توجسنا من تأخر مشاركة الاخوان المسلمين بهذه الثورة وتشككهم من انتصارها وسحقها لنظام مبارك ... وصحيح إيضا إن الثورة أو الانتفاضة أو الهبة المصرية جاءت مغايرة لخبرتنا ولمعرفتنا بتجارب ثورات الشعوب من حيث الاعداد والمقدمات ووجود الأحزاب الثورية والقيادة الشعبية وتوفر العامل الموضوعي والذاتي ومن حيث دخول رجل الغرب وأمريكا محمد البرادعي علي الخط وكذلك دويلة قطر والمكتب التجاري الاسرائيلي في الدوحة والأهم والمهم من حيث مباركة وتأييد أمريكا عدوة الشعوب لما يجري في مصر والتخلي الفوري والدرامايتكي عن عمليها المخلص مبارك لأكثر من ثلاثة عقود ... وواضح إننا لم نستفد من صورة وتجربة تونس القريبة التي أشعل ثورتها جسد الشهيد (محمد البوعزيزي) وقادتها النقابات العمالية واليساريين ثم بقدرة قادر قطف ثمارها الاسلاميين القادميين من الغرب ... من عهر المرزوقي في شوارع باريس إلي نفاق الغنوشي ... ومن الاغتصاب إلي جهاد النكاح
غريبة وعجيبة هذه الثورات ... ولكن نسبة تفاؤلنا ظلت عالية والمعنويات كبيرة مع صور سقوط النظام وأركانه أمام قوة الجماهير الثائرة المنادية بالحرية .. ولم تنل منا صور السحل والقتل في ميدان التحرير ومحيطه بعد الانتصار وقلنا هذا المخاض العسير ما قبل الولادة .. أثمان النصر والحرية دائماً عالية وكبيرة .. وأفقنا وليتنا لم نفق علي رأي السيدة ملكة الطرب (أم كلثوم) علي أزمات وأزمات لا تنتهي وفوضي تعم كل أنحاء البلاد بطريقة متدرجة ومتسلسلة ومخططة في دائرة إنتاج لا تكل ولا تمل عن إخراج مسلسل فوضي خلاقة واضطراب وضجيج في كل شيء بلا استثناء في مشاهد متناسقة للاعبين جدد من الغوغائية والهمجية والرعاع بأثواب متعددة الألوان والأشكال
وبرز رجال الله وخرجوا من كهوفهم ومن كل فج وتصدر الاخوان المسلمين المشهد ومعهم كل الحركات والخرفات الاسلامية وكما عهدناهم وخبرناهم ناروا ونافقوا ومارسوا (البراجماتية) يأنجع طريقة وأسلوب مع أذيال النظام تارة ومع المعارضة المتفرقة والهزيلة تارة أخري ... ولم ينتبه الشعب المصري أنهم خيار الأمريكان للشرق الأوسط الجديد ولفوضاه الخلاقة التي تهدف إلي استنزاف طاقات ومقدرات الشعوب وزرع الفتنة والريبة والشك في نفوس أبنائه ولصنع الشرخ والصدع بين مكونات المجتمع ولنقش اليأس والاحباط والهزيمة في النفوس ولتشكيكه في المستقبل وليسهل تنفيذ كل المخططات والمؤمرات في تفتيت البلاد وتقسيمها وإفقرها لعشرات السنوات القادمة وإشغالها في صراعات ومنكافات داخلية تبعدها عن دورها القومي العربي والاقليمي ... ومروراً بلعبة الانتخابات المصرية التي أنتجت الممثل الكومبارس (مرسي) وليس انتهاءً بأحداث الأزهر والكنيسة المرقصية وما بينهما .. من أحداث مفبركة ومصطنعة تصب في خانة خلق الفوضي وإدراتها وصولاً إلي الهيمنة والاستحواذ وأداء الدور المرسوم لهم في هذه المرحلة المضطربة ويبقي افتعال الأزمات والمشكلات واختلاقها من قبل الاخوان المسلمين في مصر بتوجيه وإدارة من قبل صانعي الفوضي الخلاقة لتحقيق الأهداف المحددة أعلاه . ومع انقشاع الضباب ظهرت الصورة الجلية للترابط والتكامل بين دوائر المخطط في الوطن العربي لنشر الفوضي الخلاقة بالشرق الأوسط الجديد وبتنفيذ وتطبيق الاخوان المسلمين لهذا النموذج واستعدادهم الكامل لقيادة المرحلة والتي هدفها النهائي والاساسي تقسيم الدول العربية إلي دويلات وكنتونات وإقامة وتكريس الدولة اليهودية في فلسطين وإغلاق ملف القضية الفلسطينية إلي الأبد بالاستقرار والعيش في الوطن البديل شبه جزيرة سيناء كملاذ لكل الفلسطينين ، ولاحظوا النفي المتكرر للعديد من أقطاب الاخوان المسلمين وحتي نائب رئيس حركة حماس (ابو مرزوق) لهذا السيناريو ونفي النفي تأكيد علي الوجود لهذا المخطط الخطير . ومع كل هذا الواقع المتأزم والسواداوي يبقي الرهان دائماً وابداً قوياً علي الشعب المصري صاحب التاريخ والحضارة في إفشال كل المؤمرات والمخططات وقلب الطاولة علي رأس الجميع ... وهذا الشعب العظيم قادراً في كل لحظة أن يجعل هذه المرحلة مرحلة مخاض وولادة مصر الحديثة والقوية وعندما تتوحد قواه المناضلة الوطنية في ثورة شعبية حقيقية واضحة المعالم والأهداف سيسقط المشروع الفوضوي التدميري ... حماك الله يا مصر العروبة ... ولا خيار أمامك سوي النهوض وأسقاط رجالات أمريكا واسرائيل ... وأنت قادرة علي ذلك .



#حاتم_أحمد_الخطيب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفوضي الخلاقة ... من العراق إلي سوريا (2)
- التحرش الجنسي ... ما بين عصر الجواري والفوضي
- الفوضي الخلاقة .. من الصومال إلي سوريا (1)
- أمير قطر الدمية .. ما بين الحرق والتبجيل
- الفوضي الخلاقة والشرق الأوسط الجديد


المزيد.....




- مثل -عائلة جتسون-.. هل نستخدم التاكسي الطائر قريبًا؟
- رجل يمشي حرًا بعد قضاء قرابة 30 عامًا في السجن لجريمة لم يرت ...
- آبل تراهن على هاتف آيفون جديد بمزايا ذكاء اصطناعي وبتكلفة أق ...
- روبيو: لقاء بوتين وترامب مرهون بتقدم المحادثات حول أوكرانيا ...
- نتنياهو يتوعد حماس ويطلق عملية عسكرية مكثفة بالضفة الغربية
- طهران: -الوعد الصادق 3- ستنفذ بالوقت المناسب وسندمر إسرائيل ...
- -أكسيوس-: واشنطن قدمت لكييف مسودة -محسنة- لاتفاقية المعادن
- الاتحاد الأوروبي يهدد مولدوفا بوقف المساعدات المالية
- للمرة الأولى.. المحكمة العليا بأوكرانيا تقضي ببطلان عقوبات ف ...
- -حماس- تعلق على هوية -الجثة الغامضة-


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حاتم أحمد الخطيب - مصر ... الفوضي أم المخاض