أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - حسين محمود التلاوي - بعد 9 أشهر... ألم يولد مشروع النهضة بعد؟!















المزيد.....

بعد 9 أشهر... ألم يولد مشروع النهضة بعد؟!


حسين محمود التلاوي
(Hussein Mahmoud Talawy)


الحوار المتمدن-العدد: 4053 - 2013 / 4 / 5 - 00:32
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


تولى الدكتور محمد مرسي رئاسة مصر رسميا في الأول من يوليو عام 2012 كأول رئيس منتخب للبلاد بعد ثورة 25 يناير 2011. وقد جاء إلى سدة الحكم بعد ترشحه عن حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين جاعلا برنامجه الانتخابي بعنوان "مشروع النهضة". والآن وقد حل شهر أبريل من عام 2013 يكون قد مر على تولي مرسي للرئاسة 9 أشهر بالضبط، وهذه الفترة تساوي تماما فترة حمل أنثى الإنسان في وليدها، فلماذا لم يولد مشروع النهضة بعد رغم مرور هذه الأشهر التسعة؟!
سيكون من الجيد في السطور التالية إلقاء الضوء على الواقع المصري العام بما يتيح لنا أخذ نظرات خاطفة من هنا وهناك قد تساعد في تعريفنا بالسبب في تأخر ولادة مشروع النهضة رغم مرور هذه الأشهر التسعة. ولكن السؤال هو: من أين نبدأ؟!

نظرة داخلية!
ربما يكون البدء بإلقاء نظرة على جماعة الإخوان المسلمين من الداخل منطلقا جيدا نحو فهم بعض أسباب تعثر ولادة المشروع. من المعروف للجميع أن السيطرة حاليا على مكتب إرشاد الجماعة ومجلس شوراها هي لتيار القطبيين، وهو التيار المتشدد فيها. وكذلك من المعروف أيضا أن المهندس خيرت الشاطر رجل الأعمال البارز هو العقل المفكر للجماعة و"دينامو" حركتها السياسية والاقتصادية. ما العلاقة بين الأمرين؟ وما العلاقة بينهما وبين تعثر ولادة مشروع النهضة؟!
أدت سيطرة القطبيين على الجماعة إلى أن سعى الإخوان المسلمون لتمكين توليهم السلطة مدعومين في ذلك بكتلة تصويتية كيبرة جزء منها انتخب مرشحي الجماعة عن اقتناع وأجزاء انتخبتهم نكاية في مرشحي الحزب الوطني السابق مع جزء كبير انتخبهم بسبب الخدمات الاجتماعية وانتشار الجهل السياسي بين أفراد المجتمع المصري بنسبة ليست باليسيرة. هذا السعي الإخواني لم يتسم بالرشادة، فلو كان الإخوان المسلمون اعتمدوا على الكتلة التصويتية فحسب، لكن خيرا لهم، ولكنهم سعوا إلى ممارسة أسوأ سياسات الإقصاء من خلال التحالف مع المجلس العسكري وذلك في الفترة الانتقالية التي أعقبت تنحي الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك. وليس أدل على ذلك من أحداث محمد محمود التي لولاها لما أعلن المجلس العسكري جدولا زمنيا للرحيل عن السلطة. ففي تلك الأحداث، اتهم قادة الجماعة الشباب المتظاهر بالعمالة وما إلى ذلك من رزنامة الاتهامات المتداولة للآن، ولكن ما أن أسفرت الأحداث عن إعلان المجلس العسكري عن الجدول الزمني، حتى كال الإخوان المسلمون المديح للشباب!!
استمر الإقصاء بشكل واسع بعد تولي الإخوان المسلمين الرئاسة حيث انفردوا بإعداد الدستور زاعمين أن الأغلبية لها الحق في ذلك، متناسين أن الأقلية — أي كان نوعها — لها متطلبات لا تستطيع الأغلبية معرفتها أو الوفاء بها مهما كان. نسي الإخوان المسلمون أن وجود غالبية من الإناث في أحد المنازل لا يعطيهن الحق في أن يطلبن من القلة من الذكور أن يلبسوا ملابس النساء، والعكس صحيح، فلو كانت الأغلبية في أحد المنازل للذكور، لما كان لهم الحق في أن يطلبوا من الإناث أن يرتدين زي الرجال. ولكن على هذا المنوال سار الإخوان المسلمون في إعداد قانون مباشرة الحقوق السياسية وغيره من القوانين التي تصب قلبا وقالبا في مصلحة الجماعة. كذلك كان هناك مسارعة نحو تمكين رجال الأعمال الإخوان من اقتصاد البلاد عن طريق الأموال القطرية التي تدفقت في مختلف المجالات، حتى وصل الحال إلى أن يقوم طاقم تحكيم قطري بتحكيم لقاء كرة قدم في الدوري المصري!
إذن، انشغل الإخوان المسلمون بتمكين أنفسهم في البلاد بعيدا عن تطبيق مشروع النهضة الذي لم تتضح للآن له معالم، وبالتالي بعدوا كثيرا عن مصطلحات مثل "نهضة البلاد" و"مبادئ الثورة" وغير ذلك من الأحلام التي سقط من أجلها المئات من الشهداء والآلاف من الجرحى.
النظرة الداخلية نفسها تتيح لنا أن نعرف أن هناك فريقين داخل الجماعة، الفريق الأول هو فريق المهندس خيرت الشاطر الراغب في جني ثمار الوصول إلى السلطة وهو الفريق المدعوم أيديولوجيا بالفكر القطبي. أما الفريق الثاني فهو فريق الرئيس مرسي الذي وجد أن لكرسي الرئاسة حسابات أخرى لا يمكن معها الانطلاق نحو مشروع التمكين بالسرعة التي يرغب بها أفراد الجماعة، ومن ثم بدأ الصراع بين الطرفين.
قبل أن يقول قائل إن هذا الحديث يمثل رجما بالغيب، أطلب فقط قراءة عناوين جريدة "الحرية والعدالة" المدعومة من جناح مرسي، والتي هاجمت رابطة مشجعي النادي الأهلي "ألتراز أهلاوي"، ويقارنها بتصريحات المهندس خيرت الشاطر التي أثنى فيها على أعضاء الرابطة!! التصريحات موجودة لمن أراد البحث والمقارنة. كذلك جاءت انتقادات من داخل الجماعة لحكومة الدكتور هشام قنديل وسرى بعض الحديث عن إمكانية تولي الشاطر نفسه رئاسة الحكومة، إلا أن الرئاسة سرعان ما نفت أية إمكانية لتغيير الحكومة.
من المفهوم أن تحدث صراعات سياسية وانقسامات بين أفراد أية قوة سياسية، ولكن أن تنتقل هذه الصراعات إلى البلاد نفسها فهذا الأمر غير مقبول على الإطلاق. هذا ما يحدث داخل جماعة الإخوان المسلمين وانطبع أثره على إدارتها لشئون البلاد عبر السلطة التشريعية ممثلة في مجلس الشورى والسلطة التنفيذية ممثلة في الرئاسة والحكومة.

