أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - نافذ الشاعر - كيف حملت العذراء بالسيد المسيح














المزيد.....

كيف حملت العذراء بالسيد المسيح


نافذ الشاعر

الحوار المتمدن-العدد: 4052 - 2013 / 4 / 4 - 08:26
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


حمل مريم بالمسيح عليهما السلام، سر إلهي قد كشف العلم جزءا منه، وليكن معلوما أن هناك شهادات تؤكد ولادة آخرين من غير أب، ومثاله جدة أسرة "منجو" التي حكمت الصين في السنة السادسة ميلادية، حيث روي أنها حملت من دون زواج، فأثار الناس ضجة كبيرة، فأخبرتهم أن ملاكا ظهر لها وهي ترعى الغنم، وقال لها أن ألقي عليك نور الله، وستلدين ولدا سيكون ابنه ملكا على الصين، فولدت بعد تسعة أشهر ابنا، فشب ابنها وتزوج ولم تمض فترة طويلة حتى رزق ابنا ثم صار ملكا على الصين كلها..
فلا غرابة في ولادة المسيح عليه السلام من غير أب، إذ نجد في التاريخ ذكر ولادات عديدة مماثلة.!

وقد اختلف المفسرون قديما اختلافا كبيرا حول توضيح طريقة ولادة السيد المسيح، وكان أقربهم إلى العلم قول يرويه الإمام القرطبي في تفسيره، بصيغة المبني للمجهول دون أن ينسبه إلى أحد، قائلا: (وقال بعضهم لا يجوز أن يكون الخلق من نفخ جبريل؛ لأنه يصير الولد بعضه من الملائكة وبعضه من الإنس، ولكن سبب ذلك: أن الله تعالى لما خلق آدم وأخذ الميثاق من ذريته، جعل بعض الماء في أصلاب الآباء، وبعضه في أرحام الأمهات؛ فإذا اجتمع الماءان صارا ولدا. وأن الله تعالى جعل الماءين جميعا في مريم؛ بعضه في رحمها وبعضه في صلبها..)[1]
نكتفي بهذا الاقتباس العلمي ونضرب صفحا عن باقي الكلام لأنه كلام غيبي لا دليل علمي عليه، لنجد أن هذا القول هو اقرب التفسيرات إلى العلم الحديث، الذي يتوافق مع أبحاث "جان روستان" العالم البيولوجي الفرنسي في كتابه (الأمومة والبيولوجيا). وجان روستان كاتب وعضو في الأكاديمية الفرنسية، قسم حياته بين التجربة العلمية والنشاط الأدبي، وله أبحاث عن التوالد العذري، والاصطناعي، والتوالد بالمؤنث وحده، وازدواج الصبغيات عن طريق تبريد البيضة، والتشوهات الوراثية أو المكتسبة عند الضفدع، وغير ذلك.. كما يعود الفضل إليه، في التعريف بعلم الوراثة، وتحسين النسل، وقد عمل على نشر أسس المعارف البيولوجية..
يقول جان روستان: (يوجد في مبيض المرأة، بويضة بشرية ملقحة من دون تلقيح ذكر، وتستمر اثنا عشر يوما ثم تندثر، وإن بعض الأجنة يصل إلى مرحلة من التطور توافق مرحلة اليوم الثاني عشر للنمو الطبيعي للبويضة البشرية، فتتكون معالم للمشيمة.. وقد شاهد العالمان هوش ومورلو عند فتاة صغيرة الانقسام المجهض لبويضة عذراء. وفي عام 1964 أشار موربل -الاختصاصي بالأجنة- إلى وجود حالات من الانقسام دون تلقيح عند نسوة قد فارقن الحياة؛ بسبب التهابات حدثت في أيام النفاس، بعد عشرة أيام من وضع الجنين..
وهذا التوالد العذري بدون ذكر كثير الانتشار بين اللافقاريات وخاصة الحشرات، والفراش، والحشرات العصوية..
وكذلك إن الميل للتوالد العذري وراثي إلى حد ما عند الدجاج الهندي، ووصفت حالات من التوالد العذري غير المكتمل عند الجرذ والأرانب والنمس والقط، حيث برهنت أبحاث بانكوس على إمكانية تحقيق توالد عذري كامل، وذلك بفتح بطن الأنثى وتروية البوق الرحمي بتيار من الماء البارد، وبهذه الطريقة استطاع الحصول على ولادة عذرية كاملة..)[2]

