أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد دوير - اليسار المصري .. وحدة البحث عن الذات














المزيد.....

اليسار المصري .. وحدة البحث عن الذات


محمد دوير

الحوار المتمدن-العدد: 4056 - 2013 / 4 / 8 - 19:44
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


كل حوار عن وحدة اليسار المصري يستدعي إلي ذهني ثلاثة أسئلة.. هل هي وحدة مرجعية ؟ أم وحدة معرفية ؟ أم وحدة تنظيمية ؟ سأجيب علي كل سؤال منهم باختصار،فيما يتعلق بالسؤال الأول .. هل هي وحدة مرجعية ؟ لدينا إشكالية مهمة في قضية المرجعية هذه، هل هي الماركسية.. أم الماركسية الملحقة بتجربة أخري ؟ مثل الماركسية البينينية مثلا.. نحن في حاجة إلي إيضاح قضية كهذه، لأن المرجعية الفكرية هي مجموعة القوانين العامة لمذهب أو ايديولجيا معينة ، مع ضرورة استبعاد كل فكرة أو تصور جزئي بني علي أساس الواقع الذي نشأت فيه تلك الفكرة، بمعني تلك الأفكار الجزئية الناشئة عن ممارسات الحياة اليومية ومتغيراتها، فهذه هي نوع من تحولات الفكر التي لا يسري عليها قانون التغير الكمي والتحول النوعي، إذ تبقي مجرد تجارب نجحت أو فشلت، استرشادية فقط.. هنا فإننا نعني إذن بالمرجعية الفكرية .. الماركسية فقط دون إضافات تكتيكية.. ولكن ما الماركسية ؟، وماذا تبقي من ماركس ؟ سؤال نطرحه في القرن الحادي والعشرين بعد ما يقرب علي 130 سنة من وفاة ماركس ؟ تبقي وهذا هو الأهم Hard Core "الذي يمكن اعتباره مرجعية قوانين الجدل الثلاثة ومقولاتها ونظرية فائض القيمة.. وكل ما يترتب علي هذه القوانين الأربعة الأساسية من مقولات مؤسسة لبناء اشتراكي علمي معاصر.فهل تصلح تلك الفكرة كمرجعية ماركسية .. إن جاز لنا اعتبار هذا المصطلح " ماركسية " والذي اعتبره بوجه من الوجوه مصطلحا سلفيا ؟
أما عن السؤال الثاني.. هل وحدة اليسار المبتغاة هي وحدة معرفية ؟ واعني هنا نظرية المعرفة الاشتراكية التي تتأسس علي تحول الرؤية الأساسية للاشتراكية العلمية من مقولات جافة ذات بناء منطقي وتماسك تركيبي إلي منظور رؤيوي أكثر اتساعا وأشمل احتواء لكافة متغيرات الواقع الراهن سواء عالميا أو محليا ، ببساطة نعني بنظرية المعرفة هنا الطريقة التي بناء عليها ومن خلالها يمكن فهم وتفسير الواقع والقدرة علي التنبؤ بالمستقبل القريب.السؤال الهام هنا.. هل نظرية المعرفة الاشتراكية لليساريين المصريين – في شقيها الأساسي والثانوي – واحدة لدي الجميع ؟ لماذا .. ؟ انطلاقا في نظرية واحدة في المعرفة .. يمكن الحديث عن منهج واحد في بناء معمار اشتراكي مصري واحد ، بينما سيؤدي اختلاف الرؤية النظرية أما تشظي تنظيمي أو تناحر هيكلي داخل التنظيم الواحد. القضية الأهم هنا هي فهم البعض الخاطئ لاعتبار الثانوي في الفكر هو أساسي في الممارسة ، بمعني صارت الماركسية فكرا واللينينية ممارسة أو التروتسكية ممارسة علي نفس المستوي المعرفي والمرجعي.. وارتفع " كل ثانوي لينيني أو تروتسكي أو ماوي .. الخ " إلي مرتبة الأساسي ، هذا الخلل أدي بالضرورة إلي خلل مقابل في نظرية المعرفة ، فاختلال المسلمات التي تميز الاشتراكية العلمية.يؤدي هذا بطبيعة الحال إلي أن نتحدث بلغة مختلفة وبعلامات اشارية وسيميائية متباينة.
بينما يشير السؤال الثالث.. هل هي وحدة تنظيمية ؟ إلي القضية الأكثر قربا من الواقع والأقدر علي التحقق بإرادة قيادات واعية تستشعر الخطر في لحظة تاريخية محددة.. وهنا يصح أن نتحدث حديث عملي أكثر متعلق بالمسافة الفاصلة بين التضحية والتنازل.. التضحية الفكرية لدي بعض الفصائل أو الشخصيات من أجل بناء تيار اشتراكي مصري واحد في مواجهة الفاشية الدينية التي تسعي إلي العبث بالجينات المدنية الكامنة في المجتمع المصري. والتنازل لدي بعض الفصائل التي تري أنها الوريث الشرعي للاشتراكية المصرية ومن ثم يجب – هكذا تري- اختصار المسافة الوحدوية هذه والانضواء تحت لواء كيان قائم بالفعل.وهنا سوف نجدد سؤال كل وحدة..هل هي وحدة تراكم بين رؤي .. وصيغة حزب التجمع التي قامت في 1976 شاهد علي فكرة الوحدة انطلاقا من تراكم نظري..واعتقد أنها لم تحقق نجاحا حقيقيا، وربما كانت معوقا في أحيان كثيرة فغالبا ما كانت تراعي القرارات الخطوط الهمايونية بين المدارس الفكرية. وإذا تم إعادة إنتاج تلك الصيغة التجمعية فلن يجدي الأمر نفعا.. ولكن هل من صيغة أخري محتملة أفضل؟ الإجابة في الوقت الحالي .. نعم . بشرط إذا اقتنعت الحركة الاشتراكية المصرية بأنه من الضروري أن تتخلي عن جزء كبير من تقاليدها ، لأنها لم تبذل مجهودا كافيا في تثقيف شبابها تثقيفا اشتراكيا حقيقيا ، فالتثقيف كان سياسيا بالدرجة الأولي ، ولم تبذل مجهودا جاداً مثلا في نظرية الدولة بعد انتهاء التجربة الأولي السوفيتية وملحقاتها ، لم تبذل اجتهادا مناسباً في تغيير الطريقة السوكلائية المدرسية في تعليم الاشتراكية ، لم يبذل مجهودا أيضا في بناء نظرية معرفة اشتراكية ذات طابع علمي وليس إيديولوجي ... الخ.
بناء علي ذلك .. تبقي فكرة وحدة اليسار حلم لا ينبغي علي أحد منا أن يتجاهله أو ينكره أو يرفضه ، لكن الأحلام تحتاج إلي عقل واع وواقع مهيأ كي تتحقق، فالظروف الموضوعية الخطيرة المحيطة بنا تستلزم الاندماج في كيان واحد موحد، ولكن العوامل الذاتية غير مقتنعة بعد بضرورة تلك الوحدة ، فالذين تربوا في أحضان التشظي التنظيمي والفكري – وأنا واحد منهم – لا يمكنهم أن يتحولوا هكذا ببساطة إلي حالة منهجية عكسية تماما مهما بلغت النوايا الحسنة حد التمام.
إذن .. ما العمل ؟ في تصوري أننا جميعا وخاصة الشباب في حاجة ماسة إلي اتخاذ موقفا ثوريا نحو الضغط من أجل الوحدة التي تمثل في حقيقتها ميلادا جديدا لحركة اشتراكية جديدة تليق بمبادئ اليسار وقيمه وأفكاره ، تليق أيضا بقدر الطموحات المنعقدة علي هذا الجيل الذي غير وجه الحياة في مصر ، وإنني علي ثقة تامة بأن المخلصين من أبناء اليسار الذين دفعوا كل غال ونفيس من حياتهم لأجل رفع راية الاشتراكية عالية ، هؤلاء هم حجر الأساس في بناء مستقبل وطن يحتاج الاشتراكية بقدر حاجته إلي الحياة.



