أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فوزي بن يونس بن حديد - رؤساء بلا هيبة














المزيد.....

رؤساء بلا هيبة


فوزي بن يونس بن حديد

الحوار المتمدن-العدد: 4053 - 2013 / 4 / 5 - 22:00
المحور: كتابات ساخرة
    


أفرزت الثورات العربية شكلا جديدا من أشكال الحكم لم نكن نعهده، ولم نكن نعتقد يوما أننا سنكون أمام رؤساء جدد كانوا في وقت ما معارضين للحكم السائد في البلاد العربية التي حدثت بها ثورات شبابية أطاحت به في كل من تونس ومصر وليبيا واليمن، ولئن كان الرئيس في الماضي له هيبة خاصة بحكم البطش الشديد الذي كان يمارسه في نظام حكمه، واعتمد على البوليس كأداة لقمع كل صوت معارض يقول كلمته في بلاطه، فإن الرئيس الذي أفرزته الثورات العربية أصبح أضحوكة وألعوبة وصورة عالية من السخرية والاستهزاء.
بدءا من تونس التي كانت أول دولة التي اندلعت فيها الثورة ومنها انتقلت إلى دول أخرى، لم تكن تتوقع أن ينهار النظام السائد بسرعة وفي وقت قياسي ولم تكن المعارضة في ذلك الوقت مستعدة لتسلّم الحكم في البلاد فسادت الفوضى، ولولا الثقافة العالية التي كان يتمتع بها التونسيون والوعي الحضاري الذي يتحصّنون به لكانت البلاد قد سارت نحو الهاوية ولكنه لطف الله حماها من الوقوع في الوحل، بعدها وجدت الأحزاب المعارضة نفسها أمام مأزق تحمل المسؤولية وقيادة الشعب، وكان الإسلاميون هم أكثر حظا للعريضة الشعبية الكبيرة التي كانوا يتمتعون بها فاستطاعوا أن يسيطروا على المجلس التأسيسي في انتخابات حرّة ونزيهة وشفّافة، ولكن لما رأت حركة النهضة أن صلاحيات رئيس الجمهورية قد تقلّصت إلى حد كبير نأت بنفسها عنها وتركتها لشريكيها في الحكم المنصف المرزوقي ومصطفى بن جعفر، وصار جدال عميق بين الأخيرين حول مركز الرئيس ففاز به المرزوقي الذي كان من أشد المعارضين لنظام بن علي.
المرزوقي رجل حقوقي وطبيب لا شك في ذلك، لكن أن يكون رئيس دولة ففي ذلك نظر، اتهمه الكثير بأنه معتوه وأن مداركه العقلية لا بد أن تفحص من قبل طبيب مختص، شخصيته لم تكن جذابة لا شكلا ولا جوهرا ولم تكن لديه أدنى نوع من الكاريزما التي لا بد منها في شخصية الرئيس رغم ما يكتسبه من ثقافة عالية، فسلفه وإن كان ذا ثقافة متدنّية إلا أنه كان شخصية تغلب عليها الكاريزما المعروفة، لم يستطع المرزوقي إلى الآن أن يجذب إليه التونسيون ولم يستطع أن يقود البلاد لا داخليا ولا خارجيا مما أوقع الحزبين الآخرين المشتركين معه في حرج كبير ولا أظن أنه سيكون مرشح تونس الأول في الانتخابات المقبلة.
أما مصر، فيبدو أن مرسي قد عافه الكرسي من بداية حكمه، حاول أن يكون مهابا من أول يوم في حكمه، خطب في الشعب وأمام الشعب بلغة تغلب عليها العاطفة التي سرعان ما فارت واتضح أنه ألعوبة في أيدي الإخوان المسلمين الذين يبدو أنهم لم يفقهوا الحياة السياسية بعد، وظنّوا أن السياسة لعبة يمكن أن يمارسها من كان، حتى ولو لم يملك من الخبرة شيئا، أصبح مرسي في عامه الأول كتلة من اللهيب والنار بين الإخوان ومعارضيهم ولو فسّر الرئيس مرسي للشعب أنه ليس من الإخوان ولم يعد يمثلهم بأي حال كان، لانضمت إليه جميع الطبقات والفئات ولكنه اختار أن ينهج منهج سلفه في اختيار الحزب الواحد لقيادة البلاد ففشل وأصبح محل سخرية واستهزاء حتى في البرامج التلفزيونية، وتتفرج عليها شريحة كبيرة من الشعب حتى اقتنع فعلا أنه يجب أن يرحل وهو لم يكمل عامه الأول.
وفي ليبيا الجريحة، حيث الفوضى العارمة والانهيار الأمني المتواصل، لم تستطع أن تتوافق على رئيس واحد، بل ظل رئيس الوزراء يتوارى من الخوف من سوء تصرف المقاتلين الذين يبدو أنهم يريدون إقامة الحدود وتطبيق الشريعة في شعب لم ينهض من كبوته، ولم يستردّ عافيته من حرب ضروس أكلت الأخضر واليابس، فليس هناك في ليبيا من هو قادر على حكم البلاد وفرض الأمن والاحتكام للقانون، والشعب الليبي وإن كان يمارس حياته بعفوية وتلقائية ودون نظام وجد نفسه أمام أشباح وأشباه الرجال لا يقدرون على شيء مما كسبوا.
ويبقى اليمن السعيد الذي بدا حزينا، واستفاق فجأة على رجل صنعته قطر وأتباعها، وجد نفسه أمام معضلة الجنوب الذي يطالب بالانفصال وجملة من المشاكل أبرزها الاقتصاد المنهار أصلا، فهل يستطيع عبد ربه أن ينقذ البلاد وهو الرجل الصامت في عهد صالح؟



#فوزي_بن_يونس_بن_حديد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بكاء الطفل .... متعة
- أمي... قرة عيني
- أمي .. قرة عيني
- في رحاب الفكر
- وقاحة جنسية
- البراءة تتألم
- قد شغفها حبّا
- وكشفت عن ساقيها
- لغة القتل تتواصل
- ثقافة التغريب
- قصتي مع ذبابة
- ماذا لو تنحى بشار الأسد
- معركة الاستمتاع
- رسالة من السماء
- هل تتم المصالحة الفلسطينية؟
- الكويتيات متبرجات
- ماذا حققت المرأة التونسية بعد الثورة
- أزلام الإعلام يتحدثون
- البحث عن السعادة
- هل المرأة تفكّر؟


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فوزي بن يونس بن حديد - رؤساء بلا هيبة