وربما هذا ما أشار إليه الإنجيل في وصف المسيح: (الذي هو البداءة بكر من الأموات، لكي يكون هو متقدما في كل شيء)[3]
وقوله (هو البداءة) يعني سوف تكون ولادة المسيح بهذه الطريقة هي البداية وليست النهاية، يعني ربما يشهد المستقبل ولادات كثيرة من هذا النوع، فمن يدري؟
وقال أيضا: (الذي هو صورة الله غير المنظور بكر كل خليقة)[4]، والبكر معناه البداية، يقال: بَكَرْتُ أَبْكُرُ بُكوراً وتَبْكِيراً، وكلُّ من بادَرَ إلى الشيء فقد أَبْكَرَ إليه، والباكورَةُ: أول الفاكهة[5]
يعني سيكون هناك ولادات على نفس الشاكلة، لكنه هو البكر الذي جاء بهذه الطريقة..!

إذن، نخلص مما سبق أن القول الذي يرويه القرطبي، يتوافق مع قول (جان روستان) عالم البيولوجيا الألمعي، وملخصه: أن كل امرأة فيها إمكانية التوالد العذري بدون ذكر، وهناك بويضة ملقحة في كل أنثى تبقى في بعض الإناث إلى 12 يوما ثم تندثر. أما في مريم عليها السلام فإن المعجزة كانت في عدم اندثار هذه البويضة، وان الله عز وجل رعاها وجعلها تنمو وتكتمل إلى مدة 9 شهور ليأتي منها المسيح عليه السلام.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا لماذا جاء المسيح بدون أب؟
نقول إن في مجيء السيد المسيح بدون أب إشارة إلى أنه لم يكن في بني إسرائيل رجل يصلح لأن يحمل نطفة صالحة يأتي منها نبي، ولذلك فإن الله عز وجل جاء بالمسيح من غير أب. ومادام لا يوجد في بني إسرائيل رجل يصلح لأن يأتي من صلبه نبي، فإن هذا كان إرهاصا وإشارة بأن النبي القادم بعد المسيح لن يكون من بني إسرائيل، لأن النبوة سوف تنتقل من بني إسرائيل إلى أقوام آخرين.

--------------------------
حاشية:
[1]الجامع لأحكام القرآن: القرطبي، تفسير سورة آل عمران 4/93
[2] جان روستان: الأمومة والبيولوجيا، ص 83، 84، 93
[3] رسالة بولس إلى أهل كولوسي:1/18
[4] رسالة بولس إلى أهل كولوسي: 1/15
[5] الجوهري: الصحاح في اللغة:ج1/50



#نافذ_الشاعر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قافلة الرقيق
- في شغل فاكهون
- في البدء كان الكلمة
- التجسد
- حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون
- الصلاة الربانية وسورة الفاتحة
- في سيناء (سيرة ذاتية)
- السلام العالمي والإسلام
- غموض الشعر بين الحداثة ونظرية ابن خلدون
- أهل الكتاب
- السحر والعلم والشعر في سورة الشعراء
- مفهوم الحسنة والسيئة في الإسلام
- تأثر أحكامنا بالجمال
- الدروز في القرآن
- التشابه بين الثورات القديمة والمعاصرة (2)
- التشابه بين الثورات القديمة والمعاصرة (1)
- العلاقة بين الترجمة والتمثيل
- مفهوم الميثاق في سورة المائدة
- مفهوم الفتح في سورة الفتح
- التعرّف لا التعارف


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - نافذ الشاعر - كيف حملت العذراء بالسيد المسيح