زنقة ..... مرسى

نشات نصر سلامه
كاتب وباحث علم الاجتماع وخبير علم الاجرام ومهندس استشارى
(Nashat Nasr Salama)

الحوار المتمدن-العدد: 4060 - 2013 / 4 / 12 - 14:25
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    

يخطئ من يعتقد ان مرسى يتصرف بحرية تامة فى قراراته...
فمن خلال الظروف الحالية التى تمر بها مصر يسيطر على الشارع المصرى ثلاث قوى رئيسية هى
1 - قوى المعارضة والتى تضم ما يسمى بالثوار والليبراليين والعلمانيين وبعض نشطاء الاقباط وهؤلاء يحدثون ضجيجا مزعجا له ولكنه يحاول تجاهلهم قدر استطاعته.
2 - قوى السلفيين و هما قد اتحدوا مع الاخوان المسلمين ضد شفيق وانتخبوا مرسى ويعتقدوا انه سيفذ طلبهم الاساسى بخصوص تنفيذ الشريعة الاسلامية فى المجتمع المصرى .
3 - قوى الاخوان المسلمين وهم الذين حاليا يسيطرون ايضا على الحكم ويقومون بعمل احلال تدريجى لمعظم اجهزة الدولة برجال تابعين لهم .
بالنسبة الى قوى المعارضة والذى ادى تشرذمها وصراعاتها الداخلية الى نجاح الاخوان فى الوصول الى حكم مصر كما ادت كثير من المليونيات الى انهاك المواطن المصرى وياس الكثيريين وخروجهم من المشهد السياسى ونستطيع ان نقول ونسجل انهم نجحوا خلال انتخابات الرئاسة فى استمالة 25% من حزب الكنبة فى التصويت لصالح شفيق ,كما انهم لا يتحركون من خلال استراتيجية محددة وانما اغلب تحركاتهم هى ردة افعال لاحداث جارية .. كما نستطيع ان نقول انه لاول مرة منذ عشرات السنيين يخرج بعض الاقباط من تحت عباءة الكنيسة ويصبح لهم رأى فى مشاكلهم ورد فعل مستقل عن توجهات الكنيسة خلافا لما كان فى الماضى القريب .
ورغم كثير من الاخطاء التى وقعت خلال الفترة الماضية فى حق الشعب المصرى الا ان المعارضة المصرية لم تسجل اى اجوان فى مرمى الاخوان تجعلهم يخرجون من المشهد السياسى . انما فقط احراجهم . حتى تحولت المعارضة احيانا الى تمنيات وصب لعنات ودعوات على الفيس بوك ووسائل الاعلام دون اتخاذ خطوات ايجابية ملحوظة وهو ما يؤدى الى تراكم اليأس من الغد لدى المواطن المصرى المعارض لمرسى ,,, وعقب اى احداث ينتج عنها قتلى او مصابين او خسائر اىا كان نوعها يكتفى مرسى باصدار بيان من الرئاسة يطيب الخاطر دون عمل خطوات ايجابية وفعليه لتلافى اثار الحادث او عدم تكرارة وهو ما يؤدى الى تفاقم الاوضاع فى الشارع المصرى وحدوث تراجع امنى واقتصادى وسياحى وسياسى وانخفاض قيمة الجنيه المصرى امام العملات الاجنبية .
بالنسبة الى قوى السلفيين فهم اختاروا مرسى اولا لعلمهم انه فى حالة نجاح شفيق فانهم سيعودون الى المعتقلات مرة اخرى وثانيا لانهم اعتقدوا انه سينفذ حلمهم بتحقيق الشريعة الاسلامية ومع مرور الوقت وجدوا ان حلمهم لم يتحقق فاصبحوا كثيرين الانتقاد لمرسى ويدفعونه باستمرار لتطبيق الشريعة فورا والا يجب محاكمته وعزله ... وهم يرون فى انفسهم انهم يمثلون الله على الارض ويتكلمون باسمه ويعتبرون انفسهم انهم فقط الوكلاء الشرعيين لله ويجب محاربة اى اخر لا يتبع تعاليمهم او ينفذ قوانينهم والولاء للدين وليس للوطن ولذلك لا تهمهم القضايا الوطنية على الاطلاق وانما يشغل تفكيرهم القضايا الخلافية والدينية فقط وتطبيق شرع الله وخاصة تطبيق العقوبات فى الشريعه الاسلامية وهى الحدود والقصاص والتعاذير. .. ولكن نظرا لقلة عددهم نسبيا وعدد مؤيديهم فانهم حتى الان لا يمثلون خطرا حقيقيا عليه وان كانوا احيانا ينجحون فى عمل صخب اعلامى شديد يدعوا الى الانزعاج من ان لاخر .
بالنسبة الى قوى الاخوان المسلمين وهى الجهه التى خرج منها مرسى ليحكم مصر ,.. فهو مدين لها بالكثير لانه لولاها لما وصل الى الحكم ولا يمر يوم الا وكثير من وسائل الاعلام والفيس بوك ومختلف القوى الشعبية تتهم مرسى بان واقع كليه تحت تاثير مرشد الاخوان وخيرت الشاطر واصبحت اكثر مظاهرات الشارع المصرى تهتف يسقط حكم المرشد اكتر مما تهتف بيسقط حكم مرسى وقد يكون ممارسة الاخوان المسلمين لضغوط على مرسى منطقى ومفهوم بحكم انه الحزب الذى اتى به للسلطة . وقد نجح الاخوان فى حشد اكثر من 25%من حزب الكنبة مما ادى الى نجاح مرسى فى الانتخابات .. اما 50% الباقية من حزب الكنبة فهم الذين لم يذهبوا لصناديق الاقتراع .
وبذلك فأن اى قرار يتخذه مرسى يكون له رد فعل من هذه القوى الثلاث ويحشد كل فريق منهم قوته ويستعرض مؤيديه ليستعرض عضلاته ورغم ذلك فان معظم القرارات تتميز بالعشوائية او عدم الخبرة او بنظام التجربة والخطأ .
ويحاول مرسى ان يرضى الطرفين الاولين قدر امكانه ولكن فى النهاية تكون الاولوية لعشيرته .. ويستمر الصراع المجتمعى والاحتقان يزداد بالشارع المصرى ومازلت تحاصر قرارات مرسى هذه القوى الثلاث.ولكن الاقوى هو الطرف الثالث دائما .

#نشات_نصر_سلامه (هاشتاغ)       Nashat_Nasr_Salama#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات