محمد منير
الحوار المتمدن-العدد: 4057 - 2013 / 4 / 9 - 02:40
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
اختفت شعارات تحيا مصر، نموت نموت ويحيا الوطن، وظهرت شعارات بالروح بالدم نفديك يا إسلام، بالروح بالدم نفديك يا صليب!!
يقول الإمام محمد عبده «حب الوطن يدفعنا إلى الحفاظ على وحدته.. هذه الوحدة لا تأتى إلا عن طريق المساواة فى الحقوق والواجبات لكل المواطنين، بغض النظر عن عقيدتهم».
وكتب الإمام فى جريدة الأهرام عام 1876م «رجال الدين الإسلامى، وهم روح الأمة الإسلامية، فشلوا فى إدراك فائدة العلوم الحديثة، وشغلوا أنفسهم بموضوعات لم تعد تناسب العصر الحديث».
شارك الإمام فى حركة معارضة خديوى مصر عام 1880، وطالب بحماية البلاد من خطر الديون الخارجية، وعارض الدعوى لحكم العسكر الممثلة فى العرابيين آنذاك، ولكنه ما لبث أن اتحد مع أحمد عرابى وأيده، عندما داهم خطر الاحتلال الإنجليزى مصر، وبعد احتلال بريطانيا لمصر سُجن الشيخ الإمام وخرج من سجنه إلى المنفى، ولم تمنعه كل هذه المعاناة من الاستمرار فى جهاده من أجل تحرير الوطن، فسافر إلى لندن وباريس وبيروت وندد بالاحتلال،
كان مسكن الإمام فى بيروت، مركزا للطلبة والكتاب المارون والدروز والمسلمين على السواء.. يأتون إليه لسماع آرائه فى الفقه والسنة والفلسفة واللغة والسياسة، وهو نفس الدور الذى كان يقوم به فى القاهرة.
القمص سرجيوس خطيب الثورة عام 1919 وشريك الشيخ محمود أبوالعبر فى الخطب النارية من فوق منبر الأزهر، للتحريض على الثورة ضد الاحتلال، تم نفيه هو والشيخ القاياتى إلى رفح بسيناء، لأنهما يخطبان ضد الاحتلال فى المساجد والكائس، وظلا فى المنفى 80 يوما، قضياها فى الغناء للوطن، وكتابة الخطابات المنددة بالاحتلال، وبعد الإفراج عنهما، عادا للدعوة ضد الاحتلال.
أثناء إلقاء القمص سرجيوس خطبة حماسية ضد الإنجليز بميدان الأوبرا، حاول جندى إنجليزى الاعتداء عليه بمسدس، فثار الجمور وصاحوا محذرينه، فقال «ومتى كنا نحن المصريين نخاف الموت؟».
وفى أول ثورة اجتماعية قادها محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، أدرك أهمية الوطن الجامع لكل الأمة بمختلف عقائدها، فأصدر دستور المدينة الذى ضمن حقوق كل أبناء الوطن الواحد على اختلاف عقائدهم.
الوطن يا سادة هو الإطار والسقف الأعلى الذى يعيش تحته كل أبنائه بمختلف عقائدهم وآرائهم وأجناسهم.. فمن تصور أنه من الممكن أن يرتفع فوق سماء الوطن.. فقد كفر.
#محمد_منير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