|
من الحاج محمد هتلر إلى الحاج شيمون بيريز
طلال سيف
كاتب و روائي. عضو اتحاد كتاب مصر.
(Talal Seif)
الحوار المتمدن-العدد: 4055 - 2013 / 4 / 7 - 15:33
المحور:
كتابات ساخرة
من الحاج محمد هتلر إلى الحاج شيمون بيريز لست من هواة نظرية المؤامرة وما يتردد من أن أزمات مصر فى ظل حكم جمعية الإخوان ، سببها المعارضة المأجورة من الخارج ، فأزمة الطاقة التى تعيشها مصر هذه الأيام على سبيل المثال لا الحصر ليست بأي حال من الأحوال نتيجة أن الدكتور محمد البرادعي يشرب السولار بكميات مفزعة ، ولست مقتنعا بأن الأستاذ حمدين صباحي ، يتعاطي " بنزين 80 " أو أن الدكتور محمد غنيم اشترى مساحات أرض شاسعة فى جبل الحلال بسيناء وقام بوضع مكيفات هواء ضخمة لسحب الكهرباء من القرى والمدن فنحن نعيش فى دولة عمرها ثمانية آلاف سنه ولا نحيا فى حارة مزنوقة قوامها التوجس والتهم الجزافية والتخبط الإداري . بالطبع يعرف القارئ الكثير مما صدر عن جماعة أو جمعية الإخوان من تصريحات قبل وبعد الثورة ، وصولا إلى حكم مصر " الحارة المزنوقة " ولسنا بصدد رصد تلك التصريحات والتغيرات التى طرأت عليها والتى وصف شبيهاتها ابن سيدة الأندلسي بالكذب فى لسان العرب ، وأضاف إليها ابن الزبير صفة الفجر ، الذي قال عنه أيضا أنه الكفر بعينه ، والقول ليس للكاتب ، بل لابن سيدة وابن الزبير فى لسان العرب . فلم يجد أهل اللغة توصيفا للكذب سوى وصفه بالكذب فقط ، وقد جاء ذلك فى اللسان والمحيط ومقاييس اللغة . وان كنت من المؤمنين الموحدين فيمكنك الرجوع إلى أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كي تتأكد من حجم المصاب الذي التهم كل بارقة للتطور والنهوض باسم الله ورسوله وهما بريئان مما يتاجر به المتاجرون . فقد قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم : أيكون المؤمن جبانا ؟ قال : نعم فقيل له : أيكون المؤمن بخيلا ؟ فقال : نعم ، فقيل له : أيكون المؤمن كذابا ؟ فقال : لا ثم يأتي هذا الحديث كي يقطع طرق تبرير الكذب ويعلن فجور الكاذب . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البرّ ، وإن البرّ يهدي إلى الجنة ، وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صدّيقاً وإن الكذب يهدي إلى الفجور ، وإن الفجور يهدي إلى النار ، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذّاباً أما إن كنت ملحدا ، فربما تقتنع بمقولة سقراط " ليس من الضروري أن يكون كلامي مقبولا . بل من الضروري أن يكون كلامي صادقا " فالكذب مصيبة عند المؤمن والكافر ، ومندوحة عند الإخواني الذي إستطاع بتفرد ألا يكون من الفصيل الأول أو الثاني ، فلا هوقدس حرمة دين الله ولا احترم عقلية الفلاسفة فأعلن عن امتلاكه مشروعا نهضويا عملاقا ، ثم تراجع وأعلن عدم وجوده فى الأساس ، فانطبق على مشروعهم نظرية خالتي حبيبة ، مقيمة أفراح قريتنا " يا مقطع يا قميص النوم ، يا مدندش يا كومبليزون " الكارثة الحقيقية ليست فى كذب الإخوان ، بقدر ما هي تصديق الناس لكذبهم ، فالشعب الذي صدق حسن البنا الذي كتب فى العدد خمسة من مجلة النذير ، بأن ألمانيا وإيطاليا قررتا الدخول فى الإسلام ، وبأن أودلف هتلر قد أسلم وسافر إلى مكه للحج وغير اسمه وأطلق على نفسه " الحاج محمد هتلر " من السهل أن تقنعه بأن محمد مرسي العياط ، رئيسا لمصر ، وبأن مجلة البلاي بوي صادرة عن الأزهر الشريف . الأمر ليس معقدا كل ما عليك أن تسمي الله وتصلي على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ، قبل أن تتقيأ كذبك ، ثم دمعتين وآيتين وقذيفتين تكفير واتهام وحلبه وترمس واكتملت الوجبة ، وسلاما سلاما . فالكارثة لم تعد فى كيفية ادارة الدولة ، لكنها أصبحت بما لايدع مجالا للشك فى تلك العقليات التي لا تبرأ من الكذب وتستخدم أرخص وأحط الأساليب ، من احتقار الدين واستغلاله ، إلى الكذب الممنهج وحتى الرشاوي السياسية بأسلوب وإن دل فلا يدل إلا على إفلاس عقلي واداري ، ينبئ بالخراب . فالمقدمات حتما تقود إلى النتائج ، وكما قال العرب الأقدمون " الأثر يدل على المسير والبعر يدل على البعير " ومن ينتظر خيرا من جمعية الحاج محمد هتلر ، فعليه أن يعمل بنصيحة صاحب غزوة الصناديق ، الأخ يعقوب ، ويسافر إلى كندا والأفضل أن يغير وجهته الى اسرائيل ، فهناك الصديق الوفى الحاج شيمون بيريز ولا عزاء للخراف . طلال سيف
#طلال_سيف (هاشتاغ)
Talal_Seif#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
يسألونك عن الطماطم
-
هذيان الليل
-
سر الدفتر
-
تحرشوا إني لكم ناصح أمين
-
الإعلام المصري - بين الركل والعقل وحد المقصلة
-
الكسل العقلي وتعطيل الميكانيزمات الحسية فى استقبال الرسائل ا
...
-
الشاشة العربية . امتهان النقد وانتفاء نقد النقد
-
الفضائيات العربية - من مشهدية النقل الى أزمة العقل
المزيد.....
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|