أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - وجيهة الحويدر - سيدتان ثائرتان وبراكين تنتظر!














المزيد.....

سيدتان ثائرتان وبراكين تنتظر!


وجيهة الحويدر

الحوار المتمدن-العدد: 1165 - 2005 / 4 / 12 - 11:43
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


الرائدة في البنك الدولي والمنسقة لشؤون الشرق الأوسط "شاها علي رضا"، والبرلمانية الناشطة في حقوق المرأة "ايان هريسي علي"، سيدتان تختلفان تماما في المنشأ، وتتفقان في التوجه والمنحى..الأثنتان عاشتا في السعودية لفترة من الزمن كإحدى محطات حياتهما المثيرتان للجدل..



"شاها علي رضا" سيدة في الخمسينيات من عمرها، تنحدر من أصول ليبية، والدها كان من المناهضين لنظام العقيد القذافي. شاها ولدت في تونس وترعرعت في السعودية. سافرت في السبعينيات للدراسة في بريطانيا، وحصلت على درجة الماجستير في العلاقات الدولية من جامعة "أكسفورد". الجدير بالتنويه إليه عن السيدة شاها، أنها عشيقة المفكر السياسي البولندي الأصل "بول ولفويتز" الذي كان نائب وزير الدفاع "رونالد رامسيلفد"، والمرشح حاليا لرئاسة البنك الدولي. يقال أن "شاها" هي المؤثر الأول في حياة ولفويتز، واضع خطة حرب العراق التي أدت إلى إسقاط اشد الأنظمة العربية فاشية. يُعد ولفويتز منسق الاستراتيجيات الشرق اوسطية، ووراء مشروع نشر الديمقراطية في العالمين العربي والإسلامي. "شاها" أيضا ناشطة في مجالات حقوق المرأة وتؤمن بعنف أن الديمقراطية لابد أن تحل في الشرق الأوسط الكبير حتى لو تطلب الأمر استخدام طرق الإكراه واستعمال "الكرباج". تُعتبر "شاها" امرأة ذات سلطة قوية ونفوذ كبير في أمريكا، بحكم قربها من اشد صقور الإدارة الأمريكية سياسة وأكثرهم حنكة ونباهة.



"ايان هريسي علي" ابنة الثلاثينيات صومالية الأصل. ترعرعت بين أحضان الصومال وكينيا والسعودية. فرّت إلى هولندا وهي في العشرينات هاربة من زواج غير اختياري ، وعاشت هناك لسنوات في ملاجئ المهاجرين. بعدها عملت في مهن مختلفة منها مترجمة للمهاجرين، ومنظفة للبيوت، من اجل أن تُكمل دراستها في العلوم السياسية. بعد عمل سياسي شاق تمكنت "ايان هريسي" من أن تدخل كعضو فعال في البرلمان الهولندي وكممثلة للحزب الليبرالي. تُعد "ايان" اليوم من أشهر الناس في الساحة السياسية الهولندية، ومن اشد المحاربات للعنف ضد المرأة خاصة في الدول الإسلامية. هي من اوحت للمخرج الرديكالي "ثيو فان كاخ" بإنتاج فلم "الخضوع" الذي هزّ مشاعر مسلمي العالم وهيج قريحتهم، وعلى أثره قُتل المخرج "كاخ" على يد أصولي مغربي في نوفمبر 2004. "ايان هريسي" حاليا تعيش في قاعدة عسكرية، وتحت حراسة مشددة لأن حياتها مهددة من قبل الأصوليين المسلمين بسبب حملاتها الشرسة ضد الاسلام وضد القوانين المجحفة المطبقة على المرأة المسلمة.



"شاها" و"ايان" امرأتان قويتان وناشطتان في القضايا السياسية الساخنة وفي مجال حقوق المرأة. فهما أثرتا بشكل ملحوظ ومباشر على العالم العربي والإسلامي، بالرغم من بعدهما عنه. القاسم المشترك في حياتهما هو: ان الاثنتين تجرعتا من القهر كونهما عربيتين وذاقتا مرارة العيش كنساء في السعودية. لا احد يستطيع أن يُنكر اليوم أن النساء في السعودية يكابدن اشد القوانين صرامة، ويصارعن أكثر العادات قسوة واحتقارا للمرأة. فالمرأة السعودية هي الوحيدة في العالم التي لا يُسمح لها بقيادة السيارة. ايضا لا يُؤذن لها بالقيام بأي عمل حتى في الحصول على رعاية صحية كإجراء عملية، سوى بموافقة من ذكر يُطلق عليه محرم.



