سامح حنا
الحوار المتمدن-العدد: 4059 - 2013 / 4 / 11 - 16:24
المحور:
الادب والفن
فى احد الجبال الخضراء ... حيث الكوخ الخشبى المرصع بكرات الثلج ..كان ماندو يلعب بألوانه المائية .. يلون .. ويلعب ان التلوين بالنسبة إلية اجمل لعبة ..
يصعد بالفرشآه الى اعلى الورقة و ينزل فى خفة محدثا صخبا على بياض الورق ... حتى اكتملت لوحتة الخاصة بأنامله الدقيقة التى لم تتجاوز اعوامها الذهبية ...
ذهب يركض بها نحو رولا جارتة بالكوخ الملاصق..
يدقدق على زجاج شرفتها و عيونة بها رجاء ...
حروفه تتقطع من لهاث الركض ..
ر ... و .. ل...ا ..
لم تجبه رولا ..!!
لم يجبه احد الا الصمت كل الصمت فى المكان ...
رجع الى بيتة مطأطأ الراس و دمعة بللورية تترقرق على خدودة ..
ذهب نحو والدتة .. يحاول سحبها من يدها مرة .. و من ملابسها مرة اخرى .. يسألها عن رولا ..
يطلب منها ان تاتى معه لتدق بيديها الكبيرتين حتى تسمع رولا..
رفضت الام ان تذهب متعللة بمشاغلها اليومية ..
ذهب ماندو الى غرفتة انطوى داخل نفسة دفن رأسة بين ركبتيه ..
دارت فى مخيلتة الكبيرة صاحبة الذاكرة القليلة ان رولا رحلت ..
رحلت على سحابة بيضاء قطنية ناعمة ..
رحلت كما كانت دائما تحذرة حين يضايقها فى مرحهما سويا ..
رحلت بكل الرقة و العذوبة ..
اخذ يبكى و يصرخ بصوت عالى .. انه يريد رولا يريد رفيقتة .. ولا يريد مبررات ولا يريد ان يسمع غير ان رولا هنا
سيسمع الان دقات اقدامها الرقيقة تدق على خشبات ارضية الردهه....
أخذت الدقات تتعالى ... و الوخزات تتتالى ... و الصوت يعلو شيئا فشيئا ... اصحى بقى يا ماندو يوووووو زهقت بقى يا ماندو اصحى نلعب سوا ...
و إذ بماندو يتثائب ملئ فمة و يفرك عيونة الجميلة ليرى رولا ملئ عينية بجدائلها الروزية و فستانها المبهج ...
نظر الى وجهها و قال لها رولا ... انتى هنا ؟
ما مشيتيش على السحابة البيضاء ؟؟
آه كنت احلم !!!! ...
و طبع قبلة على خدود رولا الوردية قائلا لها ....
أنا مش هازعلك تااااانى أبداً ...
#سامح_حنا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