#محمد_دوير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أهمية أن نتثقف يا ناس
- أزمة الطبقة الوسطي المصرية
- هل الاشتراكية فكرة طوباوية ؟ قراءة في - مناخ العصر - لسمير أ ...
- اليسار المصري .. والأزمة العميقة
- المعهد العربي للدراسات الاشتراكية - دعوة للحوار الجاد-
- هل من بديل للاشتراكية ؟
- لماذا أنا اشتراكي ؟
- القيم الثورية .. وأخلاق الثوار
- الثورة المصرية.. تصحح مسارها بعيدا عن النخبة
- أيها السادة.. النظام لم يسقط بعد
- اليسار المصري .. مساهمة في رؤية جديدة
- التنوير العربي .. في اللاهوت والناسوت
- رسالة إلي رفاق الفكر .. الاشتراكيين الثوريين
- التحالف الديمقراطي الثوري
- رؤية معاصر للدولة في الاشتراكية
- جدل العلاقة بين الدين والاشتراكية
- اللإخوان.. وصناعة الوهم


المزيد.....




- لثاني مرة خلال 4 سنوات.. مصر تغلظ العقوبات على سرقة الكهرباء ...
- خلافات تعصف بمحادثات -كوب 29-.. مسودة غامضة وفجوات تمويلية ت ...
- # اسأل - اطرحوا أسئلتكم على -المستقبل الان-
- بيستوريوس يمهد الطريق أمام شولتس للترشح لفترة ثانية
- لندن.. صمت إزاء صواريخ ستورم شادو
- واشنطن تعرب عن قلقها إزاء إطلاق روسيا صاروخا فرط صوتي ضد أوك ...
- البنتاغون: واشنطن لم تغير نهجها إزاء نشر الأسلحة النووية بعد ...
- ماذا نعرف عن الصاروخ الروسي الجديد -أوريشنيك-؟
- الجزائر: توقيف الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال
- المغرب: الحكومة تعلن تفعيل قانون العقوبات البديلة في غضون 5 ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد دوير - اليسار المصري .. وحدة البحث عن الذات