ضرار خويرة
الحوار المتمدن-العدد: 4057 - 2013 / 4 / 9 - 20:33
المحور:
الادب والفن
في البدءِ كانْ
خيطاً أسْوَدَ في كفِّ ناسجه
في البدءِ كانْ
ضيفاً ضعيفاً دقَّ بابَ البيتِ هارباً من القهرِ
ومن تعسِّفِ الطُّغيانْ
في البدءِ كانْ
وفي الآتي من الأيامِ
صارَ الذئبَ وصارِ الآنْ
قذيفةُ المدفع ..
والوحشَ الذي حملنّاهُ مآسي الأزمان ،
وأسأل جدتي :
يا جدتي كيفَ كانْ ؟؟
- كان العصفورَ يغرّدُ بالوعود
كان الكسيرَ بلا جناحْ
قد جاءَ رملاً جلبتهُ الرِّياح
قد كانَ لاشيءَ وما كنّا لندريَ
أنْ يصيرَ الجيشَ والجنودْ
وسيفَ جلّادٍ و ناهبَ الحدودْ
قد كانَ رملاً كيفَ صارَ صخراً جلمودْ
في البدءِ كانْ
خيطاً أسودَ في كفِّ ناسجه
صارَ الظَّلامَ تربّعَ فوق هذي الحدودْ
من أينَ جاؤوا
وكيفَ مرَّ الزّمان بهم ؟؟
- من عتمةِ الليلِ البهيم
سقطوا سقوطَ الدّاءِ في الجسم الكَليم
مرّوا أمامِ الجهلِ يروون المزاعمَ عن مآسيهم
فاستحكموا في الأرضِ مثلَ الداءِ والأعباء
مثلَ الندبةِ الشوهاءِ في الوجهِ الوسيمْ
كم كانَ عمركِ حينَ حطّوا هُنا الرِّحال
كم كانَ عمرُ الكرمِ و البيدرْ؟
- بعمرِ البراءهْ
وأكبُرُ من دفترْ
والبيدرْ ... آهٍ على البيدرْ
كم كانَ أخضر ...
كم كانَ عمركِ حين صاروا العسكر
وجنَّ الليلُّ بهم ...
والشرُّ استكبرْ؟؟
- بعمر هذي الأرضِ أو ربّما أكبرْ
قد كنتُ أَكْبُــرْ ..
على مدارجِ العمرِ لولا العسس والعسكر
جاؤوا ... خطفوا القمحَ من سنبلةٍ تصفرّ
والرّجال .. الرّجال
كنعانُ ... السواعد السمراء والمعولْ ؟؟
والجدّات الغازلات ..
حكمة الدهرِ بالمثل الأول ؟؟
- قد كان جهلاً في العقولِ واستفحلْ
فرّوا كأنَّ الليلَ واعدهم بأنْ يعودوا
للموطن الأولْ ...
قد كان جهلاً ...
أنّ المعاول في غيرَ الحقول لا تعمل
قد كان جهلا حينَ لم يرفعوا السيف منجلْ
وحينَ تركنا النوْلَ إذ سرقوا خيوط الشمس
كان علينا
أن نخيط من الليلِ لِباسَ الفدائيِّ الأولْ
يا جدّتي ،
قد رأيتِ ما رأيتِ
حتّى انتهيتِ من البصر
واليومُ لا شيءَ يسرُّ يبْصَرْ
فهاتي بصيرتك ،
وخذي عينيَّ أخشى بهما أن أتعثّرْ
ربّما لو كنتُ ما كنتِ ما اعتمدت ذاكرتي
وسجّلت كلّ الذي مضى في الدفترْ
- يا بنتي ،
قدْ رأيتُ ما رأيتُ ،
وأدركتُ ....
لو كنتني ما تركتِ خلفكِ النولَ ولا البيدرْ
فخذي عينيك وبصيرتي
وأعطيني قلمك والدفترْ
#ضرار_خويرة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