الحب مشكول وشنحجي ونكول

خالد المنصور

الحوار المتمدن-العدد: 4051 - 2013 / 4 / 3 - 17:48
المحور: الادب والفن

من السوالف التي كنا نسمعها من الكبار ونحن صغار هذه الحكاية
راح اسولف لكم سويليفه
ذويلته مكيطيفه
بيه الحك وبيه الشك
وبيه خصيوات النينو
النينو يريد فلوس
والفلوس بجيب العروس
والعروس تريد بيضة
والبيضة ببطن الدجاجة
والدجاجة تريد ديج
والديج يريد حب
والحب عند الشحنة
محروس ومشكول
وشنحجي وشنكول
المتامل لهذه السردية يستشف من الدلالات مايختص بها اكثر من ناقد فقيه او محلل لجماليات واشارات النصوص فهي يبدو بدلالتها الشعبية والتعامل مع عقلية الطفل محاولة من الكبار لتفهيم الصغار باستحالة توفير مايطلبونه وهو النقود ولكن صيغت ببراعة استنادا الى مايؤثر في ذهنية الصغار من بساطة الطرح وغنائيته وكذلك قصر الجمل .كما انها بمفرداتها ليست غريبة وانما قريبة اشد القرب لبيئة الطفل وتفاصيل حياته اليومية اما مايمكن ان نربطه بواقعنا من واحد من تفاصيل السالفة الاوهو الحب المشكول الحب معروف وهو الحنطة اي القمح اما الشكل [والكاف هنا بمعنى القاف المبدلة مايقابلها صوت g مثل شكول اي ايش اقول ]الشكل ربما جاءت من شقل اي وزن واذا ماعرفنا ان الشكل [الشقل]الة من الخشب مستطيلة لها مقبض يستطيع الرجل حملها بواسطته وهذه الالة منقوش عليها اسم الله يمر بها بها الفلاح على كومة الحب المتروك بالعراء قبل تسويقه اوخزنه يمر على الكومة من الاعلى الى الاسفل لايبقى جزء من [الصبة ]الكومة وهذه الصبة اكيد جاءت من صب الشي حتى لو استعملت لصب الماء والحب عندما كان يصفى من التبن كانه يصب صبا ..يعمل الفلاح عمله هذا خوفا من اللصوص وكانت الحالة االاقتصادية ضيم وظلايم فعندما يصبح الصباح يتفحص زرعه فيعرف من اختفاء الخطوط واسم الله ان الحب قد سرق منه
ولان كلمة الله كانت مخيفة فلايتجرا احد على فعل هذا وان فعلها فهو يسرق لسد رمقه ورمق عياله رغم ان ذلك غير مبرر اخلاقيا ومااريد ان اختم به سالفتنا هو ان سراق زماننا لايسرقون لسد جوعهم لانهم لايجوعون فبطونهم حتى هي قد خدرت وانهم حتى لو مسطرة على اموال الناس كل القرائين وكل صحف ابراهيم وموسى واناجيل متى ولوقا واللي مايحضرني اسمه هم يمدون ايديهم ويبوكون

الهوامش
ذويلتها مكيطيفه ..اي مقطوعة الذيل
الحك .اي الحق والشك .معنى الشق
اما الشحنة فهو لقب من القاب حاشية الاقطاعيين [الملاكين ] مثل السركال والكيرخ والوكيل الذي هو اعلى منصب بعد الملاك

#خالد_المنصور (هاشتاغ)

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات