محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب
(Mohammad Abdelmaguid)
الحوار المتمدن-العدد: 4056 - 2013 / 4 / 8 - 12:27
المحور:
الادب والفن
بلغني أيها الملك السعيد ذو الرأي الرشيد، أنه كان هناك جيش وطني في بلد اسمه مصر. وكان هذا الجيش يحمي الشعب وتراب الوطن من أي عدو خارجي أو داخلي.
وفي زمن الطاعون المتطرف أصيبت قيادات الجيش بمرض التناحة والبلادة والكسل واللامبالاة، فلم تكن تؤثر فيهم مذابح ضد اخوانهم، وانتهاكات مع بناتهم، واختراقات لحدود وطنهم، ووصول إرهابيين يتولوّن حُكمهم.
وتحولت البلد إلى فوضى، والسيادة إلى كل من يحمل سلاحاً، واختبأ نصف القضاة في جحور، والنصف الآخر حكموا ظلما وجوراً وبهتاناً.
أما حُماة الأمن من الشرطة فقد انتقموا من الشعب بالصمت، وأصبحوا شهود زور يشاهدون الجريمة ويغمضون أعينهم.
وظلت الدنيا تبحث عن غضب الشعب المصري، فالأحوال وصلت إلى درجة أنْ لو تحول شعب هذا البلد إلى فئران لثاروا، وإلى أرانب لانتفضوا، لكن الشعب تناول حبوباً منومة وراح يغط في سبات عميق!
ووصل قراصنة يحملون المصحف الشريف واخترقوا ليل مصر الهاديء والمسالم، وقال لهم كبيرهم بأن المصريين يتقبلون بصدر رحب كل من يستعبدهم ويستغلهم وينهب أموالهم ويسبي نساءهم ويقتل فلذات أكبادهم شريطة أن يحمل الغازي والمحتل والقاتل المصحف الشريف، ويقسم عليه أن الله أرسله لانقاذ شعب مصر.
ودخل القراصنة، وعاد الشعب إلى النوم مرة أخرى، لكنه هذه المرة جائع، وعارٍ، ومهان، وفقير، وغير آمن.
وكلما صعد مصري يرفع صوته ضد الظلم قالوا إن الذي أرسل إليكم لمجنون، ثم عادوا إلى النوم مرة أخرى.
وهنا أدرك شهر زاد الصباح، فسكتت عن الكلام المباح.
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو في 8 ابريل 2013
#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)
Mohammad_Abdelmaguid#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