أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم ابراش - اتفاقية الوصاية الأردنية على المقدسات وعلاقتها بالتسوية















المزيد.....

اتفاقية الوصاية الأردنية على المقدسات وعلاقتها بالتسوية


ابراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 4057 - 2013 / 4 / 9 - 02:05
المحور: القضية الفلسطينية
    


مقالات قليلة لكُتاب وتصريحات أقل لسياسيين كان نصيب الاتفاقية التي تم توقيعها يوم 31 آذار /مارس الفارط بين الرئيس أبو مازن بصفاته الثلاثة – رئيس دولة فلسطين ورئيس منظمة التحرير ورئيس السلطة الوطنية – والعاهل الأردني صاحب الوصاية وخادم الأماكن المقدسة في القدس ،والتي حملت أسم – الاتفاقية الفلسطينية الأردنية للدفاع عن القدس والمقدسات - .ربما يعود عدم الاهتمام بالاتفاقية إلى أنها وقعت وسط أحداث وانشغالات كبرى فلسطينية وعربية ،وقد يعود سبب عدم الاهتمام بالاتفاقية من منطلق النظر إليها باعتبارها تجديد لاتفاقيات سابقة حول الموضوع ،وهذا ما حاولت أن توحي إليه مقدمة الاتفاقية وما حاولت توصيله وسائل الإعلام الرسمية الأردنية والفلسطينية .
لا شك أن المكانة الدينية للقدس وخصوصا الأماكن المقدسة فيها المشار إليها تحديدا في الاتفاقية " المسجد الأقصى المبارك الواقع على مساحة 144 دونما، والذي يضم الجامع القبلي ومسجد قبة الصخرة، وجميع مساجده ومبانيه وجدرانه وساحاته وتوابعه فوق الأرض وتحتها والأوقاف الموقوفة عليه أو على زواره (ويشار إليه بـ الحرم القدسي الشريف )" لا تخص من ناحية دينية الفلسطينيين وحدهم بل لها مكانة دينية لحوالي مليار ونصف مسلم ، وعليه أن تقول الاتفاقية بأن حماية الأماكن المقدسة تقع على عاتق المسلمين فهذا كلام لا غبار عليه نظريا لأن المسؤولية عن حمايتها من الخطر اليهودي تقع على عاتق جميع المسلمين وهي مسؤولية تصل لحد إعلان الجهاد لتحريرها ،ولكن للأسف قاتلت وجاهدت دول وجماعات (إسلامية ) في كل مكان في العالم من أفغانستان وباكستان إلى العراق وسوريا وحتى في قلب عواصم أوروبية وداخل الولايات المتحدة نفسها ولم نرى أو نسمع أنهم جاهدوا من اجل القدس وفلسطين .الفلسطينيون وحدهم من جاهد وقاتل من أجل القدس ومقدساتها وما زالوا يواجهون الاحتلال .
على كل حال ليس هذا موضوعنا ،ما نود الحديث عنه هو في معنى الوصاية وشرعيتها وفي توقيت توقيع الاتفاقية وفي دلالاتها وتداعياتها السياسية .
1- في شرعية الوصاية ومعناها : فقد جاء في الفقرة د من مقدمة الاتفاقية : ( بناء على دور الملك الشريف الحسين بن علي في حماية ورعاية الأماكن المقدسة في القدس وإعمارها منذ عام 1924، واستمرار هذا الدور بشكل متصل في ملك المملكة الأردنية الهاشمية من سلالة الشريف الحسين بن علي حتى اليوم) .فإذا كانت الوصاية الأردنية على الأماكن المقدسة مستمرة منذ 1924 حتى اليوم – مع أن الملك حسين بن علي لم يكن ملكا على الأردن بل كان واليا على الحجاز مُنصبا من طرف العثمانيين ثم فقد منصبه بعد الحرب العالمية الأولى –فلماذا الآن يتم توقيع الاتفاقية ؟ . أيضا فإذا كان الأردن وصيا على الأماكن المقدسة فهل نجح في حماية ما يقع تحت وصايته ؟ ألم يتم احتلال القدس الشرقية وهي واقعة تحت سيادة الأردن ؟ وماذا فعلت الأردن طوال العقود الماضية لوقف الاستيطان والتهويد في القدس وتدنيس الأماكن المقدسة ؟ ماذا فعل لمنع الحفريات تحت المسجد الأقصى ومنع المسلمين من الصلاة فيه ؟ ماذا فعل الأردن لمنع تقسيم الحرم الإبراهيمي في الخليل؟ الخ .
