حيدر الكعبي
الحوار المتمدن-العدد: 4057 - 2013 / 4 / 9 - 09:24
المحور:
الادب والفن
كل ما أفكر به الآن هو انحناءة خصرها
حيث أريح رأسي،
وأصابعُها وهي تمررها بطيئة في شعري
ذات يوم أزرق،
في مكان ما في المستقبل
يبعد عشرة آلاف ميل،
حيث البيرة الباردة تتعرق في يدي،
باردة كأنّ حبيبتي تقبلني بشفتين
من جريش الثلج،
وبلسان مندى بالشمّام والتوت.
ذلك كل ما أفكر به الآن
لأن الأدرنالين الذي في جسدي قد نفد،
ونفدت معه مولدات الحرائق الداخنة.
في مكان ما في فضاء دماغي،
تحت تحدب قبة جمجمتي الزرقاء—
هنالك أنا الآن
متمدداً في أرجوحة مهتزة
على حافة الماء،
أسمع الجنود يضحكون
وهم يلعبون الكرة الطائرة على الساحل،
فيما يتشمس الآخرون ويتحدثون مع الممرضات
اللائي يأتينهم بالحبوب المنومة.
أهذا هو الجنون؟ إذن لتكن هذه مصحتي.
دع الأطباء يتجولوا بيننا،
دعهم يكتبوا ما شاؤوا من ملاحظات.
لديَّ حبيبة شعرها ينهمر
كأوراق الخريف على جلدي.
كمياه تترقرق باردة لطيفة مثل دواء مخدر.
ولديَّ طيور تلتقط كل ما في جسدي من الرصاص
وتضعه في برميل الشمس.
* "خدَّة وخَدَر": عبارة شائعة في الجيش العراقي تشير الى حالة الإسترخاء والكسل التي يتمتع بها الجنود حين يعادون الى القطعات الخلفية لغرض إعادة التنظيم مثلاً، حين لا يكون لديهم ما يعملونه.
برايَن ترنر ولد في كاليفورنيا عام 1967. حصل على الماجستير بالفنون الجميلة من جامعة أوريغون قبل أن يلتحق بالجيش الأمريكي. أمضى عاماً من خدمته العسكرية (ابتداء من تشرين الثاني 2003) يقود حضيرة مشاة في العراق. حظيت مجموعته الشعرية الأولى (هنا، أيتها الرصاصة)، الصادرة عام 2005، والتي اخترت منها هذه القصيدة، باهتمام الأوساط الأدبية ومنح من أجلها جوائز وزمالات عديدة. مجموعته الثانية (ضجيج الفانتوم) صدرت عام 2010، وهي الأخرى تحوي قصائد مستوحاة من تجربة الشاعر في العراق.
#حيدر_الكعبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