سلام خماط
الحوار المتمدن-العدد: 4053 - 2013 / 4 / 5 - 10:36
المحور:
مقابلات و حوارات
حوار مع الاستاذ محسن خزعل المسؤول السابق للجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في مدينة الناصرية ينشر لأول مرة بمناسبة الذكرى التاسعة والسبعون لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي.
كل الكتاب الذين تناولوا سيرة الحزب الشيوعي العراقي عبر مسيرتهم النضالية الطويلة اجمعوا على ان العمال والفلاحين هما الركيزة الأساسية لهذا الحزب والعكاز الذي يتوكأ عليه ,ولكي تكون قياديا شيوعيا ناجحا لابد لك من مجالسة هؤلاء والاستفسار عن أحوالهم وان تنذر حياتك من اجل الدفاع عنهم والمطالبة بأخذ حقوقهم , في الناصرية في بداية الثلاثينات من القرن الماضي وفي هذه المدينة أسست أول خلية للحزب الشيوعي في العراق ضمت من بين أعضائها أصحاب المهن والحرف من نجار وقصاب وعامل البناء فكانت هذه اللبنة الأولى التي تأسس عليها هذا الحزب والذي مضى على تأسيسه أكثر من 7 عقود ,فأصبح تاريخ تأسيسه مرتبط بالتاريخ السياسي للعراق منذ تلك اللحظة حتى الآن حيث قدم قافلة من الشهداء عبر مسيرته الطويلة لا اعتقد ان هنالك حزب في العالم قد قدمها على الإطلاق والسبب الحقيقي وراء قافلة الشهداء هذه هو ثباته على مواقفه الفكرية فوضع لكل مرحلة مشروعا وطنيا كما يطرحه اليوم في ظل العملية السياسية التي أعقبت سقوط الدكتاتور منتهجا سياسة الاحتكام إلى العقل وكبح جماح القتلة ومشعلي الفتن الطائفية ,فلم تكن لديه ميليشيا ولم يحمل أعضائه السلاح بل حملوا الفكر والقلم وحرصوا دائما وعبر مسيرتهم النضالية على استنهاض الجماهير وتذكيرها بحقوقها المسلوبة متصدرين للموقف من اجل انتزاع هذه الحقوق المشروعة ان لم يكن مطالبين بها , وفي الناصرية لابد لنا ان نتحدث عن تاريخ هذا الحزب الذي قاد التظاهرات عام 1948 ضد معاهدة بورتسموث منددا بها ومطالبا بالانسحاب من كل التحالفات المشبوهة بالتعاون مع القوى الوطنية الأخرى منطلقا من مقولة مؤسسه فهد وشعاره المعروف (قووا تنظيم حزبكم ,قووا تنظيم الحركة الوطنية )كما وقاد الحزب الشيوعي في الناصرية الاحتجاجات عام 1954 وشارك في انتفاضة عام 1956 ابان العدوان الثلاثي على مصر متحديا دوائر الأمن والأجهزة البوليسية التي شنت حملة اعتقالات واسعة طالت العديد من أعضائه وزجت الكثير منهم في السجون ونفي البعض الأخر الى معتقلات الشعيبة ,ولم تنطفئ جذوة تلك الانتفاضة في قلوبهم بل استمرت حتى توجت بثورة 14 تموز عام 1958 . ولا يستطيع كائن من كان ان ينكر مشاركة الشيوعيين في الانتفاضة العراقية عام 1991 والتي كانت بحق اكبر صفعة بوجه الدكتاتور والتي قدم الشيوعيون العدد الاكبر من الشهداء بعد قمعها .
كان لنا هذا اللقاء مع الأستاذ محسن خزعل المسؤول السابق لمحلية الحزب الشيوعي العراقي في مدينة الناصرية .
