أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - يحيى الحميداوي - هنيالج يمه














المزيد.....


هنيالج يمه


يحيى الحميداوي

الحوار المتمدن-العدد: 4057 - 2013 / 4 / 9 - 17:35
المحور: كتابات ساخرة
    


هنيالج يمه
تشد عصابتها السوداء التي تتفن في لفها وتكويرها لتكون علامة مميزة لها بعد ان دخنت سيجارة رويال واستكان شاي .نقوشها الزرقاء ذات الفن السومري تطرز يديها فتحيل تفاصيل جسدها الى لوحة ذات ارث عظيم ,أمي سنين من الوجع وخاصرة من الألم رحلة من الأماني الضائعة وخرائط من التنقل بين مدن من الضياع ,تنقلت حيث شاء لها القدر ان تكون تبحث عن مأوى لجياع بلا معيل صرخات تشق عنان السماء لتوصل الارض السبخ بخيوط من الغيم الذي شح في زمن الطغاة ,باعة الملابس القديمة في سوق المدينة لتحمل عن صغارها حرارة الجوع ,تنقلت في عيادات الاطباء ترتب عياداتهم ,تخبز للنساء مقابل الارغفة السبعة وبعض دنانير,صراخ امي ودموعها وهي تغير الطشت من جهة الى اخرى في ليالي الشتاء الماطرة بعد ان امطر السقف علينا رحمته وابتلت ملابس المدرسة ونحن لانملك سواها يعيرها احدنا للأخر لكي نكمل الدوام فيها ..نواعيها اخر الليل مواقد لاتنطفئ :
وك ليش ما مريت بيه
وانه الفتحت اجفوف اديه
اختك وطكتني البليه
اليوع يا خويه ولاني
تندب اخوتها وتصيح في وجه الليل الساكن تتمنى حضور من رحلوا وكانوا على اعتاب بابها يسألون , أمي لم يتبق لها من أبي غير راتبه التقاعدي الذي لم يكن يكفي علاجا لجدتي الراقدة تسعون دينار تستلمها لتنوح بعد ان ينفض اخر دينار من جيبها كأنها فقدت ابي هذا حالها كلما ذهبت لاستلام الراتب التقاعدي في زمن الملعون تمضي الايام ويشتد عود اليتامى ولكن الجيش لهم بالمرصاد وأمي مازالت كما الجبل شامخة تجمع الثلج في قمتها لتمنح العطاشى الماء في لحظات العطش ترقبت وانجلت الغمه كما كانت تعتقد وانتهى عصر الطغاة وجاء من تذوق المرارة والتشرد والضياع ,استبشرت خيرا سوف تذهب للحج وقبلها تزور الرضا ستزوج ابنائها السبعة وتلطم وجه من لطمها (تستغفر الله امي ستعفو عن ما مضى ) ولكن امي لن تنسى انها جاعت وهم شبعوا ولن تنسى دفئهم ورجفات اضلعها ولن تنسى رقصهم وعويلها ولن تنسى انها تستلم كل شهرين راتبا تقاعدي لايكفي لعلاجها بعد ان رحلت جدتي وهي محملة بالمرض الذي لم تشفه الدنانير التسعين ولم توفر علاجه ,امي كتب عليها ان تكون نائحة ولاطمة وعداده ولن تنتهي مأساتها فما زالت تستلم راتبها الذي لم يكفى علاجا لها ولم تذهب للحج ولم تزور الرضا ولم تغير دشداشتها السوداء وما زالت تلف عصابتها وتدخن الرويال وتسير متعكزة على حائط النكبات لتستلم ما تجود به الحكومة التي امتهنت الشعب وحطت من قدره وأكرمت القتلة وأعادت اليهم رواتبهم لكي ينعموا كما كانوا مترفين ,بدواعي المصالحة الوطنية عاد من قتل الوطنية والإنسانية ليكون ( هو ابو الراهي ) وأمي المسكينة مدمنة للوجع والتشظي ,هنيالج يمه بهذه الحكومة التي انتظرتي سبعين سنة كما كنت تقولين ( تدعين بكل مسية ) هذا هو الفرج ,جاء ولكن ليس للجياع وإنما للذين قتلوا الجياع ......

يحيى الحميداوي
بغداد



#يحيى_الحميداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أكره أبو جواد وأحبّ العراق
- صلاة لوطن النخيل
- وعود انتخابية (صحيح ما اشوفك بعد )
- قصائد للبيع يعرضها كريم السراي قراءة في مجموعة الشاعر السراي ...
- رازونه للضياء
- حكايات الخبز والضوء
- الذاكرة العارية
- صلاةُ القُبْل
- مواسم الخطيئة والوجع / قراءة في المجموعة القصصية( مواسم الخر ...
- طراكات وجلاليق
- ابتسامة الموت الأخيرة
- صدى أغنية للأرض
- رصيف ووطن
- قراءة في رواية نهار حسب الله (ذبابة من بلد الكتروني )
- ملح ودمع
- هواجس الغرفةالحمراء /يحيى الحميداوي
- مذكرات خائن .....للشاعر توفيق الصكبان
- إمنحيني الدفء .........
- الليلة بعد الموت
- ماهكذا يخلق الحب ....قراءة في نص الشاعرة أبتهال بليبل ...... ...


المزيد.....




- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...
- الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا ...
- “تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش ...
- بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو ...
- سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - يحيى الحميداوي - هنيالج يمه