لسنا في وارد التشكيك بالدور الأردني لأن حال الأردن كحال كل الدول العربية والإسلامية من حيث العجز عن حماية المقدسات ،ولكن من حقنا التساؤل ،إن كان الأردن عجز طوال العقود الماضية في حماية الأماكن المقدسة فكيف ولماذا تُجدد له الوصاية من خلال اتفاقية رسمية من طرف الرئيس أبو مازن رئيس دولة فلسطين ورئيس منظمة التحرير الفلسطينية ؟ ولماذا لم نسمع يوما عن تجديد لعهد أو اتفاقية الوصاية بين الأردن والفلسطينيين لا في عهد أحمد الشقيري أو ياسر عرفات أو محمود عباس ؟. قد يقول قائل إن سبب توقيع الاتفاقية يعود للمكانة الجديدة لفلسطين في الأمم المتحدة كدولة غير عضو ،حيث على الأردن تأكيد وصايته من خلال اعتراف من يمثل الدولة الفلسطينية،وهذه في رأيي محاججة مردود عليها حيث يُفترض أن الاعتراف بفلسطين دولة غير عضو يدفع نحو الدخول بمواجهة مع إسرائيل لممارسة السيادة على القدس وكل الضفة والقطاع وليس إخضاع أهم جزء من القدس للوصاية .
2- في دلالتها السياسية : الوصاية منحت للشريف حسين عام 1924 من طرف البريطانيين كنوع من الترضية بعد أن فقد كل شيء وحين لم تكن جهة وطنية فلسطينية تمثل الشعب الفلسطيني و تدافع عن مقدساته وأرضه في المحافل الدولية ،أما اليوم فهناك من يمثل الشعب الفلسطيني،فهل تسير الأمور للوراء أم يفترض أن نتقدم للأمام نحو التحرر من الوصاية والاحتلال معا وخصوصا بعد قبول فلسطين دولة غير عضو في الأمم المتحدة .التساؤلات السابقة تدفعنا لاستحضار تساؤلات سياسية بعيدا عن التفسيرات المعلنة ذات الطبيعة الدينية كحماية الأماكن المقدسة وغيرها . صرح بعض السياسيين بأن السبب وراء توقيع الاتفاقية يعود لتخوفات من أن تتدخل قطر وتفرض وصايتها على الأماكن المقدسة بمباركة الإخوان المسلمين وحركة حماس وواشنطن وإسرائيل،ومع أن هذا التفسير يستحق التوقف عنده لان دولة مثل قطر يمكنها أن تقوم بذلك لخدمة أجندة أمريكية وإسرائيلية ، كما ربط البعض بين التوقيع على الاتفاقية والحديث عن الكونفدرالية بين فلسطين والأردن وان الاتفاقية خطوة نحو الكونفدرالية .إلا أننا نعتقد أن توقيع الاتفاقية في هذا الوقت غير منقطع الصلة بما يروج من حديث عن إمكانية عودة المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين ،وحيث أن قضية القدس من أهم العقبات أمام نجاح المفاوضات و التسوية ، فالاتفاقية تزيل عقبة أمام المفاوضات من خلال إسناد أمر الأماكن المقدسة وكما جاء في الفقرة د من المادة الأولى للعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني الذي سيقوم بـ : ( متابعة مصالح الأماكن المقدسة وقضاياها في المحافل الدولية ولدى المنظمات الدولية ) .
عندما يتم وضع الأماكن المقدسة في القدس تحت الوصاية الأردنية بموافقة فلسطينية وإسرائيلية – إسرائيل تُقر للأردن بهذه الوصاية والوصاية من وجهة نظر إسرائيلية لا تمس سيادة إسرائيل على كل القدس باعتبارها عاصمة لدولة إسرائيل- ، فإن شعار الجهاد من اجل القدس والمقدسات سيفقد قيمته ومعناه لان الأماكن المقدسة التي بارك الله حولها باتت تحت وصاية دولة مسلمة باعتراف الفلسطينيين أنفسهم .
إخراج الأماكن المقدسة في القدس من تحت إشراف الفلسطينيين وخصوصا منظمة التحرير والرئيس أبو مازن قد يسهل على الرئيس التعامل مع قضية القدس دون أن يثير على نفسه تحفظات وانتقادات ذات طبيعة دينية ،ما دامت الأردن هي الوصية على هذه الأماكن . أيضا ربط توقيع الاتفاقية بالعودة للمفاوضات غير منقطع الصلة بزيارة الرئيس الأمريكي أوباما ووزير خارجيته كيري للمنطقة ،وهي غير منقطعة الصلة عن الحديث الذي يدور حول طلب أمريكي من العرب بإعادة فتح مبادرة السلام العربية. وفي ظني أن هدف واشنطن من ذلك إعادة النظر بقضية اللاجئين كثاني أهم العقبات أمام استئناف المفاوضات والتسوية السياسية .
إذا ما ربطنا توقيع الاتفاقية مع زيارة أوباما للمنطقة والجولات المكوكية التي قد يقوم بها كيري للمنطقة ،مع صمت حركة حماس والتزامها باتفاقية الهدنة مع إسرائيل بالرغم من خرق الأخيرة للاتفاقية عدة مرات ،مع التزام مصر الإخوانية بمعاهدة كامب ديفيد وبالتالي اعترافها بإسرائيل،مع مصالحة تركيا وإسرائيل ،واحتمال سقوط نظام بشار الأسد ،فإن كل ذلك يشير إلى إمكانية العودة للمفاوضات في ظل مناخ فلسطيني وعربي وإقليمي مواتي .
‏09‏/04‏/2013
[email protected]



#ابراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إشكالية المسألة الانتخابية في مناطق السلطة الفلسطينية في ظل ...
- انتخاب مشعل والقمة العربية والتنافس على التمثيل الفلسطيني
- مهرجان غزة : الانتفاضة الوطنية المغدورة
- متغيرات البيئة التمكينية للمصالحة الفلسطينية
- غزة تستنهض الوطنية الفلسطينية مجددا
- البيئة التمكينية والفرص المتاحة للمصالحة الفلسطينية
- انجازات تحتاج إلى حاضنة وطنية
- هل الدم الفلسطيني رخيص لهذا الحد؟؟
- حرب الهدنة الإستراتيجية وترسيم الحدود
- المطلوب عقلانية فلسطينية وبطولة عربية للرد على العدوان الإسر ...
- دور المجتمع المدني الفلسطيني في الدفاع عن القضايا الوطنية
- الانقسام الفلسطيني وتأثيره على المشروع الوطني
- أمير قطر يقطع شعرة معاوية في غزة
- التصعيد على قطاع غزة يضع حركة حماس أمام خيارات صعبة
- كتاب : النظرية السياسية بين التجريد والممارسة
- ما وراء عودة الحديث عن دولة ثنائية القومية في فلسطين
- الشرعية الدولية تمنحنا أكثر من مجرد قرار غير ملزم
- نحو علم اجتماع سياسي فلسطيني
- مراجعة لكتابنا (المشروع الوطني الفلسطيني من استراتيجية التحر ...
- الوطنية الفلسطينية بين قوى إسلامية ناكرة لها وقيادة تاريخية ...


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم ابراش - اتفاقية الوصاية الأردنية على المقدسات وعلاقتها بالتسوية