طلال ابو شاويش
الحوار المتمدن-العدد: 4058 - 2013 / 4 / 10 - 02:16
المحور:
القضية الفلسطينية
الجل والجينز والعصا !!
أذكّر القائمين على حركة حماس أن هذه الفئة العمرية من المراهقين الشبان كانوا مأخوذين بالثقافة الإسرائيلية في الثمانينيات قبل الانتفاضة الأولى ، حتى أثرت على لغتهم العربية وملابسهم وقصات شعرهم وهؤلاء هم أنفسهم أبطال انتفاضة الحجارة من الشهداء والجرحى والأسرى ، رغم حالة الضياع والتيه والاغتراب الثقافي الذي تسبب به الاحتلال حينئذٍ !
كذلك ورغم انزلاق جيل لاحق من نفس الفئة العمرية في وحل أوسلو وما ساد هذه المرحلة من غياب للهوية الفلسطينية والدمار الذي حصل لمنظومة القيم الأصيلة والتأثر العميق بالثقافة الإسرائيلية الغربية إلا أنه ولدى اندلاع انتفاضة الأقصى في سبتمبر 2000 ، صار هذا الجيل هو مادتها الأساسية أيضاً ...
وأتذكر الآن طلاب المدرسة الإعدادية وهم يأتون إلينا صباحاً وقد طلا " الجلّ " رؤوسهم ولمعت أسفل بطونهم جماجم الأحزمة الضخمة والجينز يكاد يتفسخ على سيقانهم !
ثم يغادرون بعد انتهاء الدوام نحو مواقع الاشتباك مع قوات الاحتلال قرب المستوطنات والحدود المحيطة بقطاع غزة !
لا يجوز يا حماس امتهان كرامة وإنسانية هؤلاء المراهقين والشبان بهذه الأساليب البغيضة ، لا لشيءٍ إلا لأنهم يقلدون السائد في العالم في عصر الانترنت والفضائيات وفي وقتٍ لا يجدون فيه النموذج الأصيل الصادق ... فهم يحومون في المساحة الفاصلة بين قفطان الدرويش والبذله ال" سموكنغ" ولن يقبلوا مطلقاً بهذا ولا بتلك !
إنهم خلال تجربة حكمكم في القطاع يدورون في الفراغ ولا أفق لمستقبل يمنحهم الطمأنينة والسكينة والأمان ولن تستطيع أية قوة مادية تغيير توجهاتهم ونوازعهم ما لم توازيها قوة إقناع إلى جانب إحداث تغييرات جذرية في البيئة المحيطة بهم.
إن الندبات التي ستتركها ممارسات حماس في نفوس هؤلاء الشبان لن يشفيها الزمن ولا أستغرب أن تودي بهم هذه الجروح العميقة إلى اللجوء لخيارات لا يتوقعها أحد ، ربما تقود نحو الانفصال والانفصام التام عن الهوية الوطنية !!!
#طلال_ابو_شاويش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