هل تعتقد ان للتيار الديمقراطي سيكون له نصيب في الانتخابات المقبلة لمجالس المحافظات ؟
- نحن موقنون تماما ومن خلال تجاربنا التي استمرت لعشرات السنين ان النجاحات سوف تكون لصالح التيار الديمقراطي كونه يرفض الواحدية التي من خلالها تريد بعض القوى الهيمنة على المشهد السياسي بينما يسعى التيار الديمقراطي الى التداول السلمي للسلطة ,كما اننا نؤمن إيمان بلا حدود بان الشعب هو مصدر القوة ومصدر التغيير وان الإسلام السياسي لم يقدم ما هو مفيد لما انتظره الشعب بعد التغيير لذا فان الخطوط البيانية ستكون لصالح التيار الديمقراطي ,لاسيما ان التيار اليوم نجح باستقطاب العديد من الاحزاب الليبرالية والعلملنية التقدمية .
يعتقد البعض ان هنالك من يدفع بالأوضاع في العراق الى المربع الأول ؟
- هنالك تناقضات رئيسية وأخرى ثانوية وان التناقض الكبير ما بين القوى المتنفذة والتي لا يوحدها نظام ولا برنامج لذا تتصارع على مصدر القرار , هنالك قوى تدفع بالعودة الى المربع الأول والى حرب أهلية بما لا يحمد عقباه بل هنالك أبواق تدفع الى تدويل القضية العراقية والذي سيؤدي الى سلب استقلال العراق ,وان من الداعين الى استقلالية البلد والى خلاصه هم أنفسهم سيدفعون بالعراق الى العودة الى ما قبل المربع الأول ,ونحن في الحزب الشيوعي سعينا ونسعى ابتداء من المؤتمرات التي سبقت سقوط الصنم من ان مصير الشعب من المفترض ان يكتب بأيدي أبناءه وان مستقبله يجب ان يرسم بأيادي الخيرين من أبناءه كذلك لذا فنحن مستمرون في طرح رؤانا المحكومة بالشواهد من ان اللون الواحد غير مؤهل لقيادة البلد ولا تستطيع اي قوة ان تنهض بأعباء العملية السياسية إلا من خلال مشاركة الجميع سواء كانوا تحت قبة البرلمان او خارجه .
ما هي الأسباب الحقيقية وراء النتائج غير الجيدة التي حصلتم عليها في الانتخابات السابقة ؟
- نحن في الحزب الشيوعي وضعنا برنامج متكامل لخوض الانتخابات يلامس كل الشرائح وملما بكل الجوانب السياسية والثقافية والاجتماعية من اجل بناء عراق حر منفتح على المحيط الإقليمي والعربي والدولي ,لكن الخلل ليس في الحزب وما حصل عليه ولو عدنا الى المعادلة الحسابية لمجموع الأصوات التي حصلنا عليها من قواعدنا المنتشرة في عموم العراق لوجدنا ان هنالك تطور ونمو في القوى المساندة للحزب ,لكن هنالك أسباب عديدة وراء ما حصل من نتائج غير مرضية منها كما تعرفون القانون الجائر للانتخابات والذي فصل على مقاسات القوى الكبرى الماسكة للسلطة إضافة الى ذلك استغلال نسبة الأمية والجهل واستخدام المال السياسي والمال العام إضافة الى التزوير الذي لحق بالعملية الانتخابية ,وتدني مستوى الوعي الانتخابي إضافة الى سرقة أصوات من لم يتعدوا العتبة الانتخابية وإضافتها الى الفائز الأكبر وليس الخاسر الأفضل وأخيرا توزيع المقاعد التعويضية على القوائم الكبرى ,من هنا سوف نجاهد مع القوى الخيرة على تغيير هذا القانون الجائر ,وقد أكدت المحكمة الاتحادية على عدم شرعية توزيع المقاعد التعويضية الا ان هذه المحكمة لم تأخذ بنقضها للقرار وكان من المفترض ان يكون تأثيرها بأثر رجعي لكنها اكتفت بان لا يغير هذا النقض من نتائج الانتخابات ,وهذا يؤكد أننا ظلمنا بشكل مركب للنقاط الأنفة الذكر وللنقض كذلك ,لكن التعديل الاخير على قانون الانتخابات سوف يعطي الفرصة لصعود القوى الديمقراطية لشغل مقاعد في مجالس المحافظات .