إذا غضب "شاها علي" وسخط "ايان هريسي" على أوضاع المرأة المسلمة المزرية لم يأتِ من فراغ، ولم تَحبل نفسيهما بذاك النفور الشديد مما يجري للمرأة بدون سبب، فهما كابدتا القهر والتهميش والتغييب في السعودية. معظم النساء السعوديات صابرات على الضيم، ومحتسبات لله. لكن صمت المرأة المطبق ليس دائما مؤشر رضا وقبول. فالسعوديات يحملن في داخلهن أطنانا من الشعور بالغضب والاستياء والإحساس بالغبن الدفين بسبب الأغلال التي تكبل أيديهن وأرجلهن وتخنق أنفاسهن. كل سُبل العيش الكريم بالنسبة للمرأة في السعودية مقرون بارتباطها برجل سواء كان أبا أو أخا أو زوجا أو ابنا. في أعراف مملكة الهيمنة الذكورية هذه كرامة المرأة محفوظة في مكانين لا ثالث لهما البيت والقبر.أحلامها تحوم فقط في الايطار الذي يحدده لها ولي امرها، مما شل كيانها وسلب كينونتها.



إذا ما استمر الحال على ما هو عليه الآن ، وظلت حياة النساء في السعودية تحت وصاية الرجال ورهن إرادتهم ..فهناك ملايين النساء من أمثال "شاها" و"ايان" سيتوالدن ويتكاثرن ويصبحن كالبراكين الخامدة التي لا احد يعلم عن اللحظة التي ستتفجر فيها، وتلفظ حممها الحارقة لتنسف بها كل من يقترب منها أو يمسها..فالحذر كل الحذر من المرأة الحليمة إن غضبت...



#وجيهة_الحويدر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خصوصية أم إرهاب مرضي عنه؟؟؟
- كفوا عن هذا الردح المبتذل..فقضايا النساء العربيات حقوقية
- متى بدأت الدائرة؟
- من أين تبدأ الدائرة؟
- ليلى في العراق مريضة ..فأين المداوي؟
- ما مدى بشاعة قهر الذكور للذكور!؟
- مَن سيكن بشجاعة هذا الرجل يا ترى؟
- مدننا -الآمنة-
- انا سوسنك يا والدي
- مناجاة بين طهران والظهران
- سُخف واستخفاف حتى الثمالة
- من اجل ذاك القنديل
- العالم يقطر انسانية
- رغد وعائشة ورانيا..حالات عَرَضية أم عاهات مستديمة؟
- إن كيدهم أعظم
- الى متى سيظل تاريخ الحضارة الإنسانية يُلقن مبتورا؟
- هل توجد هناك علاقة بين تناسق الجوارب وإزهاق الروح؟
- قذارة امرأة وازدواجية عالم ذكوري
- لاستاذ حيّان نيّوف.. الاحتضار هو حين تسكن روحك جسد انثى عربي ...
- خرافة سندريلا المسكينة تمتهن الأنثى ومادونا تعيد إليها الروح


المزيد.....




- المؤتمر الختامي لمكاتب مساندة المرأة الجديدة “فرص وتحديات تف ...
- جز رؤوس واغتصاب وتعذيب.. خبير أممي يتهم سلطات ميانمار باقترا ...
- في ظل حادثة مروعة.. مئات الجمعيات بفرنسا تدعو للتظاهر ضد تعن ...
- الوكالة الوطنية بالجزائر توضح شروط منحة المرأة الماكثة في ال ...
- فرحة عارمة.. هل سيتم زيادة منحة المرأة الماكثة في البيت الى ...
- مركز حقوقي: نسبة العنف الأسري على الفتيات 73 % والذكور 27 % ...
- نيويورك تلغي تجريم الخيانة الزوجية
- روسيا.. غرامات بالملايين على الدعاية لأيديولوجيات من شأنها ت ...
- فرنسا: مئات المنظمات والشخصيات تدعو لمظاهرات مناهضة للعنف بح ...
- السعودية.. إعدام شخص اعتدى جنسيا على أطفال بالقوة وامرأة هرب ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - وجيهة الحويدر - سيدتان ثائرتان وبراكين تنتظر!