وليد يوسف عطو
الحوار المتمدن-العدد: 4059 - 2013 / 4 / 11 - 12:54
المحور:
المجتمع المدني
ماهو وجه الشبه بين زواج المتعة والدعارة ؟
ماهي علاقة المسلم المؤمن مع الله في الاسلام ؟
ماهي نظرة الدين الاسلامي الى الزواج بنوعيه الدائم والمؤقت في الاسلام ؟
(اذا وجدت من يستطيع كتابة اسمك على الشمس بالثلج ,عندها تجد من يحبك اكثر مني )(احدهم ) .
في التصوف وفلسفة العرفان في الفلسفات خارج الديانات وفي داخلها , ومنها المسيحية وفي التصوف الاسلامي , تكون العلاقة بين الله والمؤمنين كعلاقة العاشق بمعشوقته ,علاقة اتحاد لايحدها حتى الموت نفسه .
هذه العلاقة قائمة على الحب اللامشروط وعلى الحب المتبادل بينهما .
اما في الاسلام فينظرالقران و الفقه الاسلامي الى هذه العلاقة كونها عقد تجاري ومبادلات تجارية .
ينظر الفقه الاسلامي الى الزواج بانه ( عقد يسمح بتملك حق الوطء ) اي انه عقد تملك وملكية .
ينظر الاسلام الى والشيعي منه خاصة الى عقد الزواج الدائم على انه عقد بيع المراة لجسدها مقابل المهر ,او بحسب د .شهلا حائري حق الرجل في تملك جهاز المراة التناسلي .
وفي حالة الزواج المؤقت يعتبر العقد ايجار للجسد او ايجار لعضوها التناسلي للمراة بحسب الباحثة الانثروبولوجية شهلا حائري .
يعرف الفقه الشيعي عقد البيع على انه ( تبادل للمقتنيات بقصد تملك شيء محدد ).وفي المقابل , يعرف عقد الايجار بانه ( مبادلة لحق الانتفاع من شيء معين مقابل ثمن محدد ).
تكون علاقة المسلم بالله بخلاف التصوف في الاسلام ,هي علاقة عقد تجاري ومبادلات تجارية .
يعد الله المؤمنين في سورة التغابن , اية 17 بمكافاتهم قائلا :
( ان تقرضوا الله قرضا حسنا يضاعفه لكم ويغفر لكم والله شكور حليم ) .
والمعروف ان القرض في الاسلام هو الدين الذي يتم تسديده مع فوائده بالاجل .
يتم تنفيذ الواجبات الدينية واعمال الاحسان , بهدف ارضاء الله , الذي يبادل هذه الاعمال بالثواب . كان الانسان دخل في علاقة تجارية مع الله , ضافة الى العلاقات الروحية .
تتارجح النظرة الشعبية في ايران الى زواج المتعة بطريقة درامية , مابين قطبي الزواج الدائم والدعارة , بين الفساد والشرعية . وعلى الرغم من شرعيته الدينية , فان زواج المتعة لم يلق رواجا شعبيا , على الاقل خلال المرحلة السابقة لثورة 1979 . وخارج اطار الحلقات الدينية ,بقي زواج المتعة في موقع ملتبس وهامشي . ففي حين نظرت الطبقة الوسطى المدينية والاكثر تعلما الى زواج المتعة على انه (دعارة شرعية ) . اعتبره الايرانيون الاكثر تدينا نشاطا مباركا يفضل على الاسلوب الغربي (المنحط ), القائم على حرية اجتماع الرجال والنساء واختلاطهم .
ان الزواج في الاسلام كما تؤكد د .شهلا الحائري في كتابها ( المتعة الزواج المؤقت عند الشيعة , حالة ايران 1978 – 1982 ) هو اساسا نوع من العقود التجارية يتم تطبيقه على العلاقات الزوجية . ولان الزواج المؤقت هو عقد ايجار , وهدفه الحصول على اللذة الجنسية , لاينظر الى المراة على انها موضوع تبادل فحسب ( في الواقع يشار اليها على انها موضوع الايجار والمستاجرة ) , وبل كشريكة جنسية مؤقتة ايضا .لذلك يوجد تشابه بنيوي بين زواج المتعة والدعارة . وبالتالي فان عادة الزواج المؤقت ومسالة مدى ملائمتها على الصعيد الاخلاقي , تثيران مشاعر متناقضة , وتتعرض النساء اللواتي يمارسنها لازدواج النظرة الاخلاقية حيالهن . الامر الذي يثير خيبة النساء .وعندما وعت كثير من النساء في ايران ان الزواج المؤقت يعتبر زواجا من الدرجة الثانية , ادركن مدى الربط بينه وبين الدعارة على الصعيد الاجتماعي والوصمة التي تلحق بالنساء اللواتي يمارسن المتعة , صارت كل واحدة منهن تفلسف الاسباب التي دفعتها الى عقد زواج مؤقت ذي قيمة ثقافية ضئيلة .
فان كان عقد المتعة موثقا وبحضور شهود (والكلام لكاتب المقال ) وباعتراف عائلتي الطرفين , والاعتراف بشرعية الطفل المولود من المتعة , يكون هذا الزواج المؤقت شرعيا عند الناس . اما عندما لايتم توثيق العقود ولايتم الاعتراف ببنوة الطفل فيتم اعتبار العقدعبارة عن عقد دعارة والطفل يعتبر طفلا غير شرعيا وعبارة ( ابن متعة ) تعني انه ( ابن زنا ) .
والسؤال المطروح هل يقبل المؤيدون لزواج المتعة ان يوافقوا على عقود مؤقتة تخص اخواتهم وشقيقاتهم ؟؟؟.اجابني احد الاصدقاء انه يوافق على زواج اخته زواج متعة بشرط ان تكون ارملة او مطلقة ( اي حسب الضوابط الشرعية لدى حوزة النجف ) .
ان الغرب قد وجد ان العلاقات الجنسية بين الرجل والمراة لايمكن قمعها . وبالتالي اباح مهنة الدعارة (البغاء ) واباح العلاقات الجنسية واللاجنسية المفتوحة بين الطرفين .وهي تعبر عن حاجة جنسية ونفسية واجتماعية واقتصادية . واصبحت البغي تملك هوية خاصة لممارسة البغاء , ويتم الفحص الطبي الدوري عليها . والدعارة بارتباطها مع شبكات واسعة من المنتجات والمصنوعات الخاصة بالجنس, كموانع الحمل الانثوية والذكورية , وبالتجميل وبالافلام الاباحية وغيرها كثير .. تمثل في الواقع دخلا اقصاديا هائلا للنظام الاقتصادي الراسمالي .
الحرية الجنسية في الغرب قائمة على احترام الفرد . اما في الاسلام فتم تشريع زواج المتعة لحل مشكلات واقعية تعاني منها المجتمعات الاسلامية في وقتها , وتعاني منها الشابات والشباب معا . وهو عقد صيغة مؤقت (عقد متعة – اي عقد مؤقت ) وبالفارسي (سيغيه – رو ) .رغم انتشار زواج المتعة في ايران , الا انه يعتبر زواجا من الدرجة الثانية . وينظر الى ابن المتعة باعتباره ( ابن زنا ) .
ان زواج المتعة كما استعرضناه في مقالاتنا السابقة قد حقق جوانب ايجابية كثيرة .ومنها عدم تانيب الضمير للذين يمارسون المتعة .
تشدد بعض النساء على موضوع الحب كموضوع تبادل ضمن اطار الزواج .واعتبرن ان فكرة المهر بمجملها سخيفة ولامعنى لها . في حين اعتبرت النساء اللواتي مارسن المتعة ازواجهن المؤقتين غالبا سندهن الرئيسي في الحياة , اعتبر الرجال هؤلاء النسوة شيئا اضافيا في حياتهم .
يصف احد الاشخاص علاقات المتعة مع امراة عقد عليها , انه تمكن خلال احدى زياراته التي تدوم يوما واحدا من اقامة علاقات جنسية مع والدة المراة , ومع احدى قريباتها , وكان يتفاخر كثيرا بشهواته الجنسية المفرطة . ويصف كيف كان يعقد سبع زيجات متعة او ثماني في الوقت نفسه .
تقول احدى النساء وتدعى ( توبة )عن وسائل منع الحمل والواقي الذكري .ان الحبوب نادرة الوجود في مدينة كاشان . وان الرجال لايوافقون على استخدام الواقي الذكري .
وبرايها , فان النساء عاجزات عن حماية انفسهن من الامراض , وكل ما بامكان المراة ان تفعله هو ان تمرض .
مازالت هناك نساء سيئات (عاهرات ) كثيرات في (كاشان ) . تؤكد (توبة )ان المراة لاتسمع بزواج المتعة من والديها بل من الصديقات ومرتبي الزيجات .
اشتكت (توبة ) من النساء اللواتي يعقدن زواج متعة قائلة :
( معظم اللواتي يعقدن زواج متعة , هن موظفات . فالمراة الاقل حظا في الحياة تعمل لاعالة نفسها , كي لاترتكب خطيئة , اي كي لاتضطر الى ممارسة الدعارة بسبب فقرها .
قد يكون زوجها متوفيا , وقد تكون مطلقة , ولذلك تضطر الى عقد زواج مؤقت . والمراة غير المحظوظة تعمل او تعقد زواج متعة . هناك من الازواج المؤقتين من يريد ممارسة الجنس من الدبر , اي من الخلف . وفي المحكمة كانت توبة تخجل من اعطاء السبب الحقيقي لامتناع زوجها من الانفاق عليها لانه يريد مواقعتها جنسيا من الخلف !!! .