ما هو تقيمكم للوعي السياسي لدى المواطن العراقي ؟
- لا زال الوضع السياسي مرتبك نتيجة للضبابية التي تمتلكها بعض القوى المتنفذة والتي لم تعط المواطن أحقيته في المشاركة في صنع القرار مما أدى إلى رفض ونفور المواطن من هذا الوضع بسبب ضعف الأداء الحكومي وعدم تقديم الخدمات حتى وصل الحنق بهذا المواطن الى حد الكفر بالوضع الجديد وهذا يستدعي من القوى السياسية ان تقف بجدية وتنفذ ما وعدت به الشعب من خلال حملاتها الانتخابية السابقة وتحترم خيارات المواطن وإرادته وحقه في انتخاب ممثله الأصلح ، نعتقد ان الوعي السياسي لدى المواطن يحتاج الى فترة كي يكون ناضجا .
ما هو موقف الحزب الشيوعي من تأسيس التجمعات الثقافية في العراق ؟
- الحزب الشيوعي كان ولا زال داعما ومدرسة ومشروع للثقافة العراقية قديما وحديثا وقد استهدف الإرهابيون المشروع الثقافي للشهيد كامل شياع فهم لم يغتالوا الشهيد كامل بل أرادوا اغتيال الثقافة ,وان تأسيس التجمعات الثقافية تعتبر من الايجابيات التي لا تتقاطع مع مشروعنا الثقافي شريطة ان تتحلى بالثقافة الوطنية وتسعى لدعم المشروع الوطني ,لذا لا يوجد تقاطع في ثقافة الحزب ضد هكذا نشاطات وفعاليات بل نحن داعمون لإنجاح هكذا مشاريع وطنية .
ماذا تقول للشيوعيين بمناسبة الذكرى التاسعة والسبعون لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي ؟
- لا اقول اكثر مما جاء في بيان الحزب الشيوعي العراقي بمناسبة الذكرى التاسعة والسبعون والذي جاء فيه " انه لمما يثير السخط والغضب ان تتواصل المساعي المحمومة، الهادفة الى تأجيج النعرات الطائفية ، والى تشويه وعي الناخبين عبر النفخ في صورة الولاءات الفرعية والثانوية، وتسخير ذلك كله لصرف الانتباه عن التصويت انطلاقا من المصالح والطموحات المشروعة.
ومن جانبنا نتطلع، مع ابناء شعبنا، الى أن تكون هذه الانتخابات ممارسة تتجلى فيها حرية الاختيار والنزاهة والشفافية، وتنعكس إرادة الملايين ويتجسد السلوك العصري المتحضر، المستند الى المنافسة الديمقراطية الحرة والبرامج السياسية ، بعيدا عن الاملاءات والإكراه والضغط المعنوي والمادي ، والتزوير وتزييف ارادة الناخبين وتخريب وعيهم.
لنجعل من الذكرى التاسعة والسبعين لتأسيس حزبنا مناسبة لتحدي الواقع المرير ، ولمواجهة التعقيدات والصعوبات الراهنة .. مناسبة لإشاعة الأمل وتدشين مرحلة جديدة من النشاط والنضال المثابرين من اجل الدولة المدنية الديمقراطية والعدالة الاجتماعية ، وكي تبقى راية الحزب خفاقة ومسيرته حثيثة على طريق الوطن الحر والشعب السعيد.
عاش الحزب الشيوعي العراقي
المجد لشهدائه الأبرار، وشهداء الحركة الوطنية كافة
الظفر الأكيد لشعبنا في نضاله المتفاني لبناء العراق الديمقراطي الفيدرالي الموحد المستقل.
حاوره / سلام خماط
#سلام_خماط (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