أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - فايز شاهين - مسجد أم مساجد ضِرار؟














المزيد.....

مسجد أم مساجد ضِرار؟


فايز شاهين

الحوار المتمدن-العدد: 1166 - 2005 / 4 / 13 - 06:07
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


قصة مسجد ضِرار أشهر من نارٍ على علم، وهي أن المنافقين بنوا مسجداً ودعوا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم للصلاة فيه ليهدموه عليه، وقد أخبر الوحيُ رسولنا الكريم وقام بهدم ذلك المسجد، لأن المساجد لله، وليست أوكاراً للجريمة.
في المملكة العربية السعودية ما يزيد على ستون ألف مسجد، وأكثر من ثلاثةَ عشر ألف مسجد جامع لصلاة الجمعة، وكل أئمة هذه المساجد ومؤذنيها لهم مخصصات شهرية. خلال حرب الاحتلال السوفيتي لأفغانستان، دشّنت الحكومة السعودية بالتعاون مع الحكومة الأمريكية، حملة كبيرة لتجنيد الشباب من المساجد للذهاب والجهاد هناك ضد "عدو الإسلام الأول، الشيوعية"، هذه الحملة وصلت إلى أمريكا حيث كان التجنيد على قدمٍ وساق في كل المراكز الإسلامية ومراكز الطلبة السعوديين، فترك الكثير من الطلاّب مقاعد الدراسة وذهبوا بحثاً عن "الحور العين" في صفوف طالبان وأمثالهم.
الحكومة نفسها تستطيع إعادة الأمور إلى نِصابها، لو أنّ الرغبة الحقيقية وُجِدت، فلا زالت المساجد مركزاً لتجنيد الإرهابيين، ولازال أئمة المساجد يدعون بالويل والثبور وعظائم الأمور على اليهود والنصارى "والرافضة وبني علمان" ويبتهلون بالنصرة لإخوتهم "المجاهدين" في العراق من جماعة الزرقاوي. ولهذا لم تتغير وتيرة الإرهاب، وكلّما ادعت الحكومة السعودية القضاء عليه أو قاربت من القضاء عليه، يبرز من جديد في مكان آخر، وما أحداث الرس إلاّ دليل على ما وصل إليه الإرهابيون من تمكين. فأحداث الرس كما وصلتنا من أخبار احتاجت أكثر من أربعة آلاف جندي من مختلف الجهات وقوات خاصة تم استقدامها من الرياض والمدينة المنورة، واحتاجت لثلاثة أيام كاملة للقضاء عليها، حيث كان بحوزة الإرهابيين أسلحة ومقذوفات كثيرة وصاروخ سام 6، والعديد من الذخائر.
تستطيع الحكومة السعودية تغيير وتيرة التوجه الداعي للتطرف لو أنها طلبت من أئمة المساجد كلّها النيل من الإرهابيين والدعوة للتسامح ونبذ العنف والتكفير، والدعوة للتآخي بين فئات الشعب كلّها، وبدل نشر ثقافة الإرهاب والكراهية، تكون دعوات الأخوة في الدين والمواطنة، لتغير وضعنا بشكل كبير. للأسف، لازالت الحكومة تتعمّد اللعب على الوتر الطائفي إرضاء لفئات تعتقد الحكومة بأنها السند القوي لها، فما أن يظهر مسؤول مثل وزير الدفاع سلطان أو أمير الرياض سلمان، أو حتى وزير الداخلية نايف، إلاّ وشدد على أن نهج البلاد هو نهج السنّة والسلف، مغيّبين بقية الفئات الأخرى في الوطن؛ فلا غرابة أن يستمر الوضع على ما هو عليه منذ أحداث سبتمبر الإرهابية.
مساجدنا، أو لنقل مساجد "الفرقة الناجية" هي أقرب إلى مسجد ضِرار، فهي أوكار الفتنة والفساد والدمار والكراهية، هي أوكار الدعوات الشاذة، هي مراكز "نظرية المؤامرة" وأن الغرب الكافر المشرك وأعوانه من "بني علمان والرافضة" يريدون القضاء على "نقاء الدين" وفساد المرأة، إلى آخر الاسطوانة التي لازالت تعشعش في عقول ثلاثة أجيال مضت.
هذه المساجد هي مسجد ضِرار، فمنها تم تجنيد أعوان الزرقاوي والانتحاريين الذين ما لبثوا أن فجّروا أنفسهم في جموع الأبرياء الشيعة في العراق وبقية فئات الشعب من مدنيين وعسكريين ومرافق حيوية مثل مصاف النفط وحقوله وأنابيبه ومحطات رفع المياه والمجاري وتوليد الطاقة. هذه المساجد هي التي كانت يوماً مركزاً لتفريخ "أبطال الجهاد في أفغانستان" وأعوان بن لادن، لازالت مستمرة في تفريخها لأنصار كهوف تورا بورا، وهي اليوم أيضاً مركزاً "لتفريخ أبطال الجهاد" في أرض الجزيرة لإخراج المشركين والكفاّر منها، والقضاء على "الرافضة" أو إجبارهم على التحول إلى منهج "أهل السلف".
مساجد ضِرار لا يعني أنّها تنتظر رسولاً لتنهدم عليه، ولكنها تعمل على هدم الوطن بأكمله وبمباركة الحكومة السعودية التي لم تنظر إلى الوطن إلاّ كنظرتها لشاة حلوب ستتوقف عن الحلب يوماً ما، وستذهب عائلة آل سعود بما سرقت إلى منتجعاتها في الغرب تاركةً خلفها ما تركه سياد بري في الصومال من خراب وحرب أهلية لازالت تستعر.
الحكومة السعودية لم تكن يوماً جادةً في القضاء على الإرهاب، ولم تعمل إلاّ على الحل "العسكري"، لأن البديل هو الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان والشفافية، والمساواة والعدالة، واستقلال القضاء، ومؤسسات المجتمع المدني والمحاسبة، والانتخابات الحرة النـزيهة لمجلس شورى ورئاسة وزراء، وهذا بدون شك ليس على قائمة الحكومة، ولهذا فلا أمل في هدم مساجد ضِرار؛ فآل سعود يفتخرون ببناء المزيد منها كل يوم.



