|
كلمة في احتفال تكريم المناضل الوطني الكبير بسام الشكعة
تيسير خالد
الحوار المتمدن-العدد: 4055 - 2013 / 4 / 7 - 00:23
المحور:
القضية الفلسطينية
كرمت جامعة النجاح الوطنية بقرار من مجلس أمنائها المناضل بسام الشكعة في احتفال حاشد ومنحته الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية . والقى تيسير خالد في احتفال التكريم كلمة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية قال فيها :
أتقدم بعميق الشكر والتقدير باسم اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الى مجلس أمناء جامعة النجاح الوطنية على هذه المبادرة الطيبة بتكريم المناضل الوطني والقومي الكبير الأخ والرفيق بسام الشكعة ، أبو نضال ، هذا القائد الوطني ، الذي يحتل موقعا متقدما بين القادة التاريخيين للشعب الفلسطيني، الذين مثلوا حالة نوعية في النضال والصلابة والصدق والثبات على الموقف، والتمسك بأهداف وحقوق شعبهم،
نكرم اليوم قائدا وطنيا يعترف الجميع بدوره ومكانته . فقد عاصر مختلف مراحل النضال الوطني ومحطاته، عاش في ظل الانتداب وكان له دوره ضد الاحتلال البريطاني والمشروع الصهيوني، وعاش سنوات ما بعد النكبة وعانى لسنوات من البعد القسري عن نابلس ، التي أحبته ، وعاش معاناة شعبه في ظل الاحتلال بعد هزيمة حزيران 1967. وكان صمام أمان لأهداف نضال شعبه ، لم يتخلى يوماً عن شعبه وقضيته، ، وكان حضوره التاريخي وما زال يلهم أجيالاً تنظر إليه باعتباره ضميراً لشعبه .
نكرم اليوم قائدا كان الوطن حاضرا دائما في وعيه وضميره وسلوكه بالتزام وطني واضح وفكر قومي ديمقراطي مستنير منفتح ، وممارسة قائد يعلي من شأن الالتزام والصراحة والنزاهة والشفافية ويحط من شأن الفوضى والنفاق والفساد والفئوية ، وهي مزايا نبيلة يشهد له فيها من اتفق ومن اختلف معه في الرأي . دافع عن مصالح الشعب وحقوقه وثوابته الوطنية ، وكان يرى في الاستيطان عدوه الرئيسي والحلقة الرئيسية، التي ينبغي كسرها وصولا إلى الهدف، الذي يلبي مطالب وحقوق شعبه وأهداف نضاله الوطنية . اختلف كغيره من المناضلين والوطنيين الفلسطينيين في محطات النضال مع السياسة الرسمية وعارضها. واستمر يتمسك بمنظمة التحرير الفلسطينية ويدافع عنها باعتبارها الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني ويدعو الى الوحدة الوطنية وإصلاح البيت الفلسطيني من الداخل ومن اجل بناء نظام سياسي فلسطيني ديمقراطي تعددي تسوده العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص، يحترم التعددية السياسية والحزبية وينبذ الفئوية ، ويدعو إلى حماية الشرعية الوطنية .
وفي ظل الاحتلال كان العام 1974عاما مفصليا بالنسبة للمناضل الكبير بسام الشكعة ، حيث عقد في الرباط مؤتمر القمة العربية ، الذي قرر الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني في جميع أماكن تواجده . وفي هذا السياق يذكر له الجميع موقفه الوطني والمبدأي الثابت حين اعلن بعد الفوز في الانتخابات البلدية ، التي جرت في الضفة الغربية تحت الاحتلال ، أن الفوز في تلك الانتخابات في ذلك الوقت هو بمثابة الحدث المفصلي الذي جعل قرار مؤتمر القمة في الرباط حقيقة ملموسة على أرض الواقع لا يحتمل الطعن أو التراجع فضلاً عن التشكيك"، مبينًا أن الشعار الذي حملته (الكتل الوطنية) التي خاضت الانتخابات، وحققت فوزاً واسعاً في معظم بلديات مدن الضفة: كان "لا للإدارة المدنية نعم لمنظمة التحرير الفلسطينية".
انتخب الأخ المناضل بسام الشكعة رئيساً لبلدية نابلس العام 1976 على رأس قائمة وطنية في آخر انتخابات للبلديات الفلسطينية قبل قيام السلطة الفلسطينية، وشكل مع آخرين من ممثلي المؤسسات الشعبية والأحزاب التي نشطت في الأراضي المحتلة لجنة التوجيه الوطني ، ذراع منظمة التحرير لبفلسطينية ، التي قادت النضال الفلسطيني ضد الاستيطان وممارسات الاحتلال، ولم تطرح نفسها بديلاً عن منظمة التحرير الفلسطينية .
وبفعل مواقفه تلك وموقفه كذلك من اتفاقيات كامب ديفيد ، التي وقعها الرئيس المصري أنور السادات مع رئيس وزراء اسرائيل مناحيم بيغن عام 1979 تحول المناضل الوطني الكبير أبو نضال وزملاؤه في البلديات وفي لجنة التوجيه الوطني إلى هدف ليس فقط للمنظمات الارهابية الصهيونية ، بل وكذلك لحكومة اسرائيل وقادة جيش الاحتلال . فقد تعرض في 2 حزيران (يونيو) 1980 لمحاولة اغتيال وقف وراءها تنظيم ارهابي صهيوني سري معروف . وكان التواطؤ واضحا بين ذلك التنظيم الارهابي الصهيوني والدوائر الرسمية الاسرائيلية حسب ما جاء في رواية بنحاس فاليرشتاين ، أحد كبار زعماء المستوطنين حيث قال في وصف العمل الاجرامي ، الذي استهدف رؤساء البلديات : " كان بنيامين بن أليعزر حاكما ليهودا والسامرة. ودخلت عليه في مكتبه في بيت إيل ، فأغلق الباب، وأخرج زجاجة نبيذ وشرب نخب محاولات الاغتيال. وكانت لديه شكوى واحدة. قال بن أليعزر لفاليرشتاين: إن الشخص الذي حاول اغتيال (رئيس بلدية نابلس) بسام الشكعة يستحق الشنق. فبدلا من بتر نصفه الأعلى، بتره من نصفه الأسفل " .
وقع العمل الارهابي ، الذي استهدف قادة البلديات وقادة العمل الوطني ، وفي المقدمة منهم الأخ أبو نضال في الثاني من حزيران من العام 1980 ، في الساعة 6.10 انفجرت عبوة ناسفة في الخليل . و أدّى الانفجار إلى إصابة سبعة من المواطنين . وفي الساعة 7.50 كان الهدف رئيس بلدية رام الله ، كريم خلف ، وبعد ربع ساعة كان الدورعلى رئيس بلدية نابلس بسام الشكعة . أما ابراهيم الطويل رئيس بلدية البيره فقد نجا بأعجوبه . اسجل هذا في حفل تكريم المناضل ابو نضال لأوكد على أهمية الحفاظ على الذاكرة الوطنية ، على أمل أن تأتي لحظة تاريخية نكون فيها قادرين على مساءلة ومحاسبة قادة دولة اسرائيل على الجرائم ، التي ارتكبوها بحق أبناء الشعب الفلسطيني وقياداته الوطنية .
السيدات والسادة
اسمحوا لي في الختام بأن اعلق على الاوضاع الراهنة وما نواجه من تحديات . نحن نمر في ظروف صعبة تتطلب اكثر من اي وقت مضى استنهاض وحشد طاقات وقوى الشعب الفلسطينية على كل المستويات دفاعا عن الحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني ، فنحن على اعتاب مرحلة حرجة في النضال الوطني تتطلب أولا وقبل كل شيء انهاء الانقسام واستعادة وحدة النظام السياسي الفلسطيني في مواجهة العدوان والاحتلال وتطوير هجومنا السياسي لدفع العالم الى التعامل مع دولة اسرائيل ، كدولة احتلال ودولة تمييز وفصل عنصري والتوقف عن التعامل معها باعتبارها دولة استثنائية ودولة فوق القانون وخاصة من الولايات المتحدة الاميركية ، التي تتبني كما هو واضح من تحركاتها الاخيرة مقاربة سياسية وأمنية تتلائم مع الاعتبارات الاسرائيلية الى حد كبير
السيدات والسادة
من المبكر في ضوء ما نشهد من تحرك سياسي أن يقفز أحد الى استنتاجات متسرعة تشي بأن الطريق قد اصبح سالكا للدخول في تسوية تفاوضية متوازنة وشاملة للصراع الفلسطيني – الاسرائيلي . فسياسة دولة اسرائيل وفق ما يصدر من مواقف عن رئيس الوزراء المكلف بنيامين نتنياهو ما زالت تقوم على استغلال ما يجري في المنطقة من أجل خلط الاوراق وإعادة ترتيب الأولويات ومن أجل كسب مزيد من الوقت لمواصلة مشروعها الاستعماري في الاراضي الفلسطينية المحتلة بعدوان 1967 ، من خلال دفع قطاع غزة الى أحضان جمهورية مصر العربية من ناحية ، ومن خلال مزيد من الاستيطان في الضفة الغربية بهدف تحويلها مع الوقت الى جليل جديد من ناحية ثانية . كان هذا واضحا تماما من النوايا المبيتة للعدوان الأخير على قطاع غزة ومن اتفاق التهدئة الذي أعقب ذلك العدوان ، والذي تريده حكومة اسرائيل هدنة طويلة الأمد ، وواضح تماما من قرار الحكومة الاسرائيلية والتوجهات التي خرجت بها بعد قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة برفع مكانة فلسطين الى دولة غير عضو في الامم المتحدة ، حين أعلنت أن مشروعها الاستيطاني سوف يتواصل وفقا لخارطة المصالح الاستراتيجية الاسرائيلية ، كما حددتها حكومة نتنياهو الاولى .