من الجوانب السيئة في زواج المتعة عدم قيام قسم من النساء في طهران باقامة العدة وهي دعارة تحت خيمة المتعة . وسالت هذه المراة من قبل الباحثة د .شهلا حائري حفيدة اية الله كاظم الحائري , حول ما اذا كان على المراة اقامة العدة في حال مارست الجنس من الخلف ؟ اجابت من دون تردد , نعم , كانت قد طرحت السؤال على رجل دين واسع الاطلاع , واجابها ان هذا يعتبر مضاجعة , ولذلك تتوجب اقامة العدة .
من اضرار زواج المتعة هو عدم توثيق العقود وبالتالي ضياع حقوق الزوجة . كذلك من الاضرار الاخرى هم اولادالمتعة الذين يتخلى عنهم ابائهم وامهاتهم عنهم . ويكون مصيرهم مجهولا , او تضطر زوجة المتعة لممارسة مختلف المهن لاعالة اولادها من المتعة . تكرار المتعة يتسبب بالامراض التناسلية كالايدز وغيره من الامراض والتي تحدث ايضا نتيجة الدعارة .
خاتمة :
تصدر عن العقيدة الشيعية صورة مزدوجة للنساء من خلال القوانين التعاقدية للزواج بشكليه الدائم والمؤقت . بامكاننا هنا ان نسال ( والكلام لشهلا حائري ) ماهي المراة من وجهة النظر الشيعية ؟
اهي سلعة ثمينة يمكن امتلاكها ,ام شراؤها ,ام استئجارها ؟
اهي مخلوق مثل الرجل بامكانه تحمل مسؤولية حياته والتفاوض على ابرام العقود والسيطرة على نتائجها وتبادل الهدايا ؟
اهي راشد قادر على اتخاذ قراراته بنفسه ام قاصرة ؟
انه بالامكان اعتبار المراة الشيعية , كل ما اشرت اليه انفا , او بعضه في وقت واحد .
يمكن القول ان شيعة العراق ( والكلام لكاتب المقال ) يختلفون عن شيعة ايران انثروبولوجيا . ولهذا قام فقهاء شيعةايران بتطويع الشريعة لحل الاشكالات التي يفرضها واقع الحياة . وما زواج المتعة الا شكل من اشكال الالتفاف على الشريعة الاسلامية او الغائها ,بعكس شيعة العراق من العرب الذين تاثروا بالمد الصحراوي الفكري القادم من شبه الجزيرة العربية .
ضمن ولاية الفقيه تتجه ايران نحو شيء من علمنة الاسلام تدريجيا , تحت عباءة الاسلام . وبالعكس من ذلك يتجه العراق والقوى الاسلامية المتنفذة فيه الى فرض الشريعة الاسلامية والنظرة الشيعية على المجتمع العراقي , وفرض ولاية الفقيه تدريجيا وبقوة الفرض .
ختاما , كتب العالم (فرويد ) عن حجاب المراة في الاسلام :
( من المدهش ان يكون هناك شعور بالحاجة الى عزل الاشخاص الخطيرين مثل الزعماء والكهنة من خلال بناء الجدران من حولهم لمنع الاخرين من الوصول اليهم . قد يتسائل المرء هنا , لماذا تشغل المجتمعات الاسلامية نفسها كثيرا بمسالة تحجيب المراة , وخصوصا تغطية شعرها من خلال بناء جدران حولها ؟
اول رئيس ايراني بعد ثورة 1979 ابو الحسن بني صدر استنجد بالعلم لتبرير خطورة شعر المراة لانه ( ثبت ان شعرها يطلق نوعا من الاشعاعات التي تؤثر على الرجل وتثيره وتخرجه عن اطواره ) .
ان السبب ليس الاشعاعات المزعومة بل الربط الرمزي بين شعر المراة وشعر عانتها . فعندما يتم الدمج بين المراة كشخص والمراة كشيء , تصبح بحد ذاتها تجسيدا لنشاطها الجنسي بحد ذاته . وطالما ان المراة تستعمل الحجاب ( الواقي ) يبقى الجنسان في امان .فالجنس الخطير معزول خلف الحجاب (هذه نفس فكرة تغطية جدران الكعية بالاستار , فالمقدس والمدنس يلتقيان باطنيا فلا هذا يجب الاقتراب منه ولمسه ولا ذاك يجب الاقتراب منه ولمسه رغم اختلاف الاسباب وهما وجهان لعملة واحدة ,فالكعبة تمثل هيكل الله الذي يجب الا يراه احدا لئلا يموت ولذا تتم تغطية جدرانه كتغطية شعر المراة وجسدها بالكامل في الاسلام ,الله مقدس والمراة مدنسة ) , وبذلك يسلم الجنس المهدد ويتم انقاذه مؤقتا على الاقل ! ولكن ما ان تتم ازالة جدار الحجاب لايعود امام الرجل سوى التحلق حول هذا الرمز الجنس , موضوع الاشتهاء الغامض .
على المودة نلتقيكم ...
المقتبسات ماخوذة من كتاب ( المتعة ,الزواج المؤقت عند الشيعة , حالة ايران 1978 – 1982)للباحثة الانثروبولوجية د . شهلا الحائري .
#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