#فايز_شاهين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امرأة -ناقصة- تؤم -كاملين-
- لا تشمتوا في قطر
- في العبرية الإسرائيلية!
- ولكن شُبّه لهم
- شُهداء بلا حدود
- لا تنتصروا للمرأة!
- أربعٌ وعشرونَ ساعة في حياة الرياض
- رأس الحيّة في الانتخابات البلدية
- ملاذُ المؤمنين!
- حدّثني شيخي فقال
- تَرفَّعوا .. تفلحوا
- انتخبوا فايز شاهين !
- شُلّت يدُ كلّ عابثٍ بأمن ومستقبل الوطن
- معاً ضد الإرهاب الحكومي المنظم
- يوم الغضب العراقي
- ستون ألف مسجد ... مائة ألف لقيط
- آل سعود والوهابية: لا يسقط أحدها دون الآخر!
- النازية الوهابية في شكلها الجديد: ناصر العمر
- الزحف الكبير: هل فشل الفقيه وهل نجحت الحكومة السعودية؟
- قبل الحوار الوطني الخامس: نحن والآخر، أين نحنُ من نحنُ؟ - ال ...


المزيد.....




- فيديو يكشف ما عُثر عليه بداخل صاروخ روسي جديد استهدف أوكراني ...
- إلى ما يُشير اشتداد الصراع بين حزب الله وإسرائيل؟ شاهد ما كش ...
- تركيا.. عاصفة قوية تضرب ولايات هاطاي وكهرمان مرعش ومرسين وأن ...
- الجيش الاسرائيلي: الفرقة 36 داهمت أكثر من 150 هدفا في جنوب ل ...
- تحطم طائرة شحن تابعة لشركة DHL في ليتوانيا (فيديو+صورة)
- بـ99 دولارا.. ترامب يطرح للبيع رؤيته لإنقاذ أمريكا
- تفاصيل اقتحام شاب سوري معسكرا اسرائيليا في -ليلة الطائرات ال ...
- -التايمز-: مرسوم مرتقب من ترامب يتعلق بمصير الجنود المتحولين ...
- مباشر - لبنان: تعليق الدراسة الحضورية في بيروت وضواحيها بسبب ...
- كاتس.. -بوق- نتنياهو وأداته الحادة


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - فايز شاهين - مسجد أم مساجد ضِرار؟