وأخرى أخلاقية!
بعد أن ألقينا نظرة سريعة على داخليات الجماعة، يمكننا أن نلقي نظرة أخلاقية عليها. وهذه النظرة تنطلق من تعليقات الدكتور محمد حبيب النائب الأول السابق لمرشد الإخوان والذي انفصل عن الجماعة في أعقاب الثورة. الدكتور محمد حبيب من المعروف عنه أنه هادئ ويغلب البعد الأخلاقي في الممارسة السياسية، وهو ما عابه على الإخوان المسلمين بالبعد عن الأخلاقية في ممارسة السياسة. فقد أكد الدكتور حبيب أن مرسي أصبح رئيسا بما يزيد قليلا على نصف الأصوات الصحيحة، ولكنه ليس رئيسا لهذا النصف فقط، ولكنه رئيس لكل المصريين، مشيرا إلى أن ممارسات جماعة الإخوان المسلمين أدت إلى ظهور مرسي باعتباره رئيسا لهذا النصف فقط، بل رئيسا للجماعة لا حتى لهذا النصف.
البعد الأخلاقي غاب عن الإخوان المسلمين في ممارستهم سياسة "فرق تسد" بين مؤسسات الدولة، فقد ظهر محلل إستراتيجي أكد أن الرئيس مرسي قام ببعض الإجراءات التي من شأنها الوقيعة بين القوات المسلحة والمخابرات العامة، مؤكدا أن هاتين المؤسستين على التزام كامل بحماية الأمن القومي المصري بعيدا عن المهاترات السياسية. وما يعزز من صحة تصريحات هذا المحلل ما نشره الموقع الرسمي للجماعة وهو إخوان أون لاين من أن الجماعة تعتزم ترشيح عضوها البارز الدكتور محمد البلتاجي لرئاسة المخابرات المصرية، وهو الخبر الذي سرعان ما حذفه الموقع كعادته.

