|
قراءة متوترة لقصيدة قلقة :قراءة في شعر سيدة بن علي
منصف البرايكي
الحوار المتمدن-العدد: 4054 - 2013 / 4 / 6 - 09:11
المحور:
الادب والفن
في لحظة كدنا نفقد فيها كل ارهاص جمالي بعد ان فجع الوطن في اجمل زهراته شكري بلعيد الدي نحبه فاصبحنا نتحاشى المراة حتى لا نرى وجوهنا الحزينة حاصرني متن شعري للشاعرة التونسية سيدة بن علي أو عشتار تمّوز اسمها المستعار الّي عرفت به عبر صفحات التّواصل الاجتماعي واستحضرت كل نصوصها التي تبشر بهم جديد بخطابها المفجوع المتلبس بكل خطايا التجربة ... نص اكاد ادعي اني واحد من اوفى قرائه وخمس قصائد اخرى وجدت انها ملتحمه كاصابع اليد الواحدة قصيدة لا أريد الجنّة أريد وطني .. و لحن ناشز..شهية القلب .. عليسة.. وقصيدة للشّهيد دم ينطق ... قصيدة لا أريد الجنّة أريد وطني ...أعادت لي طقسا فارقني مند زمن ...لذة القراءة فبين النص وقارئه علاقة ما علاقة الصمت والنطق...قصيدة مرثية آآه يا بلدي صدقت حكايا الآباء والاجداد عن مجدك الغابر عن عتقك لرقاب البشر عن أثداءك الطّافحة بالّبن وها أنّي أراك رسما عتيقا في العتمة لا شمس ولا مطر ما لزواياك مظلمة وسماءك استحالت لوحة سوداء تحيلنا على غرض قديم من أغراض المدونة الشعرية ونص يكشف عفن القرود التي تزار في وجوهنا أيّتها القرود الّتي تزأر في وجوهنا أيّتها الطرقات المقتولة بفواجعها أيّتها البرك الآسنة ..أيّها الضّجر لم الوقوف في العفن
مفردات مسكونة بالضجر والتوتر القلق الريح تدفعك إلى ظلمة الهاوية وفي الروح يتمزق الوتر... بكائية تجض فيها المفردات بحثا عن جمالية ما .. كم حلمنا أن نسير في النور أن نعانق البحر و السماء قصيدة السيدة تأسس لفضاء سيميائي عميق لا قرار له : حفرية يصعب الغوص فيها لكشف خفاياها ..نسيج من الوجدان و شبكة من الدلالات هي حصيلة ترسبات تجربة سردية ارتقت فجأة إلى أعذب درجات الشعرية التي تقصي سلطاوية المعنى الواحد لتضفي إلى ولادة جديدة تتيح اختراقية الحدود لطاقة رمزية قابلة لتأويل متعدد في الغياب و الحضور و في نسق الإمكان و بشكل مغاير يفكك البناء و يفجر المفردات فتتشظى الرؤية في صدع النص و ارتحالات المعنى القمر ينير دروب الذئاب العاوية قيا قلوبنا الكسيرة اين المفر هل يسعفنا الطريق هل يصيبك يابلدي البرق مرتين لو عبر تستفزني مفردات القصيدة لما تثيره في من طفولة بريئة براءة الدهشة وحيرة السؤال ولما ترتبط به من حاضر معاناتها وغربتها بماض طفولة ممكنة لكنها مغتصبة في حميمية المدن الغربية بشمال البلاد اين عرفت الشاعرة الانسانة المكتظة هى الاخرى بالحضور والمحاصرة والرافضة ابدا لواقع الرداءة والباحثة دوما عن فتنة ما • حقيقة ترددت كتبرا قبل أن أقدم على هذه القراءة لبعض قصائد الشاعرة سيدة بن علي فالكلام عن الكلام صعب ولاحظت أنّ بعض قصائدها تثير جدلا وردودا نقدية كتيرة لما يميز حطابها الشعري من اهمية اللغة ومعمارية المفردات التي تشكل النسيج اللفظي البليغ اد توجه الشاعرة اللغة داتها كاداة ابداغيةفالهاجس اللغوي ظل دوما من هواجسها الاولى وهي تؤسس مسالك بكرا في الاداء والتعبير فاضحت الوظيفة الجمالية اولوية اخرى لتشهد قصائدها عدولا وانزياحا عن الشائع المشترك فاكتنزت الصور بالمعنى وانفتح النسبج اللفظى غلى احتمالات كتيرة من الدلالة بما يثري التاويل ويعدد الايحاء....فالحب والمراة والوطن والثورة مقاصد تابتة ومدارات قارة في اغراضها الشعرية..انها قصيدة الحداتة التي تدعو الى الحلم والخيال الفالت عن كل رقابة بين ارهاص مزدوج ازمة الحديت وازمة اللغة.بين سيرة الدات وسيرة المدينة • وفيضي.... يا ليالي الغضب .....فيضي ... امسحي آثار نعالهم .... بلّلي شفاها جفّت من طول احتضار • • قصيدة من أين جئتم تورة على البنى القديمة والقيود المكبلة • من أين جئتم ...لماذا جئتم ? • من قبوركم خرجتم ...من حطام... • أنصافكم مشلولة.... وجوهكم ملفوفة... • تلملمون الامنيات.. من الأشباح • تكبّلون النور بالظلام .... • غرباء بلا ملامح ..غرباء بلا أحلام... • الضوء تذبحونه ... • وبالرّؤوس تلوّحون على الرماح .. • تفقؤون عيونا غفت على حلم الرغيف.... • وللأوصال المقطوعة تهلّلون ....