محمد بقوح
الحوار المتمدن-العدد: 4055 - 2013 / 4 / 7 - 20:15
المحور:
الادب والفن
المكان مكعبات ثلج آثم. شخوص بالأبيض و الأسود بها تدفع رياحُ التيه إلى "عالم بلا خرائط " .. هل ثمن إشراك الحجارة في هدم المبدأ هو السقوطُ الجديد في ممارسة الطقس القديم .. الاختلاء بلعنة الكأس و السيجارة .. حيث تفتقد العبارة ؟ عذرا .. شاعرنا الجليل أحمد المجاطي . فالوقت ربيع و السيف لم يفارق موقعه بعد . كنا نحلمُ أن يدخلنا أول الفجر من بوابة صباح مستحق .. يرى فيه الإنسانُ وجهه في مرايا مدينة تعكسه إنسانا حقا .. لكن ، هذا الفجر اللعين المنفلت منا أرجع الناس المحترمين إلى أنفاق الظلام الدامس .. فباتوا محترفين لكل فنون التلصّص و التواري خلف الحجب السوداء .. يأكلون بنهم .. و يقتلون و لا يشبعون .. و تبقى شرائحُ ألسنتهم الطويلة هي أبطال كل الأفلام و الأقلام المشبوهة و كل الإشهارات التي يبثها صباح مساء تلفازُنا الوطني المحترم .. لم يعد يعرفنا تلفازُنا .. و فجرُنا الآن تخلى عنا و تركنا وحيدين .. في ملعب الكبار تشدّنا الدهشةُ إلى حرارة السؤال .. و تيهُ الكائنات حولنا طغى و تجبّر إلى ما لا نهاية .
هي لعبة مدّ و جزر .. و ظلام ضد نور .. و فوق و تحت .. و سلام ضد صراع .. لعبة يقودُها الزلزالُ و مَن يصول و يجول في فلكه منذ الأزل و ما يزالُ ..
فاغسلْ خوفك سيدي .. بشيء من خمرة الخروج .. دون أن يصل بك الأمرُ إلى حدّ منتهى السدرة الجميل .. فالمكان سفرٌ آخر تليه أسفارٌ مشروخة الجدار.. لكنّها بلا شك أعطابُ زعيم ادّعى "النبوة" في ليلة ممطرة .. فكان مصيرُه السقوط الجديد داخل شباك مصيدة التاريخ .. رغم ما يبدو من نجوم مضيئة على ابتسامات شاحبة .. ترقص زاهية بين أدغال وجهه المزركش ... تاريخ كينونة ترمّم يبسَ أوراقها و صوتُها الجبلي تحملُه إلى عبد الكريم المحلّق صلاةُ الغياب في العيون .. حتى تصقل حروفه .. و أوزانُه يسقيها الآتي بحبّات اللوز الأحمر .. في انتظار طلعة عيد الشمس المجيد ...
#محمد_بقوح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