وفي ظل هذا يصبح من غير الواقعي الاستمرار في سياسة المراهنة على تدخل يتسم بالنزاهة من قبل واشنطن ، وما يترتب على ذلك من مقاربة سياسية فلسطينية جديدة ، تقوم على التعبئة وحشد الطاقات والتصدي لما هو قادم من مخاطر ومواصلة الهجوم السياسي والديبلوماسي والانضمام الى جميع وكالات وأجهزة الامم المتحدة ، التي نستطيع من خلالها مساءلة ومحاصرة ومحاسبة اسرائيل على جميع الجرائم ، التي ارتكبتها بحق شعبنا وأرضنا ومقدساتنا وحركتنا الوطنية الاسيرة الباسلة في سجون الاحتلال
السيدات والسادة
ما احوجنا اليوم ونحن نكرم المناضل الوطني والقومي الكبير بسام الشكعة الى الوحدة الوطنية الفلسطينية والى اجراء اصلاحات سياسية واسعة على نظامنا السياسي والى استنهاض شامل لطاقات الشعب الفلسطيني في الوطن وفي مناطق اللجوء والشتات والى التمسك بكل قوة وصلابة بالثوابت والمباديء ، من أجل توفير متطلبات حماية أبناء شعبنا في مخيمات اللجوء والشتات وتوفير عناصر القوة والصمود على الأرض وعناصر النصر في صراعنا الطويل مع عدو ينكر علينا حقنا في الحياة وحقنا في الارض وفي الحرية والاستقلال .
#تيسير_خالد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كلمة الرفيق تيسير خالد في احتفال الذكرى 44 لانطلاقة الجبهة ا
...
-
قراءة في أزمة الرأسمالية العالمية
-
كلمة الرفيق تيسير خالد في مهرجان الجبهة الشعبية في ذكرى انطل
...
-
كلمة فلسطين في الدورة التاسعة عشرة لقمة الاتحاد الافريقي في
...
-
علينا العودة لرأي الشعب لانهاء الانقسام وتحقيق التوافق الوطن
...
-
الحادي عشر من أيلول 2001 ---- شيء من الذاكرة
-
إسرائيل تمارس سياسة استعمارية تحميها أنظمة عنصرية
-
كلمة مؤتمر - مؤسسة شدوا الرحال الى القدس -
-
منظمة التحرير تدعو الجاليات الفلسطينية الى النفير
-
تيسير خالد يشيد بالعلاقات المميزة التي تربط القيادتين الفلسط
...
-
تيسير خالد في حوار مع وكالة الانباء الصينية (شينخوا)
-
تيسير خالد في حوار مع وكالة ميديا لاين حول هجرة الفلسطينيين
-
تيسير خالد في حوار مع وكالة ميديا لاين: الاحتلال سبب رئيسي ل
...
-
اسرائيل: دولة -أبارتهايد- على وقع تحولات نحو الفاشية
-
دور منظمة التحرير في استصدار فتوى لاهاي وفي تذليل العقبات ال
...
-
مداخلة الرفيق تيسير خالد في الجلسة الرابعة لمؤتمر - بدائل -
-
المقاطعة وأشكالها في الموقف من سياسة - الأبارتهايد الاسرائيل
...
-
كلمة الرئيس أبو مازن في مؤتمر التجمع الوطني لأسر الشهداء
-
نداء الى الأخوة قادة وأبناء جالياتنا الفلسطينية في كل بلدان
...
-
تيسير خالد : في مهرجان احياء الذكرى الحادية والاربعين
المزيد.....
-
مسؤول عسكري بريطاني: جاهزون لقتال روسيا -الليلة- في هذه الحا
...
-
مسؤول إماراتي ينفي لـCNN أنباء عن إمكانية -تمويل مشروع تجريب
...
-
الدفاع الروسية تعلن نجاح اختبار صاروخ -أوريشنيك- وتدميره مصن
...
-
بوريسوف: الرحلات المأهولة إلى المريخ قد تبدأ خلال الـ50 عاما
...
-
على خطى ترامب.. فضائح تلاحق بعض المرشحين لعضوية الإدارة الأم
...
-
فوضى في برلمان بوليفيا: رفاق الحزب الواحد يشتبكون بالأيدي
-
بعد الهجوم الصاروخي على دنيبرو.. الكرملين يؤكد: واشنطن -فهمت
...
-
المجر تتحدى -الجنائية الدولية- والمحكمة تواجه عاصفة غضب أمري
...
-
سيارتو يتهم الولايات المتحدة بمحاولة تعريض إمدادات الطاقة في
...
-
خبراء مصريون يقرأون -رسائل صاروخ أوريشنيك-
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|