ركاما على ركام • • قول مجزء ينقل عالما مجزءا تقراه الشاعرة بوعي طفولى يبحث عن علاقات مفقودة فيكون السؤال كيف تنشا الشعرية من كلمات معزولة وخطاب تنفرط حبات عقده غضبا وتوترا.... لتشكل الصور المجال الرحب الملىء بالرغبة المكبونة والمحظور والمسكوت عنه فتتكدس الوشائج ويكون الانسياب وياتي التدفق • • في اللّيلة الماضية ...كانت تشعّ كالضّياء • تترنّم بأغنية ثملة .... • على عرشها استوت ....ألقا وبهاء • لامست بقدميها زيت الزّئبق ... • استنشقت رائحة العنبر ....في انتشاء • في اللّيلة الماضية .....ناجت القمر • على شغاف قلبه رقصت .. • طربت في خدرها ....كملكة للسّماء • على السرير الرنّان .... • قدمت له ما ادّخرته من ثمار ..من ماء • امام شجرة التفّاح جثت ... • كبتول ..كبغيّ... كما أوصى الأنبياء ... • • بكل هدا الاغراء والغواية يصبح الشعر بهدا المعنى فوضى جميلة ويعود الكلام الى داته قيل افتضاض بكارنه ويعود جرسه الخالص ويطير الحمام على مهله ويسثيقظ العالم بلطف وتصير كل التحولات ممكنة...على جسد انثى جميلة يضحك سرا ...يبكي سرا يرتعش حين تتحرك الستائر ..احب ..اعشق ... اشتهي... ..نحن اجساد يظللها العسل...من قصيد شهية القلب .صورة اخرى مكثفة لا تتضج الا لقارئها لتنفتح على فضاءات وهميةيلفها الزيف..شبح ليلة مترفة بالعناق الكادب ...يقايا بلل شهوة بارد قيلات مكسورة في عتمة الاه ...غبية انت يا شهية القلب .= انها المفارقة التي تحدت الصدمة .. صدمة واقع شرقي مترد من زمن غريب ينفلث عن كل لدة حقيقيةوفقا لمسافات راهن اليم...حيث لا تدور الرغبة كما نشتهي في مدن لا تتعرى شوارعها ليلا كما تتعرى كل النساء فتتخد اللغة بعدا خطابيا خاصا تلفه مراسم الحزن حين تستحضر الشهيدقتاتي رحلة البحث رحلة عداب في شوارع فقدت اهلها • • ابحثوا عنّي في شوارع المدينة ... • في الأزقّة ...في المقاهي • في عيون الفقراء .... • وستعرفون أنّي لم أمت .... • هذا دمي يتساقط .... • مرحا ...لامعا • شلّالا من مطارق غاضبة .... • تئنّ به القرى والوديان .... • يئنّ به فجر تونس ... • لم أمت .... العرس مازال قائما والجلاد يزف العروس الى المقصلة...=..ابتها الشاعرة انت الشاهدة وهو الشهيد.... رحلتك على جواد من خمر من جمر ... قيا ايها الالم لا تهدا لكن تحول الى صراخ وانين فقد هرمت ايام الهوى.....هكدا تبدو الشاعرة مهمومة مكنظة بالفراغات والغياب ومجاصرة بالتوتر والقلق فاتت قصيدتها مكتظة هي الاخرى بالمعنى ... تقترب الى القصيدة الغنائية لارتكازها غلى الوصف بغيدا غن الحركة لتبلغ اقصى درحات الانغعال واعلى مراحل الغضب قي بناء مشهدية متفردة بكلمات حسان في ترتيب حسن وفي ايقاع شغري منظم منواتر يدعو الى الرقص الحزين وقد اكتست مغرداتها من المرونة والليونة ما يجغلها قادرة غلى التغبير وبلوغ الدائقة الرفيعة فتحقق غشتار بدلك ثورة الكلمات ليسثفسد القارئ من ثورتها بلدة العدوى العاطفية حين يتحول الى صراخ من الاعماق انها لغة الشعور المشترك في غنائية العواطف والشيميا الكلام ونشيد الهوى فتمحي الفوارق بين الشاعرة والمتلقي في لحظة موسيقية يتحول فيها القارء المتدوق الى مرتبة الشاعر دانه.... انه التقارب الوجداني للكلمات حين تنحرف عن تعبيزها المباشر وتنزاج الى منعطفات الرقص دلك ان الشعرية هي الغنف المنظم لايقاع حياتنا لتجاوز حواجز كثبرا ما تكون مصطنعة فليسقط الخداغ لتتكشف لحظات التحلي .....كل يوم وانت مبدغة ...
#منصف_البرايكي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
راهن اليسار التونسي بين انسداد الرؤية النظريّة و انفتاح المم
...
المزيد.....
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
-
انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
-
-سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف
...
-
-مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
-
-موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
-
شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
-
حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع
...
-
تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|