مشروع النهضة... هل هي النهضة؟!
يحلو للبعض التندر بشأن مشروع النهضة مشبهين إياه بـ"الفنكوش" ذلك المنتج الوهمي الذي كان محورا للفيلم السينمائي "واحدة بواحدة" بطولة الفنان عادل إمام والفنانة مرفت أمين، والذي أعلن عنه مدير وكالة إعلانية يلعب دوره إمام في محاولة لرفع مكانة الوكالة في مجالها. إلا أن الخطأ الذي وقع فيه هذا المدير هو أن الفنكوش كان منتجا خياليا بلا وجود. وهنا يمكن الشبه بين النهضة والفنكوش.
لكن مدير الوكالة كان أكثر حصافة من الإخوان المسلمين لأنه سارع بدفع أحد العلماء لابتكار منتج كيفما اتفق، وأعلن عنه باعتباره "الفنكوش" المرتقب، وكان المنتج منافسا قويا للخمور مما دعا أصحاب توكيلات الخمور إلى شراء الملكية الفكرية للمنتج لضمان عدم توقف تجارتهم؛ فحقق مدير الوكالة ربحا خياليا من الفنكوش.
لكن الإخوان المسلمين فشلوا في ذلك، فسارعوا إلى الاقتراض من صندوق النقد الدولي قافزين فوق كل انتقاداتهم السابقة للنظام المخلوع بسبب سياسة الاقتراض، وكذلك فوق كل الموانع الشرعية التي كثيرا ما ساقوها لتبرير انتقاداتهم للنظام، وأيضا فوق كل المبادرات وآخرها مبادرة التيار الشعبي لدعم الاقتصاد من الإنتاج المحلي بدلا من الاقتراض، وهي كذلك المبادرات التي كثيرا ما نادى الإخوان المسلمون بأن تطبق، عندما كانوا في موقع المعارضة.
يكفي موضوع القرض دليلا على خلو مشروع النهضة من أية أطر حقيقية للنهوض بالاقتصاد المصري. وبدلا من أن يسعى الإخوان المسلمون إلى إصلاح هذه الفجوة بالتعاون مع القوى السياسية الأخرى، وجدنا الملاحقات القضائية والحروب السياسية والتصريحات العنترية وخنق حرية التعبير وغلق القنوات التليفزيونية ومحاكمة الإعلاميين. كان هذا هو الأسلوب الذي سعى به الإخوان المسلمون إلى مداراة عيوب مشروعهم النهضوي.

إذن، انشغل الإخوان المسلمون بمحاولة فرض سيطرتهم على الدولة، كما انشغلوا بصراعاتهم السياسية عن إدارة البلاد بصورة أخلاقية متخفين وراء عباءة الدين ومشروع خاوي المضمون، أشبه بمولود مبتسر، ولكن التخوف الحقيقي هو أن تؤدي هذه الولادة المتعسرة إلى وفاة الأم وهي في حالتنا هذه الدولة المصرية بكل رموزها وتاريخها. فعلا إن المقام يضيق عن ذكر المخازي التي ارتكبها الإخوان المسلمون في مساعهم نحو السيطرة على السلطة في مصر، والتي أساءوا فيها لكل الرموز من الأشخاص كالزعيم الراحل جمال عبد الناصر إلى الرموز كمؤسسة الأزهر الشريف. فهل تفيق المعارضة وتبدأ في اتخاذ إجراءات قوية للتصدي لكل هذه المهازل السياسية لجماعة الإخوان المسلمين قبل ضياع كل شيء؟!
******



#حسين_محمود_التلاوي (هاشتاغ)       Hussein_Mahmoud_Talawy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الإنسان -الحر- أسطورة؟؟!! الذات الإنسانية قيدا وقائدا
- القومية العربية... ألا تزال حية؟!
- الثقافة العربية الإسلامية... هل نحن أمام خطأ تعبيري؟!
- الخطايا... كيف تخسر الطبقة الوسطى صراع بقائها بالنيران الصدي ...
- الطبقة الوسطى... العميل السري لأنظمة القمع العربية!
- 3 أرغفة لكل مواطن... 3 عمارات لكل مالك!!
- ملاحظات خاطفة على الفكر الهيجلي
- إحسان عبد القدوس... لماذا الآن؟!
- هند والدكتور نعمان... والحالة المصرية عربيًا!
- الثورة المصرية... ثورة لم تكتمل
- الحكاية الأحوازية المنسية عربيا
- ماذا تبقى لكم؟!
- رؤى حول بعض نظريات تفسير نشأة المجتمع وتطوره
- -العالم الآخر الممكن- لم يعد ممكنا!
- المنتدى الاجتماعي العالمي في مهد الثورات العربية... بين اليس ...
- المرأة بين حضارات الشرق والغرب
- الإسلام... بين النقيضين!
- شموئيل عجنون... القلم الكاذب
- الترجمة لفظا وتاريخا وعِلْما
- أصناف العقل الإنساني (3)


المزيد.....




- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...
- رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51 ...
- العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل ...
- أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع ...


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - حسين محمود التلاوي - بعد 9 أشهر... ألم يولد مشروع النهضة بعد؟!